أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمشيد ابراهيم - المشكلة مع تشومسكي!














المزيد.....

المشكلة مع تشومسكي!


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشكلة مع تشومسكي!
لك الخيار بين الشيطان و الابليس: المشكلة مع كتابات الفيلسوف و المحلل السياسي و عالم اللغة الامريكي اليهودي (الاشكنازي) افرام نعوم تشومسكي
هي مقارناته و تحليلاته السياسية التي هي احيانا ساذجة و بعيدة عن الواقع او تعكس جهل المحلل بالموضوع و جهل جمهوره. السبب في ترجمة عنوان هذا المقال الى الانجليزية هنا The Problem with Chomsky
هو لمساعدة من لا يفهم العربية في التعرف على الاقل على موضوع المقال لان المقال يتجاسر بانتقاد العالم و الناقد السياسي المعروف عالميا. السبب في كتابة هذا المقال هو كثرة التحليلات السياسية للاستاذ الفاضل و ترجمة بعضها لموقع الحوار المتمدن لربما بسبب يسارية تفكيره و شهرته العالمية.

بداية لا يمكن الا الاعتراف بتأثير و بعلم و بانسانية و بحيادية و بثقافة الاستاذ العالمي الكبير تشومسكي لاهمية ابحاثه و استنتاجاته اللغوية و الفلسفية التي احدثت ثورة في علم اللغة و الحقيقة يصعب علينا انتقاده مهما كانت اخطاءه لانه قدم و لا يزال يقدم للانسانية الكثير اضافة الى نزاهته الملائكية السماوية وسط شياطين الارض. فاذا كانت هناك فعلا جنة فان تشومسكي سيكون اول من سيدخلها.

يمكننا ان نقول بان ابحاث العالم تشومسكي سواء كانت لغوية او سياسية تصب في العالمية و الطبيعة البشرية مثل نظرية عالمية القواعد universal grammar مما ادى الى تراجع نظرية السلوكية فالبشر بشر بالطبيعة اينما كانوا و تستند لغاتهم على قواعد مولدة مشتركة. لا يجد تشومسكي صعوبة رغم كونه امريكيا و يهوديا ان ينتقد امريكا و اسرائيل و الناتو لصالح الانسان المغبون وهذا ما يميزه عن غيره من البشر من الذين ينتقدون الاخر فقط و يبررون اعمالهم الشيطانية. فمثلا يهاجم تشومسكي الحكومة العنصرية التركية بنفس الدرجة التي يهاجم بها الظلم في جميع انحاء العالم.

و لكن المشكلة مع كتابات الاستاذ الكبير هي:
اولا و كما يقول Richard Posne في كتابة
: Public Intellectuals: A Study of Decline يستطيع المشهور ان يستغل شهرته في التطرق الى مواضيع لا علم له بها خاصة عندما يخاطب جمهور لا علم له ايضا بهذه القضايا و هذا يعني بان حتى نظرياته اللغوية التي تقول بان اللغة نظام معرفي و هي قابلية طبيعية عامة في الانسان تعرضت لانتقادات شديدة من قبل علماء علم المعرفة cognitive science انفسهم من امثال Steven Pinker و غيره. وهذا يعني ايضا بان شهرة بعض الشخصيات المعروفة في العالم جاءت فقط بسب جهل الجمهور بالموضوع و ان معظم علماء اللغة لا يفهمون علم المعرفة و الدماغ البشري.

ثانيا ليس تشومسكي محايدا كليا تجاه الولايات المتحدة و اسرائيل و يتفق مع ما وصف اية الله خميني امريكا بالشيطان الاكبر رغم ان حكومة ملالي ايران و دكتاتوريات شرقية و غربية كثيرة اخرى ليست اقل درجة بالشيطنة من الشيطان الاكبر. المشكلة هي اننا ليس لدينا خيار الا بين الشيطان و الابليس. فلو كنت خيرتني بين الغزو الامريكي للعراق او حكومة حزب البعث المقبور لاخترت الغزو الامريكي دون تردد.

ثالثا لا يميز الاستاذ الكبير في مقارناته احيانا بين الارهاب الامريكي و الارهاب الاسلامي و غير الاسلامي و بان الارهاب الامريكي مهما كان نوعه و بشاعته يخضع لرقابة الصحافة الامريكية و الاوربية الغربية (السلطة الرابعة) التي هي قادرة على كشف الاعمال التجسسية على العالم (Edward Snowden) و كشف الجرائم مثل (جرائم ابي غريب التي ارتكبت من قبل افراد باخلاق منحطة قدموا على المحاكمة) و غيرها و الامثلة كثيرة و هي ايضا قادرة على اخضاع المجرمين لا بل تقديم رئيس الحكومة للقضاء الامريكي. الا يعني هذا بانه ليست هناك صحافة شرقية اخلاقية قادرة ان تكشف جرائم الدكتاتوريين اثناء ممارستهم للسلطة لانها اما تخضع له او تخاف منه.

و لكن و لو تبعنا نفس اسلوب الاستاذ تشومسكي بالمقارنة لاكتشفنا بان ارهاب حزب البعث في مجازر انفال و حلبجة في الكردستان الجنوبية لم تهمل فقط من قبل الصحافة العربية بل انها طبلت لها او سكتت عنها فكيف كان بامكاننا اذن تبرير او فهم نداءات منع الغزو الامريكي للعراق من قبل محبي السلام من امثال الاستاذ تشومسكي مهما كانت الاسباب و الذرائع الامريكية الكاذبة؟ و من ناحية اخرى و حين يسكت العالم على الجرائم العنصرية التركية يسبح تشومسكي ضد التيار ليندد بارهاب الدولة التركية في مظاهرة شخصية في الدولة التركية نفسها.

ثالثا في مقارنات الاستاذ تشومسكي يكمن خطر تبرير الارهاب الاسلامي لدرجة تبرئته و هذا يشجع على القيام بالمزيد من الاعمال الارهابية في المستقبل. طبعا لا يصدق احد هرولة رؤساء الحكومات التركية و الاسرائيلة و غيرهم في باريس للتظاهر ضد الارهاب و لكن الجريمة التي ارتكبت في باريس تبقى جريمة كبيرة لان الارهاب هو الارهاب في كل مكان و لا يخفي علينا ان طبيعة البشر هي دائما ادانة الاعمال الوحشية المرتكبة من قبل الطرف الاخر و تمجيد او على الاقل السكوت عن اعمالها الوحشية و هذا يتفق مع عالمية نظريات الاستاذ تشومسكي نفسه فاذا كانت هذه هي طبيعة البشر فمالفائدة اذن من الاستنكار و التنديد؟

يطبق منتقدو العالم العالمي المثل الالماني التالي عليه:
Schuster bleib bei Deinem Leisten
اي لا تترك يا صانع الاحذية مهنتك او بعبارة اخرى
تمسك بما تعلم ـ لا تتدخل في ما تجهل
و لكني اعتقد باننا يجب ان نثمن فضله له في استعمال شهرته لاجل الدفاع عن كل من لا نصير له. يؤكد تشومسكي بان كل سلطة غير مبررة غير شرعية و تقع مسؤولية اثبات الشرعية على عاتق السلطة نفسها و السؤال هو هل هناك سلطة شرعية في الدول الشرقية؟ يصر البعثيون بان سلطة البعث في العراق كانت شرعية و السلطة الحالية غير شرعية و لكن طبعا دون اثبات شرعية سلطة البعث.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في دائرة الجهل
- البيسترو الشرقي الجديد
- لا تصلح الا لسلة المهملات
- نادي الجهلة و المنافقين
- مسرحية المنافقين
- العربية في المهر و الزواج
- هل هي الصهيونية ام الصعروبية؟
- لا يخلص الغباء من العقوبة
- الحاجة الى المفتش
- في لحظة يأس
- عن الصغير و الكبير
- أليس الطب النبوي افضل؟
- المافيا الايطالية العربية
- الاسمر في الشيوعية و الاسلام
- المتهم .. المتهم..
- المكتبة المتنقلة على الحمار
- ذهب الى المذهب..
- كيف ترى وجهك؟
- تأريخ واحد للجميع!
- منديل الزمن المجعد


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمشيد ابراهيم - المشكلة مع تشومسكي!