أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - الحرس الوطني ..اشكالات وحلول















المزيد.....

الحرس الوطني ..اشكالات وحلول


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 12:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الحرس الوطني ..اشكاليات وحلول
بشير الوندي
==============
يدور في المشهد السياسي (قبل العسكري) موضوع تأسيس قوات للحرس الوطني في المحافظات ومن ابنائها , وتشهد الايام الجارية تحركات جادة لسن قانون لتلكم القوات , وفي مقالنا هذا سنبحث موضوعة الحرس الوطني دون الدخول في الاشكالات ذات البعد الطائفي والتي تطرح هنا وهناك , وانما نتحدث عن الموضوع من وجهة نظر علمية عسكرية بحتة , لنجد ببساطة ان هنالك تخبطا ولبسا كبيرا لابد ان يتنبه اليه القائمون على الامر قبل ان يقرروا قرارات مصيرية تجر ورائها اشكالات عويصة
============
الدور الحاسم للاستخبارات
==============
فمن المسلمات الملحّة التي صار من الصعب التغافل عنها, ان المعارك ضد الارهاب هي معارك استخبارية قبل ان تكون حربية على الارض
ومن ثمّ , فلم يعد للاعداد الهائلة في الجيوش من عامل حاسم في الحرب ضد الارهاب , وانما اصبح الخرق الاستخباري, والحرب الالكترونية , والمعلومات هي العوامل الحاسمة في المعركة
وباتت عسكرة المجتمع عبئاً على الامن , ولم يعد مجديا ان يكون قرابة سدس العراقيين (من الفئة العمرية بين 19 و50 من الرجال ),هم من العسكرراجع كتابنا الامن المفقود ص156-157
والامثلة في ذلك حيّة , فالقوات التي كانت ضمن قاطع الموصل كانت في تعدادها تفوق قوات انزال النورماندي الذي قصم ظهر النازيين في الحرب العالمية الثانية , ولكن الضعف الاستخباري كان جوهرياً (ضمن اسباب اخرى ) في سقوط المدينة على يد بضعة الاف من الارهابيين
والامر لايقتصر هنا على العراق , ف 140000 امريكي لم يستطيعوا الانتصار على القاعدة, بينما كان لاعتراضٍ استخباريِّ الدور الفاعل في القضاء على الزرقاوي , وكذا الامر بالنسبة لابن لادن , فكل الجيوش في تيرابورا لم تقتله , بينما اعتراض مكالمة لسائقه قضت عليه
لذا لانجد اية اولوية لتأسيس قوات عسكرية بمسميات جديدة وبأعداد اضافية , بينما لانجد نموا حقيقيا في الجهد الاستخباري كعامل حاسم في المعركة
واذا ماغضضنا النظر عن انعدام جدوى تضخيم المؤسسة العسكرية , فان هنالك اشكال اخطر وابرز يصطدم بالارادات الساعية لتشكيل قوات الحرس الوطني
=============
فيدرالية المؤسسة العسكرية
==============
فمن البديهيات في المؤسسة العسكرية ان تكون مؤسسة فيدرالية تتبع القيادة العامة , والتي يحق لها ان تحرك القطعات العسكرية اينما وكيفما شائت , ومن الطبيعي ان لايقتصر انتماء افراد القطعات العسكرية على مدينة او محافظة دون اخرى وهو امر جائز فقط في الوحدات الشرطوية المناطقية بحكم الواجبات. وبالتالي فإن تشكيل قوة عسكرية مناطقية الافراد ترتبط اداريا بوزارة فيدرالية , و منخلعة في القيادة والسيطرة عن سلطة القائد العام للقوات المسلحة لصالح سلطة المحافظ , هو ضرب من الجنون والخروج عن القواعد العلمية والعملية لبناء القوات المسلحة في كل العالم
==========
البيشمركة
===========
لنا ان نعترف ان هنالك خلل جوهري في تطبيق ماذكرناه عن فيدرالية الجيش يتمثل بقوات البيشمركة , وهو امر لايعد انتقاصا من دورها , ولكنها عمليا تتبع في القيادة والسيطرة لسلطة رئيس الاقليم لا الى القائد العام للقوات المسلحة , كما انها مناطقية ضمن اقليم كردستان وافرادها من ابناء الاقليم ,وللامانة, فان هذا الامر هو خلاف القواعد العلمية لبناء الجيوش كما اسلفنا
وهنالك حلّان لهذه الاشكالية , احدهما ان تشطر قوات البيشمركة الى قسمين اولهما قوات شرطوية تابعة لسلطة الاقليم لالوزارة الدفاع , وثانيهما (وهي القوات ذات المعدات العسكرية الثقيلة ) تكون عسكرية تابعة لسلطة الاقليم بموجب تخويل صادر من القائد العام للقوات المسلحة
اما الحل الثاني فان تكون مجمل قوات البيشمركة , قوات عسكرية تابعة لسلطة رئيس الاقليم بموجب تخويل صادر من القائد العام للقوات المسلحة
===================
الحشد الشعبي والحرس الوطني
==================
قد يتبادر لذهن القاريء ان الكاتب متحيز بالضد من تشكيل قوات الحرس الوطني فيما يغض الطرف عن تشكيل الحشد الشعبي
وللاجابة نقول بوضوح ان هنالك فرق شاسع بين الاثنين , فقوات الحشد الشعبي هي قوات مؤقتة تتشكل في كل دول العالم في لحظات فارقة امام خطر غامر , فتتم في هذه الحالة تعبئة شعبية لمكافحة الخطر ,وماحصل في العراق من هجمة ارهابية شرسة توجب امامها تشكيل حشد شعبي مؤقت يتم حله بزوال الخطر ,دون ان يكون للحشد كيان عسكري ملزم للدولة وللمؤسسة العسكرية ,وهذا خلاف مايراد به في الحرس الوطني , اذ يراد به تأسيس قوات عسكرية دائمة
والفرق الجوهري الاخر , ان قوات الحشد الشعبي غير محددة مناطقيا , فترى ان ابن العمارة يقاتل في الفلوجة وابن البصرة يقاتل في ديالى , وبالتالي فانها ليست بقوات مناطقية لافي افرادها ولافي القيادة والسيطرة , فاينما حلت فانها تأتمر بامرة قيادة المنطقة التي تقاتل فيها , اما مايراد في الحرس الوطني ان يكون مناطقي الافراد والانتماء وان يكون دوره ضمن رقعته الجغرافية فقط , والقيادة والسيطرة فيه مناطقية ايضاً
ولابد ان نورد هنا ان فصائل المعارضة العراقية بمجملها (عدا البيشمركة) كانت تشبه التوجه الفيدرالي في عملياتها وتشكيلاتها ضد الطاغية وازلامه, وامتدت معاركها (وشواهد قبور شهدائها) من البصرة الى السليمانية بما يشبه التوجه القتالي لقوات الحشد الشعبي
===========
افواج الطواريء هي الحل
============
ان هنالك حل عملي بسيط يحل كافة الاشكالات التي ذكرناها ويتمثل باعادة هيكلة افواج الطواريء الموجودة في كل محافظات العراق وباعداد كبيرة ويكفي ان نقول ان نينوى لوحدها كانت بها 8 افواج طواريء, وهي افواج شرطوية مناطقية عانت من الاهمال والتبديد ,حتى اصبحت اماكن يُنقل اليها المغضوب عليهم من الضباط والمراتب , مما ترتب عليه اهمال دورها
فبالامكان ان تطعّم هذه الافواج بابناء كل محافظة وفق محافظتهم من الكفوئين ويعد لهم برنامج تدريبي مكثف وان تتبع في القيادة والسيطرة الى المحافظ من خلال قيادة مناطقية يكون فيها قائد الافواج نائبا لقائد شرطة المحافظة .
وبالامكان ان تغير تسميتها الى افواج الحرس الوطني , فيكون هنالك امرية الحرس الوطني في ديالى واخرى في الانبار وثالثة في البصرة ...وهكذا .
===========
الفوائد المتوخاة
===========
ان هنالك العديد من الفوائد المتوخاة من تنفيذ هذا المقترح ندرجها فيما يلي :
1- السيطرة على هدر المال العام لاسيما في الازمة النفطية الممسكة بتلابيب الاقتصاد العراقي, حيث اننا لن نبدأ من الصفر فهي مؤسسات قائمة وموجودة لها معسكراتها وملاكاتها وتحتاج الى التعديلات والتدريبات فقط.
2- سلامة الارتباط في القيادة والسيطرة لانها مؤسسات شرطوية يجوز لها ان تكون مناطقية في افرادها وقيادتها وتواجدها ومهماتها
3- اختصار الكثير من الجهد والوقت في تشكيلها لاسيما واننا نخوض معارك لانتمكن اثنائها من البناء من الصفر.
4- تحقيق المطالب التي تسعى لها القوى السياسية .
5- ان عناصر هذه الافواج مؤمنون بشكل كبير من الاختراق بحكم العداء المستحكم لقوى الارهاب معهم , مما يصعِّب اختراقهم .
خلاصة
==========
نحن في خضم معركة شرسة مع الارهاب تتطلب تظافر الجهود والقدرة العالية على المناورة بالقوات المتوافرة لدينا فعلا , كما ان علينا ان نضع نصب اعيننا ان لانربك معايير المؤسسة العسكرية ومرونة القيادة والسيطرة , وان تبقى البوصلة الحقيقية هي في اقتلاع الارهاب بعيدا عن الاعيب الموازنات السياسية , وبالتالي فان اضافة تشكيلات جديدة وفق معايير مغلوطة , مع اهمال قوات سليمة الارتباط هو اهدار لجهود بشرية لايقل في ضرره عن اهدار المال العام بل انه ادهى وامر واخطر ..والله الموفق.



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة للقتل
- ثورة اقتصادية او الطوفان
- الاصلاح الاداري في القوات المسلحة
- ضباط الدمج ...مشكلة القناعات المسبقة
- الجيش لم ينسحب من الموصل!!!!!
- كيف نحقق الامن في اخطر عاصمة بالعالم ...بغداد


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - الحرس الوطني ..اشكالات وحلول