أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو عبد الرحمن - كم تدفع لمن يموت شهيدا فداء حياتك؟















المزيد.....

كم تدفع لمن يموت شهيدا فداء حياتك؟


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 08:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عمرو عبدالرحمن - يكتب
تكررت علي مسامعي وبصري مقولة غريبة تتردد أحيانا علي ألسنة بعض الشباب، ومفادها: (إن لا داعي للإشادة برجل الشرطة أو جندي الجيش ، فهو يقبض ثمن مجهوده مقدما في صورة حوافز وترقيات ومميزات و"بريستيج"، إلخ.. وأنه حتي إذا استشهد فلا مبرر لتحويله إلي بطل .. لأنه هو من اختار الدخول في الكلية الحربية أو الشرطة، وأنه دخلها لمجرد اكتساب الهيبة والنفوذ والتكبر علي خلق الله!!!!".

وبدوري أسأل هؤلاء، إلي متي تبقون أسري لمفاهيم طرأت علي حياتنا لفترة من الزمن ثم راحت دون رجعة، ولماذا الإصرار علي التحدث بلهجات "قديمة" أشبه باللغات الميتة، في وقت تمضي فيه الاحداث بسرعة الفيمتو ثانية، ويصبح بالتالي ما جري قبل السنوات الأربع الماضية، وكأنه من دهور مضت.

هل معني أن ضابط الشرطة المصري أو الجندي لم تتغير هيئته أو مكان عمله أنه لم يتغير مثلما تغيرت مصر كلها، أو كادت أو علي الأقل، بطريقها للتغيير، شاء من شاء وأبي من أبي؟

وهل تغيرنا نحن لكي نتوقع أن يعود كل ضباط الشرطة كما كانوا وكنا نعتبرهم نموذجا للتضحية والفداء، كما أثبتوا مرارا وتكرارا، وما بطولاتهم في الاسماعيلية ضد قوات العدو البريطاني يوم 25 يناير 1952، إلا مجرد ورقة من ملف الشرف والكرامة للشرطة المصرية في كل العصور؟

وحتي إذا سلمنا بالاتهامات بأن هناك لازالت انتهاكات تجري هنا أو هناك، وأن ضباطا لازالوا لم يواكبوا الحدث ويعيشون في ماضي ولي وراح إلي الأبد، فهل يعني ذلك أن نقوم بجلد وزارة الداخلية بأكملها متناسين أن التغيير قد حدث بالفعل ولكنه من المؤكد سيأخذ وقتا لن يطول.

ودليلي علي ذلك أن فاتورة الدم الطاهر التي يدفعها رجال الشرطة المصرية في حربهم المقدسة دفاعا عن أمن مصر، من المؤكد أنها تغير نفوس وقلوب الذين لم يستجيبوا بعد لنداء التغيير حيث ولا شك أن ضابطا مهما بلغت قسوته وشراسته وتجبره في الأرض، لا يمكن ألا يتغير حينما يصبح كل يوم ليجد رفاق السلاح يتساقطون من حوله شهداء في سبيل الله والوطن.

دعني عزيزي القارئ أذكرك بشيئ بسيط : إن من يدخل الطب او الهندسة او الاقتصاد والعلوم السياسية ينتظر ان يبني مستقبله .. اما من يدخل الشرطة والجيش فهو يدخل هذين المجالين لكي يبني قبره ..

يا تري كم تحب أن تقبض من راتب وتحصل علي مميزات و. و . و . في مقابل وظيفة أنت معرض فيها للموت كل لحظة .. ؟؟

صحيح أن البعض - ولو القليل منهم - يدخل الكليات العسكرية والأمنية للتباهي والمنصب والجاه والنفوذ، لكن هؤلاء سرعان ما تعلمهم "الأيام والليالي" والأحداث الجسام التي أصبحت تمر بها البلاد في كل بقعة منها، ليفهموا في النهاية أن مهتهم مقدسة ووظيفتهم مهما تعددت مميزاتها فهي لا قيمة لها أمام فقدان الحياة في أنبل صورة، وذلك ليس دفاعا عن النفس أو حتي الأهل .. بل دفاعا عن أناس لم يعرفونهم من قبل وذلك لمجرد أنهم : مصريين.

وسرعان ما يتساوي الجميع، جنودا وضباطا، جيشا وشرطة، ويسري علي الكل وصف الحديث الشريف لهم بأنهم : خير جند الأرض .. وينطبق عليهم وعد الله علي لسان نبيه محمد - صلي الله عليه وسلم - بأن عينان لا تمسهم النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله.

السؤال مرة اخري : تري هذا الرجل الذي وهب نفسه لكي يحميك وهو لا يعرفك اصلا، ويدافع عن دمك وحياتك وشرفك وعرضك المتمثل في أمك وأختك وابنتك وزوجتك، كم يستحق أن تدفع له في مقابل هذه الوظيفة؟؟؟ (وذلك بصفتك مواطن ومن منطلق أن رواتب الجنود والضباط هي في النهاية من جيوب المواطنين .. البس كذلك؟).

ألف؟ . الفين؟ . ملايين؟ . عمرك كله؟

كل هذا وأكثر، لا يكفي تقديرا وردا للجميل الذي يقدمه لك - الآن - وطواعية، هذا الجندي أو الضابط، بينما أنت تقضي حياتك بشكل طبيعي جدا ما بين عمل او دراسة أو نزهة أو ساهر علي مقهي أو في السينما أو نائم في ليلك بحضن زوجتك أو في منزل أهلك أو حتي بائت بالخارج وسط أصدقائك.

وإلي الذي لازال لا يريد أن يقتنع أن الشرطة قد تغيرت، عليه أن يعيد النظر في رأيه (القديم جدا) ويقرأ معي الآتي:

أولا : قبل السنوات الأربع الماضية، كانت الشرطة شرطة نظام .. أي تحمي النظام أولا ثم الشعب . وطبعا كان هناك تجاوزات طبيعية من الضباط باعتبارهم بالمقام الأول بشر .. وأي انسان يجد في يده سلطة مطلقة نادرا ما يستطيع الحفاظ علي توازنه النفسي تجاهها واحيانا يسيئ استغلالها (فالرجال تختبر بالسلطة والنساء تختبر بالذهب.. كما يقولون).
ولكن .. ورغم ذلك فيحسب للشرطة المصرية أنها كانت حامية البلد كلها من طوفان الارهاب الرهيب الذي أغرق جميع البلدان من حولنا في بحور الدم، ما عدا مصر بفضل الله.
والآن وفي ظل الحرب الشاملة التي تخوضها مصر ضد الإرهاب الدولي الذي تخوضه علنا ضدنا دول بأكملها.

ثانيا : الشرطة اليوم شرطة الشعب وأتحدي - حتي الاخوان أن يجرؤوا - علي اتهامها بأنها شرطة النظام - ببساطة لأن مصر الآن بلا (نظام) ولكن هناك دولة ذات مؤسسات سياسية وعسكرية وأمنية .. فلا الرئيس عبدالفتاح السيسي منتمي لحزب (كما كان مبارك يحكم مصر بالحزب الوطني) . ولا الشرطة موالية للجيش .. ولا للرئيس .. ما يعني أن الجيش والشرطة والدولة كلها تتحرك كمؤسسات في اطار جبهة واحدة : جبهة الثلاثين من يونيو.
والواضح بشدة أن هدف اعدائنا الوحيد الآن هو هدم هذه الجبهة بأي شكل، والايقاع بين الشعب وشرطته بأي ثمن، ولكننا - كمصريين - لن نسمح له بهذا مهما كان الثمن ومهما كانت الوسيلة.

ثالثا : يستحيل ان يزعم أحد ان أم الديمقراطيات في العالم خالية من التجاوزات .. ومشاهد قتل السود في شوارع امريكا بالرصاص الحي وبدون أي مبرر ولا حتي مظاهرة ماثلة أمام أعيننا بالصور والفيديو؟؟؟
فهل كان هذا مبررا لأي مواطن امريكي كي يرد علي التجاوزات بتنظيم مظاهرة تستهدف حرق مبني الداخلية الامريكية .. كما فعل الخونة والعملاء والجهلاء من قبل في مصر أيام شارع محمد محمود "السوداء"؟؟؟

رابعا وأخيرا : ثبت الأن ان ما جري في مصر وتونس واليمن وسوريا كان سيناريو واحد هدفه هدم الدول وليس اسقاط انظمة لصالح شعوب مقهورة .. ما يعني أن كل من خرج في يناير 2011 كان لا يخرج عن اثنين لا ثالث لهما :
إما جاسوس وعميل ابريلي او إرهابي اخواني محرك للجموع كما ما تدرب في صربيا وامريكا علي تحريك الحشود سلميا في وجه السلطة لكي يتم افتعال مواجهات دامية يسقط فيها قتلي وتحميل فاتورة دمائهم للأمن.......
وإما جاهل بالمؤامرة ومغيب لا يدرك من وراء اطلاق موعد 25 يناير اصلا ولا لماذا ونزل علي نياته .. فمات ..
وبالتالي لا يمكن يكون الجاسوس شهيد ولا يمكن أن يكون الجاهل شهيد ...

وحده الذي يحمل سلاحه ويموت دفاعا عن أرضه وشرف وعرض أبناء وطنه.. وحده هو الشهيد في مصر الآن.

تري : كم تريد أن تدفع لمن يدافع عنك وحياتك وأرض وعرضك ووطنك؟



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا تقود عدوان Nato علي مصر وهتاف الإخوان : إلي الأمام أرد ...
- الفراعنة ليسوا مصريين : الفراعنة هم الهكسوس.. (بالأدلة)
- الفراعنة ليسوا مصريين بل الهكسوس هم آل فرعون ( 2 )
- عمرو عبدالرحمن : ناصر واجه العدو الصهيوني والماسوني بصلابة ا ...
- أعراض سيادية !!
- الحرب علي ISIS الخدعة الأميركية الكبري !
- مصر و السنين السبع العجاف !
- القرضاوي : صنم الإرهاب الأكبر !
- رؤوس الإخوان التي أينعت تحت قبة الأزهر !!
- المناورة 13: -إسرائيل- اشترت 2/1 ليبيا والنيتو يحاصر مصر
- الماسون والإخوان يحاصرون مصر - السيسي
- حورس صقر مصر ينتصر علي اليهود مرة أخري ( 1 )
- التركماسون
- سبع أدلة تفضح أكذوبة تسريبات إخوان الإرهاب
- مصر انتصرت في أولي معارك الحرب العالمية الثالثة
- عندما أعلنها صقر مصر مدوية: إما نحن وإما (إسرائيل)
- اشتعال صراع الحضارات بين -HAARP- أميركا وأهرامات مصر
- 3 ضربات زلزالية تلقتها مصر بسلاح (HAARP) في 24 س
- أميركا قررت قصف مصر بالنووي
- ليلة الألف نجمة ونجمة: ميلاد مملكة داوود الماسونية!


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو عبد الرحمن - كم تدفع لمن يموت شهيدا فداء حياتك؟