أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل احمد - كيف نحارب داعش والداعشية!














المزيد.....

كيف نحارب داعش والداعشية!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 22:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان الحرب على دولة الخلافة الإسلامية (داعش) ليست حربا عسكريا فقط. وليست الانتصار عليها يتم عن طريق القضاء عليها عسكرية أيضا. ان داعش والقاعدة قبل ان يشنا هجوما عسكريا على الجماهير، فأنهما عبارة عن حركة سياسية واجتماعية تمتد جذورها في الدولة الرأسمالية وتستمد قوتها ومكوناتها في عالم اليوم، عالم التناقضات والصراعات الطبقية الجارية واليومية في المجتمع. ان داعش والقاعدة بالرغم من وجودها ميدانيا وعسكريا بالقوة في كل من العراق وسورية، ولكن أسس وتقاليد وجودها موجودة في كل مكان، وهي الدور الرئيسي للدين وخدمته لصالح الأغنياء وقمع الطبقة الفقيرة وتضليل الأفق والرؤية الإنسانية والواقعية لجميع أمور الحياة في عالمنا اليوم.
ليست مستغربا بأن الحركة القومية العربية والكردية وجميع الأحزاب الوطنية والديمقراطية متمسكة بالتقاليد الإسلامية وإحدى مكوناته برنامج استخدام الإسلام والدين، وإعطاء دور مهم في السياسة بحجة أنها من ثوابت الأفكار في المجتمع. وتصرف ملايين من الدولارات في خدمة الدين وتبني مئات الجوامع والمؤسسات الإسلامية والدينية وتنصب آلاف الخطباء والملالي ورجالات الدين في خدمتهم. كما وأنها تشرع القوانين الإسلامية ووتفرضها على الجماهير باستمرار على الرغم من الاحتجاجات الواسعة بالضد من هذه القوانين.
وهناك أيضا دعم الإسلام والدين من قبل الغرب وخاصة أمريكا وتقسيماتها بالمتطرف والمعتدل، ودعمها لحكام السعودية وقطر وهما المصدر الرئيسي لتصدير الإرهاب الإسلامي الى العالم بشكل منتظم وبأموال النفط. وهناك مئات المنظمات والمؤسسات ما تسمى بالخيرية في جميع مدن العالم الغربي تغذي الإسلام والتطرف والإرهاب في العالم وتشكل عشرات الحركات الإسلامية الأرهابية في العديد من الدول. ان تمسك الغرب بوجوب الدين والإسلام ودعمه نابغة من مصلحة وخدمة هذه الأديان وخاصة الإسلام لصالح الرأسماليين في جميع أنحاء العالم بعد عولمة الرأسمالية.
أذن داعش والأفق الداعشي يولد يوميا بيننا وتتوسع تقاليده بمساندة ومعونة أكثرية القوى البرجوازية. وان محاربته لا يقتصر على القوة العسكرية في العراق والسورية حاليا، بل يتم عن طريق محاربة مصادره وتمويله ومن يقوم بدعمه محليا وعالميا. صحيح بان محاربة داعش في الوقت الحاضر مهمة عسكريا، ولكن حتى من هذه الناحية نحتاج الى كسر شوكة الأسلام السياسي وكسر وحشية قوانينه وتقاليده وافقه السياسي والاقتصادي، عن طريق الدفاع عن الإنسانية والمفهوم الإنساني للحياة وترسيخ المدنية والتقاليد الاشتراكية في كل مواجهة مع البربرية للأسلام السياسي.
ان نموذج المقاومة في كوباني دليل حي لكيفية مواجهة البربرية والوحشية الداعشية. ان المقاومة في كوباني لم تكن من اجل الدفاع عن الأرض والوطن ولم تكن من اجل سيطرة حزبا على الأحزاب الأخرى من اجل السلطة، ولم تكن حربا من اجل الحفاظ على ممتلكات الأغنياء وحمايتها من النهب. بل كانت حربا من اجل بقاء الإنسان والقيم الإنسانية بغض النظر عن اي لغة يتحدثون بها او أي انتماء من ناحيتي العرق والجنس.. ان حربا كهذا قبل ان يقاتل ساكني هذه المنطقة في منطقة سكنهم، كانت الانسانية وقيمها تقاتل بجانبهم في جميع ارجاء العالم وتفرح بأنتصارات جماهير كوباني وتتألم لأخفاقهم. ان في مقاومة كوباني برز شيئا مهما يجب ان نتعلم الدرس منه وهي الارادة الانسانية برجالاتها ونسائها، شبابها وشيوخها من اجل القيم الانسانية والدفاع عن حرمة وكرامة الانسان ومحاربة جميع التقاليد البربرية بحق القيم الانسانية. قاتل الاف المدنيين وضحوا بدمائهم من اجل القيم الانسانية ومقاومة فرض الوحشية على مدينتهم. ورسخوا في مقاومتهم مساواتهم رجالا ونساء ورسخوا ايضا قيمهم الانسانية في الحرب مقابل قيم البربرية والوحشية الداعشية من قطع الرؤس والتنكيل بالجثث والقصف العشوائي. وان انتصارهم اخيرا على داعش ترك ورائها نموذج يستحق المدح وخرج من احشاء هذه المقاومة، وهو قانون المساواة في الجزيرة والذي خرج عن ثمرة العمل الانساني في المقاومة.
قال رفيق شيوعي في مكان ما ، يجب ان نتعلم من كوباني دروسا في المقاومة. وحقا لمحاربة داعش نحتاج نموذج كوباني في المقاومة والحرب. نحارب بقوانينا الانسانية جميع التقاليد الوحشية والبربرية. يجب علينا اسكات صوت الاسلاميين والداعشيين بيننا اولا بمعتدليها ومتطرفيها وننتقد فبركة قتل الانسان بحجة الجهاد ونيل الشهادة والجنة وحور العين.. يجب قطع دابر الملالي والفتوجية من الكسالى والذين لا عمل لهم سوى نشر افكار مسمومة ومتخلفة، أفكار التفرقة والعداء للانسانية.. وابعادهم عن الاماكن العامة وزج من يقوم منهم بالتحريض على الكره وعلى تحقير النساء والاطفال في السجون.. ويجب منع الاحزاب الاسلامية من الفعاليات الاجتماعية وخاصة ما يتعلق بالاطفال والنساء وابعادهم عن تشريع القوانين المدنية.. وقطع الدعم المادي والمعنوي للمساجد والمؤسسات الدينية وخضوع خطاباتهم واقاويلهم للمراقبة القانونية وكذلك مؤسساتهم المالية.
ان حاربنا ضد داعش يجب ان تبدا بمحاربة الأفكار والتقاليد الداعشية الاسلامية بيننا اولا. يجب ان نطرح للمجتمع تقليد كوباني في المقاومة والحرب، وترسيخ تقاليد ممارسة الارادة الانسانية في المقاومة وروح المساواة في القتال والمواجهة بين افراد المجتمع. علينا نحن الشيوعيين والاشتراكيين ان نطرح نموذج كوباني في مقاومتنا مع داعش الاسلامي، ونرفع عملنا بالدعاية والتحريض للمقاومة المدنية برجالاتنا ونسائنا وشبابنا لدحر داعش واصواتهم في المجتمع.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصنيف الاحزاب السياسية في العراق الحالي
- عمال شركات وزارة الصناعة والمعادن بحاجة الى التضامن
- تنظيم العمال الشيوعيين
- حال الطبقة العاملة في العراق
- الشيوعية باللغة البسيطة!
- ما هو الغرض من وجود الاسلام الداعشي؟
- كيف ننهض بحركتنا من جديد؟
- نشوء التصورات والمعتقدات!
- ازمة الافاق البرجوازية في العراق
- المقاومة في كوباني وتحرر المرأة!
- الثورة.. والثورة الاشتراكية
- التحزب والارادة الجماهيرية.. والوعي الاجتماعي
- في الذكرى السنوية لثورة اكتوبر الروسية
- بهلوانيات حميد تقوائي في التحزب
- لجنة التنسيق بين الفعاليات العراقية اعلنت عن ماهيتها الحقي ...


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل احمد - كيف نحارب داعش والداعشية!