أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اسماعيل حسين عبد الله - الديمقراطية في سودان المستقبل














المزيد.....

الديمقراطية في سودان المستقبل


اسماعيل حسين عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 18:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الديمقراطية في سودان المستقبل
عزيزي الأستاذ كمال الجزولي
تحية
أنا من الدائمين على قراءة ما يجود به يراعك الصاخب من فكر جديد ورأي سديد وقول حميد ورشد سياسي واجتماعي اذا وعاه الناس في السودان لما وصلوا الى ما وصلوا اليه من انحطاط الحال وقلة المال وسفه المقال.
أنت كاتب حنك ومفكر راحج العقل ومحلل سياسي بعيد النظر. أتطلع في شوق لما تكتب وتنشر كل اسبوع أو نحوه في الصفحات الألكترونية عن بؤس حكامنا وقصر نظرهم ووسع طمعهم وشراسة فسادهم وعجز السودانيين عن الخلاص منهم كل هذا الزمن.
تكتب بمقدرة كبرى تستند على ذخيرة ثرّى من مفردات الكلم وعبر الماضي البعيد والقريب شرقا وغربا. وهذه شيمة العالم العصريّ بحق.
أن كنت اخذ مأخدا واحدا على ما كتبت ونشرت فهو احساسي بأن قلمك الضاخ ابدا يعصر المتن عصرا في قوالب لفظية مسترهلة قد تضيق به أحيانا فيصعب التجانس والتوافق ويغتبر الوضوح. لكأني بك وانت تكتب قد تقاطرت عليك الكلمات المزجات والتعابير المتقوقعة معنا اللطيفة لفظا فلا يملك يراعك الا التلاحم معها وان كان الثمن غموضا أو اغترابا في القصد والمعنى. "السهل الممتنع" لا أظنه غريب عليك ان أردت.
لكن هذا ليس سبب خطابي لك. سبب اتصالي بك عبر هذا المنبر هو الاتي. كل ما قرأت وأقرأ مما كتبته ونشرته أنت وغيرك عن البلوة السياسية في بلادنا لا يخوض الا فيما عرفنا من أمر الهلاك التدريجي لبلادنا. قلّ من يكتب ليوضح لنا طريق النجاة وسبل الخلاص اللهم الا ما كان من أمر الأحتراب والأقتتال أو العصيان المدني. لم أجد كاتبا واحد ينظر الى ما وراء الأفق بعد زوال محنتا التي نحن فيها الان.
هذا ما أقترحه لك ولغيرك من المفكرين الحادبين على صلاح بلادنا. يجب على مثقفي بلادنا وقودها (بفتح الواو) أن يكتبوا ليتفاكروا في أمور: الأول:
1) لماذا فشلت التجربة الديمقراطية ثلاث مرات في السودان حين نجحت في الهند وفي بعض البلدان الأفريقية في ظروف مشابهة؟
كيف كبحت كينيا وتنزانيا وزابمبيا وزمبابي وبتسوانا وجنوب أفريقيا والمغرب والسنقال جيوشها عن التدخل في السياسة حين فشلت البقية؟
2) الثاني: ما نوع الحكم الديموقراطي الذي يتلائم معنا نحن السودانيين بميولنا الدينية والقبلية والأقليمية – خاصة بعد الأذكاء الأثم الأخير للأنثية والأقليمية؟
3) ما هو الثمن الذي يجب ان يدفعه كل سوداني للعيش في ظل حكم ديمقراطي؟
4) هل تتناقض الديموقراطية مع حكم الحزب الواحد الذي لا يبدل عن طريق الأقتراع؟ (زمبابوي وكينيا مثالا).
5) كيف والى أيّ مدى نعد المواطن لينفعل بالديمقراطية فكرا وسلوكا وفعلا؟

شاركت بورقة قصيرة في مؤتمر جمعية الدراسات السودانية في درم ببريطانيا عن فشل الديقراطية في السودان. كان ذلك بعد الثورة العارمة التي اتت على حكم نميري الدكتاتوري. ركّزت في هذه المشاركة على انعدام السلوك الديمقراطي في حياتنا الأسرية والأجتماعية. جئت بأمثلة كثيرة أذكر منها هنا معاملة الوالد لبنيه وزوجه معاملة فظة وبرجولية لا تقبل رأى الاخر الا كرها. يحدث ذلك أيضا في وسطنا التعليمي في الخلوة ("ليك اللحم ولينا العضم" هكذا يوصي الأب معلم ولده) ("المرة من بيت أبوها لي بيت زوجها ومن هناك للقبر" هكذا نودع بناتنا عندما يرحلن الى منازل ازواجهن) . ذكرت أيضا أكوام البشر أمام أية نافذة يجلس وراءها من يقوم ببعض الأمور الأدارية التي تهم الجمهور. يزدحم ويقتتل الناس هنا كما يقتتلون أمام باب أي مركبة عامة حافلة كانت أو قطارا (حليل أيام قطارات الركاب) يفعلون مثل الشيء أمام الأفران وأبواب دور الرياضة وطلمبات الماء العامة وغيرها. حتى قيادة السيارات في شوارع المدن لا تنبئ بخير. كل قائد سيارة يرى أنه الأفضل ,امره الذي دعاه لقيادة سيارته هو أهم من أمور غيره من البشر ويتبع ذلك الأصرار البليد المتواصل أمام كل تقاطع شارعين مع النور الأحمر ليخطف قائد السيارة مكانا ضيقا أقرب ما يكون لنقطة الأنطلاق ليفوز على غيره . بالطبع لم يسمع مثل هؤلاء الطغاة (هم في نظري المورد الكبير الذي يخرج منه حكامنا الطغاة) لم يسمعوا قوله تعالى "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".
الديموقراطية ( أيا كان فهمنا لها) لا تنبع وتزدهر الا في الأرض الصالحة أعني هنا المنزل والأسرة والمدرسة والمجتمع الديمقراطي الذي يتساوي فيه أعضاءه عرفا وفعلا وليست في صناديق الأقتراع. أعتقادنا السائد أن الديمقراطية هي صناديق الأقتراع أعتقاد خاطئ. الممارسة الديقراطية لا تستقيم مع الفوقية ولا تلتئم معها. هما ضدان. يسيل الماء من أعلى الى اسفل. الممارسة الديموقراطية تتسرب في الأتجاه المضاض – من أسفل الى أعلى. مخطئ من يظن أنه بمجرد أن أعطى صوته لهذا المرشح أو ذاك ثم رجع لداره ومجتمعه ليمارس السلوكيات اللا ديمقراطية التي أشرت لها هنا قد عضّد الحكم الديقراطي في بلاده. عضو البرلمان المنتخب لم يمارس في حياته الديمقراطية على الوجه الذي بينت. فاقد الشيئ لا يعطيه. لهذا فهو لا يفكر الا في أن ينشق عن الجماعة في حزبه أو في الجلسات البرلمانية اذا فشل في أقناع زملائه بما يرى. الأدلة على هذا كثيرة في أحزابنا التقليدية كما في الحركات المسلحة المحتربة مع نظام البشير. ليس في قاموس هؤلاء "القادة" شيئ ولو ذرة من "سبيبة معاوية" التي أن جذبها عدوه أرخاها وان أرخاها عدوه شدّها. في كلمة الديمقراطية هي فعل الممكن الذي لا يغرق السفينة بمن عليها. معنى ذلك أن وجود الاخر المخالف رأيا وفعلا واجب ومرغوب لضمان الديمقراطية وتمكنها.
للأسف أعرافنا الجمعية لا مكان فيها للأخر كان ذاك الأخر أبنا أو أبنة أو زوجا أو تلميذا أو غريبا. أصلح الناس عندما من لم يخرج عن المألوف صلح أم فسد ما ألفناه. السلوك الديقراطي أاحادي لدرجة تخيفنا نحن السودانيين خوفا وجوديا. لكن لا مفر لمثقفينا من المطاحنة مع هذا المعضل الحياتي ان أردنا للأجيال المقبلة أن تعيش وتمارس الديمقراطية حكما وسلوكا جمعيا.
لك مودتي
اسماعيل حسين عبد الله
بروفسير متقاعد





#اسماعيل_حسين_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اسماعيل حسين عبد الله - الديمقراطية في سودان المستقبل