أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - لماذا تعادي بريطانيا-العظمى- كوردستان الناشئة؟















المزيد.....

لماذا تعادي بريطانيا-العظمى- كوردستان الناشئة؟


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مصطلح معاداة ومفردة تعادي قد يعدان شديدان وسافران إلى أبعد الحدود، خاصة عندما يقصد بهما توصيف حالة ودرجات المواقف البريطانية، هذه المواقف التي تظهر بهدوء ونعومة على الساحة الدولية. فعلى سبيل المثال قبل عدة أيام و بدعوة من وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند عقد في لندن إجتماع لوزراء خارجية (21) دولة، إضافة الى الإتحاد الأوربي والأمم المتحدة، وذلك لبحث تنسيق جهود التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حسب ما ورد على لسان المتحدثة بإسم وزارة الخارجية البريطانية فرح دخل الله، التي أشارت إلى أن هذا اللقاء: "سيكون جزءاً مهمّاً من جهود التنسيق مع شركائنا في التحالف للعمل بأكثر السبل فعالية … وهي فرصة لاستعراض الجهود المبذولة للتصدي لـداعش، وكذلك سبل مكافحة تمويله، والحد من تدفق المقاتلين الأجانب للإنضمام لصفوف التنظيم"، إلى آخر بنود أجندة الإجتماع. جدير ذكره أن بريطانيا تعمل نظرياً مع التحالف الدولي الذي يضم أكثر من (60) بلد في العالم، لتنظيم الجهود لتقويض الإرهاب، على الرغم من أن مشاركتها هي مجارة للأحداث، وأكذوبة تفضحها عدد الطلعات الجوية لسلاح طيرانها، فعدد هذه الطلعات لا تعادل نصف طلعات سلاح الجو الاماراتي؟!
لقد تفاجأت القوى العراقية الرئيسة التي تقاتل داعش على الأرض من عدم دعوتها إلى هذا الإجتماع الذي يخص ما يجري في مناطقهم مباشرة، في الوقت الذي دعت إليها دويلات مثل البحرين ذات الإمكانات المتواضعة، وقطر المشكوك في مصداقيتها في محاربة الإرهاب.
وكرد فعل أولي على إجتماع لندن الكرنفالي، أبدى رئيس إقليم كوردستان العراق من الجبهات الأمامية لقتال داعش عن إستيائه وأسفه لعدم دعوة ممثلين عن إقليم كوردستان إلى هذا الإجتماع، وذلك في بيان وزع يوم الجمعة 23/1/2015.
من جهتها أعلنت القوى العربية السنية في العراق عن موقف مشابه، وأوضحوا لجهات إعلامية متعددة، بأن الوفد المشارك في مؤتمر لندن يفتقر إلى أي مسؤول من المكون السني. كما بينت الهيئة السياسية لتحالف القوى العراقية وإئتلاف الوطنية، بأن تركيبة الوفد (السيدين العبادي والجعفري) يعد تهميشاً جديداً وإستئثاراً غير مبرراً لحضور المؤتمر.
وفي محاولة لمعرفة حقيقة الموقف الأمريكي من هذه الدعوة الملتبسة، والمتمثل بإقصاء فظ لممثلي إقليم كوردستان العراق، والقوى العربية السنية في العراق، وبناء على إصرار مراسل شبكة رووداو الإخبارية في واشطن نامو عبدالله، أجابت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي عقد يوم 23/1 في العاصمة واشنطن، حيث ردت جين ساكي على التساؤل بطريقة إستفزازية: "نعم، حيدر العبادي يمثل جميع العراقيين".
وهذا ما يشير إلى أن أمريكا متفهمة للعبة بريطانيا القديمة – الجديدة والسخيفة في الوقت نفسه، فقد إستجرت حكومة كاميرون وراءها إدارة أوباما الهزيلة في هذا الموقف على أقل تقدير.
ما حدث لم يكن مفاجئاً للمراقب المهتم بالسياسة البريطانية، فهو تعبير صادق عن الذهنية البريطانية الكولونيالية في معالجة شؤون العراق، لأنها حلقة جديدة في نفس سياسة إعادة إنتاج المشاكل، وليس حلها، بل زرع الألغام السياسية عاماً بعد آخر. وهي نفس السياسة المتبعة منذ العهد الملكي، المتلخص في الميل الواضح والصريح إلى جانب سطوة السلطة المركزية، أياً كانت هذه السلطة، ملكية أو بعثية أو شيعية، لأنها سياسة مريبة ورتيبة، وبشكل خاص تتغاضى اليوم عن عمق وطبيعة المتغيرات الداخلية والمحيطة بالعراق اليوم.
أما بالنسبة للكورد وكوردستان فالموقف البريطاني، هو إستمرار وترجمة جديدة لحقيقة معاداة حكوماتها المتعاقبة لطموحات الشعب الكوردي، طوال قرن كامل من الزمن. فمنذ أن تفوه تشرشل بكلمات معادية للكورد وترجمها بتحطيم كوردستان على أرض الواقع بعد الحرب العالمية الأولى، وحتى يوم أمس، تنفذ نفس السياسات، عندما تعمدت حكومة ديفد كاميرون (اليمينية المحافظة) في إلغاء دور الكورد والتعتيم على إنتصاراتهم في ساحات محاربة الإرهاب. إن موقف حكومة كاميرون هذا ما هو إلا محاولة للإستدارة حول المنجز السياسي والعسكري والدبلوماسي الذي حققه إقليم كوردستان في الأشهر والسنوات الأخيرة، وهي محاولة يائسة لإعادة تحويل إقليم كوردستان إلى محافظة منسية في إحدى "مستعمراتها" حسب ذهنية حكومة كاميرون الزهايمرية.
أما ما هو مستغرب أنه حتى الآن لم تتأكد النخب الكوردية الثقافية والسياسية، بأن بريطانيا تعادي الكورد بإستمرار وبشكل سافر، ويصعب عليها أن تجد كوردستان متقدمة ومنتصرة. فعلينا إعادة قراءة مواقف بريطانيا، وكذلك العديد من النصوص التي تثبت هذا العداء، بدءاً بمذكرات تشرشل وصولا إلى الوثائق البريطانية المفرج عنها مؤخراً، مروراً بعدد كبير من المستشرقين والرحالة والصحفيين والباحثين الأكادميين، فثمة إتفاق عندهم جميعاً، تتخلها بعض الإستثناءات، فهم يُسَفهون الكورد ويُصورونهم كغزاة ومحتلون لأراض الغير. قبائل متشرذمة، غير قادرين على بناء دولة عصرية، ولذلك حَرَمهم العرش البريطاني من التمتع بحق تقرير المصير سابقاً. الموقف البريطاني هو أسوأ طريقة يمكن أن نتصورها للتكفير عن الذنب، لأن جريمتها الأولى لا تُغتَفر، وستظل ماثلة أمام أعين أجيال من أبناء ضحايا هذه السياسة.
ما يفرض نفسه إزاء السياسة البريطانية والسياسة الذيلية لإدارة أوباما في موضوع محاربة داعش، هو إعادة التأكيد على ضرورة التوجه نحو تحالفات محلية في العراق وسورية ودول الجوار، لإيجاد حل مستدام لمعضلات المنطقة، فبهكذا منطق وسياسة بريطانية ملتوية، لن تصل المنطقة إلى بر السلام والتنمية.
أخيراً وبهذه المناسبة أجد من الضروري أن تفكر النخب الثقافية والمنظمات الحقوقية الكوردستانية لوضع تصور وترتيبات لرفع دعوة قضائية ضد الحكومة البريطانية، بصفتها وريثة بريطانيا الإستعمارية العظمى، وكونها تتحمل مسؤلية المشاركة في تقسيم كوردستان، وتقع على عاتقها مسؤولية الإبادات الجماعية والحروب السياسية ضد الكورد. فعلى أبناء الضحايا وذويهم بدءاً من ضحايا قصف السليمانية وبارزان من قبل الطائرات البريطانية، وصولاً إلى مجزرة حلبجة، رفع دعوة قضائية في المحاكم الدولية المختصة ضد من يتحملون وزر ما تعرض له الكورد من مجازر وحرمان سياسي خلال مائة عام. فحكومة بريطانيا ومعظم رؤساءها السابقون مسؤولون عن مأساة الكورد، وهم شركاء في تقسيم وتحطيم كوردستان، وبالتالي هم متهمون بسفك وهدر الدم الكوردي طوال قرن من الزمان، فمشكلتنا مع بريطانيا أكبر من هذا المؤتمر أو تلك الدعوة.




#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات التونسية رسخت الإصلاحات أم ودعت الثورات؟
- كوباني: قصة نجاح على حافة التجميد
- ملامح محنة العرب السنة
- داعش بين خيوط اللعبة الأمريكية
- معرفة الأكراد عربيا
- لماذا انحنت القوى العظمى أمام حكام طهران؟
- هل حقا كردستان مستعمرة دولية؟
- مصير مناطق غربي كوردستان بعد محطة تل كوجر
- الانتفاضات العربية: جوع للسلطة وكراهية لللاصلاح
- تركيا وخيارات شراكتها الصعبة
- من المدينة الفاضلة إلى مدينة الكينونة
- دور الحركة الكردية في الانتفاضة السورية خلال عام 2011
- الحركة الكردية ودورها في المعارضة السورية*
- يشار كمال في: سلطان الفيلة
- الاستخدام المُفرَط للتاريخ في الأجندات السياسيّة
- اللغة السيكولوجية في العمارة
- مفتي دمشق ابن فضل الله العمري
- العمارة المعاصرة من النزعة السلفية إلى الحداثة المنسجمة
- الكرديّ الذي يحمل خازوقه -نموذجاً للقسوة والاستبداد-
- أسماء للنسيان رواية لنسيان الأحداث الكبرى


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - لماذا تعادي بريطانيا-العظمى- كوردستان الناشئة؟