أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - التسنن العربي والتشيع الصفوي .... فكر الإنحراف العنصري















المزيد.....

التسنن العربي والتشيع الصفوي .... فكر الإنحراف العنصري


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 14:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التسنن العربي والتشيع الصفوي

من المفارقات التاريخية أن يخرج البعض وبكل غباء الرمل ليقول أن التشيع الذي أنتشر في البلاد العربي له جذور مجوسية صفوية ومرتبط بالأصل في الفكر اليهودي ويتخذ من الدين التوراتي معظم خطوطه العامة وحتى التفاصيل , وهذا الأمر لا ينكر لأن من مظاهر التشيع أرتباط الشيعة بأئمتهم كما يرتبط اليهود بتقديس أنبيائهم وأحبارهم وما إلى ذلك من السرديات التي تشعر القارئ بالقيح من التنظير المقرف تحت ظلال التحريف الذي غطى المتكلم من رأسه إلى أخمص القدم .
في الوجهة المقابلة يظهر المتكلم أن التسنن العربي ما هو إلا الوجه الأصيل لفكرة الإسلام وأن مجرد التمسك بالنصوص كما هي كما نقلها الصحابة والتابعين والاعتزاز بمنجزهم وضمان عدم التعرض لهويتهم الدينية والتاريخية إنما نفرد المساحة الحقيقية لصورة الإسلام العروبي الإسلام الذي جعل العرب منهم سادة للأمم وقريش سادة العرب والمهاجرين من قريش من الأصحاب وألال حتى من زل وضل يبقى محفوفا بالكرامة للنبي العربي الأمي .
ومهما تعالت الأصول الغير عربية في إيمانها وأستكملت شروطه يبقوا موالي للسادة ولا ينقص من منزلتهم شيء ولا داع أن نؤمن أن شرط الإنسانية في الإسلام لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى , مدار التفريق ليس مدار مفاضلة جنسية بل مفاضلة إيمانية ويبقى العربي عربي والأعجمي وكفى الله المؤمنين أن بعث فيهم رسولا , ومن هم غير العرب لم يبعث الله من بعد غيره وبه ختمت الصفحات وهم المؤمنين حقا.
مناقشة هذه الطروحات لا بد ان نبعد عن فكرتنا مسألة الذم والتكفير والتمييز العنصري وأجترار التاريخ ولكن يبقى السؤال الأهم والأجدر هنا , هل ولد التسنن العربي أولا أم التشيع الصفوي أولا ؟, عند الإجابة القاطعة يمكن لنا أن نستظهر حقائق التاريخ كما هي بلا تزوق ولا تزويغ ,مرة اكيد شديدة المرارة صادمة وصادعة نعم هي كذلك ,منحرفة غير أصيلة الأجابة والواقع نعم لا ننكر ,إذا ما الفائدة من طرح فكرة التناقض هذه ,إن كان التسنن العربي هو أول من ظهر فهذا يعني المصيبة الكبرى أنه خروج أول الخارجين عن الإسلام فلم الخروج بهذا العنوان وهو الأصل كما يزعم البعض , وإن لم يكن كذلك ما مبرر بيانه الخاص ؟.
أما لو كان التشيع الصفوي هو الجذر الأول وأن ردة الفعل كانت ظهور التسنن العربي فكم كان غبيا هذا الذي جعله الله خير امة اخرجت للناس أن يترك عنوانه الرئيس لأن ثلة أو بعض ثلة من الذين ساقتهم سيوف العرب للإسلام بقوة الصرخة الدينية أستطاعوا أن يزلونهم من الطريق السوي والصراط المستقيم ليتحولوا وبمكر المستضعفين وغباء الفاتحين من كل هذه الأمة المرحومة إلى لعبة سهلة وبموجب خديعة لا تنطلي على عاقل فيمزقوا دينهم ويصبحوا أمم بدل أن يحفظوا عهد الله وأن يراعوه حق الرعاية.
قد يقال من البعض أن دخول المجوس والصفوين لدين الله كان غلطة تأريخية كبرى أرتكبها قادة الإسلام الأوائل وعليهم كان أن يتخذوا فيهم خيارين لا ثالث لهما أما التصفية البدنية لأن المجوس لا يمكن أن ينسوا دينهم أو أن يبقوهم على دينهم ويأخذوا منهم الجزية عن يد وهم صاغرون , ما كان للمسلمين الأوائل أن يجعلوا منهم مسلمين وما كان الأجدر أن يتعلموا حدود ما أنزل الله كي لا يفسد دين الرب .
كان الأجدر بالأعراب أن لا يكونوا مؤمنين وأن لا يتعلموا حدود ما أنزل الله ,لأن الله أخبرنا بذلك ,الله رب اهل التسنن الذي بعث نبيه رحمة للعالمين ولم يبعثه جلادا ولا منتقما ولا نبيا للعرب من دون الأمم ,إنه رب الناس رب المشرق والمغرب لعلكم تعرفون ,لو فعلها النبي ولم يدع الفرس لدين الله ولم يدخل أوائل المسلمين المجوس في دين محمد هل نجد اليوم بخاري وابن سينا والرازي والأصفهاني ووو الكثير من علماء وأعلام التسنن العربي ,بل جزما لم نجد عندهم غير السدوسي وأشباهه من أصحاب الكيس وأهل الصفة ومن لا يعرف الفرق بين البحر والنهر وبين الثرى والثريا .
لا التشيع بلغ كامل صورة الإسلام التماميه كدين بصفته الأولى العربي ولا بصيغته المختلقة الحالية الصفوي ,ولا التسنن الوافد للإسلام من أهل الكتاب والملل الأخرى بصورته الأولى والمتخذ عنوان العروبية في وضعه الراهن بلغ مقدار الأحتواء الكامل لما في سماحة الإسلام من قوة وقدرة على أن يكون إنسانيا جامعا فوقيا أصيلا يجمع ولا يفرق ,لأن كلا الوضعين في رأي ممن عمل على تجذير المفاهيم وتأجيج دائرة الاستقطاب كان الهدف لما يعمل ويريد, وجود الإسلام كدين مثالي إنساني أخلاقي حقيقي لم يعد مرغوبا به ولم يعد ممكنا أن تنمو الإمبراطوريات القبلية والعائلية مع بساطة علي وحزم عمر وعفة أبا ذر ,لم يكن هناك قدرة لهذه القوى أن ترى المسلمون كالصف الواحد وتعتاش معه وتتأقلم به ,لا بد من قوة تفجر هذا الجسد الواحد فكان التشيع والتسنن عناوين .
القراءة التاريخية الحقيقية لمجريات الأحداث لا ترمي أحد من خارج الدائرة العربانية داخل دائرة الاتهام الأساسية , لم يكن الفرس هم من قاد العصيان الأول على حاكم الدولة العربية في المدينة ,ولم يحاصر المجوس بيت الخليفة عثمان ليقتلوه , ولم تكون جيوش فارس بالقرب من المدينة ولم تنصر الخليفة واجب الطاعة ,كما لم يخرج هؤلاء الحمران على إمام البيعة والعهد والحل والعقد ,كما لم يكونوا من المارقين والناكثين والقاسطين , ولم يحملوا أم المؤمنين لمحاربة إمام زمانهم ولم يبايعوا الخليفة الذي بعده ثم يقولوا عاهدنا الحسن بن علي على امور وها هي تحت أقدامي , فعلها الأعراب ومن هم في حزبهم ممن أطلقهم الرسول لوجه الله أحرارا بعد أن أظفرهم بهم .
صحيح كانت هناك نوايا خبيثة عند الدهاقنة والأحبار والرهبان وبعض ممن نافق وممن كفر وممن أشرك ولكن مجتمع قابل وقادر بالقوة أن ينخدع برفع المصحف وإمامهم ينبه لهم أنها كلمة حق يراد بها باطل , لا يمكن أن تكون معصومة من الزلل والانبطاح تحت مقولات أن العرب سادة الأمم وأن قريشي في الجاهلية هو ومنزلته قريشي في الإسلام , يعني أبو سفيان المعظم كان وسيكون معظم سواء أكان هنا أو هناك وعلى بلال وعبدا الله بن مسعود وعمار أن يبقوا تحت وصاية الرجل وأبنائه وغلمان قريش ولا دخل للإيمان والسابقة والإخلاص والطاعة لأن هذا عربي وأولئك موالي أعاجم لا قيمة لهم لا في دار الندوة ولا في دار المقامة .
هذا ميزان التسنن العربي وهذه مبررات التشيع الصفوي ,لا هذا ولا ذاك زاد في قيمة الإسلام ولا بنى حجرا يعضد به حائط المسلمين دعوات وصراخ وضجيج وتنابز بالألقاب ,فلو كنت مسلما شجاعا لأيقنت أنك تحارب الله ورسوله عندما تقول أنا سني عربي أو أنا شيعي صفوي ووو ,حرب الله ورسوله كانت هذه عناوينها منذ آدم وإبليس عندما نسي أن عبد الله وقال خلقته من طين وخلقتني من نار والعرب أفضل من العجم ,هذا الدرس لن ينسى ولم يمحى ويتقربون لله بالأرواح التي تزهق يوميا وبالأعراض التي تتك يوميا بدون وجه حق وبالأخر الجميع ينتظر لا إله إلا الله محمد رسول الله ليصلوا , تعسا لكم ولصلاتكم أيها القتلة الفجرة أعوان الشيطان من أين ما تكونوا ,عربا أما عجما تزعمون .
نسي الجميع قاعدة المفاضلة الأساسية في الإسلام وهي الخيرية والأحسنية التي لا قاعدة أخرى أمام الله كي تكون المعيار الصادق في تقسيم الرحمة "خير الناس من نفع الناس" لذا كانت الرسل أكثر الناس خيرية لأنها الأكثر نفعا حينما قدمت لنا أنفسها النموذج الذي يحتذى به ,وبعدهم الأولى فالأولى , أين الخيرية في إخراج الناس أفواجا من دين الله , أين الخيرية في قتل الناس أفواجا ,أين الخيرية في تكفير الناس أفواجا وأفواجا والجلوس محل الرب في مقعد القضاء والحكم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد الماء .... والمجهول _ قصة قصيرة
- وصايا الأب لأبن
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح3
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح1
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح2
- من يحمي الدين من سطوة التاريخ
- أنتظار المنقذ التاريخي شكية الصورة أو شكية الإمكان
- الإنسان وعالم يعيش واقع مخيف
- على وقع ما جرى في فرنسا
- الحروف التي حللها الرب
- عن الثقافة والمثقفين وأزمة الهوية
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث, ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1
- صلاة في باحة المخمر
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح1


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - التسنن العربي والتشيع الصفوي .... فكر الإنحراف العنصري