أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام يوسف - حوارات مع صديقي المسلم (1)















المزيد.....

حوارات مع صديقي المسلم (1)


وسام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 23:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لدي صديق عراقي مقرب الى قلبي ويعيش في نفس المدينة التي اعيش فيها في ولاية تورنتو الكندية ، عائلتانا تجتمعان مرة كل شهر على الاقل في عشاء او زيارة ، زوجته اكثر صديقة مقربة لزوجتي، وابني وولديه في نفس المدرسة وغالبا ما يكونوا سوية هناك اثناء الفرص، كل هذا وانا مسيحي وهو مسلم ، لأن الدم العراقي هو الذي جمعنا رغم افعال واقوال وافكار السفهاء ( ولنقل من كلا الجانبين رغم ان الجانب الذي يحمل الذنب الاعظم معروف ولايحتاج الى تشخيص) ، هو الذي بشرني قبل 3 ايام بفوز الفريق العراقي على الفريق الايراني حيث اتصل بي حال نهوضي من النوم ليخبرني بالنتيجة لاني لم استطع مشاهدة اللعبة حسب توقيتها في الساعة الرابعة صباحا في كندا
علاء هو نموذج الانسان الذي احبه ، معتدل في كل شيء ، فيه طيبة حارات بغداد القديمة التي كانت تجمع الاديان والطوائف بكل محبة رغم انه غادر العراق قبل اكمال الثلاثين، رغم معرفتي بانه مسلم منذ البداية لكني لم اعرف الا بعد اشهر من صداقته ماهي طائفته لانه لايناقش هذه الامور كما علمت ان زوجته من الطائفة الاخرى ، بل اننا اكتشفنا ان والدة زوجته مسيحية من سوريا ، لذا فعندما ازوره في منزله ينادي زوجته مازحا : ام زاهر ، اجا خال الجهال (الاولاد) ..... نعم ، علاء وزوجته عقليتان بعيدتان عن التعصب، يصومان رمضان كل عام ، ولايمكن ان ينتهي رمضان دون ان يدعوني علاء في احدى لياليه الى مائدة الافطار ، ونبقى نتسامر احيانا حتى موعد السحور لو كان اليوم التالي عطلة ، ونتمازح عندما يقول ليش ما تصير مسلم وانا ارى نور محمد بوجهك ؟ واجيبه : صدقني سنتزاعل ثاني يوم لو صرت مسلما ، والاجمل انه هو ايضا يتناول افطار رمضان مع عائلته في بيتي في ليلة اخرى بل ويصلي في بيتي ايضا دون شعور بالحرج ودون ان يفكر اني نصراني نجس كما يقول المؤمنون جدا، ويمزح دائما بان يسأل زوجتي قائلا : ام فائز ، منين اتجاه القبلة؟!!! هذا هو الطبع العراقي الاصيل قبل ان يخربه الساسة وشيوخ الضلالة .
صديقي علاء يتألم بعد كل مقالة اكتبها مهاجما نصوص الاسلام ويواجهني بهذا الموضوع مازحا احيانا وجادا احيانا فيتهمني (ليس بالكفر ، لان عقليته ليست من هذا النمط) بأني آحادي النظرة في مقالاتي وابتعد عن الموضوعية في اتهاماتي لاني لا آخذ سوى الجانب المظلم من الاسلام ، رغم اقراره باني لست متعصبا على الاطلاق لديني في حياتي وأني اهاجم أي موقف من أي طرف مسيحي اشم فيه دعوة الى الاقصاء اوالتمييز اذا كان لا يفرق بين المذنب والبريء
لذا يكون محور اختلافنا في مناقشاتنا الودية هو اني (بحسب رأيه) اهاجم نصوص الاسلام والقي عليها اللوم في اي افعال ارهابية رغم معرفتي التامة بأن غالبية المسلمين يستنكرون تلك الافعال ، وان نتيجة ما افعله هو ان يؤخذ الابرياء وهم غالبية بجريرة المذنبين الذين لايتعدون بضعة افراد. وانا ارد بأني دقيق في من اهاجم واحرص على تشخيص من اراه مذنبا بلا تعميم ، لكن المشكلة ان الابرياء من العنف وهو احدهم لايريدون الاعتراف بمنبع العنف والمحرض عليه رغم معرفتهم التامة به .
قال لي علاء بعد اخر مقالة لي عن السعودية: يا اخي هسة اني مو مسلم كدامك ؟ ليش ما تعتبرني النموذج الصحيح للمسلم ؟ راكض ورة اليذبح واللي يسبي وهمه اقل من 1 % من المسلمين؟
اجبته : نعم انا اعترف بان معظم المسلمين الذين اعرفهم بعيدين عن هذا الشيء وحتى من هو متدين باعتدال منهم ، لكن الذي استهجنه هو ان الارهابيين يعلنون بكل وضوح ان الاسلام يأمرهم بما يرتكبونه من جرائم ، و مع ذلك يحاول غالبية المسلمين ان يقنعونا ان الاسلام بريء من ذلك رغم النصوص الواضحة التي يستند اليها هؤلاء في افعالهم ، لو كان الاسلام بريئا فلماذا لا يعلن علماء المسلمين ان ايات مثل( قاتلوا المشركين) وحديث مثل (من بدل دينه فاقتلوه) كانت لفترة محددة انقضت وليست لهذا الزمان ولايجوز ان تطبق ؟ هناك سوابق في ذلك قام بها حتى الخلفاء الراشدين في ايقاف الحدود بسبب ظروف معينة ، فماهي المشكلة لو اعلن ائمة المسلمين ان لا مجال لتطبيق ايات الحرب في وقتنا الحاضر الا دفاعا عن النفس ؟ وعندها سيقل سيل الاتهامات الظالمة كما تسمونها للاسلام والمسلمين
قال علاء : هل تعتقد ان من السهولة ان يقول الامام ان آية من الكتاب ليست صالحة لهذا الزمان ؟ الن يفتح ذلك المجال للتشكيك في صلاحية كل الايات ؟ سوف يفتح علماء المسلمين على انفسهم ابواب جهنم لو فعلوا ذلك، هل يمكن ان يعلن المسيحيين او اليهود ان احدى ايات الانجيل غير صالحة لهذا الزمان
اجبت : صدقني لو كان هناك اية في الانجيل يستند اليها ارهابيون في ايذاء الاخرين فاني اول من سيطالب باستبعادها بلا تردد
قال علاء: المسألة في الاسلام حساسة جدا ، انا اعترف لك ان الكثير من المسلمين يرون في القرآن اخر ما تبقى من هويتهم في عالم يندفع بعيدا في التقدم التكنولوجي والعولمة، لذا فهم حريصون عليه ، وسواء اكان هذا الموقف صحيحا ام لا فيجب ان تعترف ان التعصب للمعتقد ليس مرضا اسلاميا بحتا
قلت له : بالتأكيد ، لكننا هنا امام معضلة اسلامية بامتياز ، افعال همجية مثل قطع الرؤوس تملأ الانترنيت ويراها الجميع وهي ترتكب تحت صرخات الله اكبر ، فلا تحرك لدى غالبية المسلمين الرافضين لها الا اقوالا خجولة عن الفهم الخاطيء للاسلام ، لكن بسبب رسم كاريكاتوري يندفع الملايين من المسلمين في كل مكان الى الشوارع مطالبين بالثأر ، بل ويتم الثأر فعلا لكن من اناس لا علاقة لهم بالموضوع ، فينسى المسلمون الذين يبررون ذلك الفعل باستفزاز المشاعر الدينية انهم يشتكون دوما من اخذ الابرياء بذنب الفاعلين بينما هم اول من يفعل ذلك ، اذ يبررون قتل الابرياء بحجة نصرة رسول الله
قال لي علاء : لكن الاسلام يؤكد (لا تزر وازرة وزر اخرى) ، اذن هؤلاء المعتدين فعلا لايطبقون الاسلام
قلت له : على راسي ، لكن من هو قدوتهم في ذلك ؟ عندما اعدم نبي الاسلام 700 يهودي كان من بينهم اطفال لم يرفعوا سلاحا لكن قطعت رؤوسهم لمجرد ان شعر العانة بدأ ينبت لديهم ، فاين كانت اية لاتزر وازرة وزر اخرى في حينها ؟ لا تقل لي انها نزلت بعد ذلك .
بدا الحرج على وجه علاء وقال : لا نستطيع ان نصدق كل مايقوله التاريخ ، ربما تكون هذه الحادثة مختلقة او فيها مبالغات تعتبر مناسبة لذلك الموقف في ذلك الزمن
قلت له : اجي وياك ، لكن علماء المسلمين على الاطلاق لايقولون ذلك بل يقصون الحادثة كتاريخ لا شك في وقوعه بل ويعتبرونه من قصص البطولة الاسلامية بينما يحاول من يخجله الموضوع تبرير المذبحة وقتل الاطفال فيها بالقول انها متطلبات الحرب وكأنها حرب بين داحس والغبراء وليست حربا احد طرفيها نبي من المفترض ان يطبق ما امره به دينه وفقا لادعائه هو نفسه بان لا تزر وازرة وزر اخرى ، لا ان ينتقي منه ما يريد ويهمل مايريد عندما يريد
قال علاء : الحقيقة هي ان احد حلفاء اليهود السابقين هو الذي حكم عليهم بذلك
قلت له : اما كان على محمد ان ينهره بدلا ان يقول له حكمت عليهم بما حكمت السماء او شيء من هذا القبيل؟
قال علاء : اذا لم نستطع ان نلغي هذه الحادثة من تاريخنا فانها على الاقل لم تتكرر ، لنناقش التعايش بين المسلمين و الاديان الاخرى ، ولناخذ العراق نفسه ، الم يكن المسلمون غالبية فيه بدون ان تحدث مشاكل او مظالم ، الكنائس كانت تبنى في العراق وحتى المعابد اليهودية الى وقت قريب ،لم يهاجم المسلمون تلك المعابد ، بل ان الكثير منهم كانوا يذهبون وحتى الان الى الكنائس ويشعلون الشموع للعذراء ، فهل كل هؤلاء لم يقرأوا الاسلام ؟؟ بماذا تفسر ذلك؟
ساترك تكملة المناقشة لجزء آخر





#وسام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية فاهمة الاسلام غلط!
- هل سمعة نوري المالكي بحاجة الى تشويه
- حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام (2)
- حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام
- ختان النساء في الموصل ...هذا هو الاسلام الحقيقي
- المالكي ليس اسوأ من صدام... ثم ماذا؟
- مؤامرة اخراج عامر توفيق من منافسات احلى صوت!
- حريم الله وخادماته
- هل ستشعرون الان بآلام الاقليات يامسلمين ؟
- اغتصاب المسيحيات حلال
- لماذا تهتم بالمثليين الغربيين ياسيد عبدالحكيم وتنسى المثليين ...
- مغالطات السيد عبدالحكيم عثمان
- رد على سؤال السيد عبدالحكيم عثمان
- البنوك الدينية بنوك راسمالية
- اليوم بشارع تقسيم
- الصومال ازمة غذائية ام ازمة النظام الراسمالي
- الشرف في المفهوم الشرقي ووافع الطبقة العاملة
- الوطنية سلاح لسلب الحقوق
- قصة قصيرة
- القرضاوي مفتي الارهاب


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام يوسف - حوارات مع صديقي المسلم (1)