احمد مصارع
الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 10:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مسرح الحياة والموت والواقع الذي يومض ببعض الحقيقة ...
من يعتقد بأن وهم الحياة يتفوق على وهم الموت ؟ أم الواقع والعكس ؟
لا حياة لاموت من قبل أومن بعد , بل لا بداية ولانهاية , فلماذا مفهوم ( إنهم خلف الستارة ) ؟
يبدو الاستمرار عسيرا قبل أن تخفيه الستارة ,
معظم المشكلة نجم عن وكلاء وهميين للمخرج الذي ظل يفضل مشاهدة المسرحية بطريقة مثيرة , فالأداء للدور شبه حقيقي , ولكن لا احد يكلف أحدا , فهل مسرح الحياة والموت رائع حقا لأنه تام الإعداد , وهو ماض بلا حدود , متجاوزا وهم السدود , ورافعا نحو الأعالي الشاهقة اليأس أكبر الستائر.
انه الوهم المركب , فلقد كان البطل حيا وذلك قبل أن يموت ومنذ قليل , أي قبل عشرات القرون , ومازال النهار يعرف برابعته , وذكرياتنا عمن فقدنا لمن نحب , هي الأقوى في الحضور من كل ادعاء و منتصب أمام النظر , وربما كان ذلك بدون داع و أو موجب . الموجود كذكرى , المحفور مؤقتا, في أعماق الذاكرة السحيقة للكائن الحي الذي لم يختف بعد خلف الستارة , لأن الدور المسرحي المنوط به , سيقوم بتأديته , مع ضمان حق الخروج عن النص , لأنه لا يوجد نص مكتوب أصلا , وكل مكلف بأداء دوره غير مضطر للإبداع , بل وحتى الاقتناع , ومابين شبه تخطيط أو تحصيل حاصل تمضي المسرحية .
إن من فقدناه أو فقدنا مؤقتا موجود حقيقة أم لا ؟ انه خلف الستارة , لقد تحول الى صورة حية تعيش داخل مخيلتنا , وهو شكل جديد من أشكال الوجود , وهو في هيئة لانتقض وتنمحق إلا حين نزول جميعا , ودفعة واحدة , وهذا مالا يتحقق عبر عدة أجيال متعاقبة , وهذا نوع من الإصرار على الاستمرار في الوجود خلف الستارة ولعب الدور بطريقة جديدة .
هل تحتال الذاكرة حقيقة على تعريف الوجود الحسي والمادي , ولذلك فهي تدمج مع الواقع الصورة الحسية الحية عن المادة الفانية , فكل ما يمكن لنا أن نراه ولو بقوة الذاكرة والخيال لم يفنى بعد , وهو مستمر حقا بالاستعانة بمفهوم إنهم خلف الستارة .
في القلب هو الحقيقة العظيمة , وهي حقيقة كل الحقائق و مادام قلبي ينبض بالحياة , ومادام , هذا الخاطر البديع يحفزني باستمرار للشوق إليه , وفي كل آن , يدعوني لتذكره , وهو الأمر الذي لايمكن نكرانه , وكأن ما مضى وبعد الموت يهزءا من كل معرفة بالحقيقة الآنية للغاية .., بل ويريد التسامي عليها , بنقش انطباع قوة الموت الحية , وهي فوق وهن الحياة و بل ويكاد في شكوكية فظيعة أن يثبت موتها , فمن يقبض على خناق رقبة الواقع المجهول , هل الميت ؟ أم الحي ؟
الميت يقبض بالحي , يزعم أنها أسطورة , وقد رددها كثيرا عباقرة الفلسفة و ولكنهم انحازوا , نحو حقيقية لحظات وجوهم الزائلة , وكان الحري بهم و ليس تخليد لحاظئهم الآنية , بل تخليد العالم ذاته , بالاعتراف بالصعوبة البالغة في تقرير حقيقية من يقبض على خناق الآخر , الحي أم الميت ؟ ! .
الكل خلف الستارة في نهاية الأمر , ستارة واحدة أم تتعدد الستائر ؟.
احمد مصارع
الرقه - 2005
#احمد_مصارع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟