أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - الهمجية كقيمة إسلامية رفيعة ؟ .













المزيد.....

الهمجية كقيمة إسلامية رفيعة ؟ .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 19:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غالبا حين نقول أن “المسلمين أمة همجية و أنهم فئة لا تستطيع إلا أن تكون كذلك” ما ينزعج البعض من هذا الكلام حيث يرون فيه عنصرية وتطاول اتجاه المسلمين ؛ لكن الحقيقة أن هذا الكلام منا ليس سوى سرد حيادي لما نراه من واقع هؤلاء ، فالمسلمون ومما نرى ( أي من تصرفاتهم وقيمهم ومعتقداتهم الخ ..) هم امة تمجد الهمجية وتتباهى بها ، وعليه فأي وصف لهم لا يكون إلا بهذا ، ولنتأكد من الأمر فيكفي مثلا إلقاء نظرة على حال المسلمين لنعلم الحقيقة ، فعلى سبيل المثال قامت دولة الخلافة الإسلامية قبل أيام بتنفيذ جريمة نكراء بحرق إنسان حيا ، وهذا الفعل الهمجي الشنيع كان مبررا تماما بالشريعة الإسلامية ، ما يعني أن كل مسلم مؤمن بتلك الشريعة هو همجي بالضرورة ؛ الشيء الأخر و وبالنسبة لمن قد يتنكر لهذا الفعل ويحلينا إلى رد الأزهر على هذا العمل ، فالسؤال الذي نطرحه عليه : و هل كان بيان الأزهر الذي صدر للرد على داعش بيان يدل على حضارة ورقي المسلمين ؟ أم أن البيان كان دليلا مضافا على الهمجية والتخلف التي يعرفه المسلمون ؟ فكما نعلم وكما رآى الجميع فالبيان لم يكن سوى دعوة أخرى للهمجية ، وإن كان من خلاف بينه وبين ما قامت به داعش فهو في طبيعة العمل الهمجي ، لا في جوهره كعمل همجي ، وهو ما يعني لنا في النهاية أن المسلمين في أقصى أحوالهم و حتى حين يريدون أن يكونوا متحضرين ، فهم سيبقون همجيين ، فالأزهر العظيم الذي يدعي الوسطية والاعتدال وانه نبراس الإسلام السليم والقويم هو في أفضل أحواله هيئة إرهابية تدعوا لقيم همجية ؛ وهنا طبعا وجب التنويه لشيء مهم وهو أن همجية الأزهر التي رأينا في البيان لم تكن شيء متطرف يحصل في حالة غضب ، فالأزهر حين اصدر البيان لم يصدره من باب ردة فعل غاضبة قد يخرج فيها الإنسان عن طوره ، بل رد الأزهر كان استنادا إلى ضوابط الشرع القويم الذي لا يجوز التهاون معه كما صرح ، وعليه هنا فالقضية لا تصبح أنها همجية قد تسقط فيها الأمم في حالة فوضى وهذا يحصل لكثيرين ، بل الهمجية هنا هي حالة ثابتة وراسخة و مقدرة لدى المسلمين ، ومنه كان مثلا أن بعض الناس وحين احتجوا على رد الأزهر البائس ، أن رد الأزهر عليهم كان أن هذا هو شرع الله ، وان من لم يعجبه شرع الله فيشرب البحر ، وطبعا وكما نرى هنا فمسالة الإيمان الإسلامي (أي أن تكون مسلم ) باتت في جوهرها تعني أن تكوني همجي ، وليس أنها تهمة ، فلكي تكون مسلم عليك الإيمان بالشريعة ، و بما أن الشريعة هي تشريع الهمجي فهنا يصبح كل مسلم هو فرد همجي بالضرورة ، وهو ما يعني صدق كلاما الأول .

الشيء الآخر وهو لمن قد يقول : ولكن المسلمين يمكن أن يتخلوا عن تلك القيم الهمجية ويتحضروا ، وعليه فصفة الهمجية الأبدية للمسلمين إجحاف بحقهم ... وهذا كلام صحيح ، لكن الحقيقة (وهو ردنا على هذا الكلام ) هو أن المسلمين و للأسف لا يرون في أنفسهم همجيين لكي يتحضروا ، فلكي تشفى فعليك الاعتراف بمرضك ، لكن المسلمون كما نعلم لا يرون أنفسهم مرضى بالهمجية ، بل هم يرون أن العالم هو المريض بالتحضر و أنه هو المحتاج لشريعتهم الهمجية لتخلصه من فساده و انحطاط ( لاحظ مثلا الخطاب الإسلامي الذي يقول أن الإسلام هو أخر الأديان و أنه السبيل الأمثل لصلاح البشرية من انحطاط الحضارة الغربية ) وطبعا ومع هكذا تصور يحمله المسلم فمن المستحيل القول أنه يمكن أن يتحضر ، فهل سيقبل المسلم بترك شريعة الله السمحة من قطع وصلب و رجم ، وتبنى القيم الوضعية المنحطة من حقوق وحريات ؟ و الجواب طبعا "لا" فالمسلم سيستمر بالتمترس و المحافظة على قيمه الهمجية و بالمناسبة هذا الأمر هو بالذات ما يفسر لنا لماذا ذلك الصراع الأزلي بين المسلمين وباقي العالم الذي لم يعد يتحمل وحشيتهم ، فالقضية باختصار هي أن المسلمين يرون أنفسهم أصحاب قضية ، لا أنهم مرضى و مجانين يحتاجون العلاج ، وعليه فمثلا حين تحاول الأمم المتحدة الضغط عليهم للتخفيف من وحشية معتقداتهم ، فالمسلمون لا يرون في هذا مساعدة بين شعوب العالم لبناء عالم أفضل ، بل بالعكس هم يرون في هذا غزو ثقافي يهدد حضارتهم الهمجية وعليه هم يزدادون انغلاقا وتصلبا (لاحظ على سبيل المثال تحفظ الدول الإسلامية على بعض بنود ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أو اتفاقية سيداو وغليها ، ولاحظ كذلك كيف أن المسلمين خارج الدائرة الدبلوماسية يعلنوها صراحة أنها هجمة الكفار على المسلمين ليردوهم عن دينهم ، وعليه يستحضرون من اجل هذا آيات القتل و الإجرام لدفع المسلمين لإرهاب العالم ، وهو الأمر الذي انتهى اليوم إلى أحداث مثل شارلي أيبدو أو غيرها ، أو إلى الإرهاب الذي طال الدول الإسلامية نفسها فكما نعلم من أسباب الإرهاب الذي طال البلاد الإسلامية هو أن تلك البلاد حاولت تبني بعض القيم الحديثة ، وعليه فقد ثار عليها الإسلاميون لردعها ، وهو نفس الإرهاب الذي يطال كل مسلم يحاول أن سيكون إنسان متحضر على غرار مثلا الناشط رائف بدوي الذي حوكم بتهمة الردة لأنه نادى بحقوق الإنسان في بلاده ) وطبعا وكما نرى من هكذا واقع فمن المستحيل إذن أن يجوز لنا القول أن المسلمين ليسوا أمة همجية ، فهل هناك امة متحضرة تجلد إنسان لأنه نادى بالحريات ؟ وهل يمكن لأمة متحضرة أن تنصب على أعلى هيئاتها الدينية رجل يدعوا للصلب والجلد و تقطيع الأوصال في عصر كل الأمم فيه تدعوا لمحاربة التعذيب ؟ و الجواب هو طبعا لا ، فالأمم المتحضرة تصنع لدعاة الحرية التماثيل ، وهي ترمي أمثال ذلك الشيخ (شيخ الأزهر ) في المصحات النفسية للعلاج من هوس الإجرام ، لكن طبعا كل هذه أمور لا يدركها المسلمون ، فمسالة تعذيب الناس أو محاكمة التنويريين ليست حادثة أو اثنين او ثلاثة في تاريخ المسلمين ، فالعالم الإسلامي في كل تاريخه ذبح وقتل ونكل بالمنادين بالحريات و بالحقوق ، في المقابل هو مجد الطغاة والسفاحين ، وبارك الديكتاتورين و المجرمين ، لهذا فوصف الأمة الإسلامية بالهمجية هو حقيقةً وصف خفيف ، لان الأمة الإسلامية أحط وأقذر من أن تكون امة همجية ، بل هي امة تشمل كل الصفات البشعة و القميئة و المرعبة التي يمكن أن يتصورها إنسان ، وكارثتها الكبرى أنها تقدس تلك القيم !!!



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن المسلمون همج وسنبقى همج .
- الإسلام ضد العالم .
- الإسلام ساعيا لدمار الغرب بعد أن دمر الشرق .
- الأدلة على عدم إسلام الحسن باتيلي .
- إرهابكم يا مسلمين لن يجدي .
- وماذا عن الكفر-فوبيا و الشرك-فوبيا ؟.
- إذا شارلي ايبدو مؤامرة فماذا عن ولد مخيطر ؟ .
- براءة الإسلام المتطرف من مجزرة -شارلي إيبدو- .
- الخوف على فرنسا أولى من الخوف على المسلمين .
- المسلمون و الفهم السلبي لله .
- اللهم أحفظ الكفار و المشركين .
- اللهم أهلك العرب و المسلمين .
- حول العنصرية إتجاه المسلمين .
- تضامنا مع المناهضين للإسلام .
- في إنتظار المحاكمة الهزلية .
- التحقيق المضاد الذي فضحنا .
- كان يجب أن تموت معهم يا كمال .
- حتمية نهاية الإسلام الأصولي .
- لا إصلاح للإسلام إلا بنقضه .
- الأزهر متسقا مع نفسه .


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - الهمجية كقيمة إسلامية رفيعة ؟ .