أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عطا درغام - إدارة الأرمن للأقاليم التابعة لمصر في القرن التاسع عشر















المزيد.....

إدارة الأرمن للأقاليم التابعة لمصر في القرن التاسع عشر


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 16:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ثمة أرمنيان قد أدارا الأقاليم التابعة لمصر وهما :آراكيل بك نوباريان حاكم الخرطوم وسنار وآراكيل آبرويان حاكم مصوع وهما منطقتان واعرتان جغرافيا مكتظتان بالمشكلات السياسية والاجتماعية وغيرها.
شغل آراكيل نوباريان (27/12/1858) – شقيق نوبار باشا- منصب مدير الخرطوم وسنار وملحقاتها منذ 2 جماد ثان 1273 هحتي 6 ربيع ثان 1274 ه(1857-1858). وقد ارتبطت ظروف تقلده هذا المنصب بزيارة الوالي سعيد إلي السودان وما نتج عنها . ففي يناير 1857 توجه سعيد باشا إلي السودان في زيارة تفقدية أدرك خلالها معاناة الأهالي بشدة من فداحة الضرائب وظلم الحكام . وطفق سعيد يصلح أحوال السودان المتردية بعد أن كاد يخليه لولا وساطة الأعيان. فأمر بإعفاء الأهالي من الضرائب المتأخرة عليهم وعدل نظامها بحيث انخفضت انخفاضا كبيرا.وأنشأ محطة في صحراء كروسكو لتسهيل نقل البريد والمسافرين بين مصر والسودان، وأنشأ نقطة عسكرية علي نهر السوباط لمنع تجارة الرقيق ومطاردة النخاسين. كما أصدر أوامره إلي مديري الأقاليم السودانية بمراعاة العدالة بين الأهالي في الضرائب والسخرة والقضاء.
ومن الناحية الإدارية ، وسع سعيد في سودنة الإدارة نسبيا بإنشاء مجالس محلية تتألف أعضاؤها من رؤساء العشائر والعائلات السودانية، وعزل الموظفين الأتراك الذين أساءوا معاملة الأهالي واستبدالهم بسودانيين.كما ألغي منصب الحكمدارية العامة وقسم السودان إلي خمس مديريات مستقلة عن بعضها : سنار وكردفان والتاكة وبربر ودنقلة وتتبع كل منها حكومة القاهرة مباشرة.كما ضم الخرطوم إلي سنار في مديرية واحدة جاعلا آراكيل بك نوباريان مديرا لها ومشرفا عاما علي الإصلاحات التي أقرها نظرا لما يوصف به من حسن التدبير والسياسة.
ولكن ، قوبل آراكيل بمعارضة شديدة من قبل أقوي القبائل السودانية وكادت معارضتهم تنقلب ضد حكومة القاهرة لانها أقامت عليهم حاكما مسيحيا لأول مرة.
عندئذ، استقر رأي ضباط آراكيل علي ضرورة محاربتهم وإخماد معارضتهم بسرعة حتي لا تحذو القبائل الأخري حذوهم. بيد أن آراكيل أبي أن يبدأ حكمه بمحاربة رعاياه وآثر مواجهة الموقف سلميا. فتوجه أعزل السلاح إلي القبيلة المعارضة وتحاور مع زعيمها أبي سن حول ماهية معارضتهم: اهي ضد الحكومة أم ضده كمسيحي؟.
أعرب أبو سن عن أنها ضده شخصيا كمسيحي .عندئذ ، رد عليه آراكيل قائلا:" إذا كان الأمر كذلك، فافعل بي ماتشاء حتي لا يقال أنني كنت سببا في إراقة دماء الرعايا المخلصين لمولانا" .فهزت الكلمات مشاعر أبي سن الذي رد قائلا:" لقد هزمتني".
وبذا ، نجح آراكيل في استيعاب الموقف والقضاء علي أول أزمة واجهته في مستهل حكمه وأصبح المعارضون من أهم أعوانه. عندئذ، شرع آراكيل ينظم احوال مديريته ويشرف علي برنامج سعيد الإصلاحي، فاستبدل الكتبة والصيارفة غير المستقيمين في مديريته وباقي مديريات السودان بغيرهم من المؤهلين والأكفأ الذين استدعاهم من القاهرة. وكون مجلسا للتجار يفصل في منازعاتهم.كما أسس فرقة عسكرية لكنها ألغيت بسبب صغر سن أفرادها وارتفاع نفقاتهم.وبذل مجهودا كبيرا لجعل الخرطوم مدينة لائقة صحيا فكلف لو ري – موظف الصحة الرئيس – بتحسين الصحة العامة للنهر المقابل للخرطوم.
ورغم صرامة آراكيل إلا أنه كان حاكما مستنيرا نجح خلال حكمه القصير في تطبيق قسط من العدالة وتحجيم السخرة ووضع قوانين لضبط علاقات الأهالي.ولذا، أطلق عليه السودانيون لقب"الأمير العادل" . ومع هذا، ظل يعاني من اضطهاد بعض المسلمين المتشددين ضده لكونه مسيحيا . ولد مات آراكيل علي أثر إصابته بالدوسنتاريا ، فتجرع دواء شديدا لإيقاف المرض لكنه قضي عليه. ويذكر نوبار أنه كان يدعو شقيقه للعودة إلي مصر فكان آراكيل يرد عليه قائلا :" إن أمنيتي هي مغادرة الخرطوم. ولكن لمن أترك هؤلاء التعساء".
وثانيا ، شغل آراكيل بك آبرويان (1833-16/11/1875 ) من مستخدمي الخارجية منصب محافظ مصوع التابعة آنئذ لمديرية عموم شرقي السودان ومحافظة سواحل البحر الأحمر تحت رئاسة منزنجر باشا منذ أول ديسمبر 1873حتي 16 نوفمبر 1875 .
وقد بدأ آراكيل بك حكمه بإنجاز عدة مشروعات من أهمها إنشاء خط حديدي بين مصوع وكسلا انتهي في عام 1874 .كما احتك آراكيل بالقناصل الأوربين الذين اتهموا إدارته بانها تغض الطرف عن تجارة الرقيق حتي أن أهالي مصوع يحصلون علي أرباح ضخمة من وراء هذه التجارة المحرمة .وأذاع القساوسة الفرنسيون في أوربا بان مملكة الحبشة المسيحية قد تخربت علي أيدي أشخاص مسلمين من رعية الحكومة المصرية يتاجرون في الرقيق بمساعدة الحكومة المحلية في مصوع.
وإزاء ذلك، رأي آراكيل تشديد مراقبة تجار الرقيق بالسواحل المصرية وحتي تتأكد أوربا بالبراهين القوية انه جار مجازاة تجار الرقيق وقمعهم
وفي تلك الأثناء، أدت أطماع الخديو إسماعيل في ضم الحبشة لأملاكه إلي إرسال حملتين : الأولي بقيادة أرندوب بك للهجوم عليها من جهة الشمال عن طريق مصوع، والثانية بقيادة منزنجر باشا – مدير شلاقي السودان ومحافظة سواحل البحر الأحمر- للهجوم عليها من جهة الجنوب عن طريق ميناء "تاجورة" الواقع علي خليج عدن. وقد اشترك آراكيل – محافظ مصوع- ضمن حملة آرندوب فعمل بداية مترجما لكبار الضباط لانه كان يجيد اللغات التركية والفرنسية والإنجليزية والألمانية، ثم طلب من الخديو إسماعيل الاشتراك عسكريا في الحرب مع آرندوب فسمح له بذلك.
وجدير بالذكر ان آراكيل كان طموحا يسعي إلي إحراز مكانة علية ، لذا كان من أكبر أنصار الحملة علي الحبشة ، فقاد فرقة عسكرية مكونة من "800" جندي سوداني ضمن حملة آرندوب التي زحفت بتهور عبر الجبال لمحاربة جيش الملك الحبشي يوحنا نيجووس البالغ عشرة أضعاف الحملة المصرية .
وبعد اشتباك في منطقة تسمي جونديت ، انهزم الجيش المصري وأبيدت فرقة آراكيل فيما عدا شخص واحد يسمي حسين البربري وقع أسيرا.
هذا ، وقد اختلفت الآراء حول موت آراكيل آبرويان ، فيذكر البعض أنه قتل علي أيدي الأحباش، بينما يذكر آخرون أنه قد انتحر خشية الوقوع في الأسر. بيد انه قد ورد في أوراق ربط معاش آراكيل عن كيفية وفاته:"إنه توجه إلي حرب الحبشة مع آرندوب بك بناء علي أوامر الحضرة الخديوية وقتل علي أيدي الأحباش".
وهكذا، ساهم الأرمن في إدارة الأقاليم التابعة لمصر، ورغم صعوبة المناطق التي أداروها جغرافيا واقتصاديا وسياسيا ، إلا أنهم نجحوا نسبيا في إدارتها .أكثر من هذا ، اشتركوا في تنفيذ مشروعات مصر التوسعية في إفريقية.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكماليون والأرمن ( 1919-1923)-3
- الكماليون والأرمن ( 1919-1923)-2
- الكماليون والأرمن ( 1919-1923)-1
- الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-5
- الأرمن تحت تحكم الاتحاديين (1909-1918)-5
- الأرمن تحت تحكم الاتحاديين (1909-1918)-4
- الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-3
- الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-2
- الأرمن تحت تحكم الاتحاديين (1909-1918)-1
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-5
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-4
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-3
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-2
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-1
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر - 4
- النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-2
- النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-1
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -2
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -1
- نشاط الجالية الأرمنية في التعليم في مصر خلال القرن التاسع عش ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عطا درغام - إدارة الأرمن للأقاليم التابعة لمصر في القرن التاسع عشر