أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - ماذا تعني فورة بناء المطارات في ظل أزمة مالية خانقة!؟














المزيد.....

ماذا تعني فورة بناء المطارات في ظل أزمة مالية خانقة!؟


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 17:44
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يعاني العراق في الظروف الراهنة شحة الموارد المالية نتيجة سوء الادارة والفساد ألذي لاتزال تمارسه أحزاب السلطة، بحيث أضحت الاعتمادات المالية المتوفرة لا تكفي لتأمين جميع بنود الموازنة السنوية لعام 2015. وفي ظل هكذا ظروف إقتصادية وأمنية ضاغطة، نرصُد أنّ بعض القوى السياسية قد إنفتحَتْ شهيتها بشراهة بالاندفاع لبناء عدة مطارات في مختلف المحافظات العراقية، فما السر الحقيقي في ذلك التوجه!؟. وقبل الاجابة، علينا في البداية تناول الموضوع بمنظور علمي.
يوضّح علم الجغرافية الاقتصادية الأسباب الموجبة لبناء مطارات إضافية، وهي كالتالي:
1- إذا كان البلد كبير بمساحته الجغرافية، بحيث المسافة بين مدينة وأخرى لا تقل عن 500 كم، وتلك الصورة لا تنطبق على العراق كمساحة، ولا المسافات بعيدة بين البصرة وذي قار، أو بين الديوانية والنجف وبابل وواسط، إذ يُراد بناء مطارات للشحن الجوي في تلك المحافظات. من الممكن توسيع قسم الشحن الجوي في المطارات المتوفرة في العراق، ويصاحب ذلك تطوير شبكة السكك الحديدية، بحيث تستطيع قطارات الشحن نقل البضائع إلى كل مناطق العراق، ويجب ألاّ ننسى إنّ صيانة خطوط السكك القديمة ومَد خطوط جديدة مع بناء محطاتها هي أقل تكلفة من قيمة بناء مطار واحد!.
2- إذا كانت المطارات المتوفرة تعاني من ضعف وقلة طاقتها الاستيعابية، ولا يمكن إجراء توسعات في بُناها التحتية، وهذا السبب غير موجود، لكون لم يصل إستغلال الطاقة الاستيعابية لجميع المطارات حَد الذروة.
3- إذا كان العراق يمثل عقدة نقل جوية دولية، أي يمثل صلة الوصل بين مختلف مطارات العالم، وهذا الشيء غير موجود.
4- إذا تواجدَت في المحافظات العراقية منتجعات سياحية متطورة كمثيلاتها في الدول المتقدمة، لكن واقع تلك المحافظات هو أنها أصبحت مجرد قُرى كبيرة خربة وسخة، تقوم بادارتها عقول متخلفة بعيدة عن كل ما هو علمي وحضاري.
5- إذا إمتلك العراق قاعدة إقتصادية متطورة تتسم بغزارة الانتاج وتصديره إلى الخارج عن طريق الشحن الجوي، لكن واقع الاقتصاد العراقي يعيش مأساة لاتحتاج إلى التعليق، بحيث أصبح إقتصاداً ريعياً إستهلاكياً.
تجبرني موضوعة المقال على الشخصنة وذكر بعض الأسماء، وذلك لعلاقتها بقضية بناء المطارات.
لقد بدأ الترويج لبناء المطارات منذ أن تمَّ إفتتاح مطار النجف ... لنرى ما دارَ حول ذلك المطار من أمور، كي تتضح الصورة أكثر للجميع، ولماذا يصر البعض على بناء مطارات إضافية.
عند إفتتح رئيس الوزراء السابق – نوري المالكي – مطار النجف، قيلَ أنّ تكلفة بناء المطار قد بلغَت (96مليون دولار)، تعادل (115 مليار دينار)، في حينه كان نائب محافظ النجف – عبد الحسين عبطان، الذي يشغل حالياً منصب وزير الشباب... بعد فترة ظهر الشخص المعني على شاشة الرشيد الفضائية متبجحاً بانجازه لمطار النجف، ومذكراً إنّ تكلفة بناء المطار قد بلغت (76 مليار دينار)، نلاحظ الفرق بين الرقمين: (115مليار) و (76 مليار) هو (39 مليار دينار)... إلى أين ذهبَت تلك المليارات!!؟؟. لو سألنا أي مهندس متخصص بالهندسة المدنية حول تأثير الموجات الصوتية على الأبنية، فسيكون جوابه واضحاً، أنّ تلك الموجات تؤدي إلى تشققات البناء وإنهياره! ... وهذا يعني أنّ ضوضاء محركات الطائرات ستؤثر مباشرةً على منائر وقبة الصحن الحيدري وتؤدي إلى إنهيارها بسبب قرب المطار من المدينة!. في ذات الوقت يجري التخطيط لبناء مطار الفرات الأوسط العملاق ألذي يبعد عن مطار النجف بمقدار 50 كم. لو تمّ البدء ببناء مطار الفرات الأوسط على مراحل، لانتفَت الحاجة لمطار النجف. هذه الصورة، ألا تمثل هدراً للمال العام!؟، لكن لِمَن توجه الكلام.
أمّا الاعلان عن بناء مطار الديوانية ألتي تبعد بضعة كيلومترات عن النجف، فقد وضعَ تساؤلين ملحَين، أولهما: تكلفة بناء المطار تبلغ أكثر من مليار دولار، أليسَ من الأفضل إنفاق هذا المبلغ على البنى التحتية، المتخلفة والمتهرئة، للمحافظة!، والتساؤل الثاني هو: إن الشركة ألتي ستقوم ببناء المطار وتشغيله لمدة 50 سنة هي شركة كويتية... معلوم للجميع إنّ الكويتيين سواء كانوا (كجهات رسمية أو شركات أهلية) متمرسون وذوي خبرة غنية أكثر من بقية الخليجيين بدفع الرشى لضعاف النفوس من العراقيين ... فألف مبروك!!.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطاعان العام والمختلط ... ورخص الاستباحة
- القطاعان العام والمختلط ... ورُخص الاستباحة
- بصدد الاقتصاد التعبوي ... توضيح وإضافات
- الترييف والعشوائيات ... معاناة المدن العراقية
- الاقتصاد التعبوي ... الحل الأمثل لحل الأزمة المالية في العرا ...
- الاقتصاد العراقي ... مسيرة بين التنمية والضربات وأوليغارشية ...
- نعم تحَقَق حلمنا ... نهضَ العراق كما نهضَت ألمانيا
- بئسَ التشكيلة الوزارية
- الفرصة الأخيرة
- إستبعاد تسع وزارات من المحاصصة ... شرط أساسي للنهوض بالعراق
- غلواء الزيارات المليونية والتمدّد الداعشي ... معادلة متكافئة
- هل سيتحلّى البرلمان العراقي الجديد بالمواطنة وخالٍ من الطائف ...
- حكومة الانقاذ الوطني كما تُفسّرها وتريدها أقطاب جريمة المحاص ...
- ما أعلنته وزارة التخطيط ... يكشف عن أمور كثيرة
- العامل الاقتصادي هو الحاسم لإنهاء الصراع بين روسيا من جهة وأ ...
- الهدف الحقيقي من وراء إجراء الإنتخابات
- صدور كتاب / التنبؤ والتخطيط الإقتصادي
- مَن ينتخب النواب الحاليين مرةً أخرى ... هو على شاكلتهم!
- الذاتية الفاضحة... والمسؤولية الوطنية
- رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي ووزير الخ ...


المزيد.....




- اعملي ألذ صوص شوكولاته للحلويات والتورتات بسيط جدا واقتصادي ...
- تباين أداء بورصات الخليج مع اتجاه الأنظار للفائدة الأميركية ...
- صندوق النقد: حرب غزة تواصل كبح النمو بالشرق الأوسط في 2024
- لماذا تعزز البنوك المركزية حيازاتها من الذهب؟
- كيف حافظت روسيا على نمو اقتصادها رغم العقوبات الغربية؟
- شركات تأمين تستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد عمليات الاحتيال
- صندوق النقد: السعودية تحتاج ارتفاع سعر النفط إلى 100 دولار ل ...
- مسؤول بالبنك المركزي المصري يُعلق على سعر صرف الدولار والسوق ...
- -يكفيه ما فيه-.. هكذا سيتأثر الاقتصاد العالمي بحرب غزة
- -النقد الدولي- ـ الحرب بدأت تؤثر على اقتصادات الشرق الأوسط


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - ماذا تعني فورة بناء المطارات في ظل أزمة مالية خانقة!؟