أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك الكانب - صراخٌ














المزيد.....

صراخٌ


مالك الكانب

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 21:02
المحور: الادب والفن
    



هنالكَ
تحتَ الجبلِ العريض
يقبعُ الموتُ طويلاً
أنينهُ كجيوشٍ عظيمة
والفجرُ يُنتظرُ كالجرسِ الأخرس
سُحبهُ ذات الحواشي البنفسجية
لم تَذقْ طعمَ النومِ الأحمر بعد
ولايوس قد أُورثَ مصيره المظلم عنوة
كرونوس ...
يفزعُ من ابنائه
يسرعُ كالبرقِ
فيبتلعهم ، فور ولادتهم
كي ينهي الايام
كي ينهي الليالي الغليظة
يبتلعُ عمره كالحوت
ثم يخلدُ في جوفِ السفرِ الأخير
ويزّمُ شفتيّه الى الأبد ..

ذلك الذي يقبع فوق
لا نسميه سماء
ذلك الذي يرقدُ تحت
لا نسميه ارضاً
الكائنات .. الخيال .. الوهم المطلق
من الهاوية .. البحر والمحيط الدائم
الخليقةُ تأتي بأقدامها المتسعة :
مقاتلون أجسادهم كالطيور
رجالٌ لهم وجوهٌ كالغربان
بشرٌ برؤوس الثيران
كلابٌ بِأربعةِ أجساد
ذيولها كأذنابِ الأسماك
الملائكة تنتفض بأجنحتها المهشمة
ابليس يقهقه كالمغنيةِ العَبُوّس **
حواء .. ادم
يأكلان التفاحَ كُلّ لحظة
يتنفسانه .. يدمنانه
والموتُ يتسكعُ هناك
دماء .. احمر .. صراخ .. عويل
شهيد .. ميت .. إعدام .. ذبح .. قصاص
شريعة .. دين .. إلحاد .. مثلية .. جنس
هداية .. إيمان .. كفر .. مشركون .. يهود
مسلمون .. نصرانيون .. أنبياء .. ميليشيات
مقاومة .. إحتلال .. عبث .. وجود .. جوهر
موت يقبع هناك ..
صراخ .. صوت في أذني ينادي ..
صراخ مرة ثانية على فراش ليلة الدخلة
صراخ مرة ثالثة حين الولادة
صراخ مرة رابعة حين الموت
صراخ .. صراخ
صداع .. رؤوس ترمى بقهقاتٍ وتكبير
الى جهنم .. الى جهنم

هنالك الخوف
الانسانُ يرتجف .. يعيش او لا يعيش
عريان .. أعزل .. مُقطَّع الاوصال
مصلوب .. مُدمَّى كالمسيح على صليبه
مَحزوز العنق كالحسين
بين فلوات الصحراء تنهشه الغربان
بين الوحوش .. بين المسوّخ
يعيش او لا يعيش

أُوَانِّس لم يأتِ بعد
لم نرَ قدميه
التي تخرجُ من ذنبه السمكي الطويل
غطسَ في بحرِ الوهم العميق
رحلَ .. غابَ طويلاً .. ربما الى الأبد !!
آوى الى مدفنه الموحش
وأمضى الليل تحتَ لجةِ الماء المُخيف
أمضى البقيةَ من حياته في اللانهاية
وانتهى هكذا ...

الوروس ماتَ منذ زمنٍ بعيد
استولى الشرُّ بعد الصراع الطويل
تلاشى طيفُ الخير
دونَ ان يُفتَحَ بابٌ او نافذة
الآله صممَ ان ينهي حياة البشر
يعدمهم من هذا الوجود
اما شيسوتروس والنفر القليل
اتخذوا لهم فلكاً عظيم
وسبحوا به فوقَ العقاب
في غصةِ المواجعِ ونشوةِ النجاة
عاموا هناك ..

عند المساء
بذرةُ الحياةِ ستعدم
السماءُ ستمطرُ الهلاك والموت
في الصباح
هبتْ المؤتفكات ..
تلاشى ضوءُ النهار في الظلمات
اللعنةُ حلَّتْ ، والوجعُ أستدام
الزوابعُ عصفتْ .. طغتْ المياه .. امتلأتْ السماء
النَّاسُ لا يرونَ أيديهم
الأخ لا يعرفُ أخاه
كُلّ ذات حملٍ سقطَ جنينها
النَّاسُ سكارى وما هم بِسكارى
الهولُ عظيم .. صراخٌ عميق ..
حتى الآلهة خشوا أنفسهم
وصعدوا الى جلدهم الأعلى خائفين
سبحَ الطوفان بستةِ ايامٍ وسبعِ ليالٍ

الطوفانُ :
الموتُ .. العواصف .. الزوابع .. الصراخ .. الضجيج
رائحةُ الأنفاسِ المخنوقة .. الكارثة ..
متوالية بلا انقطاع الى بظرِ الحياة الصغير
الطوفان
أستكان في فجره السابع
وانتهى ..
ماتَ كُلّ شيء .. انقطعتْ الأمطار ..
سكنتْ الرياح ..
هبطتْ مياه البحر وعادت لتغطي أُوَانِّس الدفين
بني البشر رجعوا كلهم الى الطين
جيّفٌ هامدة .. تحللتْ الى العدم
رقدوا الى الأبد مع معدنهم الأصيل
وشيسوتروس بقى في وحشة الارض
بلا ضجيج .. بلا أصوات .. بلا أنفاس
والغراب هامَ بعيداً في تيهٍ اخير
بعدَ ان أكلَ من احدى الجيّف
والناجون
رضى بعل ان يبقونَ في الحياة
ووعدهم
- لا طوفان بعدَ اليوم
- لا طوفان بعدَ اليوم !

أمّا اليوم :
ها هو الزمكان يتحطم ..
الأقواسُ تنكسرُ على مشرطِ البوّح
كلّ شيء ولى الى الاستكانة النتنة
ومذبحُ الآلهة بشراهةٍ يشربُ الدماء
ويأكل القرابين ما بعد التخمةِ ملايين الكيلو مترات
بعل كان كاذب جداً
كان جاهلاً بأمرِ الطوفان الكبير
كان جاهلاً بمعضلةِ وجودِ الانسان
لم يرَ انه يُقتَل في اليومِ ملايين المرات
يُذبَح .. يُعلَق .. يُرمى بين فكين
يُشوى ويلوكونه .. ويطعمون النبيذ
ويقهقهون بِدَنَسهم
ويصرخووووووووووووون .....
- الأغبياء !!

* يا للسذاجة المرة !!
- كيفَ أصغي وانا صامت ؟؟

Malek



#مالك_الكانب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك الكانب - صراخٌ