أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فضيلة يوسف - غزة في أريزونا















المزيد.....


غزة في أريزونا


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 22:05
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


شرح الجنرال Roei Elkabetz العميد في جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF) في تشرين أول 2012، الاستراتيجيات الحدودية لبلاده. في عرض تقديمي ، عرض صورة للجدار الذي يعزل قطاع غزة عن إسرائيل على الشاشة. وقال للجمهور: "لقد تعلمنا الكثير من غزة" ، وأضاف "غزة مختبر كبير."
تحدث Elkabetz في مؤتمر التكنولوجيا الحدودية النزيهة محاطاً بعرض مبهر للتكنولوجيا - مكونات مختبره الحدودي. كانت هناك بالونات للمراقبة مزودة بكاميرات عالية التقنية وتعوم فوق سيارة مدرعة مموهة في الصحراء المدرعة صنعتها Lockheed Martin. وهناك نظم الاستشعار الزلزالية المستخدمة للكشف عن حركة الناس وعجائب أخرى من عالم مراقبة الحدود ، ويمكنك أن ترى حول Elkabetz، أمثلة حية عن مستقبل السياسات الحدودية ، ليس كما يتصورها كاتب بائس ذو خيال علمي ولكن من عمل كبار المبدعين في أكبر الشركات التقنية على هذا الكوكب.
سابحاً في بحر الحدود الأمنية ، لم يحاط العميد، بالمناظر الشرق أوسطية ولكن بالمناظر الطبيعية الجافة غرب تكساس. كان في El Paso ، على بعد 10 دقائق سيراً على الأقدام من الجدار الذي يفصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.
لو سار Elkabetz دقائق سيراً على الأقدام لأمكنه مشاهدة المركبات الحدودية الأمريكية الخضراء المخططة تتقاطر ببطء في Rio Grande أمام Ciudad Juarez ، إحدى كبريات المدن المكسيكية المليئة بالمصانع الأميركية والقتلى من حروب المخدرات في هذا البلد. يمتطي العملاء السريون في حرس الحدود الذين سيرصدهم الجنرال مدرعات ويتسلحون بالتركيبات القاتلة لتكنولوجيات المراقبة، والمعدات العسكرية : البنادق الهجومية وطائرات الهليكوبتر، والطائرات المسيّرة . يجري تحويل هذا المكان السلمي مرة واحدة إلى ما أسماه Timothy Dunn ، في كتابه عسكرة الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ، إلى حالة "حرب غير حادة".
الحشد العسكري على الحدود
أعلن الرئيس أوباما في 20 تشرين ثاني عام 2014، سلسلة من الإجراءات التنفيذية على قوانين إصلاح الهجرة. أشار مخاطباً الشعب الأميركي، إلى قانون الهجرة الذي أقرّه الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ في حزيران 2013 ، عن تسليح المنطقة الحدودية في ما تم تسميته - في اللغة المعتمدة عن مناطق الحرب الأمريكية الأخيرة - " الحشد العسكري على الحدود ". تحسر الرئيس على حقيقة أن مشروع القانون قد توقف في مجلس النواب، واصفاً إياه بأنه" حل وسط " " يعكس الحس السليم. وأضاف" أن القانون يدعو إلى مضاعفة عدد حرّاس الحدود،في حين يُعطى المهاجرين غير الشرعيين طريقاً للحصول على الجنسية ".
في أعقاب إعلانه، الإجراءات التنفيذية التي من شأنها حماية خمسة إلى ستة ملايين من هؤلاء المهاجرين من الترحيل في المستقبل، بدأ الحوار الوطني بسرعة على شكل صراع بين الجمهوريين والديمقراطيين. غاب في هذه الحرب الحزبية شيء واحد: أن العمل التنفيذي الأولي الذي أعلنه أوباما ينطوي على مزيد من عسكرة الحدود بدعم من كلا الحزبين .
"أولاً"، قال الرئيس، "سنقوم بالبناء على التقدم الذي أحرزناه على الحدود بتخصيص موارد إضافية لزيادة الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون حتى يتمكنوا من وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر المعابر وتسريع عودة أولئك الذين عبروا. دون مزيد من التوضيح، ثم انتقل إلى مسائل أخرى.
إذا، ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تتبع "الحس السليم" في مشروع قانون عسكرة الحدود، بإضافة أكثر من 40 مليار دولار لشرطة الحدود ، والتكنولوجيات المتقدمة، والجدران، والحواجز الأخرى لجهاز المعابر الحدودية لم يسبق له مثيل من قبل. وإشارة حاسمة سيتم إرسالها إلى القطاع الخاص، أسمته مجلة Homeland Security Today ، أن "الكنز الدفين" في طريقه لأسواق مراقبة الحدود ، وفقا لأحدث التوقعات، وستكون "فترة ازدهار غير مسبوقة. "
تُعتبر المناطق الحدودية في الولايات المتحدة ، مثل قطاع غزة بالنسبة للإسرائيليين، "مناطقة لا دستور وقوانين فيها " ، وأصبحت مختبراً واسعاً في الهواء الطلق لشركات التكنولوجيا كما يُشير اتحاد الحريات المدنية (ACLU). يُمكن هناك تقريباً، تطوير أي شكل من أشكال أجهزة المراقبة والأجهزة "الأمنية" واختبارها، وعرضها ، كما لو كان في مركز للتسوق العسكري، لتنظر إليه الدول الأخرى في جميع أنحاء المعمورة. أصبح أمن الحدود بهذا الشكل، صناعة ، وستكون المجمعات الصناعية أكثر سعادة ممن طوّرها في إسرائيل .
الحدود الفلسطينية - المكسيكية
كان وجود عميد الجيش الإسرائيلي في El Paso قبل عامين نذيراً وبشيراً ، بعد كل شيء، تعاقدت في شباط عام 2014، وكالة الجمارك وحماية الحدود (CBP)، وإدارة الأمن الداخلي (DHS) مع شركة التصنيع العسكري الإسرائيلية العملاقة Elbit لبناء "الجدار الوهمي " وهو جدار تكنولوجي خلف الحدود الدولية الفعلية في صحراء أريزونا. هذه الشركة، التي زادت اسعار أسهمها المتداولة في الولايات المتحدة بنسبة 6٪-;- خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة النطاق ضد قطاع غزة في صيف عام 2014، وسوف تجلب معها بنك معلومات التكنولوجيا المستخدمة في المنطقة الحدودية لإسرائيل - غزة والضفة الغربية - إلى جنوب أريزونا من خلال فروع Elbit الأمريكية .
تفتخر Elbit بما يقرب من 12000 موظف، ،وب "10+ سنوات من تأمين الحدود الأكثر تحدياً في العالم،" وتُنتج ترسانة من "أنظمة الأمن الداخلي". وتشمل مركبات لمراقبة الأرض، والأنظمة الجوية المسيرة المصغرة، و "الأسوار الذكية، "شديدة التحصين و الحواجز الفولاذية التي لديها القدرة على الإحساس بلمس الشخص لها أو حركته. وبوصفها رائدة شركات الأنظمة التكنولوجية لحماية حدود إسرائيل، قامت الشركة بالفعل بتثبيت الأسوار الذكية في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان.
كلفت إدارة الأمن الداخلي شركة Elbit بإنشاء "الجدار" و"الأبراج الثابتة المتكاملة" المزودة بأحدث الكاميرات وأجهزة الرادار وأجهزة استشعار الحركة، وغرف التحكم في ولاية اريزونا، بمليار دولار يُحتمل أن تكون تحت تصرفها، . وسيبدأ البناء في المناطق الوعرة والوديان الصحراوية حول Nogales . وعندما تقوم إدارة الأمن الداخلي بتقييم ذلك الجزء من المشروع وتعتبره فعالاً، سيتم بناء البقية لمراقبة كامل المناطق الحدودية للدولة مع المكسيك. ومع ذلك نضع في اعتبارنا، أن هذه الأبراج هي جزء واحد فقط من عملية واسعة النطاق، وخطة تقنية لمراقبة الحدود في أريزونا، في هذه المرحلة، إنها في جوهرها مخطط لبنية تحتية غير مسبوقة من التحصينات الحدودية التكنولوجية الفائقة والتي جذبت انتباه العديد من الشركات.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها شركات إسرائيلية في حماية الحدود في الولايات المتحدة. في الواقع، كانت الطائرات المسيرة Hermesالتي تنتجها شركة Elbit أول طائرات مسيرة تقوم بدوريات على الحدود الجنوبية في عام 2004،. وفي عام 2007، وفقاً ل Naomi Klein في كتابه عقيدة الصدمة، قدمت مجموعة " الجولان "، وهي شركة استشارات إسرائيلية من ضباط سابقين في الجيش الإسرائيلي ، دورة مكثفة لمدة ثمانية أيام لشرطة الهجرة تغطي "كل شيء من القتال الفردي والرماية إلى العمليات الإبداعية الخاصة بهم. وقد وفرت "الشركة الإسرائيلية للأنظمة NICE للقائد الشرطي -الأصعب في الولايات المتحدة - Arpaio في ولاية أريزونا نظام مراقبة لواحد من سجونه.
وعندما تكثف التعاون الحدودي من هذا القبيل، صاغ الصحفي Jimmy Johnson عبارته الملائمة "الحدود الفلسطينية - المكسيكية" لوصف ما كان يحدث. استشعر المشرعون في ولاية أريزونا في عام 2012، ، المنفعة الاقتصادية المحتملة لهذا التعاون المتزايد، فأعلنت الولاية الصحراوية شراكة تجارية مع إسرائيل مضيفة أنها " تسعى لتعزيز هذه العلاقة ".
وبهذه الطريقة، تم فتح الأبواب أمام نظام عالمي جديد تصبح فيه الولايات المتحدة وإسرائيل شركاء في "المختبر الحدودي" بين الولايات المتحدة والمكسيك. وسيتم اختبار المختبر الأول في ولاية اريزونا. تندمج من خلال البرنامج المعروف باسم (الميزة العالمية) ، المعرفة الأكاديمية والشركات الأمريكية والعمالة المكسيكية الرخيصة مع شركات الحدود والأمن الداخلي في إسرائيل.
الحدود: مفتوحة للاستثمار
لم يتمكن أحد من تأطير الرومانسية في مهدها بين شركات التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية وولاية أريزونا أفضل من رئيس بلدية Tucson ،قال Jonathan Rothschild :"إذا ذهبت إلى إسرائيل وأتيت إلى جنوب أريزونا وأغمضت عينيك ودرت حول نفسك عدة مرات"،: "قد لا تكون قادر على معرفة الفرق."
"الميزة العالمية " مشروع تجاري قائم على شراكة بين جامعة ولاية أريزونا التكنولوجية والمجموعة البحرية، وهي شركة استشارية تُقدم "حلولاً للمصنعين من أي حجم" عبرالحدود في المكسيك. توفر جامعة اريزونا المحامين والمحاسبين، والعلماء، وكذلك المعرفة التقنية، لمساعدة أي شركة أجنبية بهدوء وتسويقها في الولاية . وسوف تساعد الجامعة هذه الشركة في معالجة القضايا القانونية، وتحقيق الامتثال التنظيمي، وحتى العثور على الموظفين المؤهلين - ومن خلال برنامج دعته "مبادرة الشراكة مع إسرائيل "، فقد حددت (الميزة العالمية ) البلد المستهدف.
عند التفكير في الأمر كما في المثال المثالي من عالم ما بعد NAFTA حيث الشركات مكرسة لمنع عبور المهاجرين للحدود فإن الشركات نفسها أكثر حرية من أي وقت مضى لعبور الحدود ذاتها. وبروح التجارة الحرة التي خلقتها معاهدة NAFTA ، تم تصميم أحدث برامج تحصين الحدود وعندما يتعلق الأمر بالسماح لشركات التكنولوجيا الفائقة عبور البحار تُنشأ الشركات في الولايات المتحدة وتستفيد من قاعدة للصناعات التحويلية في المكسيك لإنتاج منتجاتها. بينما تفصل اسرائيل وأريزونا آلاف الأميال، أكدّ روتشيلد ل TomDispatch أنه "في الاقتصاد، لا توجد حدود."
وبطبيعة الحال، ما يقدّره رئيس البلدية، قبل كل شيء، هو وسيلة تقنية حدودية جديدة يمكن أن تجلب المال والوظائف في منطقة معدل الفقر فيها يقارب 23٪-;-. أما كيف يمكن أن تخلق تلك الوظائف المشاكل فهو أمر أقل أهمية بالنسبة له. وفقاً ل Molly Gilbert ، مدير الشراكة المجتمعية المحلية في جامعة اريزونا التكنولوجية ، "نحن نتحدث حقاً عن التنمية، ونحن نريد خلق وظائف تكنولوجية في منطقتنا الحدودية."
لذلك يمكن اعتباره أي شيء ولكن من سخرية الأقدار أنه في هذه المجموعة العالمية لتطوير شراكات لمنع اختراق الحدود، فإن المصانع التي سوف تنتج حصون الحدود التي صممتها Elbit وغيرها من الشركات الإسرائيلية والأمريكية ذات التكنولوجيا الفائقة ستكون فى المكسيك. وسوف يعمل بها العمال المكسيكيون ذوي الياقات الزرقاء ، وسيقومون بتصنيع مكونات نظام المراقبة المستقبلي ، مما قد يساعد أيضاً على تحديد واحتجاز واعتقال وسجن وطرد البعض منهم اذا حاولوا عبور الحدود إلى الولايات المتحدة.
يتم التفكير في (الميزة العالمية) باعتبارها خط التجميع متعدد الجنسيات، وهو المكان الذي يلتقي فيه أمن الوطن و NAFTA. ويتردد الآن أن نقاشاً نشطاً يدور لضم بين 10 و 20 شركة إسرائيلية إلى البرنامج. ، قال الرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجيا أريزونا Bruce Wright ، ل TomDispatch أن لدى شركته اتفاق "عدم الكشف" مع الشركات التي ستوقع على هذا البرنامج ولذلك لا يمكن الكشف عن أسمائها.
على الرغم من الحذر بالادعاء الرسمي لنجاح المبادرة الإسرائيلية في (الميزة العالمية) ، فإن Wright متفائل بشأن التخطيط عبر الوطني لمنظمته. كما يتحدث في قاعة مؤتمرات تقع على حديقة مساحتها 1345 فدان على المشارف الجنوبية من بلدة توكسون، من الواضح أن تفاؤله مدعوم بالتنبؤات أن سوق الأمن الداخلي السنوي سينمو من 51 مليار دولار في عام 2012 إلى 81 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها بحلول عام 2020، و 544 مليار دولار في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2018.
يعلم Wright كذلك أن الأسواق الفرعية للمنتجات المتعلقة بالحدود مثل أجهزة المراقبة بالفيديو، والأسلحة غير المميتة، وتقنيات فحص الناس تتقدم بسرعة كل وأن سوق الولايات المتحدة للطائرات المسيرة تستعد لتوفير 70000 فرصة عمل جديدة بحلول عام 2016. التأجيج الجزئي لهذا النمو هو ما تسميه وكالة اسوشيتد برس "التحول غير المعلن" للمراقبة بالطائرات المسيرة على الحدود جنوب الولايات المتحدة. وقد قامت الطائرات المسيرة بأكثر من 10000 طلعة في المجال الجوي الحدودي منذ آذار 2013، والتخطيط لرحلات غيرها ، خاصة بعد مضاعفة حرس الحدود أسطوله منها.
عندما يتحدث Wright ، فمن الواضح أنه يجلس في حديقة على قمة منجم للذهب في القرن الحادي والعشرين ، سيصبح جنوب ولاية أريزونا كما يراه ، وبمساعدة جامعة التكنولوجيا ، المختبر المثالي للمجموعة الأولى من شركات أمن الحدود في أمريكا الشمالية. انه لا يفكر في 57 شركة من الولاية فقط تعاقدت بالفعل للعمل في أمن الحدود وإدارتها، وإنما في الشركات المماثلة على الصعيد الوطني ومختلف أنحاء العالم، وخاصة في إسرائيل.
في الواقع، هدف Wright هو أن يحذو حذو إسرائيل، وهي في المكان الأول الآن لمثل هذه التجمعات. وفي هذه الحالة، سيتم استبدال الحدود الفلسطينية التي تسوقها اسرائيل بالحدود المكسيكية ببساطة. ان مزرعة الألواح الشمسية ومساحتها 18000 قدم مربع التي تحيط بحديقة التكنولوجيا، على سبيل المثال، يمكن أن تكون المكان المثالي لاختبار أجهزة استشعار الحركة. ويمكن للشركات أيضا نشر وتقييم واختبار منتجاتها في "الحقل "، كما يحب أن يقول - حيث يعبر الناس الحقيقيون الحدود الحقيقية - تماماً كما فعلت شركة أنظمة Elbit قبل أن تتعاقد مع إدارة الأمن الداخلي .قال Wright في مقابلة عام 2012 " اذا كنا نحن ومشاكل وقضايا الحدود في سرير واحد ويوماً بيوم ، ويوجد حل لها"، "لماذا لا ينبغي علينا حل هذه القضية في نفس المكان ، ونحصل على فائدة تجارية من ذلك؟ "
من ساحة المعركة إلى الحدود
عندما عادت Naomi Weiner ، منسق المشروع لمبادرة ة اسرائيل من رحلة إلى اريزونا مع الباحثين من جامعة أريزونا ، قالت انها لا يمكن أن تكون أكثر حماساً حول إمكانيات التعاون. وقد وصلت مرة أخرى في تشرين الثاني قبل يوم واحد من إعلان أوباما إجراءاته التنفيذية الجديدة - إعلان واعد لهؤلاء، مثلها، في مجال تعزيز الدفاعات على الحدود.
وأضافت " المناطق في إسرائيل قوية جداً وكذلك جنوب أريزونا "، وأوضحت Weiner لTomDispatch ، لافتة النظر للتآزر صناعة أجهزة المراقبة بين المكانين. على سبيل المثال، اجتمع فريقها في إسرائيل مع شركة Brightway (الرؤيا) ، وهي شركة تابعة لأنظمة Elbit. إذا قررت الشركة العمل في ولاية أريزونا، يمكنها استخدام خبرات حديقة التكنولوجيا لمواصلة تطوير وصقل الكاميرات في التصوير الحراري وصناعة النظارات الواقية، ومواصلة استكشاف السبل لإعادة توظيف تلك المنتجات العسكرية في تطبيقات مراقبة الحدود. وستقوم المجموعة البحرية بتصنيع الكاميرات والنظارات الواقية في المكسيك.
يقول Weiner ، تمتلك أريزونا، "رزمة كاملة" لمثل هذه الشركات الإسرائيلية. "نحن نجلس على الحدود، على مقربة من القاعدة العسكرية Fort Huachuca ، التي تتحكم بالسيطرة الفنية على الطائرات المسيرة في المناطق الحدودية ولدينا علاقة مع إدارة الجمارك وحماية الحدود ولدينا مركز متميز للأمن الوطني .
ويشير Weiner إلى حقيقة أنه في عام 2008، كانت جامعة أريزونا الرائدة في مركزها المتميز لدراسة أمن الحدود والهجرة. وبفضل ذلك، تلقت الملايين من الدولارات على شكل منح فيدرالية. وتم التركيز على البحث والتطوير للتكنولوجيات الشرطية الحدودية، والمركز هو المكان الذي يوجد فيه، المهندسون الذين يدرسون أجنحة الجراد من أجل بناء طائرات مسيرة مصغرة مجهزة بكاميرات يمكن أن تصل إلى أصغر المساحات قرب مستوى الأرض، بينما ما زالت الطائرات الكبيرة المسيرة مثل المفترس B تزّن على ارتفاع 30000 قدم (على الرغم من أن التدقيق الذي أجراه المفتش العام للأمن الداخلي وجد ذلك مضيعة للمال).
على الرغم من أن العلاقة الرومانسية بين أريزونا وإسرائيل لا تزال في مرحلة الخطوبة فإن الإثارة حول إمكانيات نموها آخذة في الازدياد. يرى المسؤولون في جامعة اريزونا التكنولوجية (الميزة العالمية ) باعتبارها الطريقة المثلى لتعزيز العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. لا يوجد مكان آخر في العالم أعلى تركيزاً على شركات تكنولوجيا الأمن الداخلي من إسرائيل. ويطلق 600 منتج تكنولوجي في تل أبيب وحدها كل عام. وخلال الهجوم على غزة في الصيف الماضي، ذكرت Bloomberg أن الاستثمار في هذه الشركات "قد تسارع في الواقع". ومع ذلك، وعلى الرغم من العمليات العسكرية الدورية والمستمرة في غزة والاستمرار في بناء النظام الأمني الوطني الاسرائيلي، هناك محددات جدّية في السوق المحلية الإسرائيلية.
تدرك وزارة الاقتصاد الإسرائيلية هذا الواقع المؤلم. ويعرف مسؤوليها أن نمو الاقتصاد الإسرائيلي يحتاج إلى " الزيادة المطردة في الصادرات والاستثمارات الأجنبية." تدلل الحكومة، وتدعم شركات التكنولوجيا المبتدئة حتى تصبح منتجاتها جاهزة للتسويق. ومن بين هذه الابتكارات "الظربان"، وهو سائل له رائحة عفنة من المفترض أن يوقف الجماهير الهائجة في المسيرات . ولاقت الوزارة أيضاً نجاحاً في تسويق هذه المنتجات إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم. ارتفعت في العقد التالي ل 11 أيلول ، "الصادرات الأمنية" الإسرائيلية من 2 مليار دولار إلى 7 مليار دولار سنوياً.

باعت الشركات الإسرائيلية طائرات الاستطلاع المسيرة لبلدان أمريكا اللاتينية مثل المكسيك وتشيلي وكولومبيا، وأنظمة الأمن الهائلة إلى الهند والبرازيل، حيث سيتم نشر نظام المراقبة الكهربائية الضوئية على طول حدود البلاد مع باراغواي وبوليفيا. كما شاركت في الأعمال التحضيرية الشرطية لأولمبياد 2016 في البرازيل. تستخدم منتجات شركة أنظمة Elbit والشركات التابعة لها الآن في الأمريكيتين وأوروبا وأستراليا. وفي الوقت نفسه، فإن الشركة الأمنية الضخمة لا تحاول في أي وقت العثور على "التطبيقات المدنية" لتقنيات حربها. بل هي أيضاً أكثر من أي وقت مضى متخصصة لنقل ساحة المعركة إلى المناطق الحدودية في العالم، بما في ذلك جنوب ولاية اريزونا.
كما يلاحظ الجغرافي Joseph Nevins ، على الرغم من أن هناك العديد من الاختلافات بين المواقف السياسية للولايات المتحدة واسرائيل، تتشارك إسرائيل وأريزونا في التركيز على إبعاد من يعتبرونهم " الغرباء " سواء كانوا الفلسطينيين، أو مواطنو أمريكا اللاتينية الذين لا يحملون وثائق، أو السكان الأصليين .
شهد محي الدين عبد العزيز هذه "العلاقة الخاصة" من كلا الجانبين، بصفته لاجئ فلسطيني دمرت القوات العسكرية الإسرائيلية قريته في عام 1967 ونتيجة لكونه من سكان المناطق الحدودية بين الولايات المتحدة والمكسيك لفترة طويلة . وهو عضو مؤسس في شبكة BDS (مقاطعة اسرائيل ) جنوب أريزونا، التي تهدف للضغط على الولايات المتحدة لسحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية ، يعارض عبدالعزيز أي برنامج مثل (الميزة العالمية) الذي من شأنه أن يساهم في مواصلة تسليح الحدود، وخصوصاً عندما يطهّر أيضاً "انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان والقانون الدولي ".
هذه الانتهاكات لا تُمثل شيئاً ، بالطبع، عندما يكون أموال وأرباح ، وكما أشار العميد Elkabetz في ذلك المؤتمر التكنولوجي الخاص بالحدود عام 2012. وبالنظر إلى الاتجاه الذي تأخذه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل عندما يتعلق الأمر بالحدود ، فإن الصفقات التي توسطت فيها جامعة أريزونا تبدو على نحو متزايد مثل مباريات في الجنة (أو ربما الجحيم). ونتيجة لذلك، هناك حقيقة في تعليق الصحفي Dan Cohen أن "أريزونا هي اسرائيل في الولايات المتحدة."
مترجم
Todd Miller and Gabriel M. Schivone



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائرات المسيّرة وأخلاقيات جديدة للحروب
- القناص الأمريكي : يُطلق النار على الحقيقة
- طريقة جديدة ومُرعبة للحرب (2)
- طريقة جديدة ومُرعبة للحرب (1)
- الطائرات بدون طيار والاغتيالات : قضايا قانونية وأخلاقية
- رسالة من المعذبين في الأرض
- نعوم تشومسكي - شارلي ابدو : نحن جميعاً مستهدفون
- أنتم تُطلقون النار كالمعاقين : تسجيلات رفح وتطبيق توجيه هاني ...
- عام الطائرات بدون طيار القاتلة
- غزة : حرب واحدة ، عائلة واحدة ، 5 أطفال ،4 شهداء
- اليس في بلاد عجائب فيتو مجلس الأمن
- بالنسبة للفلسطينيين :الأمم المتحدة عديمة الفائدة
- العائلة التي تملك المناطق الحرة وتدعم الاستيطان في الضفة الغ ...
- تقرير التعذيب الأمريكي :(نعوم تشومسكي وديك - الجانب المظلم- ...
- آخر يوم في الخليل
- نهاية مميتة لديبلوماسية اوسلو .ماذا بعد؟
- هذا ليس اعترافاً !!
- صناعة الأسلحة الإسرائيلية تقبض ثمن الحرب على غزة
- غزة: منازل مدّمرة وحياة مدّمرة
- طائر العنقاء الفلسطيني


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فضيلة يوسف - غزة في أريزونا