أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - المنتخب العراقي بلا شارات سوداء














المزيد.....

المنتخب العراقي بلا شارات سوداء


محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)


الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تختلف الدول في العديد من تعاملاتها فيما بينها عن تعاملاتنا كافراد او عوائل ، فكما توفر لنا المناسبات الرئيسية فرصة لتغيير مسار العلاقات المتشنجة او حتى المقطوعة وجرها الى فضاءات التآلف والتقارب والمحبة والانسجام ، فان وفاة الشخصيات المهمة من اهم الاحداث التي تشهدها المجتمعات والدول، صغيرها وكبيرها ، في حين يمثل موقف الآخرين من هكذا احداث رسالة من شأنها ان تشير الى طبيعة العلاقات الثنائية التي يرغب لها المرسل ان تسود بين الطرفين.
ان رحيل جلالة الملك عبد الله عن الدنيا يمثل حدثا مهما واليما للشقيقة السعودية ، ونظرا للروابط العديدة والقوية بينها وبين العراق كالاخوة في العروبة والدين وكذلك الجوار وما يتشعب عنه من امتداد اجتماعي ومذهبي متبادل عابر للحدود ، والبترول وما يتشعب عنه من شبكة متينة ومهمة جدا من العلاقات التي لاتكون نتيجة تشنجها سوى الخسارة لكلا الجانبين وخصوصا الجانب الأضعف منهما ، ولما تشكله السعودية من أهمية كبيرة في الشؤون السياسية والاقتصادية تعدت الحدود الاقليمية، فان ذلك يحتم على العراق ان يكون اكثر حرصا على استغلال هذا الحدث على احسن وجه والعمل على جعله فرصة جديدة لتعضيد التقارب والانفتاح بين البلدين والتي كانت العربية السعودية سباقة اليه بمباركتها تشكيل حكومة العبادي في العراق واتخاذها العديد من الإجراءات الداخلية التي انعكست إيجابا على الواقع الأمني العراقي.
ان الواقع العراقي يفرض عليه ان يكون اكثر حرصا على ادامة تلك العلاقات وبث الحيوية فيها كلما اوشكت على الفتور سعيا منه وراء مصالحه.
لقد كشفت مباريات الدور الثاني لنهائيات أمم آسيا المقامة حاليا في استراليا عن موقفين متناقضين للفريقين العربيين العراقي والاماراتي من اعلان العربية السعودية عن رحيل ملكها ، ففي الوقت الذي لعب به الفريق الاماراتي الشقيق بشارات سوداء تعبيرا عن المشاركة الإماراتية لاشقائهم السعوديين احزانهم بفقدان ملكهم ، فان مالكي الأمور في العراق لم يكلفوا انفسهم عناء الطلب من منتخب بلادهم ان يحمل شارات الحزن التي من شأنها ان تعني الكثير للسعوديين.
ان تباين موقفي المنتخبين العراقي والاماراتي كان واضحا تماما واعلانا لايحتاج الى كثير من الرصد والتحليل عن وجهة نظر عراقية مغايرة لتلك الاماراتية من وفاة الملك السعودي على الرغم من ان الحاجة الإماراتية للعلاقات مع السعودية تعد قليلة مقارنة بحجم الاحتياج العراقي لها نتيجة لظروفنا الحالية.
لا تقف ترجمة الموقف العراقي هذا عند حدود فريق كرة القدم او حتى القائمين على الشأن السياسي العراقي ، بل تتعداه الى كونه تعبيرا عن الحجم الكبير للهوة التي تشكلت بين البلدين منذ سنين غير قليلة تضرب في جذورها الى بدايات تشكل الدولتين ، لكنها ازدادت عمقا واتساعا بعد 2003وسقوط الحكم البعثي واستلام الشيعة لمقاليد الحكم العراقي حيث كانت السعودية المتهم الأول عراقيا في تردي الوضع الأمني المصحوب بنزف كبير للدماء في بغداد وغيرها من المحافظات العراقية.
كان من شأن تلك الشارات السوداء ان تكون خطوة عراقية اخرى على الطريق الصحيح تضاف الى زيارة العبادي قبل فترة الى السعودية لاعادة أجواء الهدوء والألفة الى العلاقة بين البلدين والتي ذاق العراقيون الأبرياء مرارة تشنجها ، لكن يبدو ان العبادي قد وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه ، فهو بين مطرقة الباس الفريق العراقي شارات سوداء مشاركة للسعودية احزانها وترطيبا للأجواء بين البلدين وسندان الحنق الشيعي العراقي على السعودية.
كم كان جديرا بالقائمين على الشأنين العراقي والسعودي ان ينظروا بعين البصير الى المستقبل ساعين الى لملمة مشاكل الماضي وبناء علاقات عربية ترتقي بمجتمعاتهم الى درجات الاخوة والانسجام ، لتترجم الى شارات سوداء يحملها الفريقين العربيين الوحيدين الصاعدين لتعبر للعالم عن اشتراك العرب في مثل هكذا مصاب انطلاقا من معنى الاخوة والقيم العربية التي كثيرا ما تغنى بها شعراء وادباء هذه الامة المنكوبة بسياسييها ورجال مذاهبها.
أتمنى على الاخوة السعوديين ان يحسنوا قراءة الموقف المجتمعي العراقي الذي عبر عنه منتخب بلادهم وان يتعاملوا معه بهدوء واتهام لسياساتهم ومواقفهم من العراق الجديد ليعيدوا منهجة تعاملهم معه من منطلق الحرص على الاخوة بين البلدين ، وان لا يستفزهم خلوا ايدي لاعبينا من الشارات السوداء اذ طالما لبس العراقيون السواد دون مشاركة سعودية لمصابهم.



#محسن_حبيب_فجر (هاشتاغ)       Mohsen_H._Fagr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندمائيات 3
- العراق .. البحث عن نقطة التوازن
- رسالة الشيعة
- العراق .. هزيمة المجتمع وانتصار السياسيين
- منعطفات الحياة
- السعوديون ليسوا دواعش
- المجتمع من العقيدة الى الهوية
- سنينَ العُمر
- حُبٌّ وخوف
- عندمائيات 2
- نصائح في طريق الفكر
- كوني الحبيبة
- الى أبي علي
- موت
- صرخة في صمت
- بردٌ وإباء
- شكوى
- الى أخي عبد الحسن
- الانقسام المجتمعي
- لتذهب آثارنا الى السائح ولا تنتظر مجيئه اليها


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - المنتخب العراقي بلا شارات سوداء