أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني عفيفي - تشارلز ديكنز...ورواية الام















المزيد.....

تشارلز ديكنز...ورواية الام


هاني عفيفي

الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 14:06
المحور: الادب والفن
    


الإنحياز هو اساس العملية الإبداعية برمتها ...تعد تلك الملاحظة الاولي التي خرجت بها من قراءة ادب (تشارلز ديكنز)لا سيما رائعته (اوقات عصيبة )والتي اثبت فيها ان الفن افضل موصل ومبسط للفكر ولكن هذا التبسيط يتطلب كم هائل من الموهبة للحفاظ علي الروح العامة للافكار في بناء درامي متين بدا منذ أول جملة حوارية في الرواية التي كتبت عقب كتابة (ماركس وانجلس)البيان الشيوعي بست سنوات وكأنه قام بهضم الفكرة التي اتخذ ماركس جزء منها من الاقتصاديين الانجليز وردها اليه والي العالم في صورة مبسطة.
(كوك تاون)اي مدينة الفحم كذلك بدأ(ديكنز) نقده للطبقة البرجوازية الناشئة في اعقاب الثورة الصناعية من خلال تخيل مسرح احداث غير موجود علي ارض الواقع وكأنه يقول ان البرجوازية ستحول العالم كله الي مدن قميئة لا تروج فيها الا الحقائق العلمية الممزوجة بالاكاذيب عن تضخيم الذات و احتكار الاخلاق والمثل العليا فالسيد جراد جرايند يري انه المربي الافضل في العالم وان ابنته كانت بالتاكيد ستكون تعيسة بسبب جمالها لو لم يربيها هو ويذهب لخيمة السيرك ليقوم بطرد سيسي جوب ابنة مروض الخيول من المدرسة وربما من المدينة كلها عقب اكتشافه ان ابنائه قد ذهبوا الي السيرك فالخطأ من رأيه ليس في اسلوب تربيته الجاف انما في اقتراب الفقراء الذين يجبرهم تهميشهم من قبل المجتمع الذ تقوده طبقة البرجوازيين الجدد نحو شظف العيش علي ان يتجولوا بحثا عن قوتهم من الحيز الذي طهره لابنائه .
لعل الوصف واختيار الاسماء لهم دلائل كثيرة في الرواية التي تعد نقدا كاملا للمحتمع البرجوازي الناشيئ والذي سيؤدي لتغيير حتمي في قيم المجتمع فهو مجتمع لا يؤمن سوي بالحقائق حقيقة ان البشر بالنسبة للسيد جراد جرايد اصوات انتخابية تؤهله الي ان يكون عضوا بالبرلمان لان الحكومة تحتاج رجال من امثاله مؤمنين بالحقائق بل ليشارك في ان يحدث التحول الفوقي للمجتمع بقوة الدولة وانهم بالنسبة للسيد باوندربي عمال يذيدون من حصيلة ما يجمعه مصعنه.
الجزء الاهم في الرواية من وجهة نظري هو محاولة صنع نسخ مماثلة من هذه النماذج من اطفال المدرسة ووابناء السيد جرادجرايد وهو ما يعد صناعة للاغتراب مبكرة جدا في مجتمع سيضع كل استثماراته الاساسية في الاغتراب.
لعل التاثيرات المباشرة بالبيئة الفكرية السائدة في العالم في اي وقت هي ما يصنع التوازنات الادبية فخارطة الادباء تتوزع بشئ اخر بجانب الموهبة وهي مدي قربهم من الفكرة المركزية او من سلطة المركز او من مركز السلطة علي حد سواء سنجد ان كل ما سبق واشير له منذ بداية الفقرة ينطبق علي حالتين من حالات الادب العالمي العظيم فسنجد أن وجود ديكنز في نفس البيئة الزمنية التي اثراها كاركس وانجلز علي المستوي الفكري قد ادت الي ان يكون ديكنز احد بل اول و اهم روافض النظرية الماركسية التي ظهرت في حالتها النهائية من خلال كتاب رأس المال عام 1867اي عقب صدور رائعة ديكنز اوقات عصيبة بحوالي 13 عاما والتي اتبعها ديكنز برائعتيه الامال العظمي و قصة مدينتين التي تدور احداث احداها من خلا نقد للمجتمع الذي حاولت الثورة الفرنسية العظمي القضاء عليه والتي كانت احد اهم مصادر فلسفة ماركس كل هذا يمكن ان يخلص في ان قمة النشاط الفكري لديكنز و ماركس كان متزامن تماما فلا يمكن ان ننكر التاثيرات المتبادلة بينهما وهو ما ادي الي ان تكون النتيجة او المحصلة النهائية لاعمالهما هي اعتماد اسلوب التحليل الطبقي كاسلوب لنقد المجتمع والنظام الرأسمالي.
إلا انه مع ظهور مكسيم جوركي يتضح لك ان حاجة الآحقين لجعل جزء مهم من ايدولوجيتهم واحد صانعي وعيهم لا يتوقف فقط علي الفكرة التي ينحاز لها في ادبه والتي يقاتل من اجل بنائها بل يتوقف هذا علي لحظة نجاح الفكرة نفسها وقد يكون للقائك بمن استطاعوا تنفيذها هو رمانة الميزان في مدي جعل الاديب جزء مهم من التاريخ القادم والمعاصر فرواية الام لمكسيم جوركي و التي ينصح كل شاب ماركسي بقرائتها كنوع من التثقيف بالفعل تعد رواية هامة في شرح لا تشريح الحالة الثورية هي رواية اللحظة التي حدثت بالفعل امامه في ثورة عام 1905و هو نفس العام الذي التقي فيه لينين وقادة الحزب البلشفي بجوركي والذي لم يكن اسمه الحقيقي شانه في ذلك شان الكثير من زعماء الحزب البلشفي والطبقة التي حكمت باسم العمال لمدة تقارب الثمانين عام إلا ان المعضلة الحقيقية تتمثل في ان الاجواء العامة من حيث وصف المكان و رسم الابطال تؤكد لنا بان جوركي كان ينهل جيدا من معين ديكنز الذي لن بنضب فالشعور العام بانك تعيش كوكتاون قد يسيطر عليك وانت في بداية قرائتك لرواية الام إلا ان أوقات عصيبة تتميز بدقة التحليل الطبقي والتشريح الاجتماعي لطبقة العمال ولكن هذا التطابق ناتج عن تشابه الظروف العامة التي كانت تسيطر علي انجلترا في وقت بدايات الثورة الصناعية والظروف التي مرت بها روسيا في فترة ما قبل الثورة البلشفية وهو ما جعل من جوركي فيما بعد يتخذ صفة التاريخ للاحداث التي صنعت الاتحاد السوفيتي _يمكن ان يتضح ذلك من خلا قرائة روايات مسألة اتاموف و حياة كليم سمجين _وتعد هذه نقطة هامة في تحويل جوركي الي ايقونة الادب الاشتراكي فهو من صنع وعلب في قالب ادبي مثير وشيق انتصارات الحزب البلشفي في معركة بناء سلطة عمالية دام بعدها وجود الطبقة التي كانت تقود المعركة علي كراسي السلطة العمالية لما يقارب الثمانين عاما كما ذكر سابقا و التي شأنها كشأن اي سلطة عليها ان تؤمم و تسيد الفن و الادب بما يخدم مصالحها ويروج لافكارها .
ولعل اهمية تشارلز ديكنز والتي همشت من قبل الزعماء اللذين حرفوا في الفكر الماركسي فيما بعد وفاة لينين وقتل تروتسكي يجب ان يرد لها الاعتبار فمن الصعب ان يتحول جوركي الي رمز للادب الاشتراكي حسب وصايا الرجال اللذين طاردوا تروتسكي حتي القتل ونسفوا مبدأ الاممية الذي يعد اهم مبادئ الماركسية من اجل انه كتب رواية الام_نحن نضع بهذا كل تاريخ ديكنز امام رواية واحدة وهذا سؤال مهم_ التي اراها تشرح حالة محددة مرت من التاريخ ولن تكرر ثانية وهو احد اهم الدروس التي اعطاها لنا الربيع الربيع العربي وعلي رأسة ثورة 25 يناير بان الافكار المعلبة لن تكرر وان الظروف لن تتشابه كما بين عصري الام وعصر اوقات عصيبة فكل تشابه هو تشابه شكلي فقط يوحي لنا جميعا بان الحياة تتكرر الا ان الثورة لن تتكر بنفس الشكل والكيفية فعلينا الان ان نعود لصحيح التفسير و رفض كل محاولة ستالينية قد فرضت علينا ادب معينا بان نعود التي ألف باء التحليل الطبقي التي رسخها ديكنز في ادبه وماركس في كتبه .



#هاني_عفيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين تجاوزات النص للواقع ..وتجاوزات الانظة الحاكمة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني عفيفي - تشارلز ديكنز...ورواية الام