أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد حياوي المبارك - سبع سبعات... أو أكثر















المزيد.....

سبع سبعات... أو أكثر


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 14:59
المحور: الادب والفن
    


سبع سبعات... أو أكثر

منوعة عائلة الرقم (سبعة)، متشابهة في حين ومختلفة بآخر، دعونا اليوم نعرجُ على بعضاً منها، ونركز على خصوصياتها...

(1)
تحيّر سائق سيارة الأجرة المرسيدس الذي كان يقل العائلة من مدينتنا بعقوبة حينما كنا في زيارة لبيتي أعمامي الواقعين في حي القادسية ببغداد، فقد صممنا نحن الأولاد أن يتجه بنا أولاً لبيت عمي المرحوم (أبو صادق)، بينما أراد الوالد أن نبدأ الزيارة لدار العم الأكبر المرحوم (أبو صباح).
وتساءل أبي: ليش الإلحاح من جنابكم...؟
الجواب الذي أعطيناه لا علاقة له بالسؤال، قلنا ببساطة أن دار عمي (أبو صادق) مبني وسط قطعة الأرض بينما دار عمي (أبو صباح) ملتصق (بالتيغة) من أحد جانبيه !
وضعتْ إجابتنا أبي في تساؤل أكبر، فتجاهـَلـَنا في الحال مع ابتسامة أمام السائق أستشف منها أن يتجه كما وددنا !
وما أن وضعنا أوزارنا حتى تجمعنا صبيان وبنات وانقسمنا فريقين متساويين وانطلق أحدنا على عَجَل يجمع من أمام دكان مجاور بعض سدادات قناني المشروبات الغازية (سيفونات).
فالنهار أمامنا ليس بالطويل وعلينا تهيئة مستلزمات المنافسة سريعاً، الكراج الواسع وزوايا الحديقة وأشجارها الكثيرة والكرة الصغيرة... كلها أمست جاهزة بحوزتنا وما علينا سوى أن نبدأ...

إذاً لنبدأ لعبتنا المفضلة... (سبع سيفونات) !
لما عدنا للبيت، كان لأبي معنا عتاب واستفسار عن الفرق الذي نجده بين داري أعمامنا.
قلنا لأن لعبة (سبع سيفونات) تحتاج مساحة كافية و دوران كامل حول البيت وإلا (ينحصر) اللاعبين ويخسر الفريق بسرعة !
... لست ادري هل أقنعناه بكلامنا أم لا، ولكي لا يذهب بأسئلته أكثر، بادرناه بسؤال بدا أنه في غير محله...
ـ لماذا السيفونات (سبع) وليس رقم زوجي... ست أو ثمان؟
لم أحصل على إجابة محددة لسؤالي، لكنه قال ربما اختيار الرقم (سبعة) كونه أول عدد فردي لا يقبل القسمة لربع أو نصف نقطة، لذا يجب أتمام العمل كاملاً للحصول على النقطة التي ستبدو ثمينة وتدعوا لنشوة الأنتصار والأحساس بالفوز...
بيدَ أن ما ذهب فكري إليه هو إجابة أخرى، أنّ شكل وحجم (السيفونات) لا يحتمل زيادة عن (سبع) فيصعب وضعها على بعض أو نقصان فيسهل ترتيبها، أي أن التجربة أفرزت المطلوب بأن يكون لعناء الفوز طعم لذيذ... وأظن أنني كنت في ذلك على صواب !
إذاً السبعة رقم له خصوصية ويحمل طقوس خاصة في أمور كثيرة !

(2)
في قاعة متحف الفن الحديث (كولبنكيان) في ساحة الطيران ببغداد، كنت أشاهد أعمال نحت وسيراميك لكبار فنانو العراق، وكان يشتمل حقاً على تُحف فنية رائعة، من بينها أحد الأعمال وقد وُضِع بمكعب زجاجي ولا يمكنك مشاهدته ـ لصغر حجمه ـ إلا من خلال (عدسة مُكبرة) ثـُبتت أمامه، كانت تكشف ـ العدسة ـ للمُشاهد عن إبداع لفنان بتشكيله تحفة فنية (مجهرية) مميزة زرقاء اللون، كانت... (أم ســـــبع عيون).
أم سبع عيون، (خضرمة) بأنواع وحجوم مختلفة، منها عادي (صناعي) من البلاستيك أو السيراميك وآخر (طبيعي) محفور في بعض الأحجار الكريمة.
ويبدو أنها اكتسبت سمعة عريضة بسبب (الايمان) في المجتمعات المتخلفة بأن يمكنها طرد الحسد، لدرجة انهالأم في الريف كانت تشتريها من الصائغ وتلصقها بواسطة علكة (بشعر) مولودها الحديث !

لا يعلم الكثير إأن (سبع عيون) الحالية ورثها العراقيون من البابليين، حيث يعتقد البابليون، أن النفس الشريرة أو الإشعاع المنبعث من العين الحاسدة، حين يتشتت أو ينقسم إلى سبعة أقسام يفقد قابليته على الإيذاء في الشخص المحسود، ومن هنا وجدوا من الأفضل تعليق تعويذة سميت بـ(سبع عيون) فعلقوها في قصور الملوك وفي الساحات العامة وعلى جدران وواجهات البيوت، كما اعتقدوا أيضاً بان اللون الأزرق هو لون الماء الذي له القابلية على امتصاص الأشعة المنبعثة من العين ولذلك صنعوا التعويذة باللون الأزرق...
ولا يزال بعض العراقيون يستعملوها ويؤمنون أنها فعلا تبعد حسد الحاسد دون علمهم بأساسها البابلي الأسطوري، ولا بأس من ذلك طالما تبعث في نفس المرء الراحة والطمأنينة...

والسؤال الذي يطرح نفسه هو في مدى تأثيرها في (رد) الحسد فعلياً، والجواب بالتأكيد نسبي يتراوح بين المائة بالمائة والصفر، إلا أنها فيما يبدو (ناجحة) لدرجة انه صار حتى من يبني بيت جديد، يقوم بتعليق خضرمة بحجم (جمبو) على (تيغة) السطح بواجهة الدار، و(يُقال) إن تأثيرها اكبر من (طبعات) دم الذبيحة على باب الدار والدكان !

(3)
وثالثاً لنسرح معاً مع قصة (الأميرة والأقزام السبعة) وكيف نار الحقد والغيرة دفعت الساحرة للاتفاق مع صياد أن يتخلص منها في الغابة، إلا انه لم يقتلها وقام بخداع الساحرة، فحاولت ـ بعد أن أخبرَتها مرآتها بأن الأميرة لا تزال هي الأجمل ـ بشتى الطرق التخلص منها، وكان (سبعة) أقزام قد احتضنوها في بيتهم الصغير، فتخفت الشريرة بثوب الطيبة لتناولها مشط سام ثم تفاحة سامة... وهكذا تتشعب الحكايات في ممارسة الشر وكيف الخير في النهاية ينتصر...
http://www.youtube.com/watch?v=QmOyikDNDCE
فيلم الكارتون الممتع (الأميرة والأقزام السبعة)

× × ×
وما دمنا نبحث عن افراد عائلة الـ (سبع)، أرجو أن لا نخلط بينها وبين (سبع الغابة)، فهو مَلِكها ـ كما تُخبرُنا القصص ـ ولا علاقة له بالرقم سبع، وللعلم فقد ظهر أن السبع من الحيوانات الكسولة يقضي نهاره نائماً بينما تقوم اللبوة بعمل كل شيء، فهي تلِدُ الأشبال وتربيهم وتصطاد لهم الطعام وتعلمهم الصيد والاعتماد على النفس حتى العامين، وكل ما يقوم به الضرغام هو الزئير ـ لمّا يستيقظ ـ وان يُعيّن حدود (مملكته) ببث رائحته حولها معلناً أنه (ماكو) سبع يُسمح له بأن يتجاوز حدوده.
وعندما يجوع يقوم باصطياد فريسته ولا يسمح لأولاده أو زوجاته مشاركته طعامه في الوقت الذي يسمح لنفسه مشاركتهم حينما يجد المأدبة أمامه، وعندما (يختلي) بأحد لبواته يمكنه مضاجعتها بمعدل مرة كل نصف ساعة ولثلاث أيام متواصلة !

وما دمنا بصدد (سبع) لا علاقة له بالرقم سبع، فـ (سبع) الدجيل رجل مؤمن صالح هو السيد محمد بن الإمام علي الهادي، وكان متقي ربه متعبد، يُعتقد انه مات مسموماً عن عمر 34 عام بسبب كثرة أعداءه لأنه قطع عليهم ـ بمواعظه وحكمته ـ سبيل الجريمة، وقد شاع انه كان يُخيف قطاع الطرق والسرّاق حين ينطوي الناس تحت جناحه في منطقة الدجيل شمالي بغداد حتى بعد مماته، ومن هنا جاءت التسمية التي تعني انه بطل منطقة الدجيل وحامي أموال أهلها وأعراضهم على مدى السنين.
× × ×

(4)
ولنعد الى السبعات التي نحن بصددها، (فسبع) أبكار هي منطقة بساتين متاخمة لشمالي مدينة بغداد، وهي تزهو ببساتينها وغابات أشجار النخيل وتحتها أنواع أشجار الحمضيات والفواكه، وكانت مزارعها على نهر دجلة تجهز بغداد بالغلة الغذائية الطازجة يومياً، ويقال أن تسميتها جاءت لتواجد (سبع بكرات) عُلقت بها جرادل بحبال تسحبها جياد لرفع المياه التي تسقي الحقول.

(5)
والسبعة التالية هي عجائب الدنيا (السبع) سواء القديمة أم بعد (تحديثها)، ولي معها حكاية طريفة، حيث ينتشر في عمّان شباب عند مداخل( المولات) يُرَوّجون لشركات (شبه وهمية) عن حجوزات سنوية لفنادق، أي تشتري غرفةٍ ما في (الهواء) وتدفع أقساطها شهرياً، ويحقٌ لك شغلها لأسبوع كل عام في أحد فنادق تنتشر على امتداد أرض الله.
يقوم هؤلاء الوكلاء بطرح سؤال بسيط كطريقة لاستهداف الضحية، فإذا تُجيبُ عليه، يقوم باصطحابك لمكتب الشركة المفترضة، وهناك يُجبروك توقيع عقد دفع أقساط شهرية لقاء عقد إيجار لا قيمة له.
ولكي نتجنبهم كنا إما أن نعتذر لهم أو أن نعطي إجابات خاطئة !
في أحدى المرات (تراصف) أحد هؤلاء الشباب لأبن أخي (سيف) الذي كان لا يزال صبي، وكنت قد حذرته من أمثالهم، فسألهالشاب أن يذكر أحد عجائب الدنيا (السبع) ووعده بهدية قيمة (سفرة طيران وإقامة مجانية !..
لكن سيف قال متهرباً انه (لا) يعرف أياً من (السبع) عجائب، فقال له في مصر آثار عظيمة بناها الفراعنة... قال (باستهبال) لا أعرفها، فأبتسم الشاب وقال هل أنت عراقي؟ نعم، أجاب، قال لديكم احدها في بابل، قال سيف لا أعرفها، قال حدائق وجنائن، لست أدري، أجابه، لم يفقد الشاب الأمل فقال بأنها رائعة وعلى شكل جبل مزروع بناها...

ولما لم يجد سيف مناصاً سوى التهرب بإعطائه إجابة خاطئة، قال...
ـ عرفتها آثار بالعراق في بابل وبناها نبوخذنصّر لحبيبته...
قال الشاب: مضبوط ما أسمها ؟
أجابه... سد مأرب !
تنهد الشاب بعد جهود عشر دقائق وأدار وجهه يمين ويسار ليتأكد من عدم تواجد من يسترق السمع، وقال بحسرة...
ـ (برافو عليك) راح أعتبر إجابتك صحيحة !

(6)
والسبع موبقات وهي ما يُنهينا عنها الله وتحرمه الأديان، تلك التي هي (الكبائِر) ومرفوضة في العقيدة الإنسانية (السحر الأسود، الشُرك بالله، القتل المُحرم للنفس، الربا، أكل مال اليتيم، الطعن بالشرف وشهادة الزور، التخلف في الدفاع عن الوطن والعقيدة)

× × ×
وهكذا كنا بضيافة بعض السبعات، وهناك غيرها المزيد، (سبع) قصور في بغداد، و(سبع) طبقات السماء كما تتحدث عنها الأديان، و(سبع) قارات والمعلقات (السبعة) وسبع (صنايع) المثل العراقي المعروف و(سابع) جار... والقائمة تطول والموضوع مفتوح...

وبينما أصلُ معكم لخاتمة مقالي أرجو أن لا ننسَ السبع سبعات أعلاه...
سبع (سيفونات + عيون + أقزام + بكرات + عجائب + موبقات)
... ولكي لا يتهمني أحداً بالسطحية في مقالي، أرجو أن لا ينسَ أنه ـ مجرد كلام ـ وأرجو صادقاً أن لا يلومني آخر على خطأ ارتكبته بأن مجموع السبعات أعلاه ليست سبع بل ست، لذا سنكون معاً بضيافة (الأخوات السبعة) في بحث جاد مستقل، ونتعرف عمّا لهن وعليهن، تلك الأخوات (السبع) ووصيفاتهن (السبع) ذات تأثير شديد اليوم على الخارطة الاقتصادية و(السياسية) في العالم.

عماد حياوي المبارك

الفائدة :
× تذكير بألعاب الصبا التي باتت على حافة الاندثار وحكايات الأميرة المرتبطة ببراءة الطفولة أيضاً.
× التنبيه ـ قدر الإمكان ـ من شركات سياحة وهمية و وكلاء (لزكة).
× وكنا بضيافة ملك الغابة وزرنا سبع الدجيل وتجولنا في سبع أبكار وعرفنا اصل أم سبع عيون.
× يقوم متنزه وطني على بحر المانش بإنكلترا أمام (سبعة) تلال بيضاء متكونة من صخور طباشيرية.



أغنية المطربه أحلام وهبي
سبعة أيام من عمري حِلالي

http://youtu.be/vXUEyknQavo



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان (الأبل بوب)
- سيمي كوندكتووووور
- الفضولي... يصل الأحمر
- كفتحري
- مجرد كلام كلاب... وسفن آب
- خُبزة (7) وطماطيّة
- ذاك ال(6)طاس وذاك الحمّام
- أي(5)ام صعبة
- هولوكوست المل(4)جأ رقم 25
- م(3)ركز 12047
- جليكان مل (2) يان بالمجان
- خ(1)راب البصيّة
- (سِكس) طابوق
- الأمرأة التي تحب عمرها... وتعشق الحياة
- هل أنّ الشاعرَ موسيقارٌ؟
- أميريغو فسبوتسي
- أول مَن نطقَ (أحبكِ)... مجنون!
- مورفي... مورفي
- كارتير... بوري
- قوم الآنسة (بك كي)


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد حياوي المبارك - سبع سبعات... أو أكثر