أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر (جدو - هل من جديد في توجهات العبادي ... ؟















المزيد.....

هل من جديد في توجهات العبادي ... ؟


حميد غني جعفر (جدو

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 00:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في العديد من مقالاتنا – السابقة – المنشورة على موقع الحوار المتمدن منذ سنوات ، وايضا في منشوراتنا على موقع التواص الاجتماعي ، أوضحنا بان ما يسمى بقوى المعارضة العراقية في الخارج هي خليط غير متجانس ومن شتى الاصناف والالوان وهي باللهجة العراقية – مخلط يا لوز – ومثل هذا الخليط لا يجمعه جامع والمصلحة الوطنية العليا للشعب والوطن ، القاسم الوحيد المشترك الذي يجمع كل هؤلاء هي المصالح الانانية الشخصية منها او الحزبية والطائفية فكل يبحث عن ليلاه ... مع ان بين هذا الخليط غير المتجانس قوى وطنية حية واصيلة لها تاريخها العريق ومواقفها الوطنية المشهودة وتضحياتها الجسام ، لكن هذه القوى المناضلة الحقيقية وبفعل ما تعرضت له وما واجهته من قمع واضطهاد وتنكيل وسجون ومعتقلات وتشريد وابادة جماعية على يد الانظمة المتعاقبة رجعية وديكتاتورية فاشية والتي كانت تلك القوى – الخليط – ذاتها تشكل اعمدة لتلك الانظمة التي حاربت وقتلت الكثير الكثير من هذه القوى المناضلة الاصيلة ، لهذه الاسباب واخرى كثيرة – لا مجال للتطرق اليها هنا - كانت تلك القوى الديمقراطية ضعيفة الدور خصوصا وكما هو معروف عنها انها اشد اعداء الامبريالية الامريكية – لكنها ذات جذور تاريخية وقاعدة جماهيرية ، فجرى تهميشها وتحجيم دورها ... وكان لوجود تلك القوى المناضلة الحية ومشاركتها مع قوى المعارضة قد أضفى طابع الوطنية على ذالك الخليط وأكسبه بعض السمعة الطيبة على ان هذه القوى بمجموعها سوف تنقذ العراق والعراقيين من ظلم وطغيان البعث وصدام العفن ، كما كان لوجودها بذاته مع هذا الخليط مبعثا للامل في نفوس غالبية العراقيين لما لها من تاريخ ومواقف وطنية مشهودة ... لكن ويا للأسف - لعبت بني هاشم بالملك – فلا من خبر جاء ولا من وحي نزل ، ولعبت الطائفية والقومية والعشيرة دورها في تشتيت وتمزيق وحدة العراقيين ، وهذا بالضبط ما خططت له امريكا وما أرادته وما نفذه حلفاءها وقدموه على طبق من ذهب لأمريكا وحلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوربي وكل الطامعين في بلادنا من الدول الاقليمية ، ونعود الى صلب موضوعنا عن توجهات العبادي .
العبادي يعلن خضوعه لشروط صندوق النقد الدولي المعادي للشعوب ومنها تحويل الاقتصاد الى القطاع الخاص بعد تصفية القطاع العام وتشجيع الاستثمار الاجنبي ، والصندوق يعلن انه جاهز لدعم مسيرة التنمية الرأسمالية ، اكد رئيس الوزراء العبادي أن حكومته ماضية في برنامجها الى تدوير عجلة الاقتصاد نحو القطاع الخاص من خلال تشجيع الاستثمار في البلاد ، وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نقلته – شفق نيوز – في تشرين ثاني من العام الماضي – 2014 – ان العبادي استقبل – في تشرين ثاني الماضي – وفد من البنك الدولي الذي يمثل المقر الرئيسي في واشنطن والمكتب الاقليمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا ومؤسسة التمويل الدولية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومكتب العراق ، واضاف البيان ان العبادي اكد على ان المأمول من البنك الدولي في تحقيق ما نصبوا اليه في برنامجنا الحكومي للتحول نحو القطاع الخاص وتشجيع حركة الاستثمار ، مشيرا الى دور البنك الدولي خلال الاعوام العشرة الاخيرة في دعم المشاريع المشتركة مع الحكومة العراقية والقطاع الخاص ، ولابد من تساؤل يطرح نفسه هنا ما هي المشاريع المشتركة مع الحكومة العراقية خلال السنوات العشر يا سيادة رئيس الوزراء ؟ وما الذي أنجز منها ؟ وكم هي كلفتها وما هي جدواها ؟ ان اول المؤشرات على الكذب هو مشروع اصلاح الطاقة الكهربائية الذي انفقت عليه قرابو اربعين مليار دينار ولا زالت كما هي ، ثم تابع البيان ان المدير التنفيذي للبنك الدولي – حسن ميرزا – جاهزية البنك الدولي لدعم مسيرة التنمية في العر اق والدور المتوقع بدعم العراق في انجاز المشاريع وتشجيع القطاع الخاص معربا عن ثقته بقدرة الاقتصاد العراقي على النهوض وتجاوز جميع التحديات نظرا لما يمتلكه من امكانيات طبيعية وبشرية ، ... انتهى نص الخبر عن الشفق نيوز – فهل من جديد او مفاجئ لتوجه العبادي هذا ؟ لا ارى فيه من جديد ابدا .. فكل العراقيين من الوطنيين الواعين وخصوصا القيادات السياسية الديمقراطية التقدمية ... لم يفاجئوا بذالك ، لكن وللأسف البعض منهم يلتزم الصمت ، لأسباب وعوامل عديدة ، مع انهم يدركون جيدا ان هذه التوجهات هي ليست وليدة اليوم وليست خاصة بالعبادي وحكومته ، بل هو اتفاق تم توقيعه عام – 2004 – في عهد حكومة علاوي ، وجاء المالكي ليجعله سياسة رسمية ووضع له جدولا ممنهجا للهيمنة على ثروات البلاد ... ثم جاء العبادي اليوم لينفذ ما هو مرسوم ومخطط له – مسبقا – شروط جرى الاتفاق عليها خلف الكواليس وفي غرف مظلمة ايام قوى المعارضة العراقية في الخارج وخلال المؤتمرات بينها وبين امريكا والاتحاد الاوربي وحلف شمال الاطلسي وخصوصا مؤتمر لندن الذي لم تحضره القوى الديمقراطية التي رفعت شعار – لا للحرب – لا للديكتاتورية – والتي دعت الى تظافر كل الجهود الوطنية لإسقاط النظام من الداخل وعدم الاعتماد على امريكا ... وهكذا كانت هذه هي النتيجة فالتوقيع عليها في عهد علاوي عام 2004 كان استجابة لتك الشروط ، فهذا الاتفاق ملزم للمتحالفين مع امريكا ، فهو ليس اجراءا عاديا يمكن التراجع عنه – انها صفقة متبادلة يربح الحاكمون اللصوص بموجبها ثروة الشعب وتصفية ممتلكات الدولة ، يعني ان يستولي عليها المسئولون الحكوميون اللصوص ، وتربح المؤسسات الراسمالية العالمية توسيع مشاريعها وارباحها وبالتالي استيلائها على سوق جاهزة وثروات مجانية وبلد منهوب على ايدي حكامه الرعاديد الذين لا شرف لهم ولا حس وطني ولا ضمير ، وباختصار انها سياسة ونهج ثابت للحكومة إبتداءا من حكومة علاوي او الجعفري ثم المالكي والعبادي أو اية حكومة قادمة اخرى ، فالنهج ثابت استجابة وخضوعا لشروط البنك الدولي ووفق خطط وتوجهات مرسومة – مسبقا – وبهذه السياسة والتوجه الرأسمالي سيكون مئات الالاف مهددين بالبطالة ، ولعل أحد المؤشرات على ذالك هو حجب رواتب منتسبوا شركات التمويل الذاتي التابعة لوزارة الصناعة منذ اكثر من اربعة اشهر ، رغم تظاهراتهم واحتجاجاتهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة ، هذا الى جانب ان هناك اكثر من الف معلم من المتعاقدين مع الحكومة المحلية في البصرة لم يستلموا دينار واحد من راتبهم طيلة عام كامل ومنذ تعاقدهم مع الحكومة الى اليوم ، وهذه وغيرها الكثير هي مؤشرات على التوجهات الرأسمالية للدولة .
ومع تفاقم هذه الازمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي نعيشها اليوم في بلادنا فستكون نتائج هذه السياسات والتوجهات كارثية على شعبنا وخصوصا الطبقات الفقيرة الكادحة والمحرومة ومثل هذه السياسات تعبر الحكومة عن عدائها السافر وخروجها عن ارادة الشعب وتعبر ايضا عن عجزها وفشلها في ادارة شؤون البلاد وتضع الشعب والبلاد أمام مستقبل مجهول بل ومظلم ... فهل يبقى الشعب وقواه السياسية الديمقراطية الحية بانتظار وقوع هذه النتائج الكارثية المدمرة بانهيار البلاد وحلول المجاعة وانتشار الخراب والفوضى – اكثر مما هي عليه الان - ؟ ان على الشعب وقواه المناضلة الحية والاصيلة ... ان يتداركوا الكارثة بشتى الوسائل والسبل السلمية وبحراك جماهيري واسع ومتواصل وبتفان ونكران ذات من اجل انقاذ شعبنا وبلادنا من المستقبل المجهول ... افيقوا ايها العراقيون فالخطر آت لا ريب ... وتيقنوا ان لا الدين ولا الطائفة ولا القومية ولا العشيرة يمكن ان تنقذكم مما انتم فيه ... وحدة موقفكم وارادتكم والتحامكم مع القوى الديمقراطية الحقيقية هي وحدها القادرة على وضع البلاد على السكة الصحيحة والسير بالبلاد الى شاطئ الامن والاستقرار والسلام
فسياسة الحكومات – السابقة – والحالية – وحتى القادمة منها – هي نهج ثابت ومرسوم نحو التوجهات الرأسمالية بعد تصفية القطاع العام وكل ممتلكات الدولة – التي هي ملك الشعب – ان اعلان البنك الدولي عن جاهزيته لمساعدة العراق في التنمية وبناء المشاريع المشتركة تهدف اساسا الى جعل العراق تحت هيمنة الغرب الرأسمالي وسوقا لبضائعها ، ولبقاء اقتصاد العراق أحادي الجانب وعلى الريع النفطي فقط بلا صناعة ولا زراعة ليبقى متخلفا ، فالخضوع لشروط صندوق النقد يكبل طاقات العراق وقدراته الاقتصادية والبشرية ويحد من مدى تطوره وتقدمه ويجعله تحت هيمنة امريكا وصندوق النقد الدولي ، وتلك الشروط المجحفة لصندوق النقد الدولي هي ملزمة لهؤلاء الشرطة الحاكمين السابقين منهم والحاليين ومن سياتي من بعدهم ، والدليل هو ما اتخذته اللجنة المالية في مجلس النواب – قبل ايام – يقضي بفرض ضرائب تصل الى 35 % على المحروقات من سكائر وتبوغ ، ورفع ضريبة كارتات التلفون والانترنت تصل الى 22 % ، والغاء سلم الرواتب للعام 2014 ، وايقاف المشاريع لعام 2015 وتمويل نصف مشاريع 2014 ، تقليل الدرجات الوظيفية الى ما دون 33 % ، ورفع اسعار الوقود الى 10 % ، وهذه هي الشروط التي يفرضها صندوق النقد الدولي بإثقال كاهل الشعب البائس وتجويعه – دون المساس بمصالح الشرطة الحاكمين ورواتبهم الفلكية وامتيازاتهم المهولة .



#حميد_غني_جعفر_(جدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر (جدو - هل من جديد في توجهات العبادي ... ؟