أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأسدي - مهمة ميركل وهولاند .. وفرصة السلام الأخيرة ....؟؟















المزيد.....

مهمة ميركل وهولاند .. وفرصة السلام الأخيرة ....؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 18:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



هناك نظام غير مكتوب التزمت به الدول الغربية طوال فترة الحرب الباردة بدءا من الرئيس هاري ترومان حتى بوش الأب يقول : " لا تتحدى موسكو في محيطها وسط وشرقي أوربا مجال نفوذها ". ففي أزمة برلين عام 1948و1961 وما عرف بالانتفاضة الهنغارية عام 1956 والجيكوسلوفاكية عام 1968 بقيت القوات الأمريكية في مواقعها. وبالنسبة للغرب يعتبر الألب خطا أحمرا لموسكو وهم يرونه خط الغرب الأحمر. وعندما ارسل الرئيس ريغان أسلحة الى المعارضين للحكومة الأنغولية ونيغارغوا وأفغانستان أرسل مساعدات الى جماعة نقابة التضامن البولونية في ميناء كدانسك اقتصرت على " مصروف جيب " وطابعات استنسل فقط mimeograph machine .

وهناك قاعدة وحيدة أخرى في السياسية الدولية الاستراتيجية تقول " ان الدول النووية لا يجب أن تدخل في حرب أبدا ". اعلان واشنطن الأخير بأنها أنها أرصدت ثلاثة بلايين دولارا مساعدات عسكرية وستبدأ مع حلول الربيع القادم بارسال أعداد من المدربين العسكريين والقوات الخاصة والمستشارين لبناء الحرس الوطني هو تطور خطير في السياسة الدولية. فبمثل هذا العدد الصغير من الجنود والمستشارين الأمريكيين الذين أرسلوا للفيتنام على دفعات منذ عام 1954 تجاوز 550 ألفا منهم 58 ألفا فقدوا حياتهم عدا الضحايا الفيتناميين الذين قدر عددهم بثلاثة ملايين بين قتيل وجريح.

المحافظون الجدد في واشنطن سواء في الكونغرس أو في وزارة الدفاع ينادون منذ زمن طويل للدخول في حرب مع روسيا بسبب سياستها تجاه ايران وسوريا وفلسطين. ولا يخفي هؤلاء سعيهم لتفتيت روسيا الى أجزاء بينما تشن وسائل اعلامهم حملة معادية ضد روسيا معتبرين الرئيس بوتين هتلرا جديدا. لا يحتاج المرء ليكون خبيرا عسكريا ليكتشف عواقب الحرب الأوكرانية لو انفجرت.الحرس الوطني الأوكراني الذي يبنيه الأمريكيون والمتطوعون الأمريكيون والقوات الخاصة والشركات الخاصة الأمريكية هذا كله استعداد للحرب. واشنطن التي لها قوات عسكرية فعالة في الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى والفلبين وأفريقيا وأفغانستان وباكستان وكوريا الجنوبية تملأ العالم ضجيجا بأن لروسيا 9 آلاف جندي في أوكرانيا. هل يفكر أحد بأن الروس الذين فقدوا 40 مليونا من الجنود والمدنيين في الحرب العالمية الثانية لن يحاربوا دفاعا عن وطنهم..؟؟

رغم كل ضجيج وهوس أمريكا حول التدخل الروسي في أوكرانيا هي في مأزق خطير، فحوالي عشرة آلاف من القوات العسكرية الأوكرانية محاصرة منذ أسابيع داخل مدينة Debltseve الاستراتيجية حيث يجري التعتيم عليه من قبل وسائل الاعلام الغربية. ومن غير معروف لحد الآن فيما اذا كان بين المحاصرين متطوعين وخبراء أمريكيين. المدينة المحاصرة هي ملتقى لأكثر خطوط القطارات في أوكرانيا وتقع على حدود منطقتي Luhans و Donetsk في شرقي أوكرانيا. وقد حققت قوات المعارضة تقدما على الأرض بتوسيع سيطرتها على منطقة جديدة تقدر مساحتها بحوالي مائتي ميل مربع بعد انفراط اتفاق وقف اطلاق النار الموقع عليه في سبتمبر- أيلول الماضي. وتهدد نيران مدافعهم ميناء ماريوبول الاستراتيجي على البحر الأسود بين مدينة دونتسك ولوهانسك والقرم. ويبدو أن ديان بيان فو Dien Bien Pho أوكرانية ستعلن عن نفسها قريبا لتذكر بذلك الانتصار الفيتنامي في السابع من مايو - أيار عام 1954 الذي ألحق أكبر هزيمة بفرنسا في تاريخها التي بنتيجتها انتهى وجودها الاستعماري في قارة أسيا. ويومها بكى رئيس الوزراء الفرنسي وهو يعلن النبأ للشعب الفرنسي والعالم فهل سيبكي الرئيسان أوباما وتوماشينكو باستسلام مدينة Debltseve الاستراتيجية المحاصرة..؟؟

في عام 2013 اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حلا تفاوضيا حول المشكلة الأوكرانية يمنح بموجبه شرقي اوكرانيا استقلالا ذاتيا ويحق لمواطنيها بموجبه التحدث بلغتهم الروسية وتعليم أبنائهم بها الى جانب اللغة الاوكرانية وهو حل كان سيجنب الدخول في حرب ويتحاشى الانهيار الاقتصادي ، لكنهم اختاروا الخيار الثاني. الوعود والاسلحة والأموال لن تخرج الولايات المتحدة من المأزق الأوكراني الذي وقعت فيه ، ولهذا أرسلت وزير خارجيتها للحوار مع السيدة أنجيلا ميركل والرئيس فرانسوا هولاند اللذان يحملان مبادرة سلمية يتوجهان بها الى موسكو لمقابلة بوتين بعد سلسلة من الاتصالات التلفونية معه ، ولا يستبعد أن يكونا مبعوثين من أوباما نفسه .

يقول جون ماكين وهو واحد من صقور المحافظين الجدد لا يمكن أن نسمح لروسيا بالاحتفاظ بالقرم وهو الذي ربما لا يعرف مكانها على الخريطة. القرم تعود لروسيا منذ 200 عام واصبحت جزء من أوكرانيا عام 1991 بعد انفصال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي. البلهاء والحمقى ومن هم على شاكلة جون ماكين يمكن أن يعتقدوا ان بوتين سيسمح للفاشيين في أوكرانيا بالانضمام للناتو والسماح لمنطقة حساسة وقاعدة عسكرية مهمة لتكون تحت اشراف التحالف الغربي.

لقد كرمت السلطة السوفييتية مدينتا سباستبول وكرج بأعلى الأوسمة تقديرا لدورهما في مقاومة الغزو النازي في الحرب العالمية الثانية. لقد ضحى بحياتهم بتلك المعارك دفاعا عن المدينتين 170000 ألفا من الجنود السوفييت عام 1942 وصمدوا لمدة 170 يوما تحت الحصار النازي. وقد فقد مائة الفا من الجنود والضباط السوفييت حياتهم من أجل استعادة شبه جزيرة القرم عام 1944. في المجموع ضحى 16 مليونا من العسكريين بحياتهم في الحرب التي دمروا خلالها 70% الجيش الألماني فيما فقدت الولايات المتحدة 400 ألفا فقط من جنودها في خلال فترة الحرب. هل يتصور أحد ما أن تتخلى الولايات المتحدة عن ولاية تكساس أو بريطانيا عن ميناء بورتسموث مثلما يطالب البعض روسيا بالتخلي عن القرم ..؟؟

لهذا لن يكون السلام الذي لو تم التوصل اليه منحة من أحد ، بل ثمرة نضال عنيد لقوات المقاومة الأوكرانية التي فقد أكثر من خمسة آلاف من مواطنيهم حياتهم بالاضافة الى آلاف الجرحى وحوالي المليون والنصف من المهجرين 800 ألفا منهم داخل الحدود الروسية ، اضافة الى فقدانهم لبيوتهم وممتلكاتهم واحلامهم في وطنهم. عندما يتطلع المشاهد لأخبار القنوات الفضائية ويرصد الخراب الذي حل بمدن شرقي أوكرانيا وسوريا الجميلة ليس من الصعب عليه تحديد الفاعل في الحالتين. وتقديرا لأرواح الضحايا والخسائر المادية فان المفاوضات لن تكون سهلة يوم الأربعاء القادم في منسك في بيلاروسيا.

التورط الأمريكي عسكريا في أوكرانيا التي ليس لها فيها أية مصالح استراتيجية في حين هي كذلك لروسيا وأكثر من ذلك يحاول أوباما الوصول والتورط عسكريا في دول أوراسيا الاسلامية الصديقة لروسيا لتصدير الارهاب الداعشي اليها. الوقوف ضد الغزو الأمريكي لدول تقع في المحيط الجيوسياسي الروسي هو مهمة كل محبي السلام والاستقرار في تلك المنطقة الحساسة من العالم.
علي الأسدي - 10-2-2015



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنقل ... - لا - ... لنتنياهو *
- طريق الشيوعيين الصينيين ... لا يمر بالاشتراكية...؟؟
- روسيا .... بين عهدين ....(2-2)
- روسيا .... بين عهدين ... (1-2 )
- العقوبات الامريكية ... أداة استعمارية قديمة ... ( الأخير)
- العقوبات الأمريكية ... أداة استعمارية قديمة .... (1)
- هل ينجح الأمريكيون ... باسقاط بوتين ...؟؟
- أوهام أوباما .. عن حلفائه العرب والترك...؟؟
- من بول بوت ... الى داعش....!!!
- الحاجة الى كورباجيف جديد ... لتفكيك روسيا ..؟؟
- قتال داعش ليس حلا .. لنجرب التفاوض معها...؟؟
- العلاقات الأمريكية – الروسية وموضوع أوكرانيا...؟؟
- جدار برلين .. ذكرى بائسة ... لحدث نشاز ...،،،
- اعتراف السويد ... بدولة فلسطين ...؟؟
- العراق ... في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ... ؟؟
- ثورة أكتوبر ... في ذكراها السابعة والتسعين...
- الطريق ... الى الاستقرار في العراق...؟؟
- ارفعوا أصواتكم ...لانقاذ أهالي كوباني ..
- كوبا الاشتراكية ... في ذكراها السادسة والخمسون
- هدية أوباما ....للعراق في أعياد الميلاد ... ؟؟


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأسدي - مهمة ميركل وهولاند .. وفرصة السلام الأخيرة ....؟؟