أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - أرتفاع وهبوط أسعار النفط والتداعيات المرتقبة !















المزيد.....

أرتفاع وهبوط أسعار النفط والتداعيات المرتقبة !


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ينشغل العالم الآن بحدث إقتصادي كبير يمس الأقتصاد العالمي والمالي ومايترتب عليه من تداعيات سياسية وأقتصادية تهم كل دول العالم ومنها بالدرجة الأولى الدول المنتجة لسلعة ستراتيجية ألا وهي النفط ، هذه المادة التي عانت منها شعوب العالم وخاصة الدول المنتجة لها وبسببها تغيرت أنظمة وسقطت حكومات وبات أمرها ذات تأثيرات ستراتيجية فكانت عامل في الحروب الأقتصادية والسياسية وفي تحديد أسعار البضائع والمنتجات الأخرى وخصوصاً المعادن ومنها الذهب والألمنيوم والنحاس واليورانيوم وغيرها فضلاً عن المنتجات الزراعية ذات البعد الستراتيجي وفي مقدمتها الحنطة واشعير والذرة والبن والقطن .
أن هذا الحدث هو الأنخفاض السريع والمفاجيئ لسعر برميل النفط وتأثيراته الجانبية ، عالمياً وأقليمياً ومحلياً ، وبما أن هذه البضاعة تعتبر مصدر رئيسي من مصادر الطاقة والتي تعتمد عليها أغلب الصناعات البتروكيمياوية ، والصناعات الثقيلة والخفيفة وتدخل في قطاعات إنتاجية متعددة ومنها (إنتاج الكهرباء ) وتوفير وسائل التدفئة ، فأن الأهتمام بهذا الموضوع يعتبر من أولويات الأقتصاد العالمي وأزماته ومشاكله الكثيرة .
والنقطة الأساسية هو وجود قطب واحد له دور كبير في عملية التوازن والذي يمتلك عملة نقدية تحدد سعر أغلب السلع وأقصد الولايات المتحدة الأمريكية ذات القوة الأقتصادية الكبيرة وبنفس الوقت تمتلك خزيناً كبيرأً من مادة البترول ولها ثقلها الكبير في السوق العالمية .
عندما حصل الأنخفاض في سعر البرميل بهذه السرعة ، أخذ الخبراء والمحللين الأقتصاديين والسياسيين يقومون بتحليل هذه الظاهرة ، إضافة إلى مؤسسات عالمية ومنظمات لها علاقة بمايجري ومنها صندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي ، والوكالات الدولية مثل أوبك وأوابك ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة ..الخ وأذا أردنا أن نستعرض هذه التحليلات أو ما تراه المنظمات الدولية فسوف نحتاج إلى وقت طويل ولكن من الممكن أن نبين رؤيتنا بصورة مبسطة .
سبب أرتفاع الأسعار أو أنخفاضها له أسباب عديدة وتدور حول محورين أقتصادي وسياسي ، كما أن الحدث عندما يحصل لايأتي من فراغ وأنما بتراكم عوامل متعددة وهو في الظاهر يحدث بشكل مفاجيئ وبما أن هناك صراع سياسي وأقتصادي عالمي حول المصالح والنفوذ والتوسع فلابدّ أن يحصل تصادم بين الإرادات ، فبعد أنهيار المعسكر الأشتراكي برئاسة الأتحاد السوفياتي وأصبح العالم ذا قطب واحد وهو العالم الرأسمالي برئاسة الولايات المتحدة ، كانت شعوب العالم وحسب الأعتقاد الخاطيئ أن تنتهي الحرب الباردة وتنتهي الحروب الأقليمية والمحلية وأن تنتشر الديمقراطية والنظام السياسي الحر على الطريقة الغربية ولكن هذا التفاؤل الكبير بات أدراج الرياح أنه حلم رومانسي أن تنتهي وتُحل كل العقد السياسية وينتهي حكم الطغاة والدكتاتوريين والحكم الشمولي ويتمتع الأنسان بكافة حقوقه وتنتهي معاناة الشعوب الفقيرة وتحل قضية فلسطين حلاً عادلاً وإقامة الأنظمة المدنية الديمقراطية وتتمتع الشعوب بخيراتها لتكون في مستوى الحضارة المتقدمة .
ولكن النظام الرأسمالي وكما تشير القوانين الأقتصادية يمر بأزمات دورية أقتصادية عنيفة تستغرق فترة ليست قصيرة كما حدث في أوائل القرن العشرين الماضي والتي كانت تحدث كل عشر سنوات وقسم من المحللين أطلق عليها أسم أمراض الدورة الأقتصادية الرأسمالية ،
أشارت صحيفة أمريكية وهي USA TO DAY إلى أن هناك أسباب لهذا الأنخفاض وهو :-
الأنكماش الأقتصادي ، أرتفاع صرف العملات حيث أرتفع سعرصرف الدولار مقابل برميل النفط وبالتالي أنخفض سعر صرف العملة الوطنية ، أيران والعقوبات التي فرضت عليها من قبل أمريكا والدول الرأسمالية حول ملفها الأمني ,لكن خففت بعض العقوبات مع تقدم المباحثات ، العقوبات المفروضة على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم ، دور تنظيم داعش الإرهابي في العراق والشام والأستيلاء على الإنتاج النفطي وبيعه بأبخس الأسعار (26 دولار للبرميل ) .
وبعد أن لاحت الأزمة الأقتصادية في الأفق بدأ التحرك الأقتصادي الكبيرللولايات المتحدة والذي كان مُخطط له مع الأرتباط بالتحرك السياسي ، وهو معاقبة روسيا وتدمير أقتصادها بخفض عملتها ، وتخفيض سعر الغاز والنفط عالمياً وخلق أزمات مستمرة ، معاقبة إيران إلى أن تستجيب لمطالبة المجتمع الدولي فيما يخص الملف النووي ، وبما أن أمريكا المشتري الأكبر للنفط الخام ولها دور في أسعار النفط فقد أعلنت عدم شرائها للنفط وبذلك يخرج لاعب كبير في السوق أستناداً إلى مشهد الطاقة في أمريكا بحصول طفرة في الأنتاج مما يسهم في زيادة إمدادات النفط العالمية فاعمال النفط والغاز في نورثداكوتا ، تكساس ، أوكلاهوما ، لويزايانا والتي محورها إنتاج النفط الصخري (هو نوع من النفط الخفيف ويتم إنتاجه من صخور تحتوي ترسبات مادة الكيروجين يتم تحويلها بالحرارة إلى سائل هيدروكربوني بديل عن النفط الخام ) وكذلك إنتاج الغاز الصخري ، زيادة الطلبات على أنابيب النفط والمعدات النفطية ، والسكك الحديدية .
ونيجة لإنخفاض سعر النفط حصل أجتماع لمنظمة الأوبك (تشرين الثاني 2014)، السعودية تنتج عشرة ملايين برميل يومياً أكبر منتج ولكنها كانت تميل إلى خفض سعر النفط وكان هناك صراع بين دول الأوبك لعدم حصول توافق حول تماسك الأسعار وتخفيض الأنتاج بسبب الضرر الكبير الذي حصل على الموازنات المالية العامة لأن أغلب هذه الدول ريعية أو أقتصادها ريعي يعتمد على مبيعات النفط ومنها العراق ، الكويت ، السعودية ، فنزويلا...الخ كما حصل أرتباطاً مع النفط إنخفاض في أسعار المعادن كالذهب والنحاس والألمنيوم ، كذلك تأثر سوق البورصة (السندات والأسهم ).
كما تظهر الأحصائيات زيادة مخزون النفط الأسبوعي للولايات المتحدة حسب معلومات الطاقة الأمريكية وكذلك معهد النفط الأمريكي ، فزيادة المخزون يؤدي إلى هبوط الأسعار .
نلاحظ الآن أن هناك وفرة في الأنتاج المعروض وهبوط في مؤشرات الأسواق العالمية .
العلاقة بين النفط والأزمات السياسية :- يقول الخبراء أنه منذُ عام 1914 م (الحرب العالمية الأولى ) اصبحت هناك علاقة بين النفط والأزمات والصراعات السياسية ولهذا تطلببت الحاجة إلى تأمين مصادر الطاقة للعمليات العسكرية والأنتاج الصناعي .
كما لاحظنا أنّ النفط، أستخدم كسلاح أقتصادي وسياسي في حرب تشرين الأول أكتوبر عام 1973 عندما استخدم العرب النفط للضغط على الغرب ولغرض أجبار أسرائيل على الأنسحاب من الأراضي التي أحتلتها في حرب 1967 في الوقت الحاضر هناك تحالف دولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا وأنهيار الأوضاع في دول اليمن وشرق أفريقيا ، الأزمة في أوكرانيا .
يتوقع الخبراء خلال العشرة سنوات المقبلة ، تتعرض الدول النفطية لمزيد من المشاكل الأقتصادية أذا لم توسع إستثماراتها ، فضلاً عن وجود اكتشافات جديدة لدى الغرب كبديل عن النفط الخام وهي الغاز الصخري والنفط الصخري ، يتوقع البنك الدولي والمؤسسات الدولية انخفاض الغاز الطبيعي خلال العشرة أعوام بنسبة 20% - 25%، كذلك أستمرار التباطؤ الأقتصادي أطول فترة ممكنة فيما يخص كبار المستهلكين وهم (الصين ، اليابان ،الولايات المتحدة).
أرتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أدى إلى إنخفاض سعر برميل النفط ، تطوير مصادر الطاقة ، تدمير قطاع السياحة في دول الخليج ، التأثير السلبي على الصناعات البتروكيمياويات ، تأثر سوق الأسهم .
لقد خسر النفط 50% من أسعاره العالمية والتوقعات تشير إلى تراجع في الأسعار ، كما أنخفضت قيم الأسهم ، لقد أصاب الهلع الدول المنتجة للنفط وخصوصاً دول الشرق الأوسط وكذلك هلع في البورصات .
في جلسات مجلس النواب العراقي للعام الجديد بدأت مناقشة مشروع الموازنة العامة الأتحادية لعام 2015 بعد القراءة الأولى والثانية ونتيجة للظروف المستجدة حول أسعار النفط التي بنيت عليها الموازنة تم تقديم تقرير اللجنة المالية وتقرير اللجنة الأقتصادية وتقرير الخبراء (تأجيله إلى جلسات أخرى ) حسب ما صرح به رئيس اللجنة المالية قال :- سعر البرميل 60 دولار الذي تم أحتساب الموازنة عليه ولكن اليوم أقول أصبح سعر البرميل 51دولار وأقترح حساب 45ولار .
ولكن السعر لازال يتراجع سوى زيادة دولار واحد بعد وفاة ملك السعودية (عبدالله بن عبد العزيز ) فهناك إرتباك في حسم موضوع الموازنة العامة .
ولغرض الخروج من الأزمة الحالية لابدّ من تدارس الموضوع بين جميع الدول المنتجة للنفط والتحرك نحو وضع نظام نفطي عالمي كما يقترح الخبراء ، وأن يكون هناك أتفاق عالمي أمام التوجه لسلب الثروات كما يتطلب الأمر للدول المعتمدة على الأقتصاد الريعي ومنها العراق أن تنوع نشاطها الأقتصادي بدلاً عن النفط ، وتطويق النفقات الحكومية ، وفرض الضرائب على ذوي رؤوس الأموال الكبيرة ، وعدم المساس بقوت الشعب والفقراء ، والقضاء على الفساد المالي والإداري (العراق خصوصاً) وإيجاد خطط كفيلة لتنفيذ الموازنة العامة دون خسائر .
التداعيات المرتقبة :- خلق أوضاع سياسية معقدة تتيح التدخل في شؤون العراق الداخلية ، توقف أوعدم تنفيذ المشاريع التنموية ، إنخفاض صرف العملة العراقية أمام الدولار الأمريكي ، تخفيض حصص المحافظات التي ستعّقد العلاقة بين المركز والمحافظات ، تباطؤ أقتصادي ، تعقد الموقف الأمني .
عالمياً :-انهيارات أقتصادية ، سلب إرادة الشعوب ، التدخل لأجل تعزيز فرض أنظمة شمولية ، أيجاد مصادر طاقة جديدة ، بطالة مستمرة ، أستمرار المجاعة (في بعض دول العالم)، أنتشار الأمراض الوبائية ، تدهور ثقافي وأجتماعي ، أوضاع أمنية مستجدة ، نمو صراع الإرادات .



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف كان التعامل مع مشروع قانون الأحزاب ؟!
- خطوط بيانية !
- مدخل لرؤيا واقعية في المشهد السياسي العراقي !
- الحرب والسلام والديمقراطية
- التحالف الدولي وإشكاليات الأهداف !
- تشكيل الوزارة الجديدة بين التفاؤل والتشاؤم !!
- سباق الحوارات والمفاهيم الخاطئة!
- شروط تشكيل الحكومة الجديدة ومتطلبات برنامجها
- الوحدة الوطنية كفيلة بهزيمة الإرهاب وتحرير المُدن
- عُقدة منصب رئيس مجلس الوزراء بين الكتلة الأكبر والمحاصصة !
- منعطفات حادّة وخطيرة !
- بيان رئيس مجلس الوزراء هل هو أعلان الأنشقاق عن التحالف الوطن ...
- هل آن الأوان للكتل السياسية مراجعة سياساتها ؟!
- الطابور الخامس الجديد في العراق !
- الصدمة والموقف الوطني
- سيناريوهات ملامح الحكومة القادمة !
- الإنتخابات في التطبيق !
- المفوضية تستقيل ....المفوضية تسحب الأستقالة!
- مخاوف مشروعة
- هل أُشارك في الأنتخابات النيابية القادمة ؟!


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - أرتفاع وهبوط أسعار النفط والتداعيات المرتقبة !