أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصطفى كامل ولطفى السيد















المزيد.....

مصطفى كامل ولطفى السيد


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 13:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ترتكب الثقافة السائدة (فى أى منظومة اجتماعية وسياسية) جريمة فى حق شعبها ، عندما تخلط بين المُـدافع عن حقوق وطنه ، والمُـفرّط فى تلك الحقوق ، وبالتالى تخلط بين صاحب العقل الحر، المُـتجرد من أية عواطف دينية أو مذهبية ، وبين من تتحكم فيه تلك العواطف ، وهذا الفرق ، يبدو واضحًا عند مقارنة دور كل من : أحمد لطفى السيد (1872- 1965) وبين مصطفى كامل (1874- 1908) فرغم أنّ مصطفى كامل أدان مذبحة الإنجليز ضد فلاحى دنشواى عام 1906 والمشهور عنه قوله ((لو لم أكن مصريًا ، لوددتُ أنْ أكون مصريًا)) فإنّ كلامه بلا معنى ، عند التطبيق العملى ، حيث أنه عندما حدثت أزمة طابا عام 1906، وهى الحادثة التى أرادتْ تركيا فيها سلخ سيناء عن مصر، وأرسلتْ قواتها لاحتلال رأس طابا المجاورة لميناء العقبة، وأعلنتْ أنّ شبه جزيرة سيناء كلها أرض عثمانية. فى خلال تلك الأزمة أعلن مصطفى كامل تأييده لحقوق تركيا على سيناء ، وحتى بعد أنْ انتهتْ الأزمة ، كتب مصطفى كامل فى افتتاحية جريد اللواء (22/4/1906) أنّ ((مصر لا ولاية لها على سيناء ، وأنّ الفرامانات التى تـُعطى لمصر سلطة إدارة سيناء إجراءات مؤقتة لا تؤثر فى الحق العثمانى الأصيل)) وفى عدد 8 مايو1906 كتب مقالا آخر قال فيه إنّ ((حادث طابا يجب أنْ يُنظر إليه على أنه خلاف بين دولة مُحتلة بالاغتصاب هى بريطانيا ، ودولة هى صاحبة السيادة على مصر هى تركيا)) وفى عدد 13مايو1906 كتب مقالا ثالثــًا بعنوان (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا) فأكد فيه على ما سبق فى المقاليْن السابقيْن . كما أنّ مصطفى كامل ركــّز على موضوع (الجامعة الإسلامية) خاصة فى عام 1904 وهو عام (الاتفاق الودى الاستعمارى) بين بريطانيا وفرنسا ، المُـتضمّن تقسيم وتوزيع الدول (العربية) فيما بين الدولتيْن الاستعماريتيْن، وكأنها دول بلا شعوب ، أو مجرد (عزب) خاصة للدول الاستعمارية. ورغم ذلك كان مصطفى كامل شديد الاعجاب بفرنسا والثناء عليها ، وبسبب فكره الطوباوى/ المثالى المريض ، تصوّر أنّ فرنسا ستقف مع مصر، وسوف تـُساعد شعبنا فى خروج الإنجليز. وكتب كثيرًا عن ضرورة ارتباط مصر بالدولة العثمانية وصاحبة السيادة الحقيقية على مصر، كما طالب ببقاء الصلة بين عابدين/ ويلز قوية متينة (جريدة اللواء 8 يناير1900)
أما أحمد لطفى السيد فكان على النقيض من مصطفى كامل ، فإذا كان مصطفى كامل ظلّ يُنادى ب (الجامعة الإسلامية) مثل جمال الدين الإيرانى الشهير ب (الأفغانى) فإنّ لطفى السيد كان مع (القومية المصرية) ولذلك رفض اعتبار (الدين) أحد أسس (القومية) أو أحد معايير الانتماء والوطنى فكتب ((إنّ أرض الإسلام وطن لكل المسلمين (كما كتب الأفغانى كثيرًا) هى قاعدة استعمارية يفضح التحدث بها كل أمة مُـستعمِرة تطمع فى توسيع أملاكها ونشر نفوذها)) (الجريدة 16/1/1913) وفى مقال آخر بعنوان (الوطنية فى مصر) كتب ((الإسلام ليس لمسلم بوطن، فوحدة الاعتقاد الدينى ليست كافية لإقامة وحدة التضامن الوطنى)) (الجريدة 10مارس 1907) وفى مقال آخر كتب ((إنّ أول معنى للقومية هو تحديد الوطنية المصرية والاحتفاظ بها والغيرة عليها كغيرة التركى على وطنه والإنجليزى على قوميته)) (الجريدة 2/9/1912) وعن الاعتماد على فرنسا كما كان مصطفى كامل يأمل ويتصور، كتب لطفى السيد يرد على هذا الوهم فقال ((يجب أنْ لا نقع مرة ثانية فى حبائل ذلك الوهم القديم الذى كان يُراود أمتنا الوقت بعد الوقت ، إذْ كان يُقال مرة أنّ فرنسا ستـُحرر بلادنا ، ومرة أنّ الدولة العلية (العثمانية) ستقوى وبحقنا عليها تـُسفك دماء أبطالها لتـُخرج الإنجليز من بلادنا ، ثم هى بعد ذلك تتركنا لأنفسنا فى بلادنا أحرارًا ، نتصرف فيها بما نشاء (ولكن) لابد لنا من عزة تربأ بنا عن أنْ نطلب من غيرنا أنْ يأتى ليُحرر نفوسنا من الرق وقلوبنا من عبادة القوى. إنّ الاعتماد على الموازنة الدولية والمعاهدات الدولية والتصريحات البرلمانية ، صار من المودة القديمة، فلا ينفع مصر شيئـًا كثرًا ، وإنما الذى ينفعها هو ألا تنى لحظة واحدة عن العمل لذاتها وعن إثبات شخصيتها وقوميتها)) (الجريدة 2/9/1912)
وردًا على الذين خلطوا بين الدين والقومية (أمثال مصطفى كامل) كتب لطفى السيد ((إنّ القول بأنّ مصر ليستْ للمصريين فقط ، بل هى وطن لكل مسلم يحل فى أراضيها ، سواء أكان عثمانيًا أم فرنسيًا أم إنجليزيًا أم صينيًا أم يابانيًا ، وعلى ذلك تكون القومية المصرية أو الجنسية المصرية مُـنعدمة ، ومتى انعدمتْ القومية، فكيف نفهم الاستقلال؟)) (الجريدة1/9/1912) وردًا على دعاة (الجامعة الإسلامية) أمثال الأفغانى ومصطفى كامل كتب لطفى السيد ((الجامعة الإسلامية لا أثر لها فى مصر، ولا نظن لها وجودًا فى غير مصر)) (قصة حياتى- ص52 والجريدة 7/5/1907) وقد اعتقد كثيرون أنّ الأفغانى ومصطفى كامل وأمثالهما هم أصحاب (براءة اختراع) الجامعة الإسلامية، بينما الحقيقة أنّ الإنجليز لهم دور فى ذلك ، وفى توضيحه لهذا الموضوع كتب لطفى السيد ((علــّمنا التاريخ وطبائع البشر أنه لا شيىء يجمع بين الناس إلا المنافع ، فإذا تناقضتْ المنافع بين قلبيْن استحال عليهما أنْ يجتمعا لمجرد قرابة فى الجنسية أو وحدة فى الدين، وأنّ أبلغ مثال على ذلك هو انشقاق المسلمين على أنفسهم فى خلافة على بن أبى طالب مما هو مشهور ومأثور. إنّ أحسن ما قرأنا فى (موضوع) الجامعة الإسلامية هو ما ذكره أ. براون فى خطبته التى ألقاها فى جامعة كمبردج سنة 1903 وأبان فيها أنّ الجامعة الإسلامية هى خرافة ابتدعها دماغ مُحرر من التيمس فى فينا)) ثم لخـّـص لطفى السيد الخطاب الذى ألقاه لورد كرزون فى كلية (عليكره) فى شهر مايو1901 والذى أشار فيه إلى فوائد الدين الإسلامى قائلا أنه جعل الناس ((يُجمعون على أنّ اللورد أراد أنْ يُصور المصريين للإنجليز خصوصًا ولأوروبا عمومًا بصورة أمة غير قابلة للرقى لتسهل بذلك الموافقة على محو الجنسية المصرية الصميمة التى يُحاول محوها منذ عاميْن ، لذلك قصد تجسيم الجامعة الإسلامية وعزا لها ما عزا)) (قصة حياتى – ص 49، 50)
وبينما كان مصطفى كامل يرى أنْ مصر تدخل ضمن (ممتلكات) الدولة العثمانية وتحت سيادتها ، فإنّ لطفى السيد كان على العكس من ذلك ، وكما رفض الاحتلال الإنجليزى رفض كذلك الاحتلال التركى ، لذلك ارتبط وعيه السياسى بمشروعه الفكرى فكتب ((نشأتُ فى أسرة مصرية صميمة لا تعرف لها إلا الوطن المصرى، ولا تعنز إلاّ بالمصرية ، ولا تنتمى إلاّ إلى مصر، ذلك البلد الذى نشأ التمدن فيه منذ أقدم العصور، وله من الثروة الطبيعية والشرف القديم ما يكفل له الرقى والمجد)) (قصة حياتى- هيئة الكتاب المصرية- عام 93- ص3) ولأنّ مفهوم الوطن راسخ فى عقل ووجدان لطفى السيد لذلك فإنّ نفس الفكرة تلح عليه فكتب بوضوح أكثر ((إننا نحن المصريين نحب بلادنا ولا نقبل مطلقــًا أنْ ننتسب إلى وطن غير مصر مهما كانت أصولنا : حجازية أو شركسية أو سورية أو رومية)) (الجريدة 9/1/1913) وكتب أيضًا ((كنتُ منذ زمن طويل أنادى بأنّ مصر للمصريين. وأنّ المصرى هو الذى لا يعرف له وطنـًا آخر غير مصر. أما الذى له وطنان : يُقيم فى مصر ويتخذ وطنـًا آخر على سبيل الاحتياط ، فبعيد عليه أنْ يكون مصريًا بمعنى الكلمة.. ولكننى أريد أنْ يتحمّـل كل قاطن فى مصر من الواجبات ما يتحمّـله المصريون لتحقيق القومية المصرية. فقد كان من السلف (أى الأفغانى) من يقول بأنّ أرض الإسلام وطن لكل المسلمين، وتلك قاعدة استعمارية تنتفع بها كل أمة مُستعمِرة تطمع فى توسيع أملاكها ونشر نفوذها كل يوم فيما حواليها من البلاد ، تلك قاعدة تتمشى بسهولة مع العنصر القوى الذى يفتح البلاد باسم الدين ، ولهذا أصبحتْ هذه القاعدة لا حق لها من البقاء ، لأنها لا تتمشى مع الحال الراهنة للأمم الإسلامية وأطماعها ، فلم يبق إلاّ أنْ يحل محلها المذهب الوحيد المُـتفق مع (طموح) كل أمة ، وهو مذهب الوطنية. ولا يُـفهم مما أقول أننى كنتُ أدعو إلى التفريق بين العناصر المؤلفة لكتلة السكان المصريين ، بل على ضد ذلك كنتُ أدعو للجامعة المصرية. دعوتُ الذين يتبرّمون بالجنسية المصرية التى كسبوها بالإقامة فى مصر أنْ لا يفروا بأحاديثهم وبأعمالهم من الانتساب إلى الجنسية المصرية ، فهم يُقيمون فى مصر بأجسادهم (بينما) عقولهم وقلوبهم تتجّه غالبًا خارج حدودها إلى الأوطان التى ضنــّـتْ عليهم بخيرها. إن مصريتنا تقضى علينا أنْ يكون وطننا هو قبلتنا وأنْ نـُكرّم أنفسنا ونـُكرّم وطننا ، فلا ننتسب إلى وطن غيره ونخصه بخيرنا)) (قصة حياتى – من ص 107- 109)
وإذا كان هناك اجماع بين المؤرخين على أنّ الخديو إسماعيل (رغم الديون ورغم أى شيىء يمكن أنْ يُقال عن فترة حكمه) هو الأفضل من ابنه توفيق الذى هو صنيعة إنجليزية دون أدنى شك ، وعن توفيق كتب لطفى السيد ((وتبدأ سياسة الوفاق من عهد الخديو محمد توفيق ، فقد دخل الإنجليز مصر على وفاق بينه وبينهم ، فألغوا الجيش المصرى واستبدلوا به جيشًا صغيرًا ضباطه من الإنجليز، ثم محوا العلوم الحربية الواسعة فى المدرسة الحربية. وقد دلّ هذا التصرف فى الجيش على أنّ الغرض منه إضعاف مصر لا تقويتها. وتلك إحدى نتائج الوفاق والتسليم للإنجليز بعمل ما يُريدون)) (قصة حياتى- ص61)
وبينما كان مصطفى كامل مع الخلافة العثمانية (أى مع الدولة الدينية) فإنّ لطفى السيد كان مع الدولة المدنية ومع التعريف العصرى لمفهوم (الدولة) فكتب أنّ الدلولة لها ((وظائف مُحددة هى الحفاظ على الأمن والعدل والدفاع عن المجتمع ضد العدوان . ويحق للدولة - للقيام بهذه الوظائف – التدخل فى حقوق الأفراد ، أما ما عدا ذلك فأى تدخل منها جائر ولا يجوز. مع العلم أنّ بعض أنواع التدخل أشد خطورة من سواه ، وخصوصًا العبث بحرية القضاء أو بحرية الكتابة والقول والنشر وتأليف الأحزاب)) (المنتخبات – ج1، ج2 وجريدة الجريدة أكثر من عدد) كما انتقد قانون الجمعيات الأهلية الذى سنــّـته الحكومة ((لأنها سنــّـتْ تمثيل الأقليات وفرضتْ أقلية قبطية سياسية وأقلية بدوية سياسية. وركــّز فى كل كتاباته على حقوق المواطنين مثل الحرية الشخصية بمعناها العام وحرية الفكر والاعتقاد وحرية الكلام والكتابة. وكتب أنه إذا كان الفرد قد خـُـلق حرًا ، فإنّ الأمة تألفتْ حرة أيضًا. كما نادى بضرورة استقلال القضاء ((فإنْ لم يكن القضاء حرًا ومستقلا فمصالحنا همل وحريتنا هراء)) وعن الصحافة ذكر أنها ضمانة الرأى العام وهى الحكومة الحقيقية للبلاد المتمدنة ولذلك فإنّ ((خير ما تفعله الحكومات لنفسها وللأمة التى تحكمها أنْ تكون مع الصحافة على غاية من التسامح ، فلا تقف فى طريق رقيها ، لأنّ ذلك وقوف فى طريق حرية الرأى العام ومصادرة لاعتقاده ، ولا يأتى إلاّ بنتيجة عكسية)) أما حرية الخطابة ((فهى لصيقة بالحرية الشخصية. وأنّ الذين يتعرّضون لحرية الكلام ، يُعرّضون حقــًا من حقوق الأفراد الطبيعية)) وإذا كانت حرية الكتابة من الحقوق التى لا يحل للمُـشرّع أنْ يمسها ، فإنّ المساس بحرية الكلام أولى بالتحريم. وعن حرية الاجتماع كتب أنها ((أكثر خطرًا على الظلم من كل حرية سواها. ولا يجوز للمُـشرّع أنْ يمسها من غير أنْ يؤخر الأمة ويحبسها عن الأخذ بأسباب مدنيتها)) (المصدر السابق)
000
بمقارنة أفعال وأقوال كل من مصطفى كامل ولطفى السيد ، يتبّن للعقل الحر- الباحث عن الحقيقة والمُـتجرد من أية عواطف دينية أو أية أيديولوجية سياسية- أنّ هناك فروقــًا كبيرة بين الإثنين. كما يتبيّن – بمراجعة ما كتبه المتعلمون المصريون (المحسوبون على الثقافة المصرية السائدة) حيث آلاف الصفحات فى تمجيد مصطفى كامل ، والقليل من الصفحات عن دور لطفى السيد ، الذى هاجمه بعض المحسوبين على التيار المدنى أوالليبرالى أمثال الأديب نعمان عاشور الذى لم ير فى شخصية لطفى السيد إلاّ أنه (من الأعيان) وابن طبقته الاقطاعية. والحريص الدائم على رعاية مصالحها وتثبيت كيانها وتحقيق أطماعها وتطلعاتها فى السياسة والحكم ، ولهذا نراه يُسارع إلى موقف الحزب الاقطاعى البحت (حزب الأحرار الدستوريين) فينضم إليهم)) وكتب ((وفجأة نرى لطفى السيد عام 1907 مؤيدًا من الأعيان ليرأس تحرير صحيفة الجريدة لتقف فى وجه (صحيفة) اللواء (برئاسة مصطفى كامل) والحزب الوطنى الذى تـُعبّر عنه)) (نعمان عاشور فى كتابه "بطولات مصرية: من عمر مكرم إلى بيرم التونسى" الصادر عن دار روزا ليوسف- عام 73- أكثر من صفحة) ولكن نعمان عاشور لم يتوقف أمام ما حدث من (مواجهة) فكرية وسياسية بين لطفى السيد ومصطفى كامل فى موضوع نزع سيناء من مصر لصالح تركيا ، فبينما دافع لطفى السيد عن حق مصر فى سيناء ، رأى مصطفى كامل أنّ سيناء جزء من تركيا ، فمن الذى يستحق الثناء ؟ مصطفى كامل ومن معه فى صحيفة اللواء المؤيدة لنزع سيناء من مصر؟ أم لطفى السيد ومن معه فى صحيفة الجريدة وكتاباتهم المؤيدة لحق مصر فى سيناء؟ وتكرر الموقف عام 1911 حينما نشبتْ الحرب بين إيطاليا وتركيا فى ليبيا ، فتزعم الإسلاميون المصريون أتباع مصطفى كامل وقوف مصر بجانب تركيا ضد إيطاليا ، فكتب لطفى السيد هو وعدد من أعضاء حزب الأمة فى صحيفة الجريدة ، أنّ من مصلحة مصر أنْ تكون على الحياد فى هذا الصراع ، لأنّ سيادة تركيا لا تجلب لمصر منفعة ولا تدفع عنها مضرة ولا تستطيع أنْ تـُنقذها من الاحتلال البريطانى الذى لا يمكن الخلاص منه إلاّ بالاعتماد على أنفسنا ، وأنّ مصر يجب أنْ تكون للمصريين ، لا للإنجليز ولا للعثمانيين))
وقد لخــّـص لويس عوض الفرق بين مصطفى كامل ولطفى السيد ، وبالتالى الفرق بين حزب الأمة بقيادة لطفى السيد والحزب الوطنى بقيادة مصطفى كامل فكتب أنّ حزب الأمة يدعو إلى 1- مصر أولا ومصر أخيرًا ولا ولاء للدولة العثمانية أو لبريطانيا 2- الاصلاح هو المقدمة للتحرير. بينما الحزب الوطنى كان يدعو إلى 1- حكم مصر الذاتى تحت السيادة العثمانية بموجب الفرمان السلطانى الصادر فى عام 1841 وما بعده من فرمانات ودعم العلاقات بين مصر والامبرلاطورية العثمانية 2- تقوية الروابط بين المسلمين (تاريخ الفكر المصرى الحديث- هيئة الكتاب المصرية- عام 83- ج2- ص176)
هذا هو الفرق بين مصطفى كامل الذى نال الثناء من الثقافة المصرية السائدة ، وبين لطفى السيد الذى حظى بالهجوم عليه لأنه ((من أسرة اقطاعية)) ولكن لم يتناول من هاجموه كتاباته، لأنّ العبرة بما كتب المفكر، وليست العبرة بأصوله الطبقية، وهذا ما وعاه المفكرون الأوروبيون وهم يكتبون عن إنجلز وعن تولستوى وغيرهما من ذوى الأصول الرأسمالية ، ولم يهتموا بوضعهم الطبقى ، وإنما ركزوا على ما أبدعوه فى مجال الفكر والأدب.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضات شعبية بلا نتائج ايجابية
- رفاعة الطهطاوى : ما له وما عليه
- نماذج من رموز الفكر المصرى (5)
- نماذج من رموز الفكر المصرى (4)
- الإدارة الأمريكية وتوظيف الدين
- نماذج من رموز الفكر المصرى (3)
- نماذج من رموز الفكر المصرى (2)
- نماذج من رموز الفكر المصرى (1)
- أوروبا تدفع فاتورة مغازلة الإسلاميين
- استباحة السيادة الوطنية
- إسماعيل أدهم ودوره التنويرى
- حرب الاستنزاف بين الحقيقة والوهم
- كتابة التاريخ بين الرأى الشخصى والواقع
- الفرق بين القدر اليونانى والزمان المصرى
- توفيق الحكيم والوعى بالحضارة المصرية
- مراجعة لتاريخ الحقبة الناصرية
- كزانتزاكيس وصديقه زوربا
- آفة الآحادية وأثرها على البشرية
- التشريعات الوضعية تتحدى الأصولية الإسلامية
- العلاقة بين الواقع والفولكلور


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصطفى كامل ولطفى السيد