أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!














المزيد.....

لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 22:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في تصريح فريد من نوعه، صرحت وزيرة المراة التونسية "خديجة شريف" ان "من حق التونسي ان يلحد"! انه موقف فريد من نوعه في المنطقة المبتلاة بمصادرة الحريات والحقوق والقمع والرجعية بشتى اشكالها. انه فريد لانه يأتي لأول مرة على ايدي أناس هم في السلطة. من جهة أخرى لايمكن اغفال جراءة الموقف وصاحبته الوزيرة المذكورة.
اذ سعت الطبقات الحاكمة دوماً الى تبليه الجماهير وتشتيت وعيها بمصالحها عبر الدين من جهة، واخراسها عبر سجون الدولة وقمعها من جهة اخرى. سعت دوما الى وضع اليد بيد الدين ورجالاته ومساومة الدين بهدف تامين مصالح بعضهما البعض، أي ان يسترزق رجل الدين من هذا الوضع وينال حضوة ومكانة اجتماعية وبالتالي ينال حصته من ثروة المجتمع والسلطة، ومقابل ذلك ان يقوم بدعم السلطة والتبرير لها وإشاعة الوعي السلبي والانكفائي، تلويث عقول الجماهير وابعادها عن مصالحها الواقعية، تبرير الواقع القائم وارسال انظارها الى عالم اخر، غير واقعي، غير حقيقي، عالم غير العالم القائم. وفي اشد الأحوال، ان دعى الى بديل، فانه يدعوا الى بديل اخر يؤمن مصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة. كان هذا دور الدين على امتداد تاريخ المجتمع البشري. ولهذا ان يأتي هذا من وزيرة المراة، فهذا هو نقطة تاريخية تسجل للمراة، وللوزيرة "خديجة شريف" نفسها وللتاريخ السياسي والحركة الداعية للعلمانية والمدنية في تونس.
ولكن سؤال يطرح نفسه هنا وهو: لماذا اليوم؟! ما سر هذا التوقيت؟ وهل هو صدفة؟ ام فكرة عابرة وردت في ذهن صاحبتها؟! برايي، لم تاتي هذه الخطوة من فراغ. أي ان لها أساس مادي وواقعي كذلك. اذ تبين اليوم اكثر من أي وقت مضى ماهية الدين، شراسته، انعدام انسانيته، جرائمه، حمامات الدم التي يخلفها هنا وهناك، ماهية الدين في انه لا يتعارض مع السلب والنهب وجمع الثروات على حساب المائدة البائسة للاغلبية الساحقة من التي تغط بالعوز والفقر والجوع. العراق نموذجاً واضحاً على ذلك. كما تبين اليوم ان مقولة "الإسلام هو الحل" ماهي الا اكبر كذبه عرفها التاريخ المعاصر، كذبة سمجة. لايجمل أي حل. كل ما يحمله هو الفقر والجوع ذاته، الحرمان، اذلال الاخرين، تقسيم المجتمع الى مراتب ودرجات وليس بيديه أي حل اقتصادي، اجتماعي وسياسي.
من جهة أخرى، وعلى قول ماركس، ان تاريخ البشر، رغم النكوصات التي تعتريه هنا وهناك، الا انه في تقدم ومسار تصاعدي اجمالا. أي ان مسالة الحريات وحق الانسان في رايه وتعبيره، ان يكون له دين من عدمه، التحقيق المتعاظم لذاته هو امر في تصاعد من حيث المسار العام. ان ضغط موضوعة الحريات والحقوق في اتساع متعاظم، حركة عالمية، وليس بوسع المحل رغم مقاومته الشديدة الا ان يرضخ للامر الواقع، العالمي. ليس بوسع "المحل" في المطاف الأخير، ان يعزل نفسه عن العالم مهما حاول او قاوم. وان هذا كان واضحاً باجلى الاشكال في حالة صحيفة "شارل ايبيدو" الفرنسية الفكاهية التي نالت من التاييد والاحترام في العالم العربي على سبيل المثال اكثر من أي وقت مضى. حتى ان دفاع تيارات الإسلام السياسي هذه المرة هي اضعف بدرجات كبيرة عن المرات السابقة سواء في الدنمارك او هولندا. ليس لكلامها اليوم شارٍ.
يشهد عالمنا المعاصر "ردة" عن الدين، وان الدين الذي نراه في الواجهة يديمه اثنان: عنف الجماعات المليشياتية الاجرامية الساعية للسلطة والحكم من جهة، واموال طائلة من السعودية وقطر وايران بهدف اجندات سياسية محددة لا علاقة لها، وفي الحقيقة، لصياغة وضع بالضد من إرادة الأغلبية الساحقة من الجماهير. أي انه دين يستمد حركته من هذين العاملين وليس نتاج حركة "نهضة إسلامية"على صعيد المجتمعات مثلما سعوا عبثاً وزيفا لتصويره في العقدين الأخيرين.
لماذا "يرتد" الانسان عنه لانه ببساطة لايحتاج له. ليس له مكان في حياته اليومية والعملية. ان كل مفردات حياة الانسان تقررها الية اجتماعية واقعية لا صلة لها بالدين. ليس البشر بحاجة للدين لكي يعرف ماينبغي القيام به وما لاينبغي. ليس هذا وحسب، بل ان ماينبغي القيام به ومالاينبغي اتى بالضد من الدين وبنقد الدين. على العكس من هذا، ان تناقض الدين مع المصالح الواقعية للإنسان الديني نفسه، وجد "منفذ" للتلاعب والقفز عليه. الانسان كائن مادي بطبعه، كائن تعد مصلحته من اول أولوياته.
الالحاد لن يحل كل مشاكل الانسان في المجتمع المعاصر. فالاخير مجتمع طبقات، يرسف بالحرمان والجوع والفقر كذلك، يرسف بالاستغلال والتمايز الاجتماعي والطبقي، وان هناك طبقة موسرة واغلبية تعيش من كدح جبينها وعملها الماجور اليومي. أي مجتمع مقلوب يجب إيقافه على قدميه. وهذا لايحل بالالحاد والتخلي عن الدين وكل أفكار عصور غابرة. بيد انه يوفر له الحرية، التحرر من كل الأفكار والقيم البالية التي تنيخ بكلكلها على رؤوس البشرية. يوفر له الفرصة لرؤية قضايا حياته اليومية بصورة اكثر واقعية وحقيقية وبالتالي يخلق الأرضية للتدخل الفعال والمؤثر بتقرير مصيره ومستقبله، وهو الامر الذي يحرمه الدين منه.
ان خطوة "خديجة شريف" هي مبعث احترام وتقدير كل من يفكر ويسعى من اجل انسانية الانسان وحريته وانعتاقه من كل قيود آسرة ومكبلة. ان هذه الخطوة ستفتح الأبواب اكثر واكثر امام أصوات هادرة وجياشة قادمة، أصوات لزمت الصمت لاسباب كثيرة امام ان تصدح بمثل هذا الموقف بصراحة ودون مواربة. لنرفع القبعات لها!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدثان... وتعليق!
- الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة
- -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!
- يد الإرهاب تطول أطفال بيشاور....!
- شكرا لكم عدالتكم هذه!
- الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!
- كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!
- مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!