أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أليخاندرو إيتوربي - هل ظاهرة بوديموس ظاهرة -تقدمية-؟















المزيد.....

هل ظاهرة بوديموس ظاهرة -تقدمية-؟


أليخاندرو إيتوربي

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 08:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تداولت الصحافة العالمية، في الأسابيع الماضية، ظاهرة حزب بوديموس (في اسبانيا) وتحالف سيريزا (في اليونان) وإمكانية فوزهما في الانتخابات التي ستجري في كلا البلدين، ومن خلالها، ما سيجري بعد تشكيل الحكومة.

لم تقم وسائل الإعلام بأكثر من إبراز الطابع "النجومي" لهؤلاء السياسيين في الوقت الحالي ضمن اليسار العالمي. وخاصة، في حالة بوديموس، الذي استقطب بسرعة كبيرة 100 ألف عضو، وصفحته على الفيس بوك تجاوز عدد متتبعيها 900 ألف. كما دعم هذه المنظمة الكثير من العمال والطبقات الشعبية الإسبانية، وفي كل العالم، مع كثير من التعاطف. إن لهذه الظاهرة تأثيرا أكبر مما تتضمنه منظمات وأعضاء تطالب "اليسار الثوري" مشاركتها في هذا الموقف.



يفسر هذا التعاطف الصورة التي تطلق على بوديموس بأنه "الحديث في مواجهة القديم"، وبتحديد أكثر، "وريث حركة الغاضبون" (كما يطلق عليهم حركة 15 آيار/مايو)، والتي تمثل العملية الواسعة من التحركات الشعبية، في عامي 2011 و2012، والتي عمت اسبانيا وأضحت معروفة من قبل العالم بأسره. ولكن هل بوديموس على هذا الشكل؟ هل بوديموس، حقيقة الأمر، الوريث السياسي لحركة الغاضبون؟ نحن نعتقد أن الجواب لا. فعلى الرغم من أن القاعدة الاجتماعية لكليهما متشابهة جدا، إلى أن حركة (الغاضبون) كانت، بشكل عام، سيرورة تقدمية للغاية، بينما بوديموس ظاهرة تقدمية تبحث عن "قتل" روح ومعنى 15 أيار/مايو.



الغاضبون: تجربة تقدمية للغاية



كنا قد ذكرنا أن حركة "الغاضبون" كانت سيرورة تقدمية جدا بكل جوانبها لعدة أسباب. أولا: نظمت حركة الجماهير وهذا كان مركز عملها. ثانيا: رفعت برنامجا واضحا يتعلق بالمظالم الجماهيرية. ثالثا: على الرغم من نمطها المرتبك جدا، عبرت عن شجبها الشديد للنظام الملكي الذي يهيمن على اسبانيا وشجبت أيضا من يرتبط بهذا النظام (بالإضافة إلى القوتين السياسيتين، الحزب الجمهوري وحزب العمال الاشتراكي الإسباني) ومع السلطة الاقتصادية. أفعالها تعارضت مع المؤسسات البرجوازية. كانت الحركة عبارة عن مركب متناقض للغاية. من ناحية، فقد كان ايجابيا إلى أبعد حد مطالبتها بـ "ديمقراطية الطبقات الشعبية" في مواجهة الآليات البيروقراطية والأفقية، مثل نقابات الإتحاد العام للعمال ولجان العمال، أو المنظمات السياسية التي تطلق على نفسها كلمة "يسار"، مثل حزب العمال الاشتراكي واليسار الموحد. هذه المنظمات، بشكل كلي، كانت متواطئة في المشاركة بالسلطة السياسية والاقتصادية (منذ انتهاء عصر فرانكو في عام 1976)، كما قاموا بمساعدته في تمرير جميع مشاريعه الوحشية، بالإضافة إلى مشاركتهم بشكل كبير في إعاقة أية ردة فعل للحركة العمالية والشعبية. مقابل هذا، ذهبت جميع مطالب النضال كالمطالبة بديمقراطية الطبقات الشعبية، في مهب الريح.



ولكن في نفس الوقت هذه المطالب العادلة كانت مترافقة مع وهم ما كان يطلق عليه "تجذير الديمقراطية" عبر الجمعيات الشعبية لمواجهة السلطة وتغيير الأمور. أخيرا، كان لها جانب سلبي جدا:خلط أجهزة النقابات مع الطبقة العاملة، وهذا ما أضاع فرصة مشاركة العمال المنظمين (القوة الاجتماعية المركزية في النضال ضد السلطة السياسية والاقتصادية للبرجوازية)، وطالبت بإنشاء حركة جمعية مرتبطة فقط بـ "مواطنين أفراد" وليس بقطاعات اجتماعية. تم التعبير عن هذه الرؤية بشكل سلبي خلال "المظاهرة السوداء" في حزيران/يونيو 2012، عندما دعت العديد من المنظمات لمساعدة عمال المناجم في أوستورياس (أفضل من يمثل نضال الطبقة العاملة في البلاد) الذين ساروا حتى مدريد للدفاع عن فرصهم في العمل. الجمعيات الأهم من حركة "الغاضبون" صوتت ضد تقديم الدعم للعمال، بحجج "بيئية" تتعلق بعدم استخدام الفحم كمادة للوقود. وبشكل معاكس، قدمت جمعيات الأحياء العمالية كل الدعم وشاركت بقوة في "المظاهرة السوداء" ورفعت شعار "مدريد العمالية تدعم عمال المناجم".



ظاهرة تقدمية أم رجعية؟



على الرغم من امتلاكه نفس القاعدة الاجتماعية، حزب بوديموس يشكل النقيض لحركة "الغاضبون". فهو حزب يبحث عن "تدجين" غضب هذه القاعدة الاجتماعية وأقلمتها داخل المؤسسات البرجوازية. "قتل" بوديموس الجوانب الأكثر إيجابية في حركة "الغاضبون" حسب رؤيته لحركة ونضال الجماهير، وبرنامجها المطلبي، وتحويلها إلى اقتراح بـ "دمقرطة" المؤسسات الامبريالية. وفي ذات الوقت، شجع على وهم "تجذير الديمقراطية" لإظهار أن هذا "التجذير" يمكن الحصول عليه بواسطة المشاركة في الانتخابات البرجوازية. أخيرا، عزز جوانبه السلبية مثل المطالبة بـ "المواطنة الفردية" مقابل اعتبار الطبقة العاملة قوة منظمة. بالنسبة للرؤية الأيدلوجية لبوديموس، هناك تناقض بين "الناس" (باعتبارها فئة إيجابية من الأفراد) وبين "الفئة" (من السياسيين الفاسدين). المعركة بالنسبة له بين هذين القطاعين استنادا إلى التعريف الغامض بشكل كامل وليس بين الطبقات والقطاعات الاجتماعية (البروليتاريا والبرجوازية). لهذا نقول أن برنامج بوديموس "رجعي" وليس "إصلاحي تقدمي"، كما يؤكد كثيرون. ليس الوريث لحركة "الغاضبون" وإنما يعل على تمييع معنى هذه الحركة. من المهم التفريق بين التجذير الذي يعبر عن تزايد الدعم الانتخابي لبديموس باعتباره (ظاهرة تقدمية) وبين السياسة السلبية بشكل كامل لهذا الحزب الذي يعمل على إضعاف هذه الجذرية واستيعابها في النظام.



دعم وسائل الإعلام الكبرى



إن الأوضاع في اسبانيا (الأزمة الاقتصادية العميقة، خطط التقشف وفرض القوانين الجائرة، أزمة حزب العمال الاشتراكي والمنظمات الأخرى تنتمي لليسار التقليدي) كان لها الدور الأكبر في ازدهار التأثير الانتخابي لبوديموس. ولكن هذه التأثيرات بعيدة كل البعد عن كونها "بريئة" أو "مستقلة". لهذا الازدهار أساس في تلقي بوديموس الدعم من وسائل الإعلام الكبرى في الصحافة البرجوازية. أبرز هذه المؤسسات كانت مجموعة ميديا برو، التي بدأت أعمالها بإنتاج أفلام ناجحة جدا مثل “Los lunes al sol” و“Vicky Cristina Barcelona”. اليوم، ترتبط مع الشركة متعددة الجنسيات WPP وهي مالكة للقناة التلفزيونية السادسة بالإضافة إلى قيامها بإنتاج العديد من البرامج لقنوات تلفزيونية أخرى.



دعم آخر يتلقاه بوديموس من مجموعة مولتي برينسا إي ماس. وتتجلى مساهمتها الرئيسية في المؤسسة النرويجية تشيبستد، بالإضافة إلى امتلاكها عدة صحف ومجلات (مدفوعة الأجر مجانية) وقنوات تلفزيونية وراديو وإلى ما هنالك... في عدة بلدان في العالم. في اسبانيا، تصدر الصحيفة اليومية المجانية "عشرون دقيقة"، الأكثر قراءة في البلاد (2 مليون و911 ألف قارئ شهريا)، والتي تملك بالإضافة إلى ذلك نشرة على الانترنت يزورها عدد كبير من القراء.



المجموعة الثالثة هي ديسبلي كونيكترز، مساهمتها الرئيسية تتجلى في الشركة الكتالانية توني كازيس. قامت هذه المؤسسة بإدارة أكثر من 100 جريدة في العالم. من بينها الإنديبندنت (المملكة المتحدة)، لا استامبا (إيطاليا)، كلارين (الأرجنتين)، الكوميرثيو (البيرو)، أو استادو دي ساو باولو (البرازيل) لا غازيتا ديل سبورت (إيطاليا)، ميترو انترناشيونال والبوبليكو (إسبانيا) الديلي ميرور (المملكة المتحدة)... الخ. في اسبانيا، تشرف أيضا على الصحيفة الإلكترونية المجانية Público.es بمعدل 7 مليون و600 ألف زائر شهريا. ننهي هذه الفقرة لنقول بأن هذا الحزب مدعوم من قبل Hispan TV، القناة التلفزيونية الإيرانية الحكومية الناطقة باللغة الإسبانية. يطل بابلو إغليسياس في برنامج على هذه القناة يدعى فورت أباتشي (Fort Apach).



إلغاء الديمقراطية الداخلية



من ناحية أخرى، قيادة بوديموس، وعلى رأسها بابلو إغليساس، تعمل على التخلص من الديمقراطية الداخلية في الحزب. بهذه العبارة شجب مقال نشر في صفحة حزب اليسار ضد الرأسمالية Izquierda Anticapitalista (عضو في المنظمة الأممية المعروفة باسم السكرتاريا الموحدة للأممية الرابعة). كان لهذا الحزب دور كبير في تشكيل حزب بوديموس منذ تأسيسه. يقول المقال (الذي كتبه أحد أعضاء بوديموس في مدريد، وهو عامل في مجال الصحة) "عين بابلو إغليسياس بشكل شخصي الأعضاء الاثنين والستين الذين يشكلون حاليا اللجنة المركزية والأعضاء العشرة في لجنة الحماية"، كما تم اختيار الأمناء العامين في المناطق "بإشارة من إصبعه". يضيف أيضا "يتم اتخاذ القرارات الملزمة من فوق ويتم تنفيذها من قبل القاعدة" وبأن ضعف الديمقراطية الداخلية يعبر عنه في "برنامج عملياتي يتم تبني منطق السوق (برنامج براغماتي واقعي، كما يطلق عليه بابلو إغليسياس)".



هل برنامج بوديموس "إصلاحي" أم موالي للإمبريالية؟



عنصر أساسي للتعرف على خصائص منظمة سياسية ما هو تحليل برنامجها. أي الوسائل التي تقترح تطبيقها في حال وصولها إلى الحكومة. لذلك نستمر في إتباع معيار أستاذنا ليون تروتسكي، الذي يقول أن "الحزب، أولا وقبل أي شيء آخر، هو برنامجه". وبتحليل برنامج بوديموس يتضح لنا أنه بعيد كل البعد عن كونه "إصلاحي تقدمي" وهو بالحقيقة حزب موالي للإمبريالية بشكل كبير.



· في الفقرة 1-3 بعنوان تحويل البنك الأوروبي المركزي إلى مؤسسة لتطوير الاقتصاد في بلدان أوروبا.



· في الفقرة 4-1 (حافز المشاركة) يقترح "إنشاء لجنة للمشاركة في المفوضية الأوروبية، مقترح ومنتخب من البرلمان الأوروبي..."



· في الفقرة 5-1 (إلغاء معاهدة لشبونة) يقترح إعادة تنظيم مؤسسات الاتحاد الأوروبي..." بمعنى آخر، سياسية بوديموس تتمثل في "دمقرطة" الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي المركزي. من الضروري أن نتذكر أن الاتحاد الأوروبي (ومؤسساته) والبنك الأوروبي المركزي يشكلان جزئا مركزيا في الهيكلية السياسية والمالية التي أنشأتها الدول الإمبريالية في أوروبا (وعلى رأسها ألمانيا) هدفها الهجوم، وفي الوقت نفسه إخضاع العمال والجماهير الأوروبية، واستغلال الدول ذات المقومات الأضعف.



من خلال جمع الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي المركزي مع صندوق النقد الدولي يتشكل لدينا "الترويكا" التي تفرض وتتحكم بخطط التقشف وفرض القوانين الجائرة في إسبانيا واليونان. ينقص بوديموس المطالبة بـ "دمقرطة" صندوق النقد الدولي من أجل أن يقوم برنامجه بتنظيم ما يتعلق بـ "ترويكا ديمقراطية". ليس هناك أي إمكانية "لدمقرطة" أو "إصلاح" هذه الأجهزة الإمبريالية. فهي وستكون دائما أسلحة ضد العمال والجماهير.



ليس مصادفة أن تقوم الفاينشنال تايمز (الناطقة باسم البرجوازية الإمبريالية والممولة من بريطانيا العظمى) بمدح رؤية بوديموس بمقال عنونته "اليسار الراديكالي محق بشأن بالديون الأوربية). تشير من خلاله إلى برنامج بوديموس الذي يبدو "ركيزة متماسكة لمعالجة المخاطر الاقتصادية التي سبقت الأزمة". هل يعتقد أحد أن هذه البرجوازية العجوز والخبيرة "ساذجة" أو "مخدوعة"؟ أو ربما ما يعتبر أمر جيد بالنسبة "لهم" يمكن أن يكون مناسب ومقبول من قبل العمال والجماهير الإسبانية؟



إن رؤية سيريزا الحالية لديها مضمون مشابه: التفاوض (في إطار الاتحاد الأوروبي وليس الانفصال عنه أو القطيعة معه) بشأن إعادة هيكلة الدين اليوناني وتطبيق خطط تقشف "أقل وحشية".



في الوقت الذي خرجت الجماهير الإسبانية واليونانية فيه تكافح بشجاعة ضد الخطط المفروضة من قبل "الترويكا" وفي كل مرة، تصل إلى استنتاج بوجوب الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، ويأتي بوديموس وسيريزا، من "اليسار"، لمحاولة تحرير المؤسسات الإمبريالية وبيع الوهم من خلال قولهم بأنهم يستطيعون أن يجعلوها "ديمقراطية".



صبت هذه السياسة البائسة لهذه المنظمات التي يطلق عليها "يسار" في بوتقة ازدياد قوة اليمين المتطرف أو حتى الأحزاب الفاشية الأوروبية (مثل حزب الفجر الذهبي النازي في اليونان والجبهة الوطنية الفرنسية وحزب الاستقلال البريطاني) التي رفعت راية الانفصال عن الاتحاد الأوروبي من أجل كسب رصيد جماهيري لها. من جانب آخر، في حالة بوديموس، شخصيته الموالية للإمبريالية تعبر أيضا عن موقفه بخصوص نضال الشعب الكتالاني. حيث أشار التيار الأحمر في اسبانيا، بأن حزب بوديموس (الذي، بشكل نظري، كان يدعم الحق في تقرير المصير) رد على الحشود الشعبية الهائلة للجماهير التي خرجت أثناء الاستفتاء الشعبي الأخير في كتالونيا، واتخذ موقف الدفاع عن "وحدة إسبانيا" (مثله مثل الحزب الجمهوري والحزب الاشتراكي).



الأسوأ من هذا: أكد أن أي حل بخصوص كتالونيا يجب أن يتم اتخاذه داخل "المؤسسات الديمقراطية الإسبانية". أي من داخل فساد وقمع النظام الملكي الوريث الشرعي لفرانكو. بمعنى آخر، منطق بوديموس يراعي وجود "الحق المجرد في تقرير المصير"... ولكن، في حال تطبيقه، كما هي حالة الشعب الكتالاني، يكون بوديموس ضد هذا الحق.



تعديلات (حذف وإضافة) أخرى لرؤية بوديموس



فيما يتعلق بديون إسبانيا في الإتحاد الأوروبي والبنوك الأجنبية، كان شعار حركة الغاضبون "لا نستطيع، إذن لن ندفع". بدأ بوديموس مع اقتراح تقدمي: تدقيق حسابات الديون، وتأجيل دفعها في الوقت الذي تتم فيه المراجعة، وفي النهاية عدم دفع الديون بشكل قانوني. فيما بعد قامت القيادة المنتخبة "بإشارة من سبابة" بابلو إغليسياس واستدارت إلى اليمين واقتراحها الحالي: بشكل أساسي، إعادة التفاوض حول الديون والاستمرار بالتسديد. نعم! "دمقرطة" البنك المركزي الأوروبي.



هناك مشكلة كبيرة جدا يعاني منها الشعب الإسباني وتتجلى بعدم قدرة الكثير من العائلات مواصلة تسديد الرهن العقاري لمساكنهم. هناك أكثر من 140 حالة طرد يوميا لعائلات إسبانية من بيوتها، ولجعل الوضع أسوأ، ينص القانون الإسباني على أن على هذه العائلات الاستمرار بتسديد الدين حتى بعد طردها من منازلها. مطالب الحركة التي تناضل ضد هذا الواقع المأساوي تتمثل بإلغاء الدين في حال فقدان المسكن وإيجاد بيوت للإيجار (بأسعار معقولة) للذين لا يملكون مساكن. ويقتصر اقتراح بوديموس بفكرة "إعادة التفاوض" مع البنوك بشأن الدين.



أخيرا، لا يمكن معرفة رأي بوديموس بمواضيع أكثر أهمية مثل الحد الأدنى للأجور (640 يورو حاليا، أقل بكثير من الحاجات الأساسية عائلة ما) أو بخصوص بدل البطالة (التقاعد) الذي لا يزال منخفضا جدا. على الرغم من أن الصحافة سألتهم بشكل متكرر عن (المقدار) الذي يقترحونه بشأن تلك المسائل، ولكنهم غالبا ما يتجاهلون هذه الاختبارات، كما يقول المثل "السكوت علامة الرضا".



السياسة التي يجب أن يتبناها الثوريين



عدة مرات حصل وأن ظهر في التاريخ الحديث حركات واسعة التأثير في قلوب وعقول العمال والجماهير. لذلك تبرز في أحيان كثيرة ضرورة تحديد الثوريين لمواقفهم منها. بالنسبة لنا، الخطوة الأساسية لاقتراح أية سياسية باتجاه خططهم وأعمالهم هي تحديد شخصيتها وملامحها. كما رأينا سابقا، هناك نقاش واسع بهذا الاتجاه، داخل اليسار، حول المعنى الذي يتضمنه بوديموس، نقاش يجب أن يستمر ويتعمق.



لا تزال تُطرح مطالب العمال والطبقات الشعبية في الشوارع، كما شاهدنا عندما خرجت الحشود الهائلة في 22 آذار/مارس، ومؤخرا في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في مسيرة الكرامة التي كان الهدف منها طرح المطالب الشعبية (خبز وعمل وسكن). العمل الأكثر أهمية حاليا يتمثل في التعامل مع هذه المطالب وتحقيقها والتعبير عن هذه النضالات سياسيا. ولكن لا يجب أن يكون هذا بالشكل الذي قام به بوديموس: هذا الحزب وبرنامجه لا يمثلان "التغيير" الحقيقي؛ برنامجه هو نفس الوصفة التي تقدمها الاشتراكية الديمقراطية ولكن في ظل أزمة اقتصادية أكثر وحشية تسببت بها الرأسمالية. إن المخرج الوحيد التقدمي للأزمة في اسبانيا وأوروبا والعالم ككل يجب أن يأتي استجابة لنضال الطبقة العاملة التي تتصدر الطبقات الشعبية. أي شيء آخر هو عبارة عن وهم مطلق.



لأجل ذلك، نعتقد بأنه من الواجب تتجاوز سياسة الثوريين بما يتعلق ببوديموس الوضع الحالي والتحضير للمعركة السياسية الأكثر قسوة. كما نعتقد بأن الضرورة الأكثر إلحاحا في العالم اليوم هو إنشاء القيادة التي تستطيع تصدر وتطبيق نضالات الطبقات الشعبية.



الجزء الحاسم في الاستجابة لهذه الضروريات يتمثل بتأسيس الأحزاب الثورية في كل بلد، كجزء من منظمة ثورية أممية، وليس البحث عن بديل انتخابي جديد مخادع لا يفعل أكثر من تكرار برنامج حلفاء الإمبريالية الذي تمثله الحركات الاشتراكية الديمقراطية الأوروبية. البديل، كما قال لينين، الذي يجب أن نقدمه يتجلى في شرح موقفنا للعمال والجماهير الشعبية التي تتعاطف مع بوديموس بتوسع ذهني. يجب القيام بذلك، مستخدمين فكرة أخرى للينين، "دون الخوف من أن نبقى أقلية" في هذه اللحظات التي تقوم بها هذه القطاعات بطرح تجربتها. وهذا هو الشكل الوحيد لإنشاء البديل الثوري.



#أليخاندرو_إيتوربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أليخاندرو إيتوربي - هل ظاهرة بوديموس ظاهرة -تقدمية-؟