أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - رشيد الخيون والتطرف المسالم















المزيد.....

رشيد الخيون والتطرف المسالم


حسين سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 15:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رشيد الخيون والتطرف المسالم


نشر الاخ جاسم المطير مقالا عن وقائع ندوة التطرف والغلو في الاسلام للكاتب المقتدر الدكتور رشيد الخيون ، فقد شهدت تلك المحاضرة حضورا متميزا دلالة على اهتمام الناس بهذه الموضوعة وانشغالهم بما يحدث في منطقتنا بسببها .

وقد اثارت تلك المحاضرة أسئلة ونقاشات عديدة عكست تلهف الجالية العراقية في هولندا لسماع المزيد من التحليلات الكاشفة عن تاريخ صدر الاسلام ومنابع التطرف فيه . وهو ماتطرق اليه الدكتور رشيد الخيون بعموميات كانت بحاجة الى محاورة لتبيان بعض النقاط المهمة التي عبرت عنها المناقشة وقاربتها بشكل بسيط . فقد قسم الدكتور ظاهرة الغلو والتطرف الى طورين الاول قبل الاسلام ( جاهلي ، وثني ) والثاني اسلامي ، وقد شهد الطور الاول ظاهرة الحمس التي عبرت عن تطرف قريش ، حيث ارجعت المحاضرة معناه الى احد المعاني اللغوية وهو التشدد بالدين والحماسة له ، وبنى المحاضر على هذا المعنى اساسا للوصول الى موضوع الندوة وهو التطرف والغلو الديني ، وفي هذا المورد نرى تقليد المؤرخ ليس للحدث التاريخي بل للغويين ، فاختار جزءا من ارائهم ودمجه بموضوعة المحاضرة اجتهادا منه وتعبيرا عن رأي بحاجة الى مناقشة . فمن المعروف ان قريشا بعد ان تجمعت قبائلها ( تقرشت ) بادرت لاخذ زمام التجارة مستغلة انقطاع الطريق بين الدولة الفارسية والدولة الرومية ، وبعد احتلال الدولة الفارسية لليمن وقعت مكة بين الدولتين الفارسية ( اليمن ) والرومية ( الشام ) فقامت قريش باستغلال الخط التجاري وشرعت برحلتي الشتاء والصيف ، وتطلب ذلك تأمين الخط التجاري والاتفاق مع القبائل القاطنة قربه مقابل ضريبة تدفعها قريش لهم وهو ما سمي بالايلاف ومنه اشتقت المؤلفة قلوبهم . وتطلبت تجارة قريش امكانية تصريف بضائعها عن طريق توسيع اسواقها كسوق عكاظ ، وشرعت في ترغيب قبائل الجزيرة العربية بمختلف الطرق للقدوم الى مكة ( المنافسة الشعرية ، دعوة رؤساءهم الى مكة على نفقة تجار قريش) وتطلب ذلك ايضا فرض الاشهر الحرم ، وترغيب القبائل بالحج لمكة والقيام بحملة دعاية قوية للقول بنسبة كعبة مكة لابراهيم الخليل ابي الاديان التوحيدية ، كما قامت قريش بنقل بعض اصنام القبائل الاخرى لمكة ليكون ذلك سببا لقدوم القبائل الى مكة بعد ان اضعف الخط التجاري الجديد المار بمكة الكعبات العديدة التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية ، كبيت اللات في الطائف وبيت العزى على مقربة من عرفات وبيت مناة وبيت نجران وبين ذي الخلصة ...الخ ، وقد ذكر د.جواد علي في مفصله عن تاريخ العرب قبل الاسلام ( اذا ارادت العرب حج البيت الحرام وقفت كل قبيلة عند صنمها وصلوا عنده ثم تلبوا ) ( الفصل 71 ج3 ) . واصبح الحج الى مكة اكبر مهرجان في المنطقة ( حج ، تبادل تجاري ، تعرف رؤساء القبائل على بعضهم ، اتفاقات وزيجات فيما بينهم ، والمهرجان الشعري ) . ان تجمع العرب الذين جاؤا من بيئات مختلفة حملوا معهم شعائرهم التي كانوا يقيمونها في كعباتهم السابقة مما ادى الى ظهور ( الحلة ) الذين كانوا يطوفون في بيت الله الحرام عرايا كقبائل تميم ومازن وضبة وقيس وعامر بن صعصعة وربيعة وقضاعة وغيرهم ، واطلق على الذين يحجون بملابسهم (الحمس ) وهم قريش ، وتوجد مجموعة اخرى سموا ب(الطلس) وهم يؤجرون ملابسا من قريش يطوفون بها ويرجعونها في نهاية موسم الحج . وكانت كل مجموعة تتحمس بما عندها وتخطئ ما عند الاخرين ، لكن ذلك لم يرتفع الى مستوى التكفير والتطرف ، ولم تفرض قريش على الاخرين طريقة تدينها ولباسها بل وضعت الملابس قرب ابواب مكة ومن شاء ان يلبس ومن شاء ان يتعرى . ان رأي( الحله) بالتعري ليس حبا به او اباحية وانما كان طقسا دينيا يمنع الطواف بموجبه بنفس الملابس التي قارفوا فيها الذنوب ( انظر ابن الكلبي عن اصنام العرب ) . من هذه المقدمة الطويلة اردت الوصول الى ان قريشا كانت احرص القبائل على الامن والسلام ومكافحة التطرف والغلو ، فقد سمحت بالتعدد الديني والوثني وانعكس ذلك على شكل حكومتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية لان المهم عندها التجارة وليس الدين ، فلم تقتل احدا على خلفية دينية او مذهبية او طائفية او عرقية ، وقد شهد كل المؤرخين بعدم وجود سبية واحدة في ذلك الوقت في مكة ، ولم تتهيأ او تبادر قريش لحرب ، ولم يبرز فيها قائد عسكري نظرا لعدم حاجتها الية ، فسلمت نفسها دون حرب لابرهة الحبشي مرة وللجيش الاسلامي مرة اخرى ، والتقطت الدعوة المحمدية فوارسها الذين لم يكن لهم عمل في مكة المسالمة حيث تحولت المدينة الى معسكر حقيقي وقامت في عقد واحد بتجهيز 38 حملة وغزوة وسرية ، ففي اي جانب كان التطرف والغلو . ؟ لقد كان التطرف مصاحبا على طول الخط للنزعة العسكرية المندمجة مع الايدلوجيا والدين . ان نعت الاسلام الزمن السابق له بالجاهلية وبكل المفاسد والكفر وبالتطرف والغلو كان حربا فكرية لصالحه ، فهو الذي كتب تاريخ تلك المرحلة ، وعلى المؤرخ في وقتنا الحاضر التجرد من تلك الدوافع فليس كل ما سبق الاسلام كان شرورا وفجورا وكفرا بل جاءت كل الاحكام الامضائية من ذلك الزمن ( صلاة ، صوم ، حج ، زكاة زواج طلاق احكام الارث والكفالة ... الخ ) ، وبذلك يمكن القول بأن ظاهرة الحمس لم تكن على علاقة بالتطرف والغلو بل اختلافا بالطقوس والشعائر بين القبائل المختلفة ، ولم تنتج ظاهرة دينية تنزع للتكفير والغلو . فلم تكفر ( الحلة ، عراة الحجيج ) ولم يعاقب احد منهم ، فقد ظل حجيج قريش بملابسهم ( حمس ) وظلت بعض القبائل ( حله) عراة يحجون ، وكان ذلك طبعا مثار استنكار قريش بسبب تأثيرها المباشر على شبابها ونساءها واطفالها لهذا الظهور العاري في قلب اقداسهم لذلك طرحت الملابس في ابواب مكة تشجيعا لهم على لبسها ( اين التطرف في هذا؟ )، كما اقترحت قريش ان تحج النساء العاريات ليلا وتم ذلك تدريجيا دون عنف وبلا تطرف، وجاء الاسلام بعد فترة فمنع حج غير المسلمين جملة وتفصيلا ، فأين التطرف والغلو ؟ . وأما النسيئة فقد مرت عليها المحاضرة مرور الكرام واختلطت مع الاشهر الحرم ، وليست لها علاقة مع التطرف والغلو . فالنسيئة عبارة عن تأخير الاشهر القمرية شهرا كل 32 شهر ( كبس شهر واحد كل سنتين ونصف تقريبا ، ويحدث مرة في الربيع واخرى قبيل موسم الحج ويسمى بالشهر الكبيس وتسمى تلك السنة بالسنة الكبيسة ) لكي تبقى الاشهر القمرية متوافقة مع المواسم ، بحيث يقع شهر ربيع الاول والثاني في موسم الربيع ( اذار او نيسان) وجمادي الاول والثاني في وقت جماد الحبوب في سنابلها (مايس او حزيران ) ، ويكون شهر الحج في نهاية الخريف وبداية الشتاء ، ( تشرين الثاني او كانون الاول )وقد قامت قريش باختيار الاشهر الحرم حسب متطلبات تجارتها بشكل خاص ، فقد حرمت شهر (ذي القعدة) الذي يصادف تشرين الاول او الثاني ، وهو شهر قدوم الحجيج من المناطق المختلفة من الجزيرة العربية ، ويتحقق بذلك أمنهم في الطريق ووصول منتجاتهم سالمة لمكة حيث يتم تبادلها هناك ، وشهر (ذي الحجة) الذي يصادف تشرين الثاني في بعض السنين وكانون الاول في سنين اخرى ، وهو موسم الحج والتبادل التجاري وسوق عكاظ ، وشهر( محرم) شهر عودة الحجيج الى ديارهم محملين ببضائعهم التي اشتروها من مكة ٱ-;-منين سالمين ، واختارت قريش بعد ستة أشهر من نهاية محرم شهر رجب كأحد الاشهر الحرم !! فمالذي دعاهم لاختيار هذا الشهر غير اللصيق مع الاشهر الحرم السابقة الذكر؟ ان شهر رجب الذي يصادف حزيران او تموز هو شهر حصاد الحبوب وقطاف الفواكه والتمر ، وتعم حرمة الاشهر الحرم كذلك حرمة الصيد حيث تتواقت الحرمة مع ايام التزاوج والولادات مما يسمح للحيوانات البرية ان تعبره بأمان وتتجد الثروة الحيوانية البرية ، وتخدم هذه الحرمة اقتصاد الجزيرة العربية فلو لم يكن اقتصاد جيد فيها لاتستطيع قريش من تصريف بضائعها بشك جيد . لقد حرم الاسلام النسيئة فقد جاء في سورة التوبة 37 ( انما النسيئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله ) والغى الاشهر الحرم فقد جاء في سورة البقرة 217 ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل فيه قتال كبير وصد عن سبيل الله ....) بسبب وقوع سرية عبد الله بن جحش في الاشهر الحرم ، كذلك الغى الاسلام الاقتصاد القائم على التجارة لصالح الاقتصاد القائم على الحرب سريع المردود والغى تجارة الشتاء والصيف والايلاف ، وسقط بذلك نظام الجزيرة العربية القائم على ذلك التنظيم . لقد حاول المفسرون تفسير ايجابيات الغاء نظام النسيئة بطريقة تبريرية لاتخلو من سطحية فوقعنا في مشكلة يعاني منها المسلمون لحد الان ،كوقوع شهر الصيام مرة شتاءا ومرة في القيظ ، وحدوث فرق كبير في وقت وساعات صيام المسلم في شمال الكرة الارضية وجنوبها وكان رمضان يقع تقريبا في الشهر التاسع من السنة حيث يكون الجو معتدلا في شمال الارض وجنوبها كذلك يتساوى تقريبا وقت الصيام في المناطق المختلفة من العالم . وادى الغاء النسئ والاشهر الحرم الى الغاء الحياة الحيوانية البرية في الجزيرة العربية فاختفت كل الحيوانات البرية تقريبا بسبب الصيد غير المقنن بقانون ، واكتفى المسلم الحاج في الوقت الحاضر بالامتناع عن صيد بقة او قتل ذبابة في وقت احرامه فقط لان ذلك يتناقض مع حرمة الشهر الفضيل . .

ومن كل ذلك نستنتج بأن تقسيم التطرف والغلو الى تطرف قبل الاسلام وبعد قيامه بفترة كان مجانبا لواقع الحال ، وكان الاحرى بالمحاضرة فتح كوة تنظر الى المنابع الاولى للتطرف الذي صاحب التقاء الدين مع السلطة بعد ان تحول التطرف الى سلطة دينية حيث تقدمت السلطة على الدين ، وانتج هذا اللقاء قوانين قتل المخالف غير الكتابي والممتنع عن اعطاء الجزية ، وقوانين الردة ، وحمل هذا اللقاء قوانين الرق ونظام الجواري والعقوبات والتعزير كقطع اليد والرجم والجلد وقطع الارجل من خلاف ، حتى اصبحنا لانستطيع الكلام عن تسامح ديني وقبول الاخر ، فقد عرضت داعش ( احد منتجات ذلك اللقاء) بضاعتها امامنا ونسمع بين حين واخر من استنكر تلك البضاعة وابعدها عن الاسلام لكنه لم يطرح بضاعته لكي نقارنها ونكشف مواطن الاختلاف . لقد وضع الدكتور رشيد الخيون اصبعه على تطرف قريش وهو اجتهاد لا اوافقه فيه ، ولم يضعه على الغلو الذي صاحب قيام الدعوة ( مقتلة بني قريضة ، مقتل ام قرفة ،اعمال خالد بن الوليد التي تبرأ النبي منها ، قتل سعد بن عبادة ومالك بن نويرة ) وكان املي ان تقدم المحاضرة أمثلة تناظر تلك وتبين تطرف الحمس . نحن ندري ان التطرف السياسي والغلو الديني يبتدع مختلف الاسباب ليظهر وليحقق اهدافه ولعل اهم منابعه تجربة التقاء السلطة والمال بالدين ، لقد شهدنا تغلب السلطة على التجربة الايمانية المكية التي نسخت اياتها الداعية للتسامح والقبول بالٱ-;-خر ، فالسلطة تبتلع الايدلوجيا والدين وتسخرهما لحسابها ومن هذا يظهر الفرق الكبير بين اسلام مكة والمدينة . .

حسين سميسم



#حسين_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية المحمدية بين العقل والنقل


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - رشيد الخيون والتطرف المسالم