أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - طيران بلا أجنحة _ قصة قصيرة














المزيد.....

طيران بلا أجنحة _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


طيران بلا أجنحة

ثم نار في أخر الدهليز الحجري ينبعث من شعلة موقدة في أخر وهو ينزل بنا دَرجَةً درجة ,المرافقان الأخران لي أحدهم يتقدم بحذر كأنه يعرف أن أمامه ما لا يدرك إلا للخبير , يتحسس الأرض الحجرية قب أن يضع قدم أو يرفع أخرى , للآن لا أعرف بالضبط ماذا يحدث لي , مجرد من كل شيء سوى الملابس الداخلية ولفحة نسمة برد تزداد رطوبة مع إزدياد عتمة المكان ,هل أن أسير بيد وحوش بشرية أم خيالات مريضة تسوقني لأن أتهيأ المشهد , لكنني أسير بوعي أشتم رائحة المكان وأتحسس البرد ,الغريب أني مستسلم تماما لكل ما يجري .
لي رغبة شديدة أن اسأل هذا الذي يقودني كالخروف حين يساق للمذبح ,ما الأمر؟, لابد لي من إجابة قد لا أكون معترضا على الأمر فمنذ مدة أنا أتمنى الرحيل من هذا العالم القاسي لقد سئمت , لم يعد لي بقية ... لأبحث عن ملاذ جديد ........فقد تحطمت أخر مراكبي عند حدود هذا العالم الذي يسمع أنينه حتى الأموات من تحت القبور ,لكن ليس بالشكل الذي أنا عليه الآن ,لم يتركوا لي حتى فرصة وداع سريري الشخصي الذي شاركني كل هذا الضجر واليأس .
مرت أكثر من ساعة وأنا انزل السلم والضوء امامي ثابت لا يتقدم ولا ما يشير أيضا أن نهاية النفق قريبة, لكن تبدو الأشياء كما هي تسير نعم وتسير بحركة معلومة , فقط الخدر تسلل للجزء السفلي من جسمي قدماي تعملان بلا إرادة وعيني تبدو مشدودة للمشهد القادم ,ولا سكون ولا ضجيج ,حال بين هذا وذاك , لا أستطيع المقارنة ,أنا أشبه بثمل يدور ويدور في عالم خالي من دليل أو إشارة لشيء ما .
الأحلام التي تسوق الإنسان لمواقف مثل الذي أنا فيه في غالبها تبدو كالصور المتحركة أمام شاشة العقل ,الحقيقية تأكدت أكثر من مرة وأنا أخطو خطواتي نحو النهاية البعيدة أنني لم أحلم ولم أكن تحت تأثير عقاقير هلوسة ,لا أعرف بالضبط ما هي مشاعري الآن فقط أستسلام وإحباط غير مفهوم ومقاومة داخلية لكنها لا تتجر أن تخرج من داخل إرادتي المحبوسة بالخدر وربما قد تعجبون أيضا بشيء من الراحة ,سأمضي إلى حيث , كنت أردد دائما الموت ليس بمشكلة , المشكلة كيف نموت ولماذا ؟, هذه الأسئلة التي نطلقها أحيانا بترف لا قيمة لها الآن , الأكيد أني ذاهب أولا للحساب أو لربما لمرحلة نزع الروح , لا أعرف ثمة حيرة في الأمر ولا أحد يتكلم بل لا أحد يسمع .
البرد الذي كان مقبولا في أول الوهلة أشعر أنني أتقلب الآن بين حمى تعرق جسدي وبرد يغزو أوصالي , شيء يشبه الإحساس بالجرج أصابني لا أعرف تحديدا ,مكانه لكنه من النوع البارد جرح بلا ألم ولكنه يمزق الجلد ويغوص في اللحم حتى الدم الخارج أشعر به باردا بطيئا يشبه الشعور بالبلل وأنت نائم , الشيء المخيف الآن كلما أقتربت من مصدر النور يضعف أمامي بما يشبه حالة الهرب من ملاقاتي حتى أنني أتعبت بصري كي ألاحق هذا البصيص .... إنه يختفي تماما لكنني ما زلت أسير مخدرا للأسفل ,يا للعنة كم هو طويل هذا النفق ,أما من نهاية أو ...لربما قليلا من الاستراحة لالتقاط الأنفاس , شهيقي يبطئ ويزداد زفيري ,لا هواء هنا يكفي .
حتى البرد لم يعد يعنيني أنا في عالم أخر توقفت الحركة من حولي لا أثر لشيء بشي ولا إحساس محدد كل شيء عائم على وجه اللا شيء , أبدو كذا بلا عنوان , لا ظلام لا خدر فقط وجود هائم من الصعب أن أفسر شيء بشيء ... لا مكان محدد بل لا إدراك بحدود ما أنا فيه أرحل على غيمة تصعد ... تصعد ... ربما هناك شيء ما بصيص أبيض هذه المرة ... أه لأول مرة أسمع دبيب , همس ... حركات كلها خيال من وهم ما من شيء يقول لي أنها ذات معنى ... لكن النور الأبيض يغزو عيني ... أخاف أن أصطدم بمجرة أو نجم قادم من بعيد ليلاقيني على الخط , أحرك رأسي يمينا , شمالا أحاول أن أحرف مسيري , مقيد أنا بخدر , بألم شيء يحبس أنفاسي يلف أنفي ,يرجع بي إلى الوراء, إنها أشبه بالأقنعة على وجهي , ألم فضيع يملأ رأسي , أه صداع , دوار ألم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوفاق الاسلامي في ضيافة................. الاديب الدكتور عبا ...
- أنعام في عراضة ترحل للسماء
- المطلوب ....قرار وطني عراقي
- أنسنة الدين أم أنسنة الأخلاق
- اللحظة الحاسمة
- التسنن العربي والتشيع الصفوي .... فكر الإنحراف العنصري
- سيد الماء .... والمجهول _ قصة قصيرة
- وصايا الأب لأبن
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح3
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح1
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح2
- من يحمي الدين من سطوة التاريخ
- أنتظار المنقذ التاريخي شكية الصورة أو شكية الإمكان
- الإنسان وعالم يعيش واقع مخيف
- على وقع ما جرى في فرنسا
- الحروف التي حللها الرب
- عن الثقافة والمثقفين وأزمة الهوية
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث , ح2


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - طيران بلا أجنحة _ قصة قصيرة