أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي














المزيد.....

لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 14:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس هنالك، كما يُشيع البَعض مُؤخراً بَعد إنتشار فوبيا التأسلم، ما يُسَمى بمُسلم مُتشَدّد وآخر مُعتدِل، لتبرير سكوت غالبية المُسلمين المُقيمين في الشرق والغرب على أعمال المَجاميع الإرهابية، التي تتبَرقع بالإسلام وتتكِأ على بَعض نصوص القرآن والسنة لتشَرعِن جَرائمها الهَمجية الوَحشية من قتل وذَبح بحَق الأبرياء في أرجاء المَعمورة. فهذا الطرح باطل وخبيث نوعاً ما، ويُراد به خلط الاوراق.. فإذا كان يقصَد بالمُسلم المُعتدل هو الذي لا يُشارك بهذه الجَرائم لكنه ساكِت عنها، فهو إذاً ليس مُعتدل، بل أما مُؤيد لها وفرِح بها أو مُتواطي مَعها. بالتالي الأصَح هنا هو القول أن هنالك مُسلم مُتشَدّد وآخر علماني يُؤمن بفصل الدين عن الدولة والسياسية، ويَرى بأن الدين قناعة شَخصية وطقوس خاصة تُقرّبه الى الله وتوَفِّر له إستقراراً روحِياً ولاعلاقة لها بالقوانين الوضعية لتنظيم الحياة والمجتمع والدولة التي يعيش فيها، فهذا المُسلم فقط هو الغير مُتشَدّد. أما المُسلم الذي يُعادي العَلمانية ويَعتبرها كفر وإلحاد لأنها تفصل بَين الدين والدولة، ويُريد دولة إسلامية وقوانين شرعية ويَعتبر أن دينه خير الأديان وأصلحها ونبيّه آخر الأنبياء وأفضلهم، ويَستنكِف مِن أتباع باقي الأديان لأنهم على غير هَواه وهَوى مَشايخه، فهو نسخة أخرى للمُسلم المُتشَدّد المُتطرِّف، لكنه أجبَن مِنه ولايُعلن مايُعلنه ذاك ويَفعله على المَلأ مِن جَرائم هو في قرارة نفسه راضِ عَنها. وهذا ما نلمَسه كل مَرة في الترحيب الشعبي المُخزي والتبرير السَخيف الذي يُبديه المُسلمون عُموماً تجاه جَرائم عِصابات الإسلام السياسي في دول الغرب تحديداً، حتى مِن قبل الجاليات المُسلمة التي تعيش مُعززة مُكرّمة وتنعَم بالأمن والسَلام بهذه الدول، كما حَدث مَع جَريمة11 سبتمبر وشارلي ايبدو. وهو ما يوصلنا لنتيجة مُرعِبة مفادها أن غالبية المُجتمَعات الإسلامية هي بَين مُتشَدّد ومَن لديه إستعداد للتشَدّد والتطَرف ومُتناغِم مَعه، ولاوجود لما يُسَمى بالمُسلم المُعتدِل على أرض الواقع، فالِقلة الباقية الرافِضة للتشَدّد هم مُسلمون علمانيون يَعتبرون الإسلام جُزءاً مِن هَويتهم وتراثِهم ويُجاهِرون برَفض الجَرائم التي يُمارِسها المُتشَدّدون ويَتبَرّأون مِنها، فلا إعتِدال بَين العلمانية التي تدعو للسَلام وبَين التشَدّد الذي يَدعو للإرهاب.
إذا كان المُتشَدّدون وفِكرهم لا يُمثلون الاسلام والمُسلمين فِعلاً، وكان أغلب المُسلمون مُعتدلين كما يُقال، فلماذا يَسكتون مُنذ عقود على هُراء مَشايخهم المَعتوهين ويَستمعون اليهم بإنصات وهم يُكفِّرون كل أمَم الأرض وطوائفها ويَدعون عليهم بالوَيل والثبور مِن على مَنابر الجَوامع ليل نهار! ولماذا لم يَخرجوا يوماً ليتظاهروا إستنكارا ولو حَتى لجريمة واحِدة من الجَرائم التي يُنفذها الإرهابيون بِدُولهم ودول الغرب التي تحتضنهم، فيما يخرجون كالقطعان حين يَسوقهم ويَدعوهم شيخ خرِف للتظاهر ضِد رسم كاركاتيري! وإّذا كانوا فعلا مؤمنين بالله وكل رُسُله فلماذا تثور ثائِرتهم فقط حينما تنال الرسوم الإسلام ولا يَفعلون المِثل حينما تنال أدياناً أخرى! ولو كان أغلب المُسلمون مُعتدلين وكانت لديهم ذرة مِن عَقل وضَمير لما إنتظروا حتى يَقع المَحظور وتتحرك القوى اليَمين في أوروبا لتطالب بالتشَدّد مع المُهاجرين المُسلمين تحديداً، ولما سَمحوا وأعطوا مُبَرّرا لتأسيس مُنظمات عُنصرية مُتشَدّدة كبغيدا على يَد مُتعصبين بَعضهم من أصحاب السوابق لتخلق جواً مُعادياً للإسلام وتطالب بالوقوف بوجه أسلمة أوروبا والمانيا، ولبادروا هُم أولاً وقبل غيرهم لتشكيل مُنظمات بإسمهم في دول الغرب تنبُذ الإرهاب وتتبَرأ منه وتدينه وتعَرّيه هو والفكر الذي يُغذيه ويقف وراءه، وتطلب مُعاقبة مَن يُروج له ويُمَوله ويُسانده ويَسعى لتدمير النُظم السياسية والمُجتمعية لدول الغرب التي إحتضَنتهم ووَفّرت لهم ولعوائلهم سُبُل العَيش الكريم وتقبّلتهُم إنسانيّتها ليكونوا جزئاً من مُجتمَعها رغم إختِلافهم عَنها تأريخياً وإثنياً ودينياً، بل ومَنحَتهم جنسياتها التي لا تمنحُها لهم دول عربية وإسلامية شقيقة حتى ولو أقاموا فيها عَشرات السنين!!
لكن يَبدو أن الأوان قد فات على ذلك الآن حَتى لو وُجِدت النيات وصَدقت لِهكذا أفعال ومُبادرات مَسؤولة، وهي للأسَف وللواقع غير موجودة سوى لدى نسبة قليلة من المسلمين المقيمين بالغرب، وهؤلاء لا حَول لهم ولا قوة للتحَرك بهذا الإتجاه وسط مُحيط من سَواد الرعاع الذين تحَجّرت قلوبهم وتعَفّنت عقولهم ومَلأ صَدأ الحقد نفوسهم وباتوا قطعاناً يَسوقها رعاة الإسلام السياسي من الدَجالين والأفاكين وتجار الدين حَيثما يُريدون وكيفما يشائون، وستبقى كذلك مادامت مُصِّرة على عَدم الإعتراف ببؤسها وسُفه أفكارها وظلامية مُعتقداتها ولا تسعى لتصحيحها وترمي بتبعات فشلها وبؤسها على الاخرين، وهو ماسيؤدي بها الى كارثة سَتطالها ليس فقط في بلدانها التي تتقطع وتتشَرذم اليوم الى أجزاء مُتناثرة، لا بل وحَتى في بلدان المَهجَر، وقد يأتي يوم سَتضيق فيه الدنيا عَليهم وحينها سيَحترق الأخضر القليل بسِعر اليابس الكثير!

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوزيف جونغن ساحر الأورغن وإيقونة بلجيكا الموسيقية الأبرز
- هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!
- أزمة الوعي العراق.. (1) الوعي العراقي وإجترار الماضي
- الكسندر بورودين من كيمياء الطب الى كيمياء الموسيقى
- لولا العَم سام لما أزيح المالكي ولما أسقِط صدام!
- يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد
- هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟
- فريد الأطرش.. أمير النغم الجميل والطرب الأصيل
- الموسيقار الكوبي ارنستو ليكونا مُبدع المالاغوينا الأندلسية
- العراق.. بلاد الواق واق
- سِحر الطبيعة وأنغامُها في سمفونية بتهوفن السادسة
- المُجتمع العراقي بَين رَبع ما قبل 9 نيسان 2003 ورَبع ما بَعد ...
- قناة (mbc action) من التألق والريادة الى السطحية والإعادة!
- نواعم شوستاكوفتش.. الموسيقار الموسوعة
- دَولة العِراق الحَديثة وعَهد التأسيس الذي كان إعجازاً وحُلما ...
- شارلي شابلن.. وللموسيقى مِن عَبقريّته حُصّة
- ذهَب القائد المُناضِل الضَرورة وجائنا القادة المُجاهِدون الض ...
- جَنّة جَنّة جَنّة .. تمَنّينا تصير يا وَطَنّا
- جعفر باشا العسكري أبو الجيش العراقي.. سيرة عطرة
- الموسيقى الكلاسيكية اليونانية.. نغم راقص وعَبَق مِن سِحر أفر ...


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي