أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - الأنبياء بين الرواية الدّينيّة وعلم الأثار !















المزيد.....


الأنبياء بين الرواية الدّينيّة وعلم الأثار !


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 15:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالرغم من عدم إيمانيّ بحرف واحد مما جاء في الكتب المقدّسة مجتمعة إلاّ أنني في نفس الوقت أقول :
من يحترم العقائد الدّينيّة للناس يحترم نفسه مهما كانت هذه العقائد .
من لا يحترم العقائد الدّينيّة للناس لا يحترم نفسه كذلك مهما كانت هذه العقائد باستثناء الحركات الأصوليّة المتطرفة التي تحاول جعل الناس أمة واحدة مع العلم أنّ القرآن يقول " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة " ..
بول البقر أكثر من بول البعير على سبيل المثال ..
إذا كانت الأصول مجرّد أوهام وأساطير فما قيمة الفروع ؟
الأديان الإبراهيميّة {التوحيديّة } اليهوديّة – المسيحيّة – الإسلام ..
كنتً قد قطعتً العهد على نفسيّ أن لا أكتب في نقد الأديان لعلمي المسبق بأن النقاش في الدين لا ينتهي كما قال عالم الاجتماع العراقيّ الدكتور علي الورديّ وكذلك ما قاله لينين " بأن الدين يشبه المسمار بالخشبة كلما زاد طرقاً كلما زاد ثباتاً " خصوصاً وأنّ الكثير من الكتابات التي تخص نقد الأديان لا تتسلح بالطرق العلميّة أي تخلو من الأدلة الأركيولوجيا وهي الطريقة الوحيدة التي من الممكن أن تترك أثراً ووعياً بعد عدة قرون عند البعض من غير الدوغمائيين ولكنّ الذي دفعني أن أكتب هو استغرابي وعجبي ممن يدعون العلمانيّة والعلميّة والثوريّة أن يتخذوا من أساطير الكتب المقدّسة حقائق ووقائع ينطلقون منها لقراءة التاريخ وكأنه وقع وحصل وجرى !!
يؤمنون بكل ما جاء في تلك الكتب الخالية من أي دليل والتي اثبتت الحفريات بعدم وجود ولو نبيّ واحد ممن وردت اسماءهم في الكتاب المقدّس ..
بمعنى أخر إذا كنتُ من الذين لا يؤمنون بأي دين أو إله وادعي الإلحاد فكيف اعتبر أن تلك النصوص أو المرويات حقائق خاضعة للنقاش ؟ هل هو التناقض ؟
عدد الأنبياء في القرآن 25 نبيّ حسب الاتفاق - الروايات التاريخيّة - .
إبراهيم أبو الأنبياء - إذا كان إبراهيم مجرّد خرافة ولا يوجد دليل علميّ على وجوده فما هو مصير أولاده وأحفاده ؟
قصص الآباء / إبراهيم – إسحاق – يعقوب – كُتِبت لأوّل مرة في القرن السابع قبل الميلاد وفي مملكة – يهوذا – ... نتيجة البحث والتنقيب الذي قام به علماء الآثار تمّ العثور على بقايا وآثار في مواقع كنعان كلها تعود للحضارة المصرية .
هل لهذه الآثار أيّة علاقة بالقصة الأكثر شهرة في التوراة ( تلك المواجهة التي جرت بين موسى وفرعون ) , في القرآن كذلك قصة موسى وفرعون .
موسى ورد في القرآن ( اكثر من 130 مرّة ) . يسأل علماء الآثار : ماذا تُعلمنا تلك الآثار عن مصر القديمة ؟ القصة التوراتية تقول :
أنّ أحفاد الآباء سكنوا مصر لطيلة 430 سنة , تحريرهم بيد موسى – هيامهم في الصحراء . قصص يحكيها لنّا سفر الخروج .
السؤال هو ؟ هل حدث فعلاً هذا الخروج ؟
كيف نتناول قصة موسى وخروجه وهو غير موجود ولا يوجد أي أثر يؤيد قصته فموسى هو سرجون وكُتّاب التوراة نقلوا القصة ونسبوها له ؟
بالنسبة للمسيح هناك 5 شخصيات في التاريخ ولدوا من عذراء يوم 25 – 12 وهؤلاء كانوا قبل المسيح بعدة قرون ..
على سبيل المثال :
كتاب الموتى المصري المكتوب في 1280 ق م يصف إلهاً هو – حورس – كان أبن الإلهة اوزيريس ومولود من ام عذراء وقد عمّد في النهر من قبل أنوب المعمدان الذي قطع رأسه لاحقاً وكما كان مع يسوع تعرّض حورس للإغواء وهو وحيد في الصحراء وكان يشفي المرضى والعميان ويطرد الأرواح ومشى على الماء وقد قام – أزار – من الموت – وترجم لاحقاً اسم ازار إلى لا زاروس ,, أيضاً لديه أثنا عشر حوارياً وكذلك صلب حورس اولاً ثم بعد ثلاثة أيام اعلنت امرأتان ان حورس مخلّص البشرية قام من الموت .
انطلاقا من – الكتاب المقدّس بدون حجاب – الإقامة الطويلة للإسرائيليين في مصر – استعبادهم – تحررهم – شريعة موسى ؟
كل هذه المواضيع تُشكل قلب السفر الثاني للتوراة / سفر الخروج / .
تقول التوراة :
أنّه تحت قيادة رجل مُميز – موسى – عاد الشعب العبري للأرض الموعودة لأسلافه .
لوزان – سويسرا ,, من هنا يبدأ التحقيق في مكتبة , في جامعة لاهوتية .
توماس غومر – مؤرخ ومتخصص في دراسة الكتاب المقدّس هو الذي سيتابع التحقيق من خلال النصوص .
حتى تكون الرؤية واضحة وحتى نفهم الدور الذي تؤديه مصر في التوراة يجب ان نعود للظروف التي وصل فيها أبناء يعقوب لمصر .
مصر متواجدة دائماً في التوراة نجدها كثيراً كملاذ فمثلاُ إبراهيم هبط إليها لوجود جماعة في أرض كنعان ويعقوب من بعده وأخوته ثم يوسف وكذلك أم الدنيا هي ملجأ إذ أنّها تأوي كثير من اللاجئين والسياسيين .
لكن لا نجد صراعاً أيديولوجي عقائدي – ولا نرّ حديثاً كثيراً عن الآلهة المصرية .
الشيء المثير للاهتمام فيما يخص مصر أنّها دائماً في ذهن مؤلفي التوراة .
قصة يوسف في التوراة تبدأ في أخر سفر التكوين , وكما هو معلوم فإنه السفر الأول للكتاب المقدّس , يوسف باعه أخوته ( بثمن بخس دراهم معدودات حسب القرآن ) لسيارة مارة في طريقها لمصر .
اشتراه عسكري ودخل بهذا للقصر الملكي ( حيث زليخة الجميلة , لها أكثر من أسم ) ليصير وزيراً كبيراً .
تصف التوراة :
قدّراً مُمّيّز , في مصر قوية ومركزية , كلّ شيء مُدّون يتم تدّوين كل ما له علاقة بالتسير الإداري للإمبراطورية من الأحداث الكبيرة وصولاً للعمليات الصغيرة اليومية للدولة .
هل بالإمكان اكتشاف وسط هذا الكم الكبير من الكتابات – الهيروغليفية القديمة – إشارة على قوّة يوسف او على الأقل إشارة على تواجد الإسرائيليين في مصر ؟
سيلبرمان في بلد يحلم به كل عالم آثار – حضارة تمتد ل آلاف السنيين – مصر أم الدنيا واليوم لم تعد لا أم ولا أب بفضل ثقافة الغوغاء ..
في قلب القاهرة بمعهد علم الآثار الفرنسي الذي كان تحت إمرة – شامبوليون – الرجل الذي فك لغز الكتابة الهيروغليفية , سيلاقي – جون بيار كستيلجاني – عالم مصرولوجي فرنسي .
النص الكتابي واضح - يقول سيلبرمان : أسرة يعقوب هبطت مصر في فترة مجاعة , السؤال ؟
هل يوجد في النقوش والرسوم المصرية إشارة لتواجد كنعانيين في مصر هاربين من المجاعة ؟
الجواب : يوجد اناس – كنعانيين – شغلوا مناصب مهمّة في السلطة / قصة يوسف الذي صار وزيراً للفرعون ليست مستحيلة / ؟
من الأفضل استعمال لفظة ملك مصر لأنّ المصريين لم يُسموا ملوكهم بلقب الفرعون إلاّ في وقت متأخر جداً جداً ؟
إذن يوجد في بلاط الملك المصري اناس من العرق السامي – تمصروا – واتخذوا أسماء مصرية وكانت لهم مناصب راقية .
رسومات من المقبرة الأثرية القديمة لبني حسان تُرينا ساميين جاءوا إلى مصر للتجارة .
نرّ تفاصيل لنساء بفساتينهن التي لا تشبه الفساتين المصرية ؟
وجوه ثخينة صفة العبراني عند المصري بالإضافة إلى اللحية الطويلة ...
لكن ليس التجار وحدهم من كانوا يهبطون لمصر .
أرض كنعان جافة جداً خاصة في فصل الصيف وامطار متذبذبة مما يتسبب في مجاعات .
أبو الأنبياء !!
بعد رحلة أبرام , يقول فنكلشتاين :
نرى جيداً أنّ فكرة من يجوب البلاد حاملاً الكتاب المقدّس في يد وفأس في يده الأخرى بحثاُ عن الآباء فكرة غير ناجعة .
تسقط النظريات واحدة تلو الأخرى .
المشكلة ليست في اختيار تلك النظرية أو تلك وإنما في طريقة التفكير .
( الفكرة التي تؤسس علم الأثار الكتابي التقليدي خاطئة ) .
لذا يجب العودة للنص – لكتاب التكوين – حتى نفهم حقيقة وواقع زمن الآباء بواسطة دراسة زمن تدوين النصوص .
إذن يمكن للمؤرخين الاستعانة بالعهد القديم .
يجب فقط إظهار مختلف الدلالات والإشارات التي يحتويها النص .
أسماء مناطق وشعوب ومناظر , كتاب التكوين يذكر في سياق الكلام عن الآباء :
الفلسطينيون :
شعب متموقع في كنعان ,, تقول عنه التوراة إنّه سبب كثير من المشاكل للإسرائيليين ؟
ماذا نعرف عن الفلسطينيين ؟
ينتمون لمجموعة من الشعوب ذو أصل غير معروف وصلوا للسهول الساحلية للمشرق والمعروفين تحت اسم – شعب البحر -
نيل سيلبرمان ذهب لملاقاة – إيلات جيلبوة – عالمة أثار إسرائيلية تُنّقب في – تل دور – تل دور موقع ليس ببعيد عن مجيدوا وعلى علاقة بشعوب البحر .
إيلات تحاول معرفة هذه الشعوب التي من الصعب الإحاطة بها – تعريفها – تاريخ زمن وصولها – ماذا يمكننا القول عن زمن وصول الفلسطينيين وباقي شعوب البحر .
الكتاب المقدّس يذكرهم في زمن مبكر لكن علم الأثار وباقي النصوص يُظهر وصولهم في نهاية القرن 12 ( 1200 – 1150 ) قبل المسيح .
إذن ذكرهم في زمن إبراهيم لا يوجد عليه أي دليل أثري , لا يوجد دليل حسب علم الأثار على شيء يبدأ في القرن 12 قبل الميلاد , بل أن البعض يقول أن وصولهم كان في نهاية القرن 13 .
المقاطع التوراتية التي تربط بين الفلسطينيين والآباء تفترض وتتكلم إذن عن عالم ما بعد القرن 12 ق . م ( 1200 ) ؟
قصص الكتاب تكلمنا دائماً عن ( الجِمال ) .
نقرأ في كتاب التكوين 25 مرّة كلمة – جَمَل – أغلبها على علاقة بالأب إبراهيم .
الجمل حيوان معروف في الشرق الأوسط .
كميات هائلة من عظام الجمال قد تمّ إظهارها من خلال التنقيب .
فنكلشتاين يريد تاريخ الأحداث .
ذهب ليسأل – ليدار سابير - من مختبر علم الأثار الحيواني بجامعة تل أبيب وسألها :
ماذا نعرف عن تدجين الجمال في منطقة الشرق الأوسط ؟
( مفاجأة ) ؟
تقول : استناداً للشواهد الأثرية لا يوجد تدجين للجمال كدواب للتنقل قبل الألفية الأولى ؟
إشارة أخرى تناقض النص التوراتي .
الجمال في الشرق الأوسط لم يتم استغلالها كدواب تنقل إلاّ بعد 1000 ق . م
قبل هذا الزمن لا يوجد أي أثر – أي صور – لهذا الحيوان على الفخاريات .
لكن التحقيق لا يتوقف عند هذا الحد , وجود جمال على علاقة بالقوافل التجارية الآتية من جزيرة العرب , قوافل تحمل مادة صمغ الكثيراء – العطور – صبغة الأفيون المزعفرة كما يقول الكتاب المقدّس .
اللوحات الآشورية وعلم الأثار يظهران أنّ طرق القوافل التي تربط الجزيرة العربية بسواحل الشرق الأوسط تمر بحدود مملكة يهوذا .
هذه التجارة بلّغت أوجها في القرن السابع ق . م .
القوافل في قصة يوسف أبن الأب يعقوب ترسم لنّا إذن واقع القرن السابع ق . م عندما كانت الإمبراطورية الأشورية تُهيمن على مملكة يهوذا .
الآن نعلم ان قصص كتاب التكوين لا تصف مناظر وواقع القرن 18 ق . م .
يوجد كثير من المفارقات التاريخية – الفلسطينيين – الجمال - مفارقات تُظهر أننا لسنا في العصر البرونزي المتوسط .
من ناحية أخرى يبدو واضحاً أننا في القرن السابع ق . م .
كثير من التفاصيل في التكوين تتوافق جيداً مع هذا الزمن .
يقول فنكلشتاين :
هنا قد اجبنا على سؤال متى ؟
لكن يبقى سؤال لماذا ؟
لنعد لمؤلفي التكوين :
لماذا قصوا هذه الحكاية بتلك الطريقة ؟
قصة هجرة إبراهيم في التوراة من بلاد الرافدين إلى أرض المقدس لم تخبرنا شيء عن مؤلفي الكتاب .
ماذا نستطيع أن نتعلم من دراستنا للمحطة الأخيرة من هجرته ؟
هذا هو السؤال المهم الذي يطرحه فنكلشتاين ورفيقه ؟
( حسب القصة التوراتية إبراهيم آتى من الشمال واجتاز مواقع شمالية مهمّة لكنه سيستقر أخيراً في – حبرون – ...
إذن حبرون ستصبح موقع استقرار إبراهيم وهذا الاستقرار سيتمثل أخيراً بشراء إبراهيم لقبر من سكان المنطقة .
أسماء المناطق المذكورة في التوراة ستُثير اهتمام باحث ألماني سيقوم في سنوات الأربعينيات بإحصاء المناطق التي تدور فيها قصص الآباء . أسمه – مارتن نوت – ...
التوراة تحكي لنّا أنّ إبراهيم بدوي أقتنى قطعة أرض بالقرب من حبرون ليموت فيها وليعيش فيها كذلك .
القصة تكلمنا عن ظهور بالقرب من شجرة بلوطات في سهل ممرا لثلاث رسل من الله يخبرون سارة العاقر انّها ستلد .
ثُمَّ ظَهَرَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَقْتَ اشْتِدَادِ حَرِّ النَّهَارِ،
فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَإِذَا بِهِ يَرَى ثَلاَثَةَ رِجَالٍ مَاثِلِينَ لَدَيْه .
حبرون وممرا تقعان في مركز بلاد كنعان في قلب الجبال الصخرية .
مارتن نوت اهتم بالأب التوراتي الثاني إسحق الأبن المولود لسارة وأبرام .
إسحق في التوراة يمثل حدث مشهور .
أبرام مستجيباً لأمر الرب شرع بذبحه ( في الإسلام إسماعيل هو الذبيح ) لكن سيُستبدل وفي اللحظة الأخيرة بحيوان ( وفديناه بذبح عظيم – نص قرآني ) .
النص التوراتيّ يخبرنا أنّ إسحق راعي يسكن جنوبي البلاد الصحراوية الكنعانية .
مارتن نوت سيهتم الآن بالأب التوراتي الثالث يعقوب .
في التوراة أنّه توجّه للشمال نحو عائلته الأصلية حتى يختار زوجة له وفي طريق العودة وبالقرب من نهر يجري في الشمال الشرقي للبلاد تصارع مع ملاك .
أكتسب يعقوب بعد جهاده مع الملاك أسماً جديداً – إسرائيل – ذاك الذي جاهد مع الرب .
جغرافية الآباء الثلاثة على أرض كنعان جعلت مارتن نوت يفترض قراءة جديدة مخالفة للقراءة التقليدية للتوراة معاً الواحد بجانب الاخر , هؤلاء الآباء يحددون إقليماً – إقليم إسرائيل – انطلاقا من هذه الأقاليم الجغرافية نُدرك انّ الإنسان حاول ربطها ببعضها البعض تدريجياً ومع تطوّر التاريخ حاول الإنسان معرفة طريقة التحام الجماعات البشرية بعضها البعض ومن هنا نجد نوع من سلسلة نسب – أبرام – إسحق – يعقوب .
من الواضح أنّه لدينا في الأصل ثلاثة تقاليد منفصلة , هؤلاء الآباء لم يكن بينهم رابط نسب ( غريب , أليس كذلك ؟ ) .
ما أجمل الأساطير خصوصاً بوجود أجمل قصة حب في لوجود ..
أن تقرأ وتستمع شئ وأن تصدق شيئاً أخراً ..
كانت قصة يعقوب متداولة في الشمال .
قصة أبرام في حبرون .
قصة إسحق في بئر شبعة ( هل هي مزارع شبعة ) ؟
إذن فكرة انّ هؤلاء الآباء تربطهم علاقة نسب هي فكرة مخترعة وحديثة من طرف مؤلفي التوراة .
ما هي الغاية ؟ الذين أرادوا ان يعطوا انطباعاً بأنه يوجد علاقة بين هؤلاء الآباء الثلاثة لكن في الأصل هذه العلاقة لم تكن موجودة ...
اختلاف التقاليد الشفوية أو النصوص التي تحكي عن الآباء ابتداءاً من القرن 19 بعد المسيح .
التفاسير الكتابية الألمانية كشفت في كتاب – التكوين – نسيجاً من النصوص ذو أصول مختلفة بعضها مرتبط بالمملكة الشمالية – إسرائيل – والبعض الآخر بالمملكة الجنوبية – يهوذا .
إذن يوجد ثلاثة تقاليد مختلفة متموقعة في ثلاث مناطق مختلفة .
السؤال هنا ؟
لماذا إبراهيم يعتبر الشخصية المركزية ؟
لماذا وضعوه في بداية القصة ؟
الجواب واضح حسب قول علماء الأثار :
نحنُ في اورشليم في القرن السابع قبل المسيح وفي عصر مملكة يهوذا لا يهم ان تكون شخصية الآباء حقيقية أو أسطورية , المهم أنّ سياق النص التوراتي يعود بنا للقرن السابع لمملكة يهوذا – لأورشليم – وأنّ مؤلفي النص التوراتي وضعوا أبرام اولاً كمؤسس للعائلة في قلب النص جاعلين بهذا مملكة يهوذا في مركز العالم ؟
يقول علماء الأثار :
سنغادر الآن مؤقتا علم الأثار لنسأل صفحات الكتب ومؤلفيها .
في التوراة آيات كثيرة مخصصة لقوائم الأجيال والأنساب التي تحدد أقاليم وتهيكل الزمن .
في التوراة قصة الآباء هي كذلك قصة عائلية , لماذا ؟
لأن إبراهيم ليس فقط أب إسحق بل كذلك أب إسماعيل – أب لكل القبائل العربية – هل كان إبراهيم عربياً ؟
وكذلك إسحق ( انا اكتبه إسحاق ) ليس فقط أب يعقوب بل كذلك أب كل – اللاوين – ...
ماذا يعني ذلك ؟ او ماذا يتبادر للذهن ؟
هذا يعني أنّ جميع القبائل والعشائر المختلفة التي عاشت في كنعان يوجد بينها علاقة نسب وترجع للأب إبراهيم .
يعرض الكتاب كل هذه الشعوب كعائلة كبيرة بكل مشاكلها مع فكرة الوحدة التي تربط بين مختلف هذه الشعوب ...
في النص التوراتي كثير من الشعوب والممالك المجاورة تربطها علاقة نسب بيهوذا .
الملحمة العائلية التوراتية الكبيرة تنسج كما في دفتر عائلي كبير الروابط التي توحد هذه الشعوب .
شخصية إبراهيم هي صورة رمزية لميلاد امة .
بالنسبة لمؤلفي التوراة , تاريخ شعب إسرائيل لم يكن تاريخاً كما نعرفه الان بأزمنة وتواريخ بل تاريخ عائلة يعتبر فيها الأب المؤسس الشخصية الرئيسية .
في كلّ قصص إبراهيم نلاحظ صوراً رمزية للمواقع المهمة في مملكة يهوذا وأسلوب علاقتها مع الشعوب الأخرى التي صنعت تاريخ يهوذا .
هذا النص التوراتي حول الآباء سيخلف اثار مهمة ومثمرة سيكون الدعامة الأولى لما سيصير فيما بعد الديانة اليهودية .
شعب إسرائيل وحسب التقليد اليهودي يتكون من احفاد إبراهيم وإسحق ويعقوب – الانتماء لشعب وديانة – سيكون نفس الشيء بالنسبة لكل من ينتسب للتقليد اليهودي .
التحقيق قام بخطوة كبيرة ( علم الأثار ) والعناصر التي جمعها العلماء تسمح بتحديد الزمن الذي كُتِبَ فيه نص الآباء لأول مرة وإعطاء إطار جغرافي لهذه الشركة , منطقة يهوذا في القرن السابع قبل الميلاد .
الكتب الصخرية لم تنتهي بعد من استجواب الكتب الورقية .
( الخروج ) هذا الحدث المركزي للعهد القديم هل حدث فعلاً ؟
هؤلاء المُسمون – العبريين – هل ذهبوا حقاً لمصر ؟
هل خرجوا بقيادة المدعو موسى ؟
ما هو دور الشريعة في هذا النص ؟
لقد تمّ اسقاط كافة الحوادث التاريخيّة التي تخص هؤلاء الأنبياء – روايات - في فترة لاحقة حسب علماء الأثار وإذا ما تمّ تفنيدها – علمياً - فما هو قيمة الكتاب المقدّس على ضوء العلم الحديث ؟
الكتب المقدّسة مجرّد روايات منقولة مما سبق والكتابات التي لا تتسلح بالأدلة العلميّة تدخل في باب كتابات – الإسهال الفكريّ – حسب قول ناصر بن رجب لكن في نفس الوقت الدين شأن شخصيّ يجب احترامه وعدم المساس بعقائد البشر لأنّ هذا ليس من العلميّة وليس من النقد في شئ بل مجرّد تنفيس ..
الأديان مرحلة تاريخيّة .. لا توجد قوّة على الأرض تستطيع اقتلاع الدين من الصدور فهي شئ وجداني وهوية – تقدم الحياة وتطوّرها كفيلان بفهم الأديان .
برغم جميع الأدلة العلميّة التي تؤيد وتؤكد عدم وقوع هذه الحوادث من طوفان نوح حتى ظهور النبيّ محمّد إلاّ أنّ الدين باقِ في الصدور .
اعجبني تصريح البابا بعد أحداث شارلي ايبدو في فرنسا عندما قال بما معناه أن الحرّية لا تمنحك الحق في إهانة أو شتم أو تجريح عقائد الناس .. لقد صدق البابا وهو رأي محترم من رجل دين محترم ..
- المعلومات التاريخيّة من علماء الحفريات – فنكلشتاين وسيلبرمان - ..
/ ألقاكم على خير / ..



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى هيئة الحوار المتمدن المحترمين ..
- بالعِلم تنهض الأمم !
- تتمة مقال المثقف صنو الحاكم .
- المثقف صنو الحاكم !
- عن الحتميّة وأشياء أخرى في الماركسيّة ..
- مجزرة كاتين ..
- الإسلام سبب من أسباب وليس السبب الوحيد !
- عن الماركسيّة ,, حوار بيني وبين الزميل أكو كركوكي ..
- لا الإيمان ولا الإلحاد هما الحلّ ,, الإيمان والإلحاد لا علاق ...
- بين الحاكم العربيّ والمستعمر الأجنبيّ !
- ذوو عقول الكاوتش !
- لا ,, للفكر الواحد ,, للعقيدة الواحدة ,, للون الواحد - ..
- العقل العربي بين داحس وداعش !
- الأفكار المهترئة عند البعض !
- أسئلة عن داعش ؟
- الأوطان تلتهما النيران بين - فائض القيمة وزواج عائشة - !
- من الروبوت إلى زواج الحميراء !
- ثقافة الكُتّاب والمعلقين في الحوار المتمدّن بين الرأي والرأي ...
- إخفاقات النظريّة الماركسيّة و تنبؤات كارل ماركس !
- لا عقد اجتماعيّ ولا سلطة حقيقيّة ,, لقد فشلنا جميعاً !


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - الأنبياء بين الرواية الدّينيّة وعلم الأثار !