أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - التحقيق في قضية اغتيال الحريري وخطة دفاع النظام السوري















المزيد.....

التحقيق في قضية اغتيال الحريري وخطة دفاع النظام السوري


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن النظام السوري، يواجه مرحلة دقيقة وصعبة ، أزمة قابلة للتصعيد، وهي رهن مجرى التحقيق بقضية اغتيال الحريري حتى إنهائه، أزمة النظام السوري على مستوى علاقاته الدولية، أو علاقاته العربية ، أو الأزمة الداخلية، ليست وليدة التحقيق أو الاغتيال، ولكن هذه الأزمة ستأخذ أبعاداً جديدة قابلة للتصعيد، بدأت ملامحها تتضح.
إن قضية اغتيال الحريري مثلها مثل أي جريمة ، عندما لا تتبناها جهة ما، تتوفر لديها أسباب قوية تدفعها لمثل هذه الجريمة ، تكون مفتوحة على أكثر من احتمال تبعاً للدوافع المحتملة، ولكن نحن اليوم ، أمام احتمال يتأكد يوماً بعد يوم، وبالعودة إلى المناخ السياسي الذي سبق الاغتيال ، حيث تمت الإشارة للنظام المخابراتي اللبناني السوري، على خلفية الوجود السوري الضاغط في اللبنان، والصراع السياسي السائد آنذاك، حيث كان من الصعب على النظام السوري، اتخاذ قرار بإجماع أصحاب القرار، في المؤسسة العسكرية والأمنية، من أجل الموافقة على الانسحاب وبدون شروط ، على الرغم من أن رأس النظام، لا يريد الاصطدام مع الشرعية الدولية ، في نفس الوقت الذي كان يتلكأ في تنفيذ القرار، في محاولة منه للمساومة على إنسحابه من لبنان، مقابل ضمانات تتعلق بمصير التسوية بين سورية وإسرائيل، ولكن دوي حادثة الاغتيال كان قوياً ، حتى أن أحداً لم يعد يسمع طلباً للنظام ، مثل ريح حركت كل شيء بسرعة كبيرة، حركة واسعة على صعيد الشارع اللبناني، وحركة دبلوماسية عربية وعالمية، من أجل كشف الحقيقة، أربك سوريا وساهم في توقيت وتسريع الانسحاب السوري من لبنان ، هكذا نجد أن أول نتيجة لحادثة الاغتيال ، كانت ضد المصالح السورية ، أما في التحليل حول من يقف وراء هذه الجريمة، برز احتمالين راجحين، مبنيين على الدوافع السياسية للجريمة: إذا لم يكن نظام المخابرات السوري اللبناني ، فهناك جهة تريد أن تورط سوريا بهذه الجريمة، عبر استغلال هذه الجريمة للضغط على سوريا وإرباكها، إن المرشح لهذا الدور إسرائيل، وأمريكا ، خاصة أن مثل هذه الجريمة ، وبالكيفية التي حصلت بها، لا يقوم بها إلا جهاز قوي، مع الاستبعاد الكلي ، لقيام أي تنظيم صغير بإمكانيات محدودة ، منفرداً بهذه الجريمة، و الإشارة إلى إسرائيل، واضحة من قبل القوى المتحالفة مع سوريا، ومن أركان النظام السوري نفسه، وتعكس رغبة الشعب السوري أيضاً أن يكون العدو وراء هذه الجريمة ، لأن لا أحد يريد أن ينال الوطن وصمة عار بسبب سلوك مجنون، وغير عقلاني، وهو فعلاً ضد مصالح سوريا، وضد مصالح النظام السوري نفسه، وخدمة للمصالح الخاصة الضيقة، التي تتسم بالآنية وضيق الأفق، ولكن أجهزة المخابرات عندما تقترف جريمة ما، من أجل تحقيق أهدافها بالقوة ، وبأسرع الطرق، إلغاء الآخرين، وإقصائهم، لا يكون إلا عبر أسلوب تآمري، تراهن على شيء واحد، وهو استحالة كشف الفاعل مع أنه لا يوجد في علم الجريمة، جريمة كاملة، إذا كان هناك مسعى حقيقي وجاد لكشف الحقيقة، هذه الحقيقة تحولت إلى برنامج للأحزاب اللبنانية ، وبنداً رئيسياً في جدول أعمال القمم، و كشف الحقيقة كانت مطلب الجناة أنفسهم، وإن اختلفت الدوافع بين من يرغب بتحقيق العدالة، ورفض أسلوب العنف، وبين من يعلم أن المخابرات اللبنانية السورية، وراء هذا الفعل، وستكون مناسبة لمزيد من الضغط والتصعيد ضد سوريا ، وبين من يظن أن من المستحيل كشف الفاعلين، وما أن بدأت الخيوط تظهر، مع القبض واعتقال الضباط اللبنانين الأربعة، اللذين تم تسميتهم فيما سبق أركان النظام اللبناني الأمني، أخذ محامي أحد المتهمين يقول: طالما إن سوريا بريئة على الحاج بريء، والطرف الآخر يقول طالما هؤلاء مشبهون، فالنظام السوري أو أركانه مشبوهين، وربما هناك إحساس في لبنان، إن هؤلاء لم يكونوا، سوى أدوات عند المسؤولين الأمنيين السوريين، باعتبارهم رجال سوريا، وطالما أن هذه الجريمة لن يقوم بها إلا أعداء سوريا، فمهما اختلفت هذه الزمرة مع حليفتها السورية بالمصالح، فإنهم لن يقدموا على هذا الفعل، بدون علم أو تنسيق على الأقل. حتى يمكن القول ، لو أن مجريات التحقيق، بيد المتهمين لوحدهم، فإن هؤلاء لن يورطوا أحد من سوريا، سواء بدافع الخوف، أو بدافع المصالح المترابطة، غير أن التحقيق يأخذ مجرى، يتعارض مع الرغبات ، فالمعلومات والأدلة لم تكن نتيجة اعتراف الجناة المحتملين ، أو إجبارهم على الاعتراف، بل تم مواجهتهم بها ، ولم يحتج أحد منهم على توقيفه عبر وكلائهم، بناء على ذلك سيكون من الصعب، التلاعب في مسار التحقيق وتوجيهه.
إلا أن موقف النظام السوري يختلف، فهو يتخذ موقف الدفاع عن النفس، المقترن بقرينة البراءة المطلقة، لأن ثمن تورط النظام، أو مراكز النظام سيكون له تداعيات كبيرة على وضع النظام، أو أطراف منه، أن الأوضاع الجديدة في التحقيق، تضعنا أمام أكثر من احتمال منها: الأول وهو أبعد هذه الاحتمالات، إن الضباط السوريين المتهمين بالتورط مع أشقائهم اللبنانيين، كانوا من الذكاء وبعد النظر ، بحيث أنه من السهل عليهم، إثبات عدم تورطهم بالتحريض أو التخطيط أو التنفيذ، وإن دورهم اقتصر على الرغبة المجردة في التخلص من هذا الشخص، وتم تحقيق هذه الرغبة من الضباط اللبنانيين. أما الاحتمال الثاني : و هو تورط بعض الرموز الأمنيين ، بعيداً عن علم ومعرفة رأس النظام في سوريا، لأن باقي الأجهزة السياسية للنظام قطعاً لا تعلم وليست طرفاً، وهذا احتمال مرجح،لأن الأجهزة الأمنية وخاصة في دول مثل سوريا، بلغت درجة من التضخم، أصبح لهذه الأجهزة مصالح خاصة تتعارض مع مصلحة النظام، أو حتى في مواجهة النظام، ولهم من قوة السيطرة والتأثير ، تهدد أركان النظام ، حتى أنهم يستطيعون تطويع النظام ، بل الوطن برمته، من أجل الدفاع عنهم، وعن براءتهم بكافة الوسائل ، وأن يقف النظام السياسي ورائهم في هذا الدفاع، هذا سيؤدي إلى تفاقم الوضع في سوريا ، وقد بدت معالم هذا الاحتمال ترتسم، بأن أي تهمة ، هي من قبيل الضغوط على سوريا، وما هي إلا تسيس للتحقيق، على الرغم من أن كل من تعامل مع اللجنة حتى أنصار سوريا، مثال ناصر قنديل، وعاصم قانصوه، لم يشك أحد منهم بنزاهة التحقيق وتقنيته، من جهة أخرى يحاول النظام إظهار أن هناك قوى في لبنان تسعى إلى تقويض النظام السوري وإسقاطه، مع أن القوى اللبنانية ، لم تستطع إخراج الجيش السوري، ولم تستخدم إلى الوسائل السلمية معه، هذه المواقف للنظام مع تطور التحقيق، ستضع النظام برمته في خانة المتهمين، وهنا نصل إلى الاحتمال الثالث ، رغم استبعاد هذا الاحتمال، أي تورط النظام الأمني السياسي في سوريا، وخاصة أن هناك قاعدة قانونية شهيرة تقضي بحرية القاضي الجزائي في بناء قناعته، وفق الأدلة المتوفرة لديه.
إن تداعيات الأزمة ، وخيار التصعيد يبدو جلياً في أكثر من مناسبة عبر التصريحات المتكررة للمسؤولين السوريين ، حيث أنه وفي تخريج دفعة للضباط، طلب وزير الدفاع من الضباط الاستعداد للحرب، وهي لغة جديدة من أركان النظام، على الرغم من أنه لم يحدد وجهة هذه الحرب، هل هي حر ب دفاعية ، تأخذ طابع شرعية دولية ضد نظام . أم حرب هجومية ، تأكيداً لحقيقة أن أحد أسباب الحروب بين الدول هي تصدير الأزمة للخارج، في ظل أزمة مستعصية لتسوية النظام السوري، وخاصة إعلان إسرائيل الأخير، على لسان رئيس وزرائها إنها غير مستعدة ، للتفاوض مع النظام السوري القائم، أن مثل هذه الحرب ، ستخطف الأسماع والأبصار، عن كل ماعداها ، وتخلق إجماع داخلي، داعم للنظام ضد العدو، وتعاطف عربي خاصة على المستوى الشعبي، بالتنسيق مع المقاومة اللبنانية، هذه الحرب، تأخذ شرعيتها ، من الحق باستعادة الأراضي المحتلة، وأي هزيمة ستكون مشرفة، رغم استبعاد هذا الاحتمال لأن النظام يعرق قدره وقدرته. أما إذا كانت حرب اتجاه لبنان، فلن نكون إلا أمام كويت جديدة، إضافة لحرب غزو العراق .
خنق الحريات وتوجيه النقد للكتاب المعارضين، حيث أن النظام في هذه الفترة، بحاجة لإجماع على براءته، وصوابية مواقفه، ولا يريد أن يقرأ أو يسمع كلمة نقد، أو فضح أو تعرية، لأي من رموزه. وخاصة أن ملفات الفساد للمتهمين، في لبنان أصبحت جزءاً من القضية.
تحويل الأنظار إلى مجموعات متشددة مسلحة، قبل القيام بعمل إرهابي ما، يتم القضاء عليهم في مناطق توتر محتملة، مرة في حماه، ومرة أخرى في الحسكة ، دون توضيح كاف ومقنع، ليس معنى هذا استبعاد وجود متطرفين في سوريا، ليس مكان ذلك في هذا المقال ، بل اللافت الهدف الوقائي من هؤلاء المتشددين، فهذا من جهة تأكيد على أن هناك أعداء داخليين، يريدون العبث بالبلد، ودفعه للفوضى، وأهمية إلتفاف المواطنين حول النظام، من أجل دعم الاستقرار والأمن، ورسالة لأمريكا أن سوريا مستهدفة من قبل الإرهابين، وإنها تقوم بدور فاعل في محاربة الإرهاب، مع أن أمريكا يهمها محاربة الإرهاب الموجه ضدها فحسب، ويبقى الخوف أن تكون هذه الأفعال، نوع من تصدير الأزمة داخلياً ، وهذا سينعكس بردود أفعال، و خلق حالة من التوتر ، لا تحمد عقباها.
أن خطة النظام الدفاعية، والاستعداد للتصعيد، هي الوسيلة المرجحة للنظام، من خلال التعبئة الأيديولوجية اللازمة، بأن هذه التهم موجهة من أعداء سوريا، وإن التحقيق يوظف لأغراض سياسية، نعم إن أي حدث يوظف لأهداف سياسية ، الأهداف السياسية وجدت قبل أن يوجه الإتهام لأحد، وكذلك ستوجه بعد اكتشاف كامل الحقيقة، لكن هناك حقيقة أيضاً بأن أحداً لن يقبل بتحقيق غير مستند على أدلة مقنعة ، ودامغة. ولكن بعد أن يصبح التحقيق ملك الجميع ، وتثبت الإدانة ، يكون من قام في الجريمة هو من أعطى الذريعة للآخرين ، ولا يلام الآخرين، بل من أعطى الذريعة يجب أن يدان وينال عقابه، لأن هذه نتيجة محتملة لذلك الفعل، إن المهم تخفيف تداعيات الأحداث المرتبطة بتداعيات التحقيق، بأقل الخسائر الممكنة بالنسبة لمصالح سوريا ، وليس لخدمة مصلحة زمرة، أو أفراد، يرون حجمهم بحجم البلد، أو أكثر، ويربطون مصير سوريا بمصيرهم، لا مانع لديهم أن تكون البلد ضحية رغباتهم الخاصة.
سحر حويجة







#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى الأتاسي -مرآة المعارضة السورية-
- انحسار النفوذ الإقليمي وأزمة النظام السوري
- العراق والاستحقاق الدستوري
- أضواء على بعض جوانب أزمة الماركسية
- الحركة العمالية من الماضي إلى الحاضر
- الديمقراطية ألد أعداء الأنظمة العربية
- السلطة الأمنية من سوريا إلى لبنان


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - التحقيق في قضية اغتيال الحريري وخطة دفاع النظام السوري