أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - داعش تبلغ أعلى مراحل البربرية باعدامها معاذ كساسبة















المزيد.....

داعش تبلغ أعلى مراحل البربرية باعدامها معاذ كساسبة


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب الكثيرون عن وحشية داعش ووصفوها بأبشع الألفاظ، وذلك على ضوء نهجها الوحشي منذ ظهورها كانفجار بركاني على سطح الأحداث. وكنت من بين أولئك الكتاب الذين نددوا بأكثر من مقال بأعمالها الوحشية التي تمثلت بأبشع الصور والممارسات. و ذهبت الى حد وصفهم بالمغول الجدد في كتابي بعنوان "داعش بين افرازات الطائفية وظلامية الطرح" حيث أفردت بحثا مطولا محذرا بعنوان "المغول قادمون ومعهم مخططاتهم الذكية".

وقد أفردت في ذاك البحث، النقاط الست المعتمدة في استراتيجيتهم للانطلاق والانتشار بسرعة. ومن أهم هذه النقاط ، تعمدهم ارتكاب أعمال وحشية منفرة للمشاعر الانسانية تمثلت حتى تاريخ نشر الكتاب قبل أيام محدودة: بقتل الأسرى، واضطهاد الأقليات والقاء بعضهم من أسطح بنايات شاهقة، وباغتصاب النساء، وجلدهن في ساحات عامة، ورميهن بالحجارة حتى الموت، وبيعهن جواري، وقطع رؤوس الرهائن لديهم، اضافة الى بعض الاستخدامات للسلاح الكيماوي، وغير ذلك من الأعمال الوحشية. لكني لم أذكر في ذلك الجدول حرق الانسان حيا، فهذه تجربة مريرة لم تكن قد مورست بعد، وها هم قد شرعوا بممارستها باغتيالهم البشع للملازم الأول معاذ الكساسبة ، المواطن الأردني البطل الذي قضى نحبه بهذه الطريقة البشعة البربرية (كما وصفها الرئيس أوباما)، والمخالفة لأصول الدين الاسلامي كما بينت قناة "سي أن أن" موردة نصا قرآنيا أو حديثا يحرم قتل الانسان حرقا. فحرق الانسان هو حكم أوحق مقصور استخدامه على الله تعالى ينفذه على عباده الناشزين.. في جهنم وليس أثناء حياتهم . ولكن داعش أصرت على استخدامه ضد الشهيد الأردني لتبلغ بسلوكها ذاك أعلى مراحل الهمجية والبربرية.

وتضمنت مخططاتهم الاستراتيجية، تصوير عملياتهم البشعة تلك وعرضها على شبكات النت والتواصل الاجتماعي، كي يضمنوا وصولها الى أكبر عدد من الناس والقاء أكبر كمية من الرعب في قلوبهم. وكم تمنى المراقبون على الدول الغربية، أن تسعى لاغلاق قنوات تلك الشبكة اللازوردية في وجوههم، وتمنعهم من نشر صور أعمالهم الاجرامية على تلك الشبكة. لكنهم لم يفعلوا ذلك مع أنهم قادرين عليه. فأنا شخصيا قد حاولت مرة وضع شريط على اليوتيوب يصور عملية قيام أحد مقاتلي الجهاديين بممارسة الجنس مع حفيدته تحت شعار "جهاد النكاح" كما فسره الرجل، لكن الشبكة رفضت بثه وحذفته رغم عدة محاولات من جانبي لنشره، مما يعني قدرتها على الحيلولة دون نشر بعض هذه الأشرطة التي تظهر الأعمال الوحشية لداعش، لكن الشبكة لا تفعل ذلك الا عندما يكون الأمر مسيئا ومظهرا للمساوىء الأخلاقية لممارسة أولئك الجهاديين، كما حدث في قضية الجهادي وممارسته جهاد النكاح مع حفيدته.

فالدول الغربية النافذة والقادرة، لا تفعل جديا الشيء الكثير، أو ما يكفي على الأقل لمحاربة داعش حتى في مسار حرب التكتل الدولي المعلن عليها. والواقع أن الرئيس أوباما قد طمن داعش بأنه لن يفعل الكثير، فلن يرسل قوات برية، ولن يخوض حربا لقتل داعش بل لاضعافها فحسب، وأن الحرب لاضعافها قد تستغرق ثلاثة أعوام على الأقل. وهذا يجعلها تبدو لي أحيانا حربا كاريكاتورية أو غير جدية بما فيه الكفاية على الأقل، وهذا ما يجعل الألم مضاعفا على مقتل الشهيد معاذ كساسبه لأنه ذهب ضحية حرب لم تزل غير جدية من قبل الشركاء الغربيين.

صحيح أنهم قد لقنوا داعش درسا في معركتي كوباني وجبل سنجار، لكن المتوقع أن تبلغ كافة المعارك هذه الدرجة من القوة في كافة المعارك الجارية في كل ساحات القتال سواء في العراق أو في سوريا. ويمكن تشديدها بشكل واضح بتكثيف الغارات الجوية فحسب دون استخدام القوات البرية التي لا يرغب الرئيس أوباما باستخدامها لأسباب يجهلها الكثيرون.

واذا توقعت داعش أن عملها ذاك سيردع الأردن عن مواصلة نشاطه في التحالف، فانها مخطئة، لأن معرفتي بالشعب الأردني، ترجح أنه سوف يزدادا تضامنا مع قيادته السياسية والتفافا حولها لمواصلة مشاركتها في التحالف، باعتباره يخوض حربا لترسيخ مفاهيم أخلاقية تأكد له الآن أن داعش تعمل كل جهدها على مخالفتها والابتعاد عنها.

وقد يذهب الأردن الى ممارسة حقه بتنفيذ حكم الاعدام بعدد من الجهاديين المنتمين للقاعدة ولداعش، تنفيذا لأحكام صادرة بحقهم ولم تنفذ بعد، الا أنني شخصيا أستبعد أن يذهب الأمر الى حد تنفيذ حكم الاعدام في ساجدة الريشاوي. وكان أحد المواطنين الأردنيين قد افترض، ربما اجتهادا منه، أن يكون مرد مطالبة داعش باسترداد ساجدة من السلطات الأردنية، مرده الرغبة في الانتقام منها وقتلها بعد تعذيبها لاعتقادهم كونها قد أدلت بمعلومات أثناء التحقيق معها، ساعدت على ملاحقة "أبو مصعب الزرقاوي" - قائد تنظيم القاعدة آنئذ - وتصفيته في غارة جوية مفاجئة على مقره الذي لم يكن معروفا للكثيرين. وها هي الآن تستفز الأردن بحرقها الشهيد معاذ كساسبة حيا، لتستدرج الأردن الى تنفيذ حكم الاعدام فيها نيابة عن قيام داعش بتنفيذه بها. ولا أعلم اذا كان هذا الاجتهاد صحيحا أم خاطئا، ومع ذلك فاني أستبعد تنفيذ حكم الاعدام فيها، وأن يقتصر الرد الأردني على اغتيال الشهيد الكساسبة، على مزيد من المشاركة في التحالف الدولي، مع احتمال تنفيذ بعض أحكام الاعدام في من استحقها منذ زمن طويل ، وذلك ببعض الجهاديين المحكومين والذين طالت فترة انتظار تنفيذ أحكام بالاعدام صادرة بحقهم.

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في رابطة الأخوة المغربية التونسية.
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين...(الصفحة الرسمية)
عضو في تجمع الأحرار والشرفاء العرب (الناصريون(
عضو في مجموعة مشاهير مصر - عضو في منتدى العروبة
عضو في "اتحاد العرب" (صفحة عراقية)
عضو في شام بوك.
عضو في نصرة المظلوم (ص. سورية (
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر.
عضو في مجموعات أخرى عديدة.









#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحرب الأميركية ضد الارهاب الداعشي، هي حرب لاغتيال داعش، ...
- المخطط الأميركي لتفكيك -القاعدة-، بدءا بغزو أفغانستان عام 20 ...
- لا تندهي .. ما فيه حدا آذان أصابها صمم، فلا تسمع رجع الصدى . ...
- هل كان الصاروخ الذي ادعت داعش اسقاطه للطائرة، أول الأخطاء ال ...
- ولادة الفكر الارهابي نتيجة متوقعة للفراغ الذي تركه اغتيال ال ...
- لما الاستغراب لوصول الاسلام السياسي الى السلطة في تونس ومصر ...
- أخطار تهدد الخليج، وأخرى تهدد أوروبا، وأخطار تهدد الشرق الأو ...
- كيف تحولت -عين العرب- الى -كوباني-غراد-، وهل سيؤثر ذلك على ا ...
- هل تصبح -كوباني- معركة مصيرية لمستقبل تركيا في حلف -الناتو- ...
- من استدرج من الى حرب سوريا؟ دول الخليج؟ أميركا؟ أم تركيا أرد ...
- هل تصبح -عين العرب- معركة مفصلية تحدد جدية التحالف في محاربة ...
- قصيدة سياسية بمناسبة عيد الأضحى
- الورقة اليمنية وورقة -داعش-، والمتغيرات المتوقعة بسببهما في ...
- هل نقطع رأس داعش أم نقطع رأس المؤامر ة؟
- هل نحارب الفكر السلفي التكفيري بمحاربة العروبة باعتبار بلاد ...
- الأردن وسياسته الضريبية كحل غير مجد لمشاكله الاقتصادية
- من يقطع رأس داعش.. قاطعة الرؤوس؟ ولماذا تتلكأ الولايات المتح ...
- السمات الغريبة التي تميزت بها الحروب في العقد الحالي من القر ...
- الزلزال في غزة، والضحايا من الأطفال الأبرياء، في قصائد الشعر ...
- قراءة في نتائج العدوان على غزة وشعبها الصامد


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - داعش تبلغ أعلى مراحل البربرية باعدامها معاذ كساسبة