أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فارس حميد أمانة - بيغيدا .. ليغيدا .. ومستقبل مسلمي أوربا المجهول















المزيد.....

بيغيدا .. ليغيدا .. ومستقبل مسلمي أوربا المجهول


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 12:41
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ترددت في وكالات الاعلام العالمية قيام حركة بيغيدا Pegida بمظاهرات مناهضة للمسلمين في بعض المدن الألمانية .. ما هي هذه الحركة ؟ وما جذور نشأتها ؟ وأي هدف ترغب بتحقيقه ؟ وما هي الدوافع الحقيقية لتلك المظاهرات ؟

حركة بيغيدا Pegida " تلفظ بالكاف المعجمة " حركة نشأت في مدينة دريسدن شرق ألمانيا في أكتوبر من العام 2014 على يد مؤسسها لوتس باخمان .. ويدل اسمها المأخوذ من الحروف الأولى لاسم المنظمة باللغة الألمانية وهو : " Patriotische Europä-;-er gegen die Islamisierung des Abendlandes" والتي تعني بالعربية " أوربيون وطنيون ضد أسلمة الغرب " .. ان كلمة وطنيون لا تدل بالضرورة على المدلول الجغرافي أي الانتماء لمنطقة معينة أو بلد محدد بل لها مدلولات اجتماعية وسياسية ذات مغزى وطني دال على حب الوطن والحرص على مستقبله .. شارك في أول مظاهرة لهذه الحركة عدد قليل لا يتجاوز 500 شخص الا ان المظاهرات التي تلت ذلك تجاوز عدد المشاركين بها عشرات الآلاف وقد توافق أعضاء الحركة على القيام بمظاهرة اسبوعية كل يوم اثنين .. كما ظهرت لاحقا حركة مشابهة ومناهضة لأسلمة أو أدلجة أوربا انطلقت من لايبزغ التي تقع شرق ألمانيا أيضا وقريبا من دريسدن وهي حركة Legida وهي اختصار للاسم الألماني Leipziger Einwohner Gegen die Idiotisierung Des Abendlandes والتي تعني باللغة العربية " مواطنو لايبزغ ضد أدلجة الغرب " .. كما تظاهر أيضا عشرات الآلاف من الألمان ضد هاتين الحركتين مع تأييد شبه شامل للقيادات السياسية الألمانية وعلى رأسها المستشارة أنجيلا ميركل التي صرحت بأن الاسلام أصبح جزءا من ألمانيا .

هناك طرفا العصا وهناك أيضا طرفان مختلفان عقائديا واجتماعيا ولفهم ذلك أكثر سنغوص قليلا في أعماق التاريخ لنبحث في جذور المشكلة .. على الطرف الأول من العصا نجد المتظاهرين لحركتي بيغيدا وليغيدا وهم من الألمان الأصليين ومن الساكنين حصرا شرق ألمانيا .. من المعروف لدى الجميع تمسك الألمان وفخرهم الدائم بكونهم أرقى وأفضل الشعوب الأوربية وكذلك تفاخرهم بأصلهم الآري الذي يعتقدون انه الأنقى وهي الفكرة العقائدية العنصرية التي زرعها هتلر في نفوس أتباعه النازيين عند تأسيسه لحزبه النازي بداية ثلاثينيات القرن الماضي ثم غرسها في نفوس أغلب الشباب الألماني ليتمسك الجميع بعقيدة تخليص العرق الألماني الآري من " الشوائب " التي ستلحق به جراء التزاوج مع الأجناس الدنيا الأخرى وعلى رأسهم اليهود الألمان والغجر الرومانيين والمعاقين وغيرهم فسمح للأطباء الألمان بتنفيذ عمليات التعقيم الاجباري " منع الخصوبة " لكل من يشك بكون أصله غير آري .. وبعد هزيمة هتلر وأعوانه في الحرب العالمية الثانية لم يستطع الحلفاء من القضاء بشكل نهائي على الحركة النازية التي عادت للظهور مجددا بعد عقود تحت مسمى " النازيون الجدد " والتي تتظاهر بين فترة وأخرى رافعة شعار " ألمانيا للألمان " والهدف الرئيس لهذه الحركة النازية هو اخلاء البلد من المهاجرين مهما كانت جنسياتهم وأديانهم والذين يستأثرون بحصة لا بأس بها من الميزانية الألمانية كمساعدات كما يحصلون على العديد من فرص العمل منافسين بذلك مواطني ألمانيا الأصليين .. وقد نفذت الحركة النازية هذه عددا من الاعتداءات على أشخاص ومصالح تعود لألمان من أصول مهاجرة وقد ذهب ضحية ذلك العديد من الأشخاص .

ان حركتي بيغيدا وليغيدا هما امتداد لحركة النازيين الجدد العنصرية التي تقاوم وترفض أسلمة أو أدلجة الغرب مدفوعتين بخوف غير مبرر من الوجود الاسلامي في ألمانيا وكل أوربا كما سنرى لاحقا وترفع كغطاء الشعارات ضد العنصرية والنازية وضد التطرف كما ضد اضطهاد المسلمين المعتدلين .. تبنت الحركتان مبدأين رئيسين هما خلوص أوربا وعودتها الى المسيحية واليهودية وان تكون ألمانيا للألمان ومنع السماح للمزيد من المهاجرين المسلمين من مختلف مناطق النزاع في العالم كالعراق وسوريا والصومال وغيرها .. تعتمد الحركتان اسلوبا عنصريا للضغط على الحكومة الالمانية من خلال تخويف الألمان من خطر وجود المهاجرين المسلمين على المسيحية واليهودية واظهار المسلمين بمظهر المتطرفين القتلة ويبدوا ان الخوف من الاسلام موجود لدى فئة قليلة من الغربيين الا ان له ما ينفخ له ناره ليتقد وليس من المستبعد ان تكون اسرائيل وراء كل ذلك الا ان المعلومات المتوفرة بهذا الشأن قليلة .. وبالطبع فان الحقيقة المرة ان أعداد المسلمين المتطرفين أو المنضوين تحت ألوية التنظيمات الارهابية يمثلون نسبة ضئيلة جدا من مجموع المهاجرين المسلمين الكلي .. وتحاول الحركة زرع بذور الفتنة في المجتمع الألماني على اعتبار ان المهاجرين يستأثرون بحصة لا بأس بها من الأموال المخصصة للرعاية الاجتماعية والصحية ويؤثرون بذلك على الألمان الأصليين المحتاجين لتلك الرعاية والضمان كما ان الذين يحصلون على موافقات الاقامة أو الحاصلين على الجنسية الألمانية ينافسون الألمان الأصليين في اقتناص فرص العمل كما أسلفت .

والآن .. من يقف على طرف العصا الآخر ؟ بالتأكيد المسلمون المنغمسون في أمور معيشتهم اليومية ومما يبدوا ان المثقفين منهم لا سيما الناشطون هم من يعي خطورة تلك التحركات على مستقبلهم .. ما هي حقيقة المهاجرين المسلمين في أوربا عامة وفي ألمانيا على وجه الخصوص ؟ بل ما هي جذور الاسلام في أوربا ؟

كانت أولى المحاولات لدخول الاسلام الى أوربا هي محاولة المسلمين الأوائل في عهد الخلفاء الراشدين لاسقاط مدينة القسطنطينية أو ما يعرف حاليا بمدينة استانبول العاصمة القديمة للدولة البيزنطية التي أقامها الامبراطور قسطنطين قبل الاسلام بما يزيد عن قرن ونصف الا ان هذه المحاولة الأولى قد فشلت .. وفي القرنين السابع والثامن الميلاديين حقق المسلمون انتشارا بسيطا في بعض الجزر في البحر الأبيض المتوسط وبعض السواحل الأوربية الواقعة على هذا البحر حيث استقر البعض من أفراد القبائل المضرية واليمانية هناك الا ان الانتشار الأكبر جاء من الجهتين الغربية أولا ثم الشرقية فقد غزا القائد الأموي موسى بن نصير جزيرة قبرص أواخر القرن السابع الميلادي ثم ما لبث ان ولي شمال أفريقيا فأرسل القائد طارق بن زياد في سنة 711 للميلاد والذي عبر الى اسبانيا من خلال المضيق المعروف باسمه وهو مضيق جبل طارق أو جبرالتر كما يدعى حاليا.. أسس الأموي الهارب من ملاحقة العباسيين عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الملقب بعبد الرحمن الداخل أو صقر قريش أول تواجد اسلامي بشكله الواسع وليس بشكله المتواضع كما كان قبل عبوره وجنده المضيق منتصف القرن الثامن الميلادي في شبه الجزيرة الايبيرية أو اسبانيا الحالية حيث أعلن الخلافة الأموية هناك وبالتزامن مع وجود خلفاء بني العباس في بغداد ..

أما شرقا فقد تولت الدولة العثمانية الانتشار الاسلامي بداية القرن الخامس عشر مبتدئة بجزيرة رودس المنيعة وبعض الجزر اليونانية ومن ثم القسطنطينية ومن ثم أغلب شرق أوربا ودول البلقان وصولا الى فيينا التي فشل حصارها فتراجع الجيش العثماني .. ان الوجود الاسلامي غربا لم يكن كثيفا حيث أبقى الأمويون في الأندلس على ديانة السكان الأصليين وهي المسيحية مقابل دفع الجزية كما ان الأعداد التي دخلت حديثا في الديانة الاسلامية تعتبر قليلة وقد ساعد اضمحلال الدولة الأموية في الأندلس ثم القضاء المبرم عليها الى تراجع الداخلين في الاسلام من الأسبان والبرتغاليين الى ديانتهم الأصلية وهي المسيحية مع وجود أعداد لا بأس بها من المتراجعين من الديانة اليهودية .. ويقدر الباحثون ان نسبة المسلمين في الأندلس حينها لم تتجاوز العشرة بالمئة من عدد السكان الكلي في شبه الجزيرة الايبيرية بينما كان عدد الداخلين في الاسلام اثر دخول العثمانيين أكبر بكثير حيث ان النسبة الحالية تتراوح بين 80% الى 95% في البانيا وكوسوفو وتصل الى 50% في البوسنة والهرسك والى نسب أقل في البلدان الأوربية الأخرى وغالبيتهم من المهاجرين الذين سمحت لهم حكومات تلك الدول بالاستيطان خلال ما يقرب من قرن ولأسباب مختلفة .. أما في ألمانيا فان نسبة المهاجرين المسلمين لا تتجاوز نسبة 10% .. ان عدد المسلمين يتزايد في أوربا بشكل متسارع حيث يبلغ حاليا 5% من عدد سكان أوربا ويقدر ان يصل في عام 2030 الى نسبة 8% وتشكل تركيا ودول المغرب العربي النسبة الأكبر لأصل المهاجرين المسلمين الى كل أوربا ..

ان هناك أسبابا غير معلنة لتلك الحملات المتزايدة ضد مسلمي أوربا ظاهرها كما يبدوا هومناهضة التطرف الاسلامي وتوجهات التنظيمات الارهابية .. من المعروف ان طبيعة المسلمين عموما والعرب خصوصا تعدد الانجاب مقابل قلة أو ندرة الانجاب في المواليد لدى لأوربيين وبالتالي زيادة كبيرة في عدد المسلمين تقابلها تناقص الولادات لدى الغربيين المسببة لارتفاع نسبة كبار السن قياسا للشباب واليافعين حيث ان متوسط عمر الفرد الأوربي والغربيين عموما أعلى بسبب الرعاية الصحية المستمرة والتغذية الجيدة .. كما ان شمول مثليي الجنس بالقبول والرضا المجتمعي شجع عدم الزواج وبالتالي عدم الانجاب لشريحة ذات عدد لا ينكر ناهيك عن قبول الكثير من البلدان الأوربية بالاجهاض .. ان تناقص عدد الشباب من عدد السكان الكلي له آثار اقتصادية كبيرة حيث ان الاحتفاظ بالمستوى الاجتماعي المتقدم للأوربيين والغربيين يحتاج بالضرورة للتنمية المتصاعدة ونمو مضطرد ومقبول في عجلة الاقتصاد الأوربي التي تترجم الى حاجة فعلية متزايدة لليد العاملة القادرة ..

مسئلة أخرى تبرز للمتتبعين في هذا المجال وهي ان عددا كبيرا من المهاجرين الى ألمانيا وأوربا هم من المقتدرين ماليا ومن أصحاب رؤوس الأموال التي أستثمرت في الصناعة والاقتصاد الأوربي وبالتالي تشغيل اليد العاملة وهذا مؤشر لبزوغ فجر هيمنة اسلامية لا تنكر على الاقتصاد الأوربي وربما في السياسة الأوربية وان كان ذلك يحتاج الى وقت طويل .


هل سينعكس ذلك سلبا على حياة ومستقبل مسلمي أوربا المجهول ؟



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارلي ايبدو .. فاجعة التطرف الديني .. أم فاجعة التحرر الفكري ...
- الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الخامس والأخير
- الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الرابع
- الطيف العراقي .. تنوع وتتسامح .. الجزء الثالث
- الطيف العراقي .. والتسامح الديني .. الجزء الثاني
- الطيف العراقي .. والتسامح
- تأليف واخراج المسرحيات السياسية .. ذلك الفن الجديد
- الساحة السورية .. من يصارع من ؟
- كوباني .. معضلة اختلاف الرؤى بين الحلفاء والمتصارعين
- الشرق والخليج يدا بيد ضد داعش .. صحوة متأخرة أم ماذا ؟
- تنظيم خراسان الارهابي .. ذلك الصداع الجديد
- التحالف الجديد ضد داعش .. والثمن
- التطرف .. العنف .. والارهاب في العراق .. جذور ونتائج
- استقلال اقليم كردستان .. تاريخ وآفاق صناعة النمور الورقية
- قرطبة الظاهر .. ورمي الأحجار في الماء
- تداعيات ذوبان الحدود .. من سايكس بيكو وحتى داعش
- حادثة الموصل .. بين الجغرافيا والتاريخ والهوية
- مدينتي
- الولد-البنت .. وظيفة الله الجديدة .. وٳ-;-رهاصات فيسبو ...
- ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فارس حميد أمانة - بيغيدا .. ليغيدا .. ومستقبل مسلمي أوربا المجهول