أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - التكفير الثقافي، ومصحف أمل دنقل- (!)















المزيد.....

التكفير الثقافي، ومصحف أمل دنقل- (!)


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1313 - 2005 / 9 / 10 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما أحببت الشعر وأنا تلميذ صغير .. تصورت أن مثل ذاك الجميل الرائع الذي هو الشعر لايمكن الا أن تحبه كل الكائنات الحية وغير الحية .. من الطير الي الشجر الي الحشرات والحيوانات وحتي الصخوربالاضافة الي الانسان بالطبع ..
وعندما كبرت قليلا ، اكتشفت وجود من لا يتذقون الشعر..
وعندما كبرت أكثر اكشفت أن هناك ليس وحسب من لا يتذوقون الشعر ، وانما من يمقتونه مقتا ويكرهونه كراهية لا تعادلها الا كراهيتي التي لا حدود لها لمادة أو علم الجبر ..، الذي يعجز عقلي تماما حتي الآن عن استيعاب حرف واحد منه ، وأكرهه جدا لأنه طالما عري غبائي أما مدرسيه وأنا تلميذ وأمام زملائي التلاميذ أيضا..
واكتشفت كذلك وجود اناس اذا ذكرت أمامهم كلمة جبر .. فانهم يشهقون ، شوقا ولهفة وأشعر أن قلوبهم ترفرف بين صدورهم غبطة وسعادة ، أي نفس الحالة التي تتملكني اذا سمعت كلمة شعر ، أو اسم شاعر أحبه أو قصيدة أحبها ..
وعندما كبرت أكثر.. اكتشفت ان محبي الشعر يختلفون حول الشعراء ، فكل شاعر له قراء يحبونه وآخرون يعرضون عنه وربما يكرهونه ... ، بل كل شاعر له قصائد يحبها قراء ، ويعرض عنها قراء آخرون ، أو حتي يلعنونها ..
ومع مرور الأيام والسنوات اتضح لي ان ما ينطبق علي الشعر وعلم الجبر ، ينطبق أيضا علي السياسة والاقتصاد .. وكل شيء
، فهناك اناس يتفهمون الاشتراكية العلمية ( الماركسية ) ويعتنقونها ، وهناك من يفضل عليها الاشتراكية علي الطراز الأوربي ، ومن لا يفضلون الاشتراكية العربية اشتركية عبد الناصر ، والبعث وصدام والأسد ، بل والاشتراكية الخضراء لصاحبها ومصممها الأخ العقيد..
ووجدت اناسا يرون أن أصلح نظم الحكم هو الشريعة الاسلامية التي مضي علي تأسيسها ألف وأربعمائة عام ، ويرون أنها لا تزال صالحة ، وآخرون يرون القوانين والشرائع المدنية الحديثة هي الأنسب والأدري بحاجيات وظروف انسان العصر ...
وكانت حصيلة كل ذلك هي أن أذواق وفهم وعقول الناس تختلف .. مع وجود كل تلك الاختلافات لا مفر أمام الانسان سوي أن نقدر تلك الطبيعة فينا كبشر ونقبلها كما هي ونرحم بعضنا البعض ، أو تتحول حياتنا في كل مكان ومجال الي معارك تسفك فيها دماؤنا..!
وبعد طول عناء للبشرية بسبب تلك الاختلافات وما ينشأعنها من خلافات ومشاحنات وبغضاء ومعارك .. توصل الانسان الي الحل وكان الحل والخلاص في : الديموقراطية ، وحرية الرأي وحرية التعبير وحرية العقيدة ...
وكلنا يزعم أنه مع الديموقراطية.. حتي من يكرهونها صراحة ، يزعمون وقوفهم معها أكثر مما يجاهرون برفضهم وعدائهم لها .
وكلنا ، لا أحد الا وهو مع حرية الرأي والتعبير وحرية العقيدة .. – هكذا نقول - ولكن يبدو أن الكثيرين يقصدون حريتهم هم في ذلك ، وحقهم هم .. لاحرية الآخرين وحق الآخرين أيضا ...
فاذا نشر شاعر قصيدة عن النقاب .. انتفض حبالشة الأزهر ، وأبلغوا النيابة وسلطات الأمن ضد الشاعر والمجلة التي نشرت له القصيدة .. - الحبالشة ، نسبة الي حبلوش زعيم جماعة الأزهريين التي تصادر الكتب ، وحصلت علي ما يسمي بحق الضبطية الجنائية لمصادرة الرأي الآخر المخالف لرأيهم كرجال دين .. - !!
وفي مقابل الحبالشة الأزهريين ، ظهر حبالشة السياسة والثقافة ، يريدون أيضا مصادرة أي رأي يخالف رأيهم ويقفوا له بالمرصاد.. ولا ندري ان كانوا يسعون هم بدورهم للحصول علي حق الضبطية الجنائية..(!!!) ..
صدر فيلم للفنان عادل امام يقول فيه ما يقول فما هي المشكلة ؟! له رأي للمؤلف رأي والمخرج أيضا وقالوا رأيهم .. ومن المؤكد أن رأيهم أو أي رأي في أية قضية سوف يكون له اناس يؤيدونه وآخرون يخالفونه ذاك أمر طبيعي جدا كما قلنا .. لا يستوجب أن تقوم عليه القيامة ( الا عند الحبالشة بأنواعهم المختلفة .. ) الفيلم اسمه " السفارة في العمارة "
منذ سنوات بعيدة ، وقتما كان الزعيم " سعد زغلول " وزيرا للداخلية .. دخل عليه مدير الأمن طالبا موافقة معالي الباشا علي مصادرة كتاب ...
فسأله سعد باشا : ولماذا تصادرونه ؟!
فأجاب مدير لأمن : ان عنوان الكتاب " لماذا أنا ملحد ؟ "
فرد عليه " سعد باشا زغلول " – الأزهري التعليم - : كلف 10 من علماء الأزهر يؤلفون عشرة كتب بعنوان " لماذا أنا مؤمن ؟" ..
خلاص .. وانتهي الموضوع .. ديموقراطية حقيقية .. حرية عقيدة ، حرية رأي ، حرية تعبير .. الرأي والرأي الآخر ..
حدث ذلك في العقود الأولي من القرن الماضي.. وقتها كانت الطائرة في مراحلها البدائية .. ولعل مصر لم تكن قد امتلكت طائرة واحدة بعد ..
والآن نحن في القرن الواحد والعشرين ، في عصر سفن الفضاء وتم غزو المريخ وتصويره بعد أن مضت أربعون سنة وأكثر علي غزو القمر .. فماذا يحدث الآن بمصر في مقابل ما حدث في بدايات القرن الماضي من "سعد زغلول " ؟.
علي احدي القنوات التليفزيوني شاهدت لقاء مع" يوسف معاطي " مؤلف قصة الفيلم ، و الناقد السينمائي رفيق الصبان ،
وأحد الغاضبين من الفيلم المحتجين عليه ،.. .. وفهمت أن بيانا قد صدر جمعت عليه توقيعات مثقفين تندد بالفيلم وتستنكر ما جاء به من تأييد للتطبيع .. بالاضافة الي اتهام آخر هو السخرية من قصيدة للشاعر " أمل دنقل "
ووجدت " يوسف معاطي " يجتهد لنفي التهمة عن نفسه ويشرح ويستفيض في الشرح ويؤكد أنه ضد التطبيع وليس معه ، وهكذا الفيلم ..، وكذلك راح ينفي عن نفسه تهمة السخرية من قصيدة للشاعر أمل دنقل ، ويؤكد علي حبه للشاعر وللقصيدة ويقدم الأدلة تلو البراهين ..
ولا أدري ما الذي جعلني أتذكر عددا من المفكرين التنويريين الليبراليين الذين قالوا ما قالوه عن العقيدة ونقدوها وفندوها بالحجج والأدلة العلمية.. وعندما يرفع الحبالشة وأعوانهم فوق رؤوسهم سيوف التكفير .. فانهم يؤكدون حبهم للعقيدة ، واحترامهم للعقيدة واعتزازهم بالانتماء للعقيدة وافتخارهم بذاك الانتماء ! ! ، بينما الحقيقة أنهم قد جردوها من ملابسها وفضحوا سوءاتها وعددوها ..!!
ورغم أنهم يدركون تماما ، أن كل ادعاءاتهم بالانكار لن تقبل ، وأنهم قد وضعوا في قائمة التصفية وانتهي الأمر الا أنهم يصرون علي زعمهم تمسكا بقشة قد تنجيهم فان لم تنجهم فقد يجدوا اذا ما قتلوا من يترحم عليهم ويلوم من قتلوهم بحكم أنهم كانوا يتمسكون بايمانهم بالعقيدة ويتشبثون بذلك الي آخر نفس ..!
تذكرت والرجل ينفي عن نفسه تهمة أن يكون تطبيعيا - والعياذ بالله .. - أي من الموافقين علي التطبيع ..
تذكرت من جرموا الشاعر الذي قال رأيا في النقاب وعدوه قد أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة .. وكذلك القول بتأييد التطبيع هوأيضا قد أصبح انكارا لما هو معلوم من الثقافة بالضرورة ..!!
وعقوبة انكار المعلوم من الدين بالضرورة هو الاستتابة فان لم يتب ، يقام عليه حد الردة الدينية ..
ويبدو أن الأمر قد أضحي كذلك لدي حبالشة الثقافة أيضا..
مما جعل مؤلف قصة الفيلم ينفي تهمة تأييد التطبيع عن نفسه تماما ، وكذلك ينفي عن نفسه تهمة السخرية من قصيدة " لا تصالح " للشاعر " أمل دنقل " لكونها : مصحف شعري – شريف - لا يجوز لأحد المساس به ولا ابداء رأيه فيه، لوجود اجماع علي أن تلك القصيدة هي : " درة " ، بل أغلي الدرر في تاج الشعر العربي عليه الصلاة والسلام ، وهناك اجماع علي رفض التطبيع..، وتتكرر كلمة اجماع من الحبالشة الأزهريين والحبالشة الثقافيين أيضا (( في حين أن الديموقراطية التي يزعم الجميع التتيم بحبها والدعوة اليها ولها صبح مساء لا يوجد فيها البتة شيء اسمه اجماع...!!! اللهم الا ديموقراطية حافظالأسد وصدام وعبد الناصر والأخ العقيد ..! )) .. وسعي المؤلف لتأكيد العكس – أي رفضه للتطبيع ، وحبه للقصيدة المصحفية الدنقلية الشريفة وشارك في ذلك الناقد رفيق الصبان ، ولم يحاول أحد منهما أبدا القول بأنه حتي لو كان هذا رأيه ، أو رأي آخرين غيره فلكل انسان الحق في أن يكون له رأيه الخاص.. لم يجرؤ أحدهما علي مثل ذاك القول خشية أن يرفع عليهم سيف لتكفير الثقافي..(!)

فانظروا معنا موقف الزعيم " سعد زغلول " - مذ كانت الطائرة لا تزال بدائية .. من موقف حباليش الدين وحباليش الثقافة معا بينما نحن في عصر سفن الفضاء والفامتو والكمبيوتر (!!)












#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه يقول! كيف يقول ؟ ولماذا يقول؟!
- تابع - قائمة أعوان مبارك - ، بعد صدام ..
- تقارب معارضين مصريين من الاخوان المسلمين .. بين النظرية ، وا ...
- الفرعونية ليست أطلال أحجار ومومياوات محنطة
- درس سقوط انتفاضة يناير 1977 في مصر
- لا ديموقراطية مع : ريا ، وسكينة !!
- تأملات في حكم سعودي باعدام صبي عمره 15 سنة
- قائمة أعوان مبارك - بعد صدام ..
- لا تظلموا حسني مبارك
- الجنرال الديموقراطي الوحيد في الشرق..(!)
- جيوش خانت أوطانها (!!)
- تحية الي مسعود برازاني
- رسالة الي الله
- اصلاح الحكام أم المثقفين العرب ؟ أيهما أولا؟-6
- الاسلام و المستنقع .. متي يتم تجفيفه ؟!!
- اصلاح الحكام أم اصلاح المثقفين العرب، ؟ أم كلاهما معا؟ 5
- (4)اصلاح الحكام ، أم المثقفين العرب؟
- (اصلاح الحكام أم المثقفين ؟ أيهما أولا ؟ (3
- اصلاح الحكام ، أم المثقفين العرب ؟
- اتحاد الجهلاء والمثقفين العرب


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - التكفير الثقافي، ومصحف أمل دنقل- (!)