أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - رجل الستة ملايين دولار














المزيد.....

رجل الستة ملايين دولار


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 12:36
المحور: كتابات ساخرة
    


شاهدت هذا المسلسل و أنا طفلة و كنت -حينها بالطبع- مبهورةً به و أعتقد أن أغلب المراهقين -كما الأطفال- كانوا يشعرون بذات الأمر عند مشاهدتهم له بالرغم من عدم استيعابهم جيداً لأحداث حلقاته..الشخصية الرئيسية في المسلسل هي لرجلٍ يخسر أطرافه في حادثٍ مأساوي ليتم تعويضه عنها بأطرافٍ تبلغ قيمتها الستة ملايين دولار لأنها كانت تمنحه قدرات خارقة تمكنه من أداء المُهمات الصعبة المُوكلة إليه..قصةٌ طفولية ساذجة تثير سخريتك؟؟..إذاً ماذا ستكون ردة فعلك عندما أخبرك أنه يوجد نبي يملك -كما بطل المسلسل- قدرات لا بشرية جعلت من أتباعه منبهرين بها كما كنت أشعر تجاه قدرات ستيف أوستن!!.

ذلك النبي كان يمشي من دون أن يترك ظلاً على الأرض و هي صفةٌ مقاربة لتلك التي لدى مصاص الدماء و الذي من العلامات المميزة له أن ظله أو صورته لا ينعكسان على المرآة..ذلك الشخص يمتلك -بالإضافة إلى تلك الصفة المرعبة- هالةً ضوئية مادية تفوق تلك التي لدى الشمس..و بالرغم من عجزنا عن النظر إلى الشمس مباشرة لأن ذلك الأمر قد يصيب الشخص بالعمى إلا أن النظر إلى من يفوقها ضوءاً لا يسبب أي ضررٍ بصري!!..و لا تفكر أن تبدأ في الحديث عن فكرة تتابع المنطق الجدلي فلا أحد سيكترث بك أو به هنا.

ذلك النبي كانت لديه قوة ثلاثين رجل عند ممارسته للنكاح..و كم كنت أتمنى أن أختم عبارتي السابقة بكلمةٍ مختلفة لأتجنب الوقوع في حفرة ذلك الهوس بمنح قدراتٍ جنسية خارقة للأنبياء و كأن الهدف من إرسالهم للبشر كان ليس توصيل رسالةٍ إلهية ما بل توصيل مفاهيم جنسيةٍ ما!!..و كأني بهم أيضاً لا يجدون أن النبي سيصبح متميزاً يليق بإعجاب الآخرين به إلا إذا كانت لديه القدرة على معاشرة مائة امرأةٍ في ليلةٍ واحدة و بذات الكفاءة!!..و حتى إذا ما تجاهلنا حقيقة أن الجنس قد تتسبب كثرة ممارسته في قتلك -و هو الأمر المُثبت علمياً- فأننا سنقف متقززين -غالباً- أمام ظاهرةٍ بهيمية بامتياز..فإذا كنت أحتاج إلى كم هائل من العاطفة الإنسانية لكي أتمكن من ممارسة الجنس لمرةٍ واحدة فقط فأين ستتواجد تلك العاطفة عند ممارستي له مع أكثر من امرأة في ذات الليلة!!.

حسناً لنترك الجنس خلف ظهورنا بالرغم من لذة الحديث عن ذلك الأمر و لنتحدث عن النظافة الشخصية..من المعروف لدى الأغلبية معنى كلمة "نخامة" لهذا حفاظاً على أمعاء البعض لن أقوم بوضع معناها الحرفي و لكن ذلك الشيء و بالرغم من قذارته إلا أن البعض كان يمارس في الماضي التبرك به لأنه كان من فضلات نبيِّه الجسدية!!..ذلك التبرك الذي لن تجد أي نوعٍ من أنواع السخرية به أو الاستهجان تجاه فكرته في حين أن تلك الأمور -أي السخرية أو الاستهجان- يُمارسها المسلم تجاه أتباع أي طائفةٍ دينية أخرى تُمارس التبرك بما هو دون ذلك!!.

ليس هذا و حسب بل أنه من المثبت دينياً لدى المسلم أن من شروط صحة الوضوء أن يكون الماء المُستخدم فيه نقياً طاهراً..و تلك الطهارة تنتفي في حال استخدامك لماءٍ استخدمه شخصٌ ما قبلك ليترك فيه كل ما يحمله جسده من قذارة أو جراثيم..و لكننا بالرغم من ذلك نجد من يخبرنا أنه كان هناك من يتنازعون على الحضور بين يديَّ ربهم و هم يعانون من انتفاء شرط الطهارة بهم لأنهم استخدموا ماءً استخدمه النبي من قبلهم..ليس هذا و حسب بل أن هذا الماء الغير طاهر -و الذي لن أصفه بالقذر حتى لا يُجن البعض- كان يُستخدم أيضاً لعلاج الأمراض التي يعجز أطباء ذلك العصر عن علاجها!!.

ذلك النبي كان لا يرتكب الأخطاء لأن جبريل انتزع من قلبه حظ الشيطان منه منذ أن كان "طفلاً"..و نحن هنا سنقع في متاهةٍ فكرية صعبةٍ قليلاً..فإذا كان هذا الأمر صحيحاً و كان النبي غير قابل للوقوع في الخطأ منذ أن كان طفلاً فكيف سنبرر حينها جميع تلك الأخطاء التي اُرتكبت من قبله -و عمره حينها كان قد تجاوز الخمسين- و ذُكرت في القرآن الكريم صراحةً!!..و هو الأمر الذي لا أجده وسيلة تشهيرٍ إلهية -كما سيراه البعض- بقدر ما هو في حقيقته وسيلة لتعليم الجميع أنهم جميعاً سيرتكبون الأخطاء كما فعل الأنبياء من قبلهم.

ذلك الهوس لدى عامة المسلمين بنزع الصفات البشرية عن الرسول الكريم هو ما جعل تلك الجموع المُغيبة عقلياً تُقاتل و ربما تقتل كل من يشكك بمصداقية تلك الروايات..ففكرة الرجل الخارق الذي يملك قوةً لا تُقهر و تتعدى قدرات الإنسان العادي هي فكرة تأسر الفرد في بداية تكوينه العقلي كما قد تفعل أيضاً حتى بعد نضوجه..و لكن في ذات الوقت كل تلك الأحاديث و الإيمان بها بل و الترويج لها دون تفكرٍ عقلاني بها و بما تحتويه من تناقضات تمنح الآخرين مادة دسمة للسخرية من المسلم لتمتد إلى أغلب -إن لم يكن كل- ما يؤمن به.

تلك الأحاديث التي يتصف جميعها بكلمة "صحيح" للأسف ما هي إلا قصصٌ تحمل في طياتها قدراً كبيراً من السذاجة يفوق ما قد سيجده أي شخص في أحداث مسلسل رجل الستة ملايين دولار..و أنا هنا لا أتحدث بالطبع عن المعجزات الوقتية و التي قام بها الأنبياء في لحظةٍ ما و التي أكاد أن أكون على ثقةٍ بأن البعض سيدرجها في معرض نقاشه حول تسفيهي لتلك الأحاديث..فالمعجزات قد تقع و قد لا تفعل فهي كانت من الأمور التي لم يكن لدى الأنبياء القدرة على تحديد وقت وقوعها أو حتى كيفيته فهم كانوا مجرد أداةٍ لتنفيذها عندما يحين وقت حدوثها..و لكن ما أتحدث عنه هو إصرار الكثيرين على منح صفاتٍ لا بشرية لبشرٍ تحدث الرب بشكلٍ مستمر عن عدم امتلاكه لأي قدراتٍ أو صفاتٍ غير اعتيادية فهذا الأمر هو ما أجده قد يكون قد قارب الحُمق بعينه.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن يكون مُسلماً
- من بدَّل دينكم فاقتلوه
- وُلِدوا من العدم!!
- كل عام و أنتِ قُبلتي
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف
- قصة اغتيال نمطية
- هلوساتٌ في حوض ماءٍ ساخن
- القطعة الناقصة
- سيارة للدعارة
- خطأ إملائي
- -سيلفي- إسلامي
- اعتراف
- تصويت


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - رجل الستة ملايين دولار