أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة














المزيد.....

عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 08:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة

الإنسان هذا الذي قيل فيه (( تحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر)) يشكل صورة مصغرة فعلا لهذا العالم الكوني العظيم بكل تفاصيله بتعدد عوالمه بتشابه في سيرورة الوجود الواحد ,وهذا يدل على أن الإنسان بالتفاصيل التي أدركها عن عوالمه يمثل تماما عوالم الوجود المتعددة, الروح والعقل وما بينهما النفس ثم الجسد والبدن ,هذه الخماسية التكوينية هي ذات الخماسية التي تحكم الوجود وإن أختلفت المسميات الدالة على كل عالم .
من عالم ما قبل الكينونة ثم عالم الكينونة والوجود ثم عالم ما بعد الكينونة الثانية ثم عالم التفصيل والجزاء ثم عالم الملكوت الأخر كلها عوالم تتعقب الوجود ويمر من خلالها ترتيبا لكنها جميعا تعيش تحت سطح واحد , الوجود هو الذي يمر عبر سلسلة العوالم هذه في كل مرحلة ولكن كعوالم متفرقة بالوظيفة بالشكل بالنظام تعيش وتتواجد في أفق واحد في لحظة واحدة دون تعاقب بينها لأنها في الحقيقية هي تمثل كل الوجود المطلق ,الوجود المحكوم بضرورة أن يكون كذلك لأن الموجد الأول جعلها في هذا النسق ليكتمل فيها العلم الرباني بالنسبة لنا وليس له .
عالمنا الذي نعيشه في اللحظة التاريخية هو حلقة من مجموعة من الحلقات وعالم من عدة عوالم ندركه لأننا جزء منه كما ندرك أننا جئنا له من عالم قبل عالم ما قبل الكينونة من عالم اللاشيئية وندرك أيضا أننا في سبيلنا إلى عالم أخر يتوهم من يسميه عالم الفناء لأننا في الحقيقة نتحول من أشياء محددة موصوفة بالكينونة إلى حالة فقدان هذه الأوصاف فنعود إلى تسميات وتوصيفات عالم أخر هو عالم الأنتقال من وجود حركي خارجي إلى عالم وجودي وصفي فقط أي أن الحركة موصوفه فيه بحدود ما يمكن أن يتحرك في ذلك العالم ,البعض يسميه عالم البرزخ وأخرون يسمون عالم إرتداد الكينونة .
بالانتقال من عالم الكينونة هذا إلى العالم التالي لا تسير كل حركة الوجود في موجة واحدة نحو الأنتقال كما في الأنتقال أول ,بل هناك تحول وتحول مضاد وحركة في العالم الأول مستمرة ودائمة وفي العالم الثاني أيضا , عالمنا وفي الأنتقال الثاني إلى العالم الثالث كلها تجري في إطار اللحظة الزمنية الواحدة وقد تكون في المكان والزمان الواحد لأن سيرورة الوجود أساسا بنيت على التعاقب والتداخل دون أن يتقاطع التعاقب مع التداخل لسعة الوجود وتمدده وأستمرارية الحركة فيه .
العالم الرابع عالم الحساب النهائي أو ما يسمى عالم الجزاء عالم أخر بمسميات وأوصاف ومقومات قد لا تتشابه مع العوالم السابقة وهذه الميزة مشتركة في الجميع ,أي أن أي عالم لا يمكن أن يكون شبيها للأخر ولا يشترك معه لا في المقومات ولا في المظاهر لذا كان التميز حقيقي بينهم , في عالم الحساب الرابع هناك حركة لا تنتهي وهناك أشتراطات وقوانين ومسميات تختص به ليتم في هذا العالم تقسيم الوجود حسب معطياته إلى أنماط حسابية بموجب قوانين قد ندرك وجودها ولكن لا ندرك كيفيتها ,هناك يمكن أن نشهد الإنقسام الغائي بين كل الموجدات التي نعيش معها هنا ,قد يكون موجودات ذلك العالم تتشابه مع موجودات عالمنا ولكن فقط ذهنيا خياليا وقد لا يكون حقيقيا .
هذا العالم هو عالم الصيرورة النهائية التي عندها ينتهي تقسيم العوالم بالأنتقال إلى العالم المطلق أو عالم المطلقات ,هناك لا حدود بين الأشياء لا نسبية لا كسبية لا تنوع ولا تقرير ,هناك كل شيء محكوم بمفهومه المطلق ,حرية مطلقة عدل مطلق وجود مطلق لا فناء لا هلاك لا أنتقال كذلك لا تحول ولا تغيير ,الملخص في هذا العالم الأخير يكون التحكم فيه ليس للإرادات بل للمرادات التي سعى لها الإنسان في عوالمه الأربع من قبل ولا مجال لتصور شيء خارج هذه المرادات .
هذه العوالم الخمسة تماما تشبه عوالم الإنسان في كونية التواجد معا مع أختلاف المهمات والوظائف ولكنها جميعا تشكل عالم واحد نموذجي ,لا يمكن أن نكون أمام مفهوم ومظهرية الإنسان الكامل ما لم يكن له روح وعقل وجسد وبدن ونفس تعمل جميعا في لحظة واحدة بالرغم من أن تكوينات كل جزء تختلف بالكيف والكون والوظيفة والهدف والنتيجة , لكنها جميعا تصيغ لنا هذا الكائن المسمى إنسان كامل ,هو الوجود بعينه لا يمكن أن يكون هناك وجود من عدم وهذا يعني لا بد أن يكون هناك عالم ما قبل الكينونة ,ولا ينكر الوجود لحسه ومحسوسيته وهو عالم الكينونة الذي نعيشه ,ولا يفنى العالم ولا يتحول لعدم , وهو عالم التحول الثاني عالم ما بعد الكينونة .
أما العالم الرابع وهو عالم التقسيم والمقاسمة فهو خلاصة وجود العوالم الثلاثة وإلا عد وجودهن عبث والوجود العبثي لا يمكن أن يصدر من عاقل أو يشارك به عاقل وبالتالي الإيمان بوجوده يعني أن هناك عالم أخير عالم النتيجة عالم المطلق في كل شيء ,هذا التناظر والتشابه والتماثل بين وجود الإنسان بعوالمه الخمسة هو الصورة المصغرة التي أرادها الخالق أن تكون دليلا للإنسان ليتعرف على عوالمه القريبة والبعيدة وأيضا عوالمه وجوده الأصلية أيضا .
دأب الفلاسفة قديما على تقسيم الوجود إلى ماهية وجوهر ثم أضيفت له الحركة الجوهرية ليشكل عالم الوجود من ثلاث عوالم متداخله متشاركة تعمل معا ولكن لكل عالم خصوصيات ومعطيات ومقومات ووقف البحث الفلسفي عند هذا الحد , لم يتعمق البحث في إكتشاف عالم أخر أو عوالم أخرى, الوجود هنا مجزوء ومقصر في تحديد كليته العامة ,فليس الجوهر الذي هو عين المادة البدنية التي تشترك فيها كل الموجودات بأعتبارها الأس المادي إلا قيمة واحدة تتعدد بأختلاف ترتيب الأعداد فيه .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة ح2
- متى نسترد الله ح1
- متى نسترد الله ح2
- الإنسان المجهول ح2
- الإنسان المجهول ح1
- أنسنة الدين أم أنسنة الأخلاق ح2
- طيران بلا أجنحة _ قصة قصيرة
- الوفاق الاسلامي في ضيافة................. الاديب الدكتور عبا ...
- أنعام في عراضة ترحل للسماء
- المطلوب ....قرار وطني عراقي
- أنسنة الدين أم أنسنة الأخلاق
- اللحظة الحاسمة
- التسنن العربي والتشيع الصفوي .... فكر الإنحراف العنصري
- سيد الماء .... والمجهول _ قصة قصيرة
- وصايا الأب لأبن
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح3
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح1
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح2
- من يحمي الدين من سطوة التاريخ
- أنتظار المنقذ التاريخي شكية الصورة أو شكية الإمكان


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة