|
انتخابات الرئاسة المصرية
احمد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 08:19
المحور:
كتابات ساخرة
وفد العيد في عيد الاضحي الانتخابي بداية ، يجب الإشارة إلي أن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو الأخ أيمن نور ، والخاسر الحقيقي هو حزب الوفد وليس رئيسه نعمان جمعة ، فقد كان حزب الوفد في انتخابات الرئاسية المصرية ، أشبه بالأضحية في عيد الاضحي المبارك الذي جاء قبل موعده وان كان متأخر لكثر من نصف قرن ، فهو أول عيد أضحي بذوق فيه المصريين ، و كلهم غلابة ، طعم الديمقراطية ، ويجب أن يسجل في مواويل التاريخ السياسي المصري هذا المشهد الدرامي لذبح الوفد كقربان للديمقراطية ، و أبطال هذا المشهد ثلاث هم: الأول : الذي جاء بالوفد للمدبح : وتقوم رئاسة الجمهورية بهذا الدور ، فهي التي رأت في الوفد ، مرة وحدة وبقدرة قادر ، انه المعارض الرئيسي في مصر الذي يجب أن يكون النظير و الضد و المنافس في هذه الانتخابات ، وللأسف سحبت الوفد من رقبته ورمته في ارض المدبح دون أي دعم حقيقي له أو حتى منحة فرصة زمنية جادة لقول الشهادة ، وكان يجب علي الرئاسة أن تنظر للوفد باحترام كمعارض منذ عودته للحياة السياسية في منتصف الثمانينات وليس فقط قبل الانتخابات بساعات معدودة. الثاني : الجزار الذي ذبح الوفد : ولعب هذا الدور ، للأسف ، أعضاء الوفد نفسهم ، أو الفاعلون المؤثرون داخل حزب الوفد ، فقد رأوا أن انسب طريقة للتخلص من نعمان جمعة هو حرقه في هذا الانتخابات ، وذبحه ، ليأتي دورهم ، كالجيل الثاني الأكثر شبابا ، فقد أتى لهم وحيا " مكياقلياً " لحرق جمعة في الانتخابات ، وللأسف كان الوحي من "نيرون" نفسه فبدلا من حرق جمعة حرقوا الأسبوع كله ، حرقوا الوفد ، وتاريخه . الثالث : الذي يتمذمذ بأكل الذبيح : ويلعب هذا الدور ، للأسف الاخوة الأخوان المسلمون ، فقد انتقموا من قطع الوفد لتحالفهم معهم في التسعينات ، و انتقموا من نعمان جمعة صاحب هذه الفكرة ، وكرروا تأكيدهم بأنهم المؤثرون والفاعلون في الحياة السياسية المصرية ، وأنهم كانوا يمكن بفضلهم ان يكون الوفد هو الثاني في هذا السباق الانتخابي المحسوم أصلا و ليس الأخ نور ، وعامة فزواج نور والأخوان بالنسبة للإخوان هو زواج متعة للانتقام من الوفد ولإثبات دورهم ولإعطاء رسالة لكل الأحزاب الاخري بأنهم الدعم و السند مخزن لأصوات المصريين، و بالنسبة لنور فزواجه بالإخوان ، وان ادعي أنها خطوبة فقط ، أو حتى قراءة الفتحة ، فهو زواج الأسياد ( الذي كان يقدم فيه العرب بناتهم للأسياد من القبائل العربية الأخرى الذين يزوروهم للتشرف بالنسب لهؤلاء الأسياد) واعتقد أن نور قد تشرف بالنسب بالأسياد الأخوان المسلمين في هذه الانتخابات ، فبالرفاء والبنين ، وعقبال لما حزب الغد يتحجب . والان وبعد انسكاب اللبن فلا نفع للبكاء ، فقد كان اشرف للوفد ان يرفض بأدب الدخول في هذه الانتخابات ، ، وفي جواب اعتذاره عن الدخول في هذا الانتخابات يقول بصراحة انه سيعطي أصواته المتواضعة جدا للرئيس مبارك علي أساس ان الوفد غير مستعد لهجمة الديمقراطية تلك و انه لن يتاح له في شهر أن ينزل بسرعة الي ساحة الانتخابات فعظمة الوفد شايخة وللسن عامل ، وانه يفضل ان يؤجل نزوله حتى يستعد للعب دور البطل المساعد في هذا المولد الديمقراطي فهو اكبر من يلعب دور السنيد او الكومبرس او اللبيس . لم أكن أتخيل لواحد بالمائة أن جمعة كان سيفوز ، ولكن لم أكن اعتقد أن يسقط الوفد هذا السقوط المدوي ، أمام عروس بابا الشعرية ، الدرس قاصي جدا للوفد ، والحريق شب في جمعة والحزب و تاريخه ، ويمكن الحاجة الوحيدة الايجابية في الموضوع ده أن حزب الوفد سيضطر إلى عمليات ترميم شاملة لإزالة آثار هذا الحريق ، علي الرغم من اتفاق الهيئة العليا للحزب يوم 11 الجاري علي بقاء نعمان جمعة كرئيس للحزب ، ولكن بهدوء جدا أظن أن الدور جاء علي الحكومة لتحترم الوفد بل وتدعمه فمعارض عاقل خير من إخوة وأصدقاء جهلة ، واتمني أن يدرك الناس أن الوفد منذ عام 1919 ليس فقط حزب بل هو ضمير الأمة وروحها وتاريخها السياسي المشرف ، وكما يشار إليه في أدب محفوظ بأنه الدين الرابع في مصر .
#احمد_عمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
-
رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|