شاهينيات (75) (981) حقا إنها مسألة تجنن . * الحوارات مع المؤمنين المنغلقة عقولهم على ما فيها ضرب من الحماقة !

محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 02:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

شاهينيات (75)
(981) حقا إنها مسألة تجنن .
* الحوارات مع المؤمنين المنغلقة عقولهم على ما فيها ضرب من الحماقة !
صديق يسألني على الشات كيف يمكن أن يقنع صديقه المؤمن بأن الكتب السماوية اجتهاد عقل بشري وليست وحيا إلهيا .. قلت له لا تعذب نفسك فالمؤمنون يغلقون عقولهم على ما اكتنزته من ثقافة دينية محدودة ومعظمهم لم يطلعواعلى ثقافات وعقائد أخرى ، ولم يعرفوا شيئا عن تاريخ العقائد والأديان وتطورها و في الغالب لا يفقهون في التاريخ وكيفية فهمة ..
قلت ذلك وانا أتذكر المقولة الماركسية " الدين أفيون الشعوب " ومقولة الشافعي " ما حاورت عالما إلا غلبته وما حاورني جاهل إلا غلبني "
المصيبة أن صديقا مؤمنا زارني ليحاورني في بحثي قبل الأخير الذي أنقد فيه خرافة تناسل اليهود من 72 فردا حضروا مع يعقوب إلى مصر إلى 620 ألفا حين خرجوا منها ،وهذه مسألة مستحيلة .
صديقي هذا مؤمن غير متدين ،أي أنه لا يطبق أركان الدين ،حتى صوم رمضان الذي يتذكره بعض المؤمنين سنويا دون باقي الأركان ، لا يطبقه ، استنادا إلى أن الله غفور رحيم وهو ليس في حاجة إلى صلاته وصيامه .
أخرج ورقة نسخ فيها ما جاء في مقالي وشرع يقرأ :
أنت تقول : (هذه إشارة تقول إن جميع من خرجوا من مصر قد ماتوا وهؤلاء الآن نسل جديد من بني اسرائيل . أي أنهم أنجبوا قبل موتهم عددا يقارب عدد الميتين والمقتولين الخارجين من مصر ... المفارقات العجيبة أن الذين جاءوا مع يعقوب إلى مصر 70 أو 72 شخصا ، وحين خرجوا من مصر بعد 400 سنة كانوا 620 ألفا ،أي أن كل واحد من هؤلاء أل 72 ذكورا وإناثا تناسل منه 8611 شخصا وبقوا جميعا على قيد الحياة خلال 400 سنة ! ولو أننا أرجعنا النسل إلى زوجين لتضاعف عدد نسل كل زوجين . وهؤلاء نقصد ال 620000 ألفا أصبحوا 601730 فقط في أربعين سنة . أي أنهم نقصوا (ربما بسبب الكوارث اليهووية والموت والنكبات ). فالنص يشير إلى أنه لم يبق انسان على قيد الحياة من الذين خرجوا من مصر سوى موسى وحده ، وهذا عرفناه من وجود موسى مع القوم حتى حينه . فكيف يمكن أن يتم هذا ؟ لم يعرف كتبة التوراة كيف يسوقون الكذب ( 72 ) شخصا يصبحون 620 ألفا في 400 سنة وهؤلاء الأخيرين يصبحون 601) ألف) و 730 شخصا في أربعين سنة ) إذا صحت قصة الضياع والكوارث، يمكن تقبل الرقم المذكور ،وإذا لم يصح لا الضياع ولا الكوارث نحتاج إلى حسبة مختلفة قد تزيد العدد إلى أكثر من ذلك وربما بكثير حسب الأعوام التي أمضوها في سيناء. لكن ليس على ضوء الحسبة الأولى الخرافية .)
وأخرج صديقي ورقة ثانية وشرع يقرأ :
" أنا لم أقتنع بما استنتجته أنت ، فقمت بحسبة ثانية لأتأكد . أنا افترضت أن أل 72 نصفهم إناث وأنهم تزاوجوا وأنجبوا هذا الرقم ال 620000 ألفا من تناسلهم . وقسمت الرقم على 36 زوجا فكان عدد المتناسلين من كل زوج 17 ألفا و222 . وقسمت هذا الرقم على 400 سنة فكان عدد المتناسلين قرابة 43 ونصف متناسل في السنة لكل زوج وقسمته على 30 يوما فكان قرابة ثلاثة متناسلين ونصف في اليوم .. فرحت أضحك وجزمت أن استنتاجك صحيح ، فلو كانوا أرانب لما تكاثروا بهذا القدر "
وتبين لي أننا متفقان ولم أعرف حتى حينة على ماذا يختلف معي الصديق ، الذي تابع بعد أن أبديت اتفاقي معه:
"وقمت بحسبة جديدة مفترضة لأعرف رقما مقبولا لتكاثر ال 72 في 400سنة ، فافترضت أن كل زوج من ال 36 أنجب سبعة أبناء في سبعة أعوام وأن السبعة أبناء أنجبو كل واحد سبعة أبناء في سبعة أعوام خلال 25 عاما أي أنهم أنجبو 49 ابنا ، وأن أل 49 حفيدا أنجبوا بدورهم كل واحد سبعة أبناء أي 343 حفيدا.. يكون مجموع المواليد لدينا 7+ 49+ 343= 399 مولودا في ثلاثة أجيال ، وإذا ما أضفنا الآباء إلى هؤلاء وهم 2+7 +49 =58 . المجموع 457شخصا مجموع تكاثر الزوجين في حوالي مائة سنة . مع استثناء الموت والقتل ومن كان يلقيه الفرعون في النهر . وإذا ما ضربنا هذا الرقم في 36 زوجا يكون مجموع ما تكاثروا عليه 16452في 100سنة وإذا ما ضربناه في أربعة قرون يكون الناتج : 65ألفاو808.. وهذا يثبت أن الأخطاء فاحشة وأن الكذب فاحش !
حتى الآن لم أعرف على ماذا نختلف فتساءلت ، فأجاب صديقي بانفعال :
-هل تظن أن الله غبي إلى هذا الحد لكي يرتكب هذه الأخطاء ؟
- لكن ما علاقة الله بالأمر ؟
- لأن هذا يفترض أنه كلام الله ، لكن الذي بين يديك هو التوراة المزورة وليست توراة الله التي أنزلها على سيدنا موسى عليه السلام .
رحت أضحك ، وقلت :
- إذن المزورون أغبياء .وتابعت : لكن المسلمين لا يتطرقون إلى التزوير
في هذه المسألة .
وأريته نصا تراثيا :
5- جاء في التراث الإسلامي عدد الخارجين من مصر، فقد "أجمع علماء الإسلام على أن عدد بني إسرائيل الذين خرجوا من مصر هم ستمائة ألف، فورد في مروج الذهب ما نصه بالحرف الواحد: وكان بنو إسرائيل لما ساروا من مصر ستمائة ألف وعشرين ألفًا إلى أن قال وضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان من كل فرق كالطود وصار فيه اثنا عشر طريقًا لكل سبط طريق.. إلخ وقس على ذلك أقوال المفسرين. قال الخازن في الجزء الأول صحيفة 58: وخرج موسى في بني إسرائيل وهم ستمائة ألف وعشرون ألفًا لا يعدون أبن عشرين سنة لصغره، ولا أبن ستين سنة لكبره، وكانوا يوم دخلوا مصر مع يعقوب أثنين وسبعين إنسانًا ما بين رجل وامرأة"(3).
- حسب المسلمين يكون الرقم أكثر بكثير لأنهم لم يعدوا من هم دون العشرين ومن هم فوق الستين . والكنيسة تقول أنهم لم يعدو الأبناء والبنات والعبيد والغلمان والجواري حين دخلوا إلى مصر ، فهي تعدهم حين تريد وتنكر وجودهم حين تريد !:
ج: 1- عندما دخل يعقوب إلى مصر مع بنيه وأحفاده ركز على الذكور فقط، ومن الطبيعي أن أولاد يعقوب كان لهم بنات، فلم يُذكر اسم واحدة منهن، ولا ذُكر أسماء أزواجهن. كما صاحب يعقوب أيضًا غلمانه وعبيده، لأنه ليس من المعقول أن يهاجر هو إلى مصر ويترك عبيده في أرض كنعان،
وهذا العدد يتوافق أيضًا مع التعداد الذي قام به داود الملك بعد نحو أربعمائة عام إذ تضاعف العدد رغم الأعداد الرهيبة التي سقطت في برية سيناء، ثم بعد ذلك في الحروب المختلفة، وما قاساه بنو إسرائيل من الشعوب المحيطة أثناء فترة القضاة " فكان إسرائيل ثمان مئة ألف رجل ذي بأسٍ مستل السيف ورجال يهوذا خمس مئة ألف رجل" (2 صم 24: 9).
احتد صديقي وراح يهتف بانفعال :
- المسيحييون محرفون ومزورون أيضا . لم يبق أحدا على كتب الله الصحيحة إلا القرآن .
قلت لصديقي في محاولة يائسة لإقناعه :
- يا رجل يهوة أي الله حسب رأيك كان يبطش ببني اسرائيل على أية مخالفة لتعاليمه يرتكبونها حتى أنه أحرق ابني هارون وهو نبيه وحبيبه لمجرد خطأهما غير المقصود في استخدام نوع البخور في معبده ، ثم أمات هارون نفسه فيما بعد لعدم رضاه عنه ، هل تريد له أن يسكت على من زوروا وحرفوا كتبه ودينه . أظن أن كان سيمحقهم من الوجود لو أنهم فعلوا ..
أجاب صديقي إنها حكمته التي أكبر من أن نفهمها .
قلت إنها حجتكم حين لا تجدون إجابات مقنعة . فتهربوا إلى الحكمة .. أية حكمة هذه بحق السماء ؟ هل يتفرج الله على كتبه تزور وتحرف ولا يتدخل ..
وختمت كلامي بأن ذكرت صديقي بفهمي وفلسفتي وأنه لا يوجد إله يؤلف كتبا وأنه لا يوجد إلا طاقة سارية في الخلق نحن من يوظفها حسبما نريد خيرا أو شرا .. حتى لو كان هناك إله ليس له دخل فيها . وما التوراة إلا خيال أدبي بدائي يجهد لأن يصنع تاريخا مزيفا لقبيلة بدوية رعوية هاجرت من اليمن وجنوب الجزيرة العربية إلى فلسطين ..
وانصرف صديقي منزعجا ..
مراجع :
المقتبسات من موقع القديسة تقلا ومن مقالي السابق في الحوار عن الموضوع .

#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات