أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عقلية واحدة حرقت الشهيدين أبو خضير والكساسبة














المزيد.....

عقلية واحدة حرقت الشهيدين أبو خضير والكساسبة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نفس العقلية التوراتية التلمودية العنصرية التي أحرقت الشهيد الفتى أبو خضير حياً،والتي لا تعترف بالآخر وتنكر وجوده إلا في إطار الحطابين والسقائين الخادمين لما يسمى بشعب الله المختار،والتي وجدت في النظام القائم الحاضنة والدفيئة لما تحمله من أفكار ومفاهيم مفرطة في العنصرية والتطرف،بل قادة هذا النظام وفي قمة هرمه يشجعون مثل هؤلاء القتلة على إرتكاب جرائمهم،حيث عدم محاسبتهم ونبذهم من المجتمع،وإتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحقهم،يوفر لهم المجال والغطاء من أجل الإستمرار في إرتكاب جرائمهم وإعتداءاتهم العنصرية والحاقدة،فعلى سبيل المثال لا الحصر،عشرات الإعتداءات إرتكبتها جماعة ما يسمى بشباب "التلال" و"جباية الثمن" الصهيونيتين بحق شعبنا الفلسطيني من إطلاق نار وقتل وجرح وتخريب وتدمير للبيوت والممتلكات وخط للشعارات العنصرية وتدنيس المساجد وإشعال النيران فيها،وكذلك المقابر لم تسلم من إرهابهم،وحيث غابت عمليات ردعهم ومحاسبتهم،فهم مستمرون في جرائمهم الآخذة في التطور والتصاعد.

غياب المحاسبة والمساءلة والردع وعمليات التحريض والتأييد والتشجيع والتطرف،هي التي مهدت وعبدت الطريق،لكي يقدم هؤلاء المتطرفون المستوطنون على إرتكاب جريمة العصر " الهولوكست" الجديد،جريمة خطف وتعذيب وحرق الشهيد أبو خضير حياً،وبدلاً من أن يجري إتخاذ إجراءات رادعة بحقهم،على تلك الجريمة،ما زلنا نشهد مسرحية محاكمتهم،في محاكم الإحتلال،حيث إطلق سراح ثلاثة منهم،بحجة وذريعة،عدم مشاركتهم المباشرة في العملية،اما الثلاثة الآخرين،فتارة يجري الحديث عن إثنين من المجرمين المتبقين قاصرين،وبالتالي يجب ان يكونوا خارج السجن،وكأن سجون الإحتلال ليست مليئة بالقاصرين الفلسطينيين،والمحكومين بعشرات السنين على أعمال وطنية،لا تساوي 1% من الجرائم التي إرتكبها هؤلاء المستوطنين،فالقاصرتين لينا خطاب وملاك الخطيب،معتقلتين بتهمة رشق حجارة على قوات الإحتلال،وليس قتل بالحرق؟؟. أما المتهم الثالث فالإدعاء يحاول ان يثبت بأي طريقة انه مختل عقلياً ويعاني من إضطرابات نفسية،لكي لا يمكث في السجن،وطبعاً هذا ليس بالغريب ولا بالمستبعد،فاليهودي الإسترالي روهان الذي أقدم على حرق المسجد الأقصى في آب/1969،أطلق سراحه بحجة وذريعة أنه يعاني من إضطرابات نفسية.

نفس العقلية التي حرقت الشهيد أبا خضير حياً،هي التي حرقت الشهيد الطيار الكساسبة حياً،وإن إختلفت المسميات،فهي تنهل من نفس الفكر والمنبت الإجرامي،عصابات مجرمة لا تقيم أي وزن او قيمة للإنسان،تعتبر نفسها بأنها ممثلة الله على أرضه،تكفر ولا تعترف بالآخرين،لا من أصحاب المذاهب او المدارس الإسلامية،او أتباع الديانات السماوية الأخرى،ولا ترى في الدين سوى القتل والجز بالسيف وتقطيع الرؤوس،وشق الصدور وبقر البطون وجلد الظهور،وكأن ما تهدف إليه وفق مخططها الإجرامي،تأليب الرأي العام والمجتمع الدولي ضد الديانة الإسلامية،وفي نفس الوقت تريد خلق وتعميق الفتن المذهبية والطائفية في المجتمعات العربية،وتفكيك انسجتها الإجتماعية،وخلق ثارات إجتماعية عميقة من الصعب دملها،هي تساهم في تنفيذ مخططات معادية للأمة العربية والإسلامية،تحت حجج وذرائع إقامة دول الخلافة الإسلامية،فالحجة الخلافة ولكن الهدف أبعد وأعمق،هو التدمير الكلي للمجتمعات العربية،والعودة بنا الى عهد ما قبل الدولة المدينة،العودة الى عصر الجاهلية الأولى،قوى مغلقة ومتطرفة ومجرمة،حدود عقلها وتفكيرها متوقفة عند الفعل الماضي كان،ولا يوجد لها أي علاقة بيكون او ما سيكون، هي ترى بان التاريخ ليس مجموعة حقائق مترابطة،بل يخضع لهندستها الإجتماعية ولفكرها المغلق.
عملية حرق الشهيد الكساسبة حياً،هي جريمة عصر،تضاف لكل الجرائم التي إرتكبتها وترتكبها،تلك القوى المتطرفة في سوريا وليبيا والعراق ومصر وغيرها من البلدان العربية،نحن امام خطر جدي وداهم يتهدد الأمة العربية،خطر يوازي في حجمه ووزنه،الخطر الصهيوني الذي يتهدد فلسطين وشعبها بالإقتلاع والطرد والتطهير العرقي،كما يتهدد أقصى العرب والمسلمين،ليس فقط بالتقسيم الزماني والمكاني،بل خطر الهدم وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم،ولعل عمليات هدم المساجد في العراق والشام،والتي لم يحرك العرب والمسلمين تجاهها ساكناً،ستشكل "بروفات" وتطويع للعقول العربية والإسلامية،لكي تكون ردات فعلها باهتة وضعيفة،إذا ما جرى هدم المسجد الأقصى من قبل الجمعيات الإستيطانية وحواضنها الحزبية والسياسية والحاخامية.

عملية حرق الشهيد الكساسبة حياً،يجب ان تشعل الضوء امام كل أصحاب القرار في الأردن،عليهم القيام بمراجعة شاملة لسياساتهم ومواقفهم،ليس فقط من تلك العصابات والجماعات المتطرفة،التي ندرك تماماً بان هناك من مارس ضغوط كبيرة على النظام من العرب وبالتحديد مشيخات النفط والكاز والأمريكان،من اجل توفير الملاذ الامن لهم وحرية الحركة والنشاط،وحتى التدريب وتسهيل دخولهم الى سوريا والعراق،خدمة للمشاريع والمخططات المرتبطة بتلك الأطراف المشاركة في مشروع الفوضى الخلاقة،وتدمير حوامل المشروع القومي العربي.

الأردن عليها أن تتخذ مواقف حازمة تجاه كل من يقفون الى جانب تلك العصابات المجرمة بالقول والفعل،من يمولونهم او يشجعونهم أو يبثون سمومهم التحريضية المغلفة والمتسترة بالدين في عقول الشباب،فالجوع والفقر والجهل والتخلف،تربة خصبة لكي يمارس هؤلاء المجرمين طقوسهم من الدروشة والشعوذة وتخريب الوعي لدى الشباب.
يجب العمل على تدمير كل بناهم التحتية وإغلاق كل المراكز والمؤسسات والجمعيات التي تدعم هؤلاء،فتلك المؤسسات والشرايين المالية عوامل مهمة في إنتشار وتوسع تلك الجماعات.
أبو خضير والكساسبة ضحايا لنفس الفكر المتطرف،لنفس المدرسة من القتلة والمجرمين،اعداء الإنسانية والبشرية،رغم إختلاف الهوية والهدف،ولكنهم في النهاية يلتقون ويتقاطعون في القتل والتدمير و"الأنا" فوق الجميع،كما هم دعاة النازية والفاشية.
القدس المحتلة – فلسطين



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -داعش- تتغول في الإرهاب
- هل يجد الإرهابيون أنفسهم في بطالة ..؟؟
- هل وصلت رسائل السيد حسن نصر الله..؟؟
- عملية شبعا رد.....أم بداية رد.....؟؟
- القنيطرة والرد...بسيط إستراتيجي وفتاك
- السعودية ما بعد الملك عبد الله ..؟؟
- سماحة الشيخ حسن نصر الله وضوح في الموق وثبات على المبادىء
- غزة إما معالجة بحكمة....أو إنفجار مدمر
- في جريمة صحيفة شارلي ايبدو -أصابع اسرائيلية- خفية
- اسرائيل وتفكيك السلطة الفلسطينية
- أطفال غزة وسوريا ضحايا الحصار والإنقسام والكاز العربي
- المقدسيون والعام الجديد
- ما بعد الفشل..؟؟
- لماذا يستهدف جبل المكبر...؟؟
- حصاد عام مضى
- حماس....والمصالحة المصرية -القطرية
- القدس تغيب عن القرار الفلسطيني- العربي في مجلس الأمن
- وترجل قائد وفارس
- لا وقف للتنسيق الأمني والمطروح دوليا المشروع الفرنسي
- القدس عاصمة كل شيء ولا شيء


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عقلية واحدة حرقت الشهيدين أبو خضير والكساسبة