أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - قراءات على ضفاف الادب - شاعرة الفرح المستنير تكتب بمداد الحزن السومري














المزيد.....

شاعرة الفرح المستنير تكتب بمداد الحزن السومري


احسان العسكري - قراءات على ضفاف الادب

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 13:28
المحور: الادب والفن
    


شاعرة الفرح المستنير تكتب بمداد الحزن السومري
قراءة في لحظات الفرح الحزينة للشاعرة العراقية تغريد ناجي
"حضوركَ المُفرط
فيما أنا غائبة ,
خوفكَ من الالتفات نحوي
في فراغِ صنعته انت
حيثُ الأمكنة هشة"
*لا هشاشة هنا بنيان عجيب هذا الذي نمر بجانبه شاهقٌ بلا اوتاد ترفعه مسارات التوحد في زمن الضياع فالغياب هنا محض التفاتة وحضورٍ صنعا بأنامل حبيب على شواطئ الفراغ ومجرى اللقاء الأزلي ..لم تبالغ الشاعرة في رسم خارطة طريقها عبر مسافاتٍ من التأمل الحقيقي في حلمٍ آزف
"قلبك المنهمك بترتيب غيابي
واللهوّ بمفازات الكتابة
على الريح ,
سوف يموتُ .. وانت
تنازع قصائد
لتحل مكانها ,
ويموت قمركَ النحاسي
المهوس بالشعِر"

*من يمتلك الجرأة هنا لـــ يلهو ؟ ا فتدرك القلوب المنهمكة بالبحث عن شيء غير الجمال انها تغادر دون ان تشعر دوائر الجمال ؟ علبى الريح حملت تغريد الشاعرة أمل التحدي بصياغة الوجع الغرائبي أهو فعلاً وجع الغياب ؟ ام الم الحضور غير المجدِ ؟ ستحمل الريح حتما نعش قلبه الميت وهو ينازع صبر الهيام به قصائد كُتبت بماء النحاس وزُينت بضوء القمر المهووس بجمال الشعر
" كان عليكَ أن تقف
لتشرَب اِمرأة
ويبتلَّ ريق حروفك
لتتورط اكثر بلعبة
النصوص الفادحة
قليلٌ من المغامرة
تفكُ فيها حقائب مسراتك
وتقطع عليها دروب المغادرة
قليلٌ فقط ..."
*كان على الشاعرة ان تصمد ليشربها الكبرياء في كؤوس من حروف دامية بشذى التحدي لمقدم الشوق وانتكاسات التشفي بالذات المنقادة نحو مجهول ربما ..او ربما نحو صمت صارخ بوجه الذكرى التي حملت الايام الجميلة كما يحمل الجاني ورطة فعلته , فداحة النصوص ارى ان الشاعرة هنا تعني بها فداحة الفراق فقليل من المغادرة تكفي لإيقاد جحيم الاشتياق وكم من مشتاقٍ لمن يغفو بين احضانه يرى في القرب مغامرة ؟ هكذا هي روح الشاعرة تغريد ناجي كما تقول : هي تكتب الفرح بطريقتها الخاصة فقليل من المغامرة يمكن ان يهلك جيل بأكمله وكم غامروا بمصائرنا يا شاعرة الفرح المستنير فحتى الحقائب احيانا تعجز عن حمل ايلام المغادرة المقيتة بقليل من عدم التحمل فقط تغريد ناجي انتِ امرأة لا يشربها شيء
كي أستدعيكَ لابد من اِيقاظ"
ثورة موءودة في اوردتي
كي أعيش التذاذ الهزيمة
اعلنتَك اجمل هزائمي
*ان اجمل الهزائم تلك التي تأتي بعد استيقاظ من حلمٍ الثورة , ثورة الوئد في نفس الشاعرة , سألت فما أُجيبت او اُجيبت فما افصحت لان اوردتها كانت المكان الامثل لكتمان سر التلذذ بالهزيمة عجيب امر هذه الشاعرة تعتبر الهزيمة على يديه لذة كم هو عظيم هذا الذوبان في ذات الحبيب حتى اعلنته وهي بكامل قواها العاطفية ..حين يقرر الشاعر ان يعيش لحظات فرح يعدها غيره مؤلمة هو بذاته وئد للحرية الطبيعية ويجد في الغضب من نفسه مبتغاه ليحلق بعيداً حيث لا لقاء الا مع حلم الحيرة في مجاهل النداء القريب لذات العاشق . يذكرني هذا المقطع بأغنية عراقية قديمة اكبرها بعامين ربما والمقطع القائل (انت احلى الأماني ..انت وردة بزماني .. وانت احلى الاغاني ..ياغنوة الحيارى) – مي اكرم وصباح كانا يرددان نشيد تغريد ناجي في زمن الوئد قبل ان يولد

"جيب الشتاء
مثقوب
تتساقط منه
احضان باردة" ..
*تساوق جميل وتناسق اجمل وتصوير راق هذا الذي تنفرد به هذه الشاعرة التي تسمي نفسها (هاوية) هي هاوية فعلاً لكن بطريقة جديدة انا اراها هاوية لكل شبيهات الشاعرات اللائي تمتلئ بـ ما يُكتَبُ لهنّ صفحات التواصل الشبكي والصحف الرخيصة وهي هاوية حقيقية لحاملات " كارنيهات " المؤسسات الثقافية فقط بأنوثتهن وأشكالهن التي تعج بالألوان 0
ان تساقط الاحضان الباردة من جيب الشتاء المثقوب في معطف الجمال الشعري الذي ترتديه بتصرف روح تغريد الشاعرة المتعلقة بدفء الأمل ,انها تجيد وببراعة رسم الصور الشعرية الواضحة المتقدة فهي بين روح الشاعرة وعنفوان المرأة الجنوبية تتألق كتالق القمر في ليلة تمامه فلا الليل آخذ منه بهاءه ولا الارض ناكرة له اطلالته , تجبرك براعتها في رسم الصور على التوقف والتأمل طويلاً والنظر لبهاء القمر دون ان تتُعب عيناً او تُصدع راساً .
"هذا الليل الذاهل
ننتهكهُ بقسوة
ومن دُرفة الباب نتسلل
كاللصوص الى نشورٍ
يبعثنا من جديد
مُبتلة انا بالتوبة
وليلي لايُحسن المغفرة " .....
*يمكن ان يكون الشعر تعبيراً لا نتيجة لصراع مع الذات لغائبِ او حضور قوي لفكرة ما كما يمكن ان يكون التناسق في النص دالاً على عبقرية كاتبه انا شخصياً اعتبر كل الشعراء والمبدعين في الجانب الابداعي الادبي الخلاق "عباقرة " لأنهم اوجدوا كل شيء من لا شيء رغما انا نعيش في عصر يقدس فيه الكثيرين ممن حولنا الحفاظ والمقرءون لما تفضل غيرهم به عليهم , استطاعت الشاعرة تغير ناجي ان تخلق لها فضاءاً مستقلاً خاصاً فهي تكتب الشعر بطريقة القصة والقصة باسلوب الشعر انها قاصة ايضاً .تنتهك الليل بقسوة من اين تأتي هذه المرأة بالقسوة ؟ اعتقد انها تستعين بقسوة الحياة لتستخدمها في مواجهاتها الحتمية مع الحياة نفسها , لو جاز لي لقلتُ لها قولي " لنجتثه بقسوة " فانتِ ارق واسما من الانتهاك بمعناه الا ان امكانيتها في كتابة الشعر حين تتسلل من ابواب الليل كـ لص ....! الله ما أجمل ان تتسلل لتلك الاماكن كتسلل اللص ؟ والي اين ؟ الى نشور انها القيامة الحقيقة حين يظفر الشاعر بحلمه الذي اوجده اساساً كأنه يُبعث من جديد وآن للحاسب ان يفترش باحة التحدي الحقيقي لخلجات النفس وطمعها اللامنقطع , الشاعرة هنا اجادت جداً برسم اروع صورة للتوبة في ظل حكم ليلِ لا يؤمن بالمغفرة وليست من ضمن اساسيات حكمه الجائر 0
ان الشاعرة والقاصة تغريد ناجي اديبة مبدعة بلا جدال ودون ادنى شك بقدراتها فهي نوع من النساء اللواتي تفردن بالجمال في كل شيء وحين يكون الجمال المتكامل سمة لإنسان ما سيكون مبدعاً بكل تأكيد ..
تحية للجميلة تغريد لشعرها لقصصها لوجودها المكتظ بالحياة ولإنسانيتها العظيمة



#احسان_العسكري_-_قراءات_على_ضفاف_الادب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - قراءات على ضفاف الادب - شاعرة الفرح المستنير تكتب بمداد الحزن السومري