أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - كرة الثلج الارهابية














المزيد.....

كرة الثلج الارهابية


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهنة الطيار الحربي في كل جيوش العالم لها صفات مشتركة منذ ادخال سلاح الطيران في المعارك العسكرية. التحليق في سماء المعارك و خلف خطوط العدو و الاشتباك مع الطيران المعادي دفاعاً أو هجوماً. الطيار الحربي يعرف أن يمتهن الانتحار عندما يقصف مناطق العدو و عندما يتعرض للاصابة يعرف أن نسبة نجاته تكون معدومة بدءاً من القفز بالكرسي ثم فتح المظلة و تفادي النيران الأرضية و الهبوط حيث لا يكون محترف هبوط مظلي ثم عملية التواري و الاختباء عن قوات العدو البرية للحيلولة دون القبض عليه في ارض معادية و اخفاء مظلته و محاولته الاتصال بقيادته لمحاولة العثور عليه و تنفيذ مهمة كوماندوس لاستعادته و هي نسبة قد تكون 5% إذا حدثت و لكن عند القبض عليه من قبل قوات العدو أو حتى المدنيين فهناك احتمال قتله المباشر كبير من المدنيين المتضرر إنتقاماً للضحاياهم حيث هو المسبب لسقوطهم أو أحد زملائه فسرعان ما يستسلم الطيار الأسير في محاولة منه للسلامة و الخضوع لعمليات تبادل بين الاسرى. هنا أذكر وقوع طيار اسرائيلي في حرب 1973 و كيف خلصته القوات الامنية من بين أيدي المدنيين الذين كادوا أن يسحلوه بعد أن اوسعوه ضرباً و بصاقاً, كذلك أذكر منظر الطيار الامريكي المقتول في الصومال.
لا أعرف المهمة التي خرج بها الطيار الاردني الراحل معاذ الكسساسبة؟ و ما هي معلوماته و خبراته القتالية فوق ارض العدو و هل كان مطمئناً لسلاحه و لمهمته و لنسبة الخطأ و الخطر التي يقوم بها فوق قوات لا تعترف بأي معاهدات دولية خلال الحروب و لا عن تعاليم الاسلام الحنيف في معاملة الاسرى؟؟ و هل في عقيدته القتالية لا يوجد احتمال السقوط في أيدي عدو بربري دموي؟
القتل كان أكثر الاحتمالات المتوقعة للطيار الاردني رغم احتمال متواضع لمبادلته بعناصر قاعدية في سجون الاردن و لكن الداعشية آثرت أن تحقق الاحتمال الأول و لكن بأبشع اشكاله و كأنه حرق لمارق في العصور الوسطى و بطريقة فانتازيا بربرية اقرب لأفلام هوليوود. داعش تمارس ما تؤمن به (ارهبوا عدو الله و عدوكم) و الكل هنا أعداء الله, من وجهة نظرهم, لذلك السوري و العربي و الاجنبي الذي لا يؤمن بعقيدتهم و بخليفتهم هو كافر لهم حق ارهابه و ارهاب من يقف معه, قطع ايدي, قطع رؤوس, نحر, صلب, رجم, رمي من أعلى الأبنية, القتل و التشويه تحت التعذيب, إلقاء جثث في هوات ساحقة و عميقة...
لكن مهلاً, أليست كل هذه الممارسات تقوم بها قوات عسكرية ضد المدنيين و عسكريين اوقات الحروب؟ ألم تمارس القوات الفرنسية نفس الممارسات في سورية و الجزائر و حتى في مالي قبل وقت قصير؟ ألم تمارسها القوات الامريكية في فيتنام و العراق؟ ألم تمارسها قوات اسرائيلية في سورية و مصر و لبنان و فلسطين و آخرها بغزة؟ ألم تمارس القوات الروسية ابشع منها في الشيشان؟ ألم تمارسها قوات الجيش الجزائري ضد أعدائها؟ ألا تمارسها القوات المصرية اليوم في سيناء؟ و نحن السوريين ألا نشاهدها كل يوم على ايدي نظام الأسد منذ الثمانينيات في حماة و تدمر و جسر الشغور و حلب و في لبنان إبان التدخل الأسدي و عاى امتداد التراب السوري منذ اربعة سنوات على قيام الثورة؟؟؟
هذه هي الحروب, قذارة و قتل و انعدام للاخلاق و للانسانية و حيث المدنيين هم أكبر الخاسرين و أكثر الضحايا.
تذكرني كلمة حرب ببدايات الثورة عندما كان يصر موظفو الخارجية الكندية على تسمية ما يحدث في سورية على أنه حرب أهلية, و لم يكن هناك سلاح بعد و كانت الثورة مظاهرات سلمية مقابل قوات عسكرية و امنية و شبيحة لا حدود لعنفهم و همجيتهم. سألتهم عن تعريف للحرب الأهلية بنظرهم فلم يعطوني جواباً. حاولت جاهداً مع السوريين الكنديين أن نشرح لهم و نفهمهم أنها ثورة من أجل الحرية و الديمقراطية و ليست حرباً و لكن عبثاً.
ككل الدول التي تسير بمعية الراعي الامريكي كان من مصلحة الجميع أن تتحول الثورة السورية إلى حرب حيث تتلاشى قدرة السوريين على التأثير و تتعاظم قدرات الدول العظمى و الاقليمية على التدخل و التأثير و الاستفادة القصوى سياسياً و اقتصادياً و تسويقاً لاسلحتها و صناعاتها الحربية.
لقد قاوم السوريين كل المحاولات لتحويل ثورتهم لحرب و مازالوا و لكن ضخ الاسلاميين المتطرفين من سجون الأسد و المالكي و معتقلات العم سام كوحوش ضارية جائعة محتجزة في اقفاصها و إطلاقهم ضمن فوضى عارمة لا يحتاج لكثر عناء لاستنتاج هذا الكم من نشوء و تغول التنظيمات الدموية و هذا العنف و هذا الاجرام يقابله عنف و اجرام و طائفية من قبل نظام الأزمة و الخيانة الاسدي, مما اصاب الثورة بالشلل و التقهقر, و لو لحين.
الطيار الاردني معاذ الكسساسبة كان يعرف أن نصيبه من القتل كبير عندما اختار مهنة الطيران الحربي كأي طيار في العالم و اكتسب الشهادة بعيون أهله و بلده و بعيوننا كسوريين نقف مع ثورتنا و مع قيمها و مبادئها ضد الاستبداد الأسدي و ضد الاستبداد الديني و الطائفي من داعش أو من حليفاتها و لو سقط النظام الأسدي قبل هذه الحادثة لكان معظم الطيارين السوريين الشرفاء (غير القتلة), منشقين و غير منشقين, في حرب ضروس مع كل التنظيمات المتطرفة القاعدية و غير القاعدية التي تريد أن تفرض اجنداتها على رقاب السوريين بالقوة و بالتكفير و تحرف ثورتهم من أجل الحرية و الكرامة إلى دولة خلافة أو دولة استبدادية دينية لا نصيب لها بالحياة على أرض سورية.
لكل من يريد الخلاص و يريد السلام لمنطقتنا من أشقاء و أصدقاء, لا يمكن أن تنتهي كرة الثلج الارهابية التي ستدمر المنطقة بالكامل دون وضع إسقاط رأس الارهاب الأسدي على طاولة البحث و على أجندات سياسات الدول و بشرط اساسي هو التحالف مع القوى الوطنية السورية و أهمها القوى الثورية التي تؤمن بحرية و سيادة سورية و مستقبلها كدولة ديمقراطية مدنية حديثة, و إلا فإن حروق الثلج أكثر إلاماً من حروق النار.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الثورة السورية الكبرى 1925 إلى الثورة السورية 2011
- إلياس مرقص, من أجل الانسان الفرد و الحرية.
- متى نتعلم من جوهر الاسلام؟
- تونس تمد لسانها لشهداء سورية
- خراب لعبة الأمم
- شهادة وفاة
- تركيا, دروس في السياسة
- بيضة القبان
- من أورشليم إلى دمشق
- من فكرة الأصفار إلى مبدأ المعادلات
- محاكمة العصر
- سوريون دائماَ و لا نخجل
- عيد جيش الوطن
- رجال الغوطة
- -لابد من فعل شيء-, ديغول سورياً
- مبروك لمخيم اليرموك الصامد
- باسل و محطات من السفرجل الأسدي
- افتتاح مونديال الشعوب الفقيرة
- الحرية تليق بكم
- عودوا, الأرض حنت لكم


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - كرة الثلج الارهابية