أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً














المزيد.....

أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهر الشاعر المعروف أدونيس على إحدى القنوات التلفزيونية العربية (لبنانية) قبل أسبوعين ونيّف، وتحدث عن عدة أمور منها خصوصاً المسألة السورية، وكان مما لفت النظر في إجابة له حول المسألة المذكورة، أنه قال ما معناه التالي: إن ما يحدث الآن في سوريا إنْ هو إلا صراع بين فريقين اثنين كلاهما إسلامي، مُلخّصاً بذلك، كما يرى، صراعاً يدور بين مجموعتين منذ أربع سنوات، وبكل الدمار والتشريد اللذين لحقا بسوريا على نحو غير مسبوق.

إن الإجابة التي قدمها أدونيس تعاني من قصورين اثنين، تقرير الحقائق عبر أجهزة الاتصالات السمعية والإعلام الغربي، وهو الذي يعيش في الغرب منذ عقود بعيداً عن الوطن السوري، مثله في ذلك مثل العديدين من المعارضين السوريين في الخارج أولاً، ووقوعه في فخ الأيديولوجيا الإسلامية، كما ينظر إليها فريق كبير من الغرب بمثابتها اللاعب الأيديولوجي والسياسي الرئيسي.

وبتعبير آخر، ينحو أدونيس نحو الرؤى الغربية الجديدة القائمة على اعتبار أن التاريخ قد انتهى إلى ما بشّر به فوكوياما من أن قاطرة الغرب الجديدة العولمية قد اختزلت التاريخ الحضاري الأخير بكونه تاريخ الغرب الوحيد، أي بكونه القوة الراهنة العظيمة الواحدة، التي على الآخرين أن يلحقوا بها في إطار «السوق المطلقة»، التي أصبحت سيدة الأشياء والقوى والعوالم العالمية. أما ما قد يظهر معادياً لذلك، فيبرز الإسلام والأيديولوجيا الإسلامية والتيارات الإعلامية بمثابته أحد العاملين الخطيرين المعاديين للغرب، في حين أن العامل الثاني يتمثل في الحضارة الصينية.

من هنا وبحسب ذلك، تسقط العوامل الأخرى الفاعلة في المجتمع والتاريخ، مثل الصراع الاجتماعي والسياسي والفكري والحضاري، ليبقى العامل الإسلامي فقط بمنتجاته المختلفة، ولكن بصيغته الإرهابية. ها هنا نتلمس المنحى الذي سلكه أدونيس ونظراؤه من المثقفين ودعاة العودة إلى اختزال عوالم تأزم العالم الراهن المضطرب والمتجه نحو الدمار ومزيد منه، وليس مستحيلاً -هكذا يُستنبط- أن نضع يدنا على حضور هذا الموقف الاختزالي فيما يجري على الساحة الدولية، مجرداً من العوامل الأخرى.

ووفق ذلك وانطلاقاً منه، يصبح القول وارداً ومسوِّغاً بأن عوامل التاريخ الأخرى الكلاسيكية أخرجت أو خرجت من حيّز الفعل، مثل الصراعات المجتمعية (الطبقية والفئوية والجيلية والاقتصادية والسياسية وغيرها). وإذا ما انطلقنا من ذلك، تبين لنا أن القول بصراعات حول السلطة والثروة وحول مسائل التنمية والتقدم ضمن أطر مجتمعية مثل المجتمع المدني والحرية والديوقراطية، أصبحت كلها غير ذات أهمية. إن في ذلك شطْباً لحيثيات وتَبِعات الاستبداد والفساد والإفساد والإفقار، التي كانت قد بلغت درجات قصوى في سوريا، ناهيك عن هيمنة الشمولية ورفض التعددية على الأرض بصورة قاطعة ومُجسِّداً ذلك خصوصاً بالقانون رقم 63، وهو قانون الأحكام العرفية.

إن الصراعات التي بدأت تظهر بوضوح منذ أربع سنوات ها هنا كانت صراعات من أجل التحديث والمساءلة والتعددية السياسية والمجتمع المدني الديمقراطي. وفي إطار ذلك كانت المناكفات والصراعات الإسلاموية مع غيرها قد ظهرت أصلاً.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي
- تفكيك جذور الإرهاب
- «داعش» و«النظام العالمي»!
- أي أفق للاتحادات الليبرالية؟
- «الخوري».. فارس كبير ضد الطائفية
- من المجتمع السياسي إلى الطائفية
- الاستبداد والاستغلال والإرهاب!
- واشنطن أمام فلسطين و«داعش»
- «داعش» ومصالح الغرب
- «داعش».. توحيد للعالم الآن فقط!
- التخلي عن المشروع الديموقراطي!
- معركة التنوير العقلاني
- سوريا..هل باتت «أم الكوارث»؟
- تنوير إسلامي مبكر
- أسئلة في التداول الراهن
- سوريا ومرحلة الصَّوملة !
- القضية الفلسطينية.. و«الربيع العربي»
- حُطام عربي حقاً.. ولكن!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً