هل الانسان حيوان جمعوي بطبعه؟ قراءة في الوضع الجمعوي في منطقة اشتوكة ايت باها

حسن أشرواو

الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 16:45
المحور: المجتمع المدني
    

إن الوضع الذي يعرفه المجتمع في اشتوكة ايت باها، كنموذج مغربي، دفع بالفاعلين في المجتمع المدني بهذه المنطقة إلى الرغبة في تأسيس تنسقية مدنية، يحاولون من خلالها مواجهة ذلك الكم الهائل من المشاكل و الظواهر الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية...، التي تعرضوا و تطرقوا إليها في اجتماعهم التأسيسي، وهذا يؤكد مرة أخرى أهمية الفاعل الجمعوي و المدني بصفة عامة في الوقوف أمام ما يطال المجتمع من أزمات، إن تضافر الجهود لمواجهة هذه الأزمات سيمكن المجتمع المدني من اكتساب نظرة أخرى، ستدفع به إلى القدرة تفكيك أزمات ومشاكل المجتمع، ووضع وصفات لموجهتها، لكن هل يمكن لهذا الأمر أن يتحقق بشكل فعلي من خلال التنسقية فقط؟
إن حضوري للجمع العام التأسيسي لتنسقية الجمعيات المحلية في اشتوكة ايت باها، جعلني أطلع عل وضع العمل الجمعوي في هذه المنطقة، في شخصية الفاعلين فيه، المتسمون برغبتهم القوية، و المتجسدة في قدرتهم التفكيرية في حلول و أفكار متعددة، لكن لا محل لها في الوقع وفي التطبيق. إن تدخل مجموعة من أعضاء الجمعيات المحلية و الفاعلين في المجتمع المدني و الجمعوي، لتقديم أفكارهم وتصورتهم ورصدهم وتشخيصهم للواقع المحلي، أحدث في ذهني رغبة في تحليل خطابتهم التي يعمها مشبع بنزعة نقدية تنتقد الوضع الاجتماعي وآليات اتخاذ القرار المحلي، وهذا ما يخلف فعلا في المجتمع المحلي(اشتوكة ايت باها) فاعل جمعوي ناقد، لكن الفعل الجمعوي الهادف لا ينحصر ولا يكتفي فقط بالنقد ، إنما يتجاوز ذلك إلى العمل الميداني والإجرائي في المجتمع، لكن هذا الأمر (التدخل الميداني) في رأينا يكاد يكون غائبا في هذه المنطقة، بغياب تكوين دقيق وعلمي متخصص في العمل الجمعوي والمدني للفاعلين محليا، وفي هذا اللقاء تجسدت لدى الحاضرين رغبة كبير في الحصول على تكوين متخصص، لكنهم تحدثوا كثيرا عن تكوين فرعي ومتخصص في القانون فقط، ورغم قوة هذا التخصص وأهميته في العمل الجمعوي، إلا أنه يبقى بلا فائدة بمفرده، لأن الأمر لا يستدعي فقط الشق القانوني، وإنما كذلك جوانب عديدة كالجانب السوسيولوجي و الجغرافي و الانتروبولوجي...، لأجل التعرف و التمكن من آليات العمل الجمعوي الهادف إلى تحقيق التنمية المحلية.
إن الجمعيات المحلية انطلاقا من تحليلنا لخطاب الفاعلين فيها، تبدوا في الحقيق في حاجة ماسة إلى تكوين كثيف متعدد الأبعاد يستهدف تشكيل فاعلين جدد قادرين على الأخذ بالفعل الجمعوي والتنموي قدما في طريق تتحقق فيه التنمية المحلية، وتكوين شباب مؤهل تأهيلا علميا وقادر على الاستمرارية، و يعتمد مقاربات ناجعة تراعي مجتمعه، عوض التفرد بمقاربة تقنية جوفاء، وتجعله قادرا على تحقيق تنمية حقيقية تعود بالنفع لمجتمعه، وتراعي خصوصياته الثقافية والاجتماعية، وتستثمر في البشر وليس فقط في الحجر، وهذا لن يكون إن لم يضع الفاعلين في هذا الحقل فلسفة تنموية جديدة قائمة على أسس علمية وبعيدة عن اعتبار الإنسان حيوان جمعوي بطبعه.

#حسن_أشرواو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات