أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - وهم المعرفة عند العرب














المزيد.....

وهم المعرفة عند العرب


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 14:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بالقرون الوسطى، عندما اشتد عود الديانة المسيحية تحت سلطة الإيكليروس، لم تدّعي أنها الحقيقة، بل الخلاص : لقد اعترفت المسيحية ـ رغم حقارة ممارساتها المشينة ـ بوجود الحقائق والعلوم، ولم تنكر نفعها الدنيوي، غير أنها استبعدتها باعتبار أنها علوم شيطانية أي وسائل يغوي بها (الشيطان) أتباعه حتى لا يحققوا الخلاص. بذلك فمطارداتهم للعلماء ـ من ضمن ذلك الساحرات ـ إلا خوفا من تأثير العلوم الشيطانية بالحكمة الإلهية التي تُحقِّق الخلاص : متمثلة في أناجيل بولس وأصدقائه، وأتباعهم من القديسين ، الذين تم تحويل أروبا باسمهم لمجمّع كنسي كبير ـ شبيه بمجمعات السكن الاقتصادي حالياً.

اليهودية إذا أردنا أن نشير لها كذلك بالنسبة لهذا الوضوع، فهي لم تعترف فقط بأنها تمتلك الحقيقة، بل اعتبرت أن علاقة الرب بالإنسان محصورة فقط بينهم ـ شعب يختنون (قضيب) أطفالهم ـ وبين يهوه : إله غاضب يرغب بتأسيس دولة (روحية) بأي طريقة، وذلك سبب غضبه (أتباعه فسّروها بدولة جغرافية!). لذلك فكل ما هو غير يهودي، هو شيطاني، وهمي ـ طبعا اختلف الأمر بالنسبة لليهود المنفتحين عولميا، غير أن الأمر لايزال كذلك بجوهر العقيدة، وبالنسبة لمهووسي أساطير بني إسرائيل.

في الإسلام، نجد ديانة حصرية ترى في ما عداها لا أساس له من الصحة. من جهة أخرى، أن الحقيقة هي الإسلام والإسلام هو الحق : الأمر الذي سيؤدي بطبيعة الحال ـ حسب المفهوم اللغوي العربي ـ إلى أن ما عداه هو باطل. حتى الأحاديث (الملتبسة والغير صحيحة) عن طلب العلم ولو في الصين، واطلبو الحكمة ولو من أفواه المجانين، والعلم من المهد إلى اللحد : كل ذلك ليس بغرض زيادة المعارف، إنما بالأساس حتى يتم التأكيد على أن القرآن أو الحقيقة الإسلامية أفضل من تلك المقارنات جميعا. ماذا حدث نتيجة مثل هذه لأفكار ؟

ظهرت مجموعة من التخاريف الصبيانية، والتي يخجل الإنسان بسببها ليس فقط بالانتساب للإسلام، بل للعروبة، وهم تلك المجموعة المعاقة والتي تسعى للتجابه مع فيزيائيي نوبل ب"إعجازهم العلمي" : طبعا تفنيد نظرية كوانتمية بآية من سورة البقرة، لا تختلف عن محاولة شفاء ورم سرطاني بالحبة السوداء أو إنعاش اقتصاد مؤسسة مفلسة بدعاء جلب الرزق!

بالنسبة لجيل المثقفين من القرن الماضي، مرورا بحماس الجامعيين بالستينات والسبعينات، حتى اليوم : معرفتنا لا تستطيع الخروج عن كلام لا ينتهي عن الماضي : توظيف التراث العاطل عن العمل، لكن السؤال الجوهري هو "أين ؟". أين يجب توظيف التراث ؟ طبعا لأن المثقفين يخجلون من اعتبار أن التراث لا يصلح لشيء (ما يعني أنهم لا يصلحون لشيء) فيستمرون بذلك التهريج الاستعراضي السخيف على الصحفيين الأغبياء. نأتي للجيل الحالي، والذين يعتبرون الثقافة هي قراءة روايات باولو كويلو وأحلام مستغانمي أو واسيني الأعرج ـ كنصيحة مني (رغم أني أكره إعطاء النصائح) حينما تذكر هاته الأسماء على اعتبار أنك مثقف وتحب المطالعة : فأنت تبدو حقير وجد سخيف، أُذكر أسماء أخرى ولو بالكذب (حتى ولو لم تقرأ لها) كيوربيديس وأمبرتو إيكو وغارسيا ماركيز.. أو تحدث (كقلب للموضوع) عن الموسيقى، فكلام عن الأغاني يجعلك تبدو أفضل من تفاخرك بقرائتك لتلك النزوات السطحية !

لو اعتمدنا أفكار الإسلام كحقيقة، فإننا كأفضل صورة سنظهر بها لن تكون أكثر من "قريش تمتلك أنترنيت"! وداعش أكبر دليل كجماعة من قريش عجزت عن تصنيع لعبة شبيهة بكونتر سترايك Counter-Strike فقامت بلعبها بشكل جدّي (Xbox صنع إسلامي واقعي). بالنسبة لمن سيتشدق بالإمبراطوريات الإسلامية وما توصلت إليه : ذلك كان نتيجة الاستيلاء والاستفادة السياسية من مختلف المعارف المشرقية والفارسية والرومانية ونسبها لنبوة الجزيرة العربية!

يفتح العربي حسابا بموقع زوكربرغ، فيبدأ بتحميل صور الهولنديات والبرازيليات العاريات وهو يسب زوكربرغ (اعتقادا منه أن الموقع وسيلة للقضاء على الإسلام)، يستمني على تلك الصور، ثم ينام شبه راضياً وهو لا يعرف حتى كيف يمحي تلك الصور من هاتفه (إذا أراد)، أو من حاسوبه الذي لا يعرف اسمه بالضبط ـ أما عن تعليقاته الحقيرة المكبوتة، فلا تعليق! لا يزال الواحد منهم عاجزا عن وضع تعليق يتبث أن كاتبه إنسان وليس راكون !

تبدأ المعرفة، بمعرفة الأوهام، من ضمنها وهم المعرفة. أن تعرف، هو أن تدرك إلى أي درجة أنت واهم !



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل سبب خصام صديقتين
- شارلي إيبدو : حرية تعبير أم إهانة ؟
- من أين تحصل داعش على المال ؟ وكيف تغري الملتحقين ؟
- ساعات اللّيل والنهار : للشاعر الفرنسي جيرار دي نورفال
- الفلسفة والشعر والعبقرية، شذرات لوغولوجية لنوفاليس
- داعش : نساء يزيديات تفضلن الإنتحار على أن يتم اغتصابهن
- نداء من أعماق البحر يفتح الحياة
- كيف يقوم أبرز العلماء بفك أعظم ألغاز الحياة ؟
- علم نفس الفيسبوك
- الطبيعة الإلحادية للإله
- الهلاوس، الجنون، وألاعيب العقل البشري
- الكذب والنفاق هما أكثر السلوكات ممارسة في العالم
- حظ الجميلة وحظ القبيحة
- تقديس المغاربة للغة الفرنسية ونقد المهدي المنجرة للموقف كرفض ...
- هل طعن الإسلام نفسه بعد الربيع العربي ؟
- ما الذي تقدّمه الرسوم المتحركة (الكرتون) للأطفال ؟
- كل أنثى عاهرة
- إشكالية الثقافة العربية : أزمة دينية أدّت لتخريف سياسي
- تلاعب المسلمين على أنفسهم : بين الآيات الشيطانية والداعشية
- تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - وهم المعرفة عند العرب