أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل السعدون - لماذا الإصرار على عروبة العراق ؟















المزيد.....

لماذا الإصرار على عروبة العراق ؟


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرب الطوائف والأجندات :
_________________

يتعرض العراق منذ ما يفوق العامين لحرب إستنزاف وتمزيق وتشويه رهيبة يشترك في إذكاء نيرانها الخارج العروبي والأعجمي وقطاع كبير من العراقيين الحائرين في هويتهم الوطنية والطائفية والقومية .
فأما الجانب العربي فكان دوره تصدير الإرهاب أولا ، ودعم طائفة من العراقيين على حساب الطوائف والأعراق الأخرى ، أي أن أهلنا العرب يصنفوننا لا على أساس لساننا العربي حسب أو أكثريتنا العربية بل على أساسٍ آخر وهو قربنا الطائفي من أهل الجزيرة ومصر والسودان واليمن .
وبالتالي فهم ، بغباء منهم ، يُقصون أغلبيتنا العربية من عروبتها ويسوغون لمزدوجي الولاء أن ينعقوا قائلين " طيب إذن فأنتم لا تعتبروننا عربا ، فليكن فإننا فرس كما تريدون منّا أن نكون " .
ويبدو في الظاهر أن مثل هذه الدعوات الشعوبية الخطيرة ، تمتلك بعض الحق ، ولكنه حقٌ مزرٍ معيب لا شرف فيه ولا كرامة ، لأن من يتنكر لأمه وأبيه وبيته ولغته وعشيرته وتاريخه ورموزه الدينية ( ذات القداسة ) ، لا يمكن أن تأمن له على سلطة وحكم ولو لقرية من قرى العراق ، فكيف بفيدرالية أو دولة .
وأما القيادات الدينية للأخوة السنة ، فقد خضعوا بذلة للبعثيين من أبنائهم ، وساهموا بقوة في دعم الإرهاب فكانوا مجهزي السيارات المفخخة وكانت بيوتهم معامل وكراجات إيوائها ، تحت وهم طرد الإحتلال الذي هو وربي أشرف لنا ولهم ذاتهم من القميء ( صدامهم ) ، وبالتالي فقد اسهموا بقسطهم الكبير في إرتفاع النبرة الطائفية لدى بعض قيادات عرب العراق من أبناء وأخوة أحبائنا ضحايا مقابر صدام العار ، الجماعية ، وأنعكس هذا في نزوع الكثيرين منهم إلى إعادة النظر في أولويات إنتمائهم ، وترتيبها على أسس جديدة .
ولمسنا هذا بقوة في مشاورات ومفاوضات الدستور والنتائج التي أقرت والسرعة التي مرر بها البند الذي ينكر عروبة العراق ، ويحيله من نص قوي بهي إلى نص سطحي هامشي باهت مشوه ، يجعل العراق الرسمي الفيدرالي الموحد ، بلدا بلا ملامح .
لا نشك في أن العراق الموحد لا يعني الأخوة الكرد قليلا أو كثيرا ، ولهم الكثير من الحق في ذلك لولا أن كركوك لا زالت تحت عباءة العراق ولم تكن ضمن ما أستقطع عقب إنتفاضة عام 1991، ولولا أن الدولة الكردية ، لا زال عسير دوليا تحقيقها ، وبالتالي فهم مضطرون لتحمل نزق طوائف عرب العراق ، من أجل تمرير وتثبيت أقصى ما يمكن تثبيته من الحقوق في هذه الفرصة التاريخية التي لن يجود بها الزمان مرتين ، أي فرصة إنشقاق عرب العراق إلى حيتان طائفية تتبادل الصفعات بقوة في مخاضة أوحال مستنقع العراق الجديد ، وتذود بكل حمية عن كهوفها الخبيئة المظلمة القصية .
وإذا كان العرب ذاتهم لم يعودوا يعنون بعروبتهم فهل نتوقع من الكرد أن يؤكدون تلك الهوية ويعلقونها على بوابة معبد الدستور ؟
قطعا لا ...

أيصح هذا :
_______

هذا اللا إعتناء بالعراق الموحد وحتى لو كانت الإقامة تحت مظلته لعام أو إثنين هو في رأيي خطأٌ فادح لأن المظلة المخرومة لا يمكن أن تأمن على سلامة بدنك تحتها وبالتالي على قدرتك على الخروج معافى ، إلى مظلة الدولة العرقية القومية .
هذا إذا أجيز لك أن تخرج أصلا ، وتلك مسألة زمن قد يطول وقد يقصر ، وقد تجد أن أمنك وسعادتك تحت المظلة أجدر وأنفع وأفضل ... !
أما الحيتان الطائفية ذاتها فقد نست أو تناست وهي في خضم إنشغالها في تثبيت عناصر الفرقة بينها وترسيخها عبر السيارات المفخخة ، من هذا الطرف وعبر النص الدستوري من قبل الآخر ، تناست المشترك الكبير الذي يجمعها ، إلا وهو ...الدم والتاريخ والجغرافيا والدين والرموز البهية الجميلة العتيقة التي لن يغنيك الولي الفقيه أو صدام حسين عنها .
أعني إسماعيل ومحمد وعمر وعلي والنعمان والباقر وتاريخ آلاف السنين من الكينونة العربية ....!
سباق سهل سريع بين الأخوة الكرد وبعض العمائم السوداء ، حيث الثالث قد فاته قطار الحضور باكرا إذ كان منشغلاً ( حسرتي عليه ) بمهمة تفخيخ السيارات ( والتصريحات ) وإستضافة الزرقاوي والبكاء المر على العاهر صدام وصحبه الأنجاس وزمنه الدموي الرديء .
وبين هذا وذاك ، وحركة القتل على الأرض والتآمر تحتها وبضغط من الأمريكان ( ويعلم الله وحده ما الذي يجنونه من ذلك ) مُرر دستور الطوائف بنسخ عديدة ، تلحظ لمسات التوافق الكردي الشيعي ( الإسلامي ) جلية فيها .
وأستقر الرأي في ما يخص هوية العراق الرئيسية على أن يلغى إنتماء العراق الموحد إلى العرب مقابل سحب الكرد لذكر الأمة الكردية ، وطبعا وافق المفاوض الشيعي ، لأنه نال من الكرد إجازة تمرير الإسلام وتبجيل المرجعية والمراقد بقوة ، وهذا هو المهم لديهم وليس عروبتهم ونسبهم وأمن العراق ومصالحه الإقتصادية والثقافية والإجتماعية مع الأهل في بلدان العرب الأخرى .
ولا نشك أن تلك الصيغة لو أُقرت لا سمح الله ، لحق لنا أن نهنيء الولي الإيراني الفقيه على هذا النصر الذي لا يجود الزمان بمثله إلا مرة كل ألف عام .
لأن الجزء العربي من العراق ، هو جزء غير رسمي ولا يحمل هوية وملامح الوطن العراقي الكبير الواسع المعترف به من الأمم المتحدة والعالم والجوار العربي وغير العربي ، وهذا الجزء ذاته سيتشرذم دستوريا أيضا إلى فيدراليات طائفية مؤجلة ( مع الإقرار بضرورتها مستقبلا إذا ما أقرت ديموقراطيا من قبل الشعب ذاته وعبر إستفتاء نزيه عادل وعلى أساس شروط أكثر حضارية وتقدمية من شرط العمامة السوداء ) .
وحين يتشرذم العراق إلى فيدراليات خصوصا مع إستمرار نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتدخلها الواسع في العراق ، فإن دستور الفيدرالية العراقية الجنوبية سيلغي النص العروبي عن عروبة هذا الجزء بسهولة ، مع وجود السادة المبجلون ممن كانوا في المضافة الإيرانية أو من ذوي الأصول الإيرانية ... !
هنا نتساءل ، بم ينتفع الأخوة الكرد والشيعة وبقية أعراق العراق الأخرى ( عدا السنة ) ، من تغييب الإنتماء العربي للعراق من دستور الدولة الإتحادية ؟
ولماذا يضعون هذا على طاولة الرهان والمزايدة ؟
لا أظن أن الكرد سينتفعون قليلا أو كثيرا ، لأن التمزق السرطاني الطائفي العراقي القادم ليس بالند الأصيل ولا النضير أو الداعم لفيدراليتهم .
أما الأقوام الأخرى فإن الديموقراطية ضامنة لحقوقهم ولن يضرهم أن يكون للعراق تبعية شكلية دستورية للأمة العربية ، وأما الأخوة الشيعة فإن العامل الطائفي لا يمكن أن يكون عماد دولة أو إقليم والضمانات الديموقراطية التي سينالونها أكبر مما تمنحه لهم مراقد الطائفة أو جمهورية إيران الإسلامية التي تعاني من تهديد غربي قوي قد يطيح بالملالي في أي لحظة ، علما بأن الهوى الإيراني ليس شعبيا في الجنوب العراقي ، وإن كان قويا لدى القيادات الدينية أو بعضها ، ثم هناك الشوكة الصدرية التي هي أقوى منكم مجتمعين وستطيح ولا شك بكل من يميل صوب إيران إن عاجلا أو آجلا ، وقد خبرتموا قوة هذا التيار وسلامة توجهه العربي .
ثم أن وجها عراقيا بلا ملامح لن يكون إطارا آمنا لأي عرق من أعراقه ، تماما كما إن عراقا شوفينيا عنصريا ليس بالآمن العيش فيه ، وبين دكتاتورية الشوفينيون العرب البعثيون ، والوجه الشبحي الضبابي للعراق الذي تريدون ، نرى أن ذكر الإنتماء العروبي للأغلبية العراقية ، هو الحل الأفضل والأجمل والأكثر أمنا للجميع .

حق الأغلبية في أن تحمل هوية البلد :
________________________

لا يوجد أي بلد في العالم لا يسند للأغلبية القومية الإعتبار الخاص ويوليها الدور الرئيس في حمل إسم البلد أو هويته ، لمجرد أن فيه نسب تصل إلى الربع أو الثلث من سكانه من القوميات الأخرى ، فنسبة الثمانون بالمائة من العرب في العراق ، يجب أن يحملوا هوية البلد ، ولا نريد هذا تعسفا ولكن من خلال الديموقراطية ، حيث يحق للكردي أو التركماني أن يرفض عروبة العراق عبر صندوق الإقتراع ، ويحق بالمقابل للعربي أن يقبل أو يرفض ، إنما مبدئيا يجب أن يوضع النص من قبل الأغلبية العربية المشاركة في سن الدستور وهذا حق لا يصح الجدل بشأنه إلا إذا كان العرب ذاتهم أو الأغلبية العربية ( ولا أقول الشيعية أو السنية ) ، بل العربية هي من لا يريد أن يضع النص في الدستور ، وإن كان الأمر كذلك فإن تلك الأغلبية مشكوك أصلا بعروبتها أو إنها من أصول غير عربية ، وبالتالي فالتمثيل العربي غير عادل في لجنة كتابة الدستور .
ولو كانت تلك الأغلبية عربية فإنها لن تجادل على هوية العراق أو تساوم عليها مقابل مكاسب أو تنازلات أخرى هامشية من قبل الأطراف الأخرى ، لأن مسألة الهوية القومية للكرد أو العرب أو الآشوريون أو الكلدان أو غيرهم ، هي مسألة تاريخ وجذر وكيان إنساني ، ولكل جزء الحق في الإنتساب إلى الكل ، شريطة أن لا يتعارض هذا مع المصالح العامة للوطن وأولوية الوحدة الوطنية والهوية الوطنية ، والولاء أولا وآخرا للعراق .
وكما نريد للكرد أن يؤكدوا ( في الأطر الإقليمية المناسبة لفيدراليتهم ) على حق الإنتماء والإنتساب للأمة الكردية ، فإن من الطبيعي أن يكون للأغلبية العربية العراقية حق تأكيد هوية البلد الذي يشكلون هم فيه نسبة الثمانون بالمائة أو الخمسة وسبعون بالمائة من سكانه .

الجدوى من تأكيد هوية البلد الفيدرالي العربية :
______________________________

ليس فينا كأغلبية عربية في العراق من لا يؤمن بأننا تضرننا أيما ضرر من العرب كأنظمة وجامعة عربية بائسةٍ هزيلة ، لكن ليس فينا أيضا من هو مستعد للتنكر لجذره العربي لهذه الأسباب وحدها .

1- الإنتماء القومي هو في الأساس إنتماء أسري بيتي قبلي ديني ثقافي جامع شامل ، ولا علاقة له بالسياسة وأوجاعها والطوائف أو الآيديولوجيات وتنوعها ، وسواء تحضر العرب أو أستمروا على تخلفهم وفساد أنظمتهم فإن هذا لن يضر إنتماءنا وتأكيد هذا الإنتماء دستوريا ، لأنه حقيقة إنسانية واقعية ولا بد أن تؤكد تماما مثل الهوية الإسلامية لمجموع الشعب العراقي .
وإذا كان الترك أيام أتاتورك قد تخلوا عن قيادة العالم الإسلامي المتخلف ، فإنهم لم يكفوا عن أن يكونوا مسلمين أو ترك ، فلماذا نكف عن أن نكون عربا لمجرد أن صدام أو حسني أو عمرو موسى قد أساء فهمنا وأن الأسد مررّ لنا الإرهابيون القتلة ... ؟

2- هناك ضرورة وجودية لكامل العراق في تأكيد هويته العربية ، لحماية ترابه وإقتصاده وتكوينه الثقافي العام والخاص من أطماع الجيران من غير العرب ، وأساسا إيران وتركيا والغرب ذاته ، فغياب الهوية العربية للعراق أو تسطيحها وتسفيهها بنصوص مضطربة ، يغري هؤلاء أو غيرهم لإستباحة البلد أو تمزيقه من الداخل إعتمادا على بعض القيادات التي جاءت بها الموجة الأمريكية للشواطيء العراقية ، والتي تأبى إلا أن تستثمر بشكل بشع غبي مظلوميات الماضي ( التي لا تُنكر ) لتعتمدها خنجرا لتقطيع أوصال العراق وجذبه صوب بلدانها الأصلية على حساب الأغلبية العربية وإنتماءها القومي العربي .
وهنا يجدر الإنتباه إلى أن منفعة الإقرار الدستوري الشكلي للإنتماء للأمة العربية لا تشمل عرب العراق حسب ، بل والأخوة الكرد وبقية الأعراق العراقية الأخرى ( بغض النظر عن التاريخ غير المشرف للأنظمة العراقية العروبية ) ، إذ أن هذه الهوية ستعزز الفيدرالية الكردية وتحميها من الإيرانيين والأتراك ، فهؤلاء كما نعرف لا يعاملون كردهم بالحسنى ولا يؤمل أن يمنحوهم حقوقا أكثر مما منحها العراق الجديد ودستوره العادل وإن كان بهوية عربية ، فإنها قطعا أفضل من اللا هوية أو من الهوية الإيرانية .
كذلك فإن الكرد والتركمان والسريان والآشوريين والكلدان موجودون في أغلب بلدان الشام العربية ومصر وغيرها ، ويعيشون حياة أفضل بكثير من حياة الكرد والترك والأرمن والسريان في إيران الإسلامية ، وإذن فهوية عربية للعراق ستحفظ لهم وضعا حضاريا كريما لا يقل عن أقرانهم في بلدان العرب الأخرى ، وسيحتفظون بالتواصل الحبي الآمن مع هؤلاء الأخوان تحت مظلة عراق بهوية دستورية عربية ، وكلنا يعرف أن جميع تلك الأقوام وجدت في الدولة العربية قبل سقوط بغداد عام 1258 ، وجدت فرص عيش كريمة لا تقارن بما حصل لهم إبان الحكم العثماني .
وهنا علينا كعراقيين عامة وكقيادات قومية لشعوب العراق المتعددة أن يسعوا من جانبهم وعبر حضورهم التمثيلي في البرلمان والحكومة والهيئات الدبلوماسية ، إلى توصيل الحقائق الدستورية الجديدة وتفاصيل الثوب العراقي الجديد الجميل للأخوة العرب ، وإفهامهم أن هذا الثوب وتلك الحقائق هي ما يناسبنا أكثر ويحفظ لنا الأمن والسلم الوطني الداخلي ، وإن جميع هذا ليس على حساب الأخوة والجوار مع العرب ، وأن على العرب بدورهم أن يتحلوا بالفهم وأن يقوموا بواجب العون والدعم .
وعلى أية حال فإن فعلوا أو لم يفعلوا فإنهم سيكونوا أكثر نفعا لنا من التنكر لهم ولأنفسنا دستوريا من خلال حضور الأغلبية العربية في الدستور وهي عارية وبلا ملامح واضحة جديرة بالإعتبار والإحترام كما هو حالنا الآن في تلك النصوص العديدة التي اُقتُرِحت .

3- التغيير الديموقراطي العراقي يمكن أن يكون نعمة على العراق والعرب بذات الآن في حالة حفاظنا على التواصل معهم عبر هذا الإطار الدستوري الشكلي الذي ينفع ولا يضر . نحن محاطين بأنظمة عربية متخلفة ، ولكن الكثير منها غني إقتصاديا ولدينا مصالح وعلائق قومية كبيرة وهامة مع تلك الدول ، شعوبا قبل الحكومات ومن مصلحتنا ومصلحة الإصلاح السلمي الموعود ( وهو جارٍ الآن في أغلب تلك الدول ) في أن تكون علاقاتنا مع أنظمتها وشعوبها علاقات طبيعية ودية . يجب أن يأمنوا إلى العراق الجديد ويجب أن يعايشوا التجربة العراقية عن كثب ويجب أن ينتعش الإقتصاد العراقي وينجح في جذب رساميل وإستثمارات تلك الدول ، بدل أن تذهب إلى الغرب أو إلى الهند والباكستان وجنوب شرقي آسيا أو إلى الإرهابيين من جماعات القاعدة وغيرها .
وجميع هذا لا يمكن أن يتم من خلال توسيع الهوة معهم كما يسعى إلى ذلك بعض القيادات الإيرانية العراقية التي تريد أن تحرف التحرير عن مساره الحضاري وتحيله إلى إستلاب إيراني طائفي لعرب العراق ، ليس الشيعة حسب بل والسنة والكرد .
هناك إثنان وعشرون دولة عربية ، وإذا كانت سوريا مثلا قد أضرتنا كثيرا ، فليس الشعب السوري ذاته هو من أساء إلينا بل الحكومة المهزوزة المتوقع سقوطها في القريب ، وبالتالي من الجرم أن نحطم العلائق مع كل العرب بجريرة الحكم السوري.

4- إعادة إقرار الحقيقة التاريخية للعراق وهي إنتماءه العروبي والإسلامي دستوريا ، يمكن أن ييسر التخلص من الإرهاب العروبي كما الإسلامي من خلال التعاون وتبادل المعلومات مع الدول العربية والإسلامية وجلّها يعاني من الإرهاب السلفي التكفيري بما فيها السعودية ذاتها منبع هذا الفكر والمصدر الأول له . وكما نعرف فالإرهاب لا يمكن ألتخلص منه بالوسائل العسكرية حسب ، بل بتجفيف المنابع السيكولوجية والإجتماعية والفكرية والمادية له عبر تحقيق الوفاق الوطني في الداخل والذي لن يترك لبعض العرب السنة الذريعة لمقاومة العراق الجديد ، كما ولن يترك لبعض الأخوة من الشيعة الذريعة للتوجه صوب إيران وتعميق هذا التوجه على حساب إستقرار العراق ونموه وتحضره وتطوره وإزدهار فيدرالية كرده ولامركزية ( أو فيدراليات عربه وتركمانه ) .
وبذات الآن فإننا سنؤمن دعم وإسناد العرب في العالم العربي لنا إذ سيلزمهم في ذلك دستورية إنتماءنا العربي وعدم حصول تغييرات دراماتيكية راديكالية في ملامح الوجه العراقي بصعود تحالف الشيعة ( كقيادات سياسية - دينية ) والكرد ، إلى قمة السلطة في العراق .
لكن يبقى العراق وإنتمائنا العراقي هو الأساس الأول ، لأن هذه هي الحقيقة الأولى الأكيدة التي يجمع عليها كل من يحمل الجنسية العراقية ، وهذا هو الإطار المقرور عالميا والمجمع عليه من قبل الجميع .
وحيث تتناقض عراقيتنا مع العروبة ، يكون الإنحياز للعراق ، لأن العراق هو قدرنا الأول وحصتنا التاريخية من الأرض والثروة والكرامة والهوية .

كلمة أخيرة :
________

أنا أحب وأحترم والله كل قياداتنا السياسية والدينية الحالية ومن كل الأعراق وبلا إستثناء وأتمنى وربي لبعضهم أن يعيدوا النظر بالكثير من منطلقاتهم التي يريدون أن يفصلوا ثوب العراق الجديد على أساسها .
لقد كانت بعض الدول العربية يسارية شيوعية وكان البعض إسلاميا سلفيا وكان آخرون ناصريون قوميون وآخرون بعثيون والبعض قبليون ، لكن في جميع تلك الأحوال لم يتنكر بلد عربي لعروبته وظلت العلاقات حسنة مع الأخوة الآخرون ولم يقر دستوريا إنكار عروبة اليمن أو السودان أو قطر أو السعودية .
فكيف بالعراق وهو العربي على الأقل منذ ألقرن الهجري الأول ومنذ تلاقحت الثقافات كلها على أساس قرآن عربي وشريعة عربية .
لقد ورث إخوتنا الشيعة سيف علي وعباءته وكان عليا عربيا هاشميا وليس إيرانيا أو آذربيجاني ، وإذا كان للولي الإيراني الفقيه فضلٌ عليكم في ضيافته الكريمة ، فالإنسان لا يبيع أمه وأبيه وجده وتاريخه سدادا لدين الضيافة ، ثم أن من ظل في العراق ولم يستضاف هو الأغلبية المليونية وحرام أن تبتذلوا هذه الأغلبية أو تظللوها من أجل أوهام التقارب الطائفي مع نظام يعلم الله ما إذا كان سيبقى لعشرة أو عشرون عاما قادمة .
إتقوا الله في العراق وفي أنفسكم وأهليكم أيها العرب الشيعة الطيبون .


___________________________________________________

أوسلو في العاشر من أيلول 2005



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتظروا علاوي العائد في القريب
- أهلنا عرب الجنوب …أدفنوا ماضيكم وأنهضوا
- الخطاب الصحفي الكردي القاسي على عرب العراق
- !..أضاعوه وأي عِراق أضاعوا
- عن الإسلام والعلمانية – رد متواضع على مقالة الأستاذ صائب خلي ...
- المرأة والحيوان مفسدات وضوء السيد الرجل
- عن المرأة والدستور في هذا العراق المقهور
- عن المرأة والدستور والإسلام وما به من جورٍ وفجورْ
- عن المرأة والأنفال ودستور أهل الإسلام
- الإسلام مصدر التشريع – خزعبلة دستورية -1
- - ملاحظات على الدستور العراقي المقترح - ج3
- ملاحظات على الدستور المقترح -ج2
- - ملاحظات على الدستور العراقي المقترح - ج1
- أنت تملك القوة في داخلك - الفصل السادس - بقلم لويزا هاي
- أنت تملك القوة في داخلك -الفصل الخامس- بقلم لويزا هاي -
- أنت تملك القوة في داخلك - بقلم لويزا هاي - إعادة برمجة التصو ...
- أنت تملك القوة في داخلك - بقلم لويزا هاي -الفصل الثالث
- أنت تملك القوة في داخلك - بقلم لويزا هاي - الفصل الثاني
- أنت تملك القوة في داخلك - بقلم لويزا هاي
- عراقيات - ومضات قصصية -4-


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل السعدون - لماذا الإصرار على عروبة العراق ؟