أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تساؤل عن حرية التعبير.. واختلاف الموازين.















المزيد.....

تساؤل عن حرية التعبير.. واختلاف الموازين.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تـــســـاؤل عن حــريــة الــتــعــبــيــر...
واخــتــلاف الــمــوازيــن...

هل يجب أن يقتل الخوف حرية التعبير؟؟؟... هل يجب عدم تحليل بعض المقدسات الدينية أو الاقتراب من تحليلها, تجنبا لحساسيات المعتقدين بها؟؟؟... هل يجب منع تصوير بعض رموزها, أو عرضها بأشكال كاريكاتورية, عندما تثير بعض الحساسيات؟؟؟... كل هذه الأسئلة لم تعرض ولم يتعرض لها أحد, بشكل مفتوح بفرنسا... وغالب الشكاوي القانونية التي أثارتها بعض الجمعيات الدينية, انتهت بأحكام وتعويضات, كأية مخالفة بسيطة... وتابع الإعلام.. وخاصة الإعلام الكاريكاتوري مسيرته... لأن غالبية الشعب الفرنسي, لا تريد تحديد أو جنزرة حرية التعبير, بقوانين جامدة منعية.. حيث أن حرية التعبير, مقدسـة. أكثر من كل المقدسـات السياسية والدينية... ولكن هذا لا يعني أن هناك فـئـات لا تتوافق ــ فكريا وفلسفيا وسياسيا ــ مع حرية التعبير هذه... وهذه الفئة القليلة.. هي التي مارست مجزرة Charlie Hebdo.. وما تبعها من ردات فعل مختلفة في العالم... حتى عادت على سطح وأولوية النقاشات بالأوساط التي تمارس أو لا تمارس حرية الفكر والتعبير... السؤال الذي انطلق من عدة عقود من دفاتر المؤسسات التي تقرر مصير العالم بالعاصمة الأمريكية.. والتي أطلق عليه اسم " حــرب أو تصادم الــحــضــارات "!...
كنت بأول السائرين بالحشود المليونية التي تظاهرت ضد اغتيال صحفيي ورسامي Charlie Hebdo, كما كنت من أول الموقعين للدفاع عن حرية تعبير سلمان رشدي, معترضا على الفتوى التي أطلقت ضده وحللت دمه. وإيماني بحرية التعبير, لا أقبل أن يحدها أي مانع أو قانون... ولكنني أتساءل اليوم لماذا حاولت السلطات الفرنسية منع التظاهرات التي قامت بالعاصمة الفرنسية وفي مدنها الكبرى, ضد الاعتداء الإسرائيلي على غـزة وشعب غـزة الأخير, والذي ذهب ضحيته أكثر من الفي شهيد, ربعهم أطفال أبرياء. ودمر نصف مدينة غزة؟؟؟... لماذا تدعم السلطات الفرنسية, من أيام ٍساركوزي, وتابعت بظل حكم هولاند, الأمبارغو الآثم ضد الشعب السوري الذي شرعته الولايات المتحدة الأمريكية, والذي يحرم الشعب السوري من أبسط الضروريات الحياتية من غذاء ودواء وعلاج.. داعما لوجستيا العناصر الإرهابية الإسلامية, والتي هي نفسها التي أنتجت الأخين كواشي وكوليبالي, قتلة مجزرة شارلي هيبدو ومخزن التموين (كــاشــر) اليهودي في بــاريــس.. والتي أقامت العالم ولم تقعده حتى هذه اللحظة؟؟؟... لماذا تعلن السلطات المسؤولة عزمها على محاربة الإرهاب بكل مكان في العالم, بينما ما زالت تتابع سياسة وتصريحات وزير خارجيتها السيد فــابــيــوس الذي فتح جميع الأبواب للمعارضات السورية والتي استسلمت وتركت دورها إلى الإرهابيين الإسلاميين, مثل داعش وجبهة النصرة والعديد من التفرعات الإرهابية التي مارست وما زالت تمارس كل الفظائع اللاإنسانية ضد المواطنين السوريين, والتي هي نفسها التي استقطبت آلاف القادمين من أوروبا عامة وفرنسا خاصة.. وهم نفسهم الذين تخشى السلطات الفرنسية عودة قسم منهم والقيام بتفجيرات واغتيالات تهدد الأمن الفرنسي والحريات بفرنسا.. وبأي مكان في العالم... ومع كل هذا لـم يـرد حتى هذه الساعة أي انتقاد للذات ولا للسياسة الخاطئة, ولا أي تغيير بالتعامل السياسي مع السلطات السورية الرسمية.. لا من السيد فابيوس ولا من برنار هنري ليفي أو من برنار كوشنر, والذين كانوا من أوائل المحرضين لما سمي ألف مرة خطأ " الربيع العربي "... ورأينا نتائجه في العراق وسوريا ولبنان وليبيا والعديد من الدول العربية أو من دول الشرق الأوسط التي تريد حكومات الولايات المتحدة الأمريكية تغيير خارطتها وتفتيتها وتجزيئها وتهجير شعوبها, تنفيذا لمخططات استراتيجية استعمارية ونفطية جديدة.. وخاصة تأمين ديمومة أمان المشاريع الإسرائيلية التوسعية ضد جيرانها.. وليس على الإطلاق, كما تدعي مؤسساتها الإعلامية والضبابية, تأمين "الحريات " لشعوب المنطقة... وعندما نرى ما تفعله داعش وجبهة النصرة أو القتلة الإرهابيون في ســوريا.. وما يفعله أشباههم وشركاؤهم في أوروبا, أو بأي مكان من العالم ضد كل أي مفكر حــر أو إعلامي يلفظ أية كلمة انتقاد أو مــجــرد تـــســـاؤل ضد شريعتهم.. من اغتيالات وتهديدات دائمة.. وتعامي هذه السلطات وتغافلها عن إيجاد حلول جدية جذرية لها ... ألا يــحــق لبعض المتسائلين والمتشائمين ضد أساليب الغربيين بنسبية تحديد " توزيع حرياتهم " على الشعوب حسب مصالحهم وامتيازاتهم... أفــهــم تشاؤمهم وتساؤلاتهم... ولهذا السبب أحب وأعشق هذا البلد لأنه يؤمن لهم ولي حرية التشاؤم والشك والتساؤل والاعتراض.. بلا حدود.. ولكنني آمل وأرغب أن أتمكن بتساؤلي وتشاؤمي وشكوكي, الوصول إلى نتائج تؤمن الحقيقة الحقيقية للحريات الحقيقية, ولجميع الشعوب. لا أن تبقى حسنات وميزات لشعوب دون شعوب... حتى يعيش كل الــبــشــر بــرخــاء وهناء وحرية فكر وتعبير وانتقاد مفتوح, بلا أي حدود, بأية بقعة بالعالم... ولأنني تعلمت الشك والتشاؤم والتساؤل والصراخ.. وحرية التعبير في فــرنــســا.. ها أنا أسائل وكم كنت أتمنى أن يصرخ بعض أصدقائي من الأنتليجنسيا الفرنسية فقط... كلنا " عــكــرمــة " (الحي الذي وقع به انفجار سيارة مفخخة بمدينة حمص السورية) والذي قتل به عشرات الضحايا وعديد من الجرحى... ولا عن العديد من الأبرياء من الفتيان الين أعدمتهم داعش بمدينة الموصل العراقية, بجريمة مشاهدة مباراة كرة قدم على التلفزيون ما بين فريق أردني وفريق عراقي... دون أي اهتمام من أية وسيلة إعلام... وما كنا نراه من تراكم الأخبار الكاذبة عن سوريا يوميا.. وخلال سنوات.. عندما قرر السيد فابيوس وصديقه (الفيلسوف) برنار هنري ليفي أن الرئيس بشار الأسد, رئيس الجمهورية السورية, لا يستحق الحياة... أو لـم يكن هذا التصريح دعوة للقتل ودعوة لجريمة وتدخل آثــم مفتوح بشؤون دولة مستقلة, عضوة بالأمم المتحدة.. مثل فــرنــســا, هذه العشيقة المسنة التي عرفتها من سنوات طويلة... والتي أتوجه بكل حرية الفكر والتساؤل والنقد الذي علمتني إياه.. واليوم أتوجه بــه إلى سلطاتها وإعلامها.. وإلى العديد من أصدقائي هنا.. لماذا ليست عندهم ــ هــنــا وهــنــاك ــ نفس التحاليل والموازين؟.......
***********
على الهامش :
1ــ لا حاجة أن أكرر, رغم كل ما ورد بكلمتي هذه من ملاحظات وتساؤلات, بأنني لا أغير مدينة ليون لقاء أية جنة, كيفما وصفها المؤمنون بها, أو كما يحلم بها البعض. ولا أغير فرنسا Voltaire وMontesquieu و Jean-Jacques Rousseau ومبادئها العلمانية وفلسفاتها وانفتاح قوانينها واحترامها للحريات العامة وكل ما علمتني وما أضاءت لي من أنوار ثقافات متعددة مختلفة... وإني أميز دوما بين شعبها وأخطاء بعض حكامها.. وخاصة من توجهوا ببوصلة أمريكية لتحليل السياسة السورية وبعض أخطائها.. ووقعوا بنفس الأخطاء التي وقعت بها السلطات السورية خلال السنوات الأخيرة, بعدم حذرها وتفهمها لأخطار التطرف الإسلامي الذي فــجــر ومزق ســوريـا.. والذي يـوجه أصابعه الاخطبوطية إلى شــوارع فــرنــســا ومؤسساتها وحرياتها, وكل ما تقدم للإنسانية من أنوار وعلمانية.. والتي تبقى معتقدي الراديكالي الوحيد... لهذا يا أصدقائي أحذركم... أحذركم.. كما حذرتكم من سنوات طويلة.. ولم تسمعوا...
2ــ من يومين توفي ملك المملكة السعودية عبدالله. وبعد أقل من ساعة لوفاته, أعلن عن أستلام العرش لأحد أخوته كبير في السن أيضا. كما أعلن عن منصب ولاية العهد لأخ مسن آخر من نفس السلالة...
عادة بمثل هذه المناسبات أجد بضعة كلمات للتعليق على الحدث ولو باختصار... ولكنني بالفعل لم أجد أي تعليق (حيادي) بسيط بهذه المناسبة.. ســوى No Comment ...
لأنه من سنين بعيدة طويلة حــزينة.. ما من شـيء يتغير.. وما من شيء يمكن أن يتغير... ولن يــتـغـيــر بهذه المملكة... وما زالت الناشط السعودي الحقوقي رائف بدوي مسجونا, يجلد كل أسبوع خمسين جلدة.
3ـ آخر خبر :
وكالات الأنباء
ــ أعلنت داعش في سوريا (والكل بدأ يعرف من هي داعش) أنها أعدمت أحد الأسرى اليابانيين لديها ذبحا. وتأكدت الحكومة اليابانية من صحة هذا الخبر. السيد فابيوس, الذي ما زال وزير خارجية فرنسا.. تأسف وأدان. ولكنه ما زال يدين ويحارب بشدة السلطات السورية التي تحارب داعش من أربع سنوات!!!... حاولوا يا بشر تفسير سياسة هذا الإنسان اللامع...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية صادقة عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا




#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن هنا... ومن هناك...عن فرنسا... ومن سوريا...
- رسالة مفتوحة لوزير الثقافة السوري
- حذرا يا بشر... صرخة إضافية بوادي الطرشان
- رسالة لأصدقائي الفرنسيين... وغيرهم.
- ماذا بعد مظاهرات - شارلي -؟؟؟...
- رسالة من أنا شارلي...
- كلنا شارلي...
- خواطر و أخطار
- بعض التفسير الضروري...
- وعن جمع الشمل... بداية ونهاية...
- سنة الفشل... سنة داعشية حزينة
- عودة برسالة حب إلى دمشق
- خلاف و اختلاف
- أعياد و معايدة...
- محاضرة.. واعترافات أمريكية
- مسطرة مصغرة
- الرئيس الأسد بمجلة Paris MATCH الفرنسية...
- عذرا من القديسة بربارة...
- زيارة إلى سوريا...أو عودة.. وتصفية حساب
- تحية للجالية الأرمنية في فرنسا


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تساؤل عن حرية التعبير.. واختلاف الموازين.