أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شينوار ابراهيم - شينوار ابراهيم شاعر الحب والسلام ... ( فراشات دمشقية ) حمولات تغصّ بمدلولات سياسية – قراءة نقدية ..بقلم حامد عبدالحسين حميدي














المزيد.....

شينوار ابراهيم شاعر الحب والسلام ... ( فراشات دمشقية ) حمولات تغصّ بمدلولات سياسية – قراءة نقدية ..بقلم حامد عبدالحسين حميدي


شينوار ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 12:44
المحور: الادب والفن
    


...................................................
حامد عبدالحسين حميدي / ناقد عراقي
......................................................
الهوس والجنون في استحضار بعض المفردات أو التراكيب والغوص في استنطاقها من اجل رفع الغشاوة عنها وفتح باب التأويلات ، ما زالت تدور ضمن مدارات افقية تارة وعمودية اخرى ، لابد لنا من الولوج في سبر اغوارها للكشف عن مديات اللغة الخطابية التي تنساب فينا ، وهي تناغم مشاعرنا في جلّ حالاتها المختلفة ... قصيدة ( فراشات دمشقية ) للشاعر المتألق ( شينوار ابراهيم ) الغائب / الحاضر ، فعنونة القصيدة ورمزية ( الفراشة ) الذي يضعنا امام هذا الكائن والمخلوق المتناهي في روعته وجماليته ، يضعنا امام هوس ذاتي متأنّق ، يذكرنا بشعراء اغرقوا انفسهم في وصف هذا المخلوق الهائم بالطبيعة وجمالها سلباً او ايجاباً ، بتناقضات وترميزات اختلفت في مدياتها حتى انها اصبحت برمزيتها ذات مدلولات عدة ، فـ ( الفراشة ) ترمز الى متناقضات : الروح الخارجة من جسد الانسان / الطبيعة الحية المتحركة / الحرية المطلقة التي لا يمكن ان تحجمها المنغصات / قصر عمر الانسان / الفتاة الرقيقة التي تتسامى في ترفعها الذاتي / او انها نذير شؤم حينما تحط على الكتف / الضعف امام تحديات الطبيعة وهي تقع احياناً فريسة سهلة للغريم / الحوم حول لذتها العارمة الى حد الاحتراق كالفدائي الذي يسعى لنهايته / كما أنها تحظى بجوانب ومدلولات سياسية لتسلط الضوء على فكر وايدلوجية تغطّ في مفهومات عميقة .
فـ ( شينوار ابراهيم ) ذلك الشاعر الذي جعل من ( الفراشات ) ذات حمولات تغصّ بمدلولات سياسية ، واضحة الرؤية ، اذ انه يستجلي ما يدور حوله من احداث شكلت لديه محوراً اساسياً .. حيث يقول :
دمشق يا بوابة الحضارات
سيفٌ غافٍ
على جبين التاريخ....
عين الشرق
كما أسماك الإمبراطور
يو ليانوس
في حدقات العيون
فـ ( دمشق ) تلك البوابة المدججة بمتاريس الحضارات ، والسيف الذي يغفو ، بثقة القادر على قهر المارقين ، أنها ( عين الشرق ) التي تتجلى في عيوننا ، تشع القاً ، رغم المحن واختلاف الاحداث والنكبات فما تزال هي رحى تطحن كل من يحاول ان يخترقها / فهي مارد حضاري ينفض الغبار والأتربة عنه كي لا يدفن بين الرمال .
نورٌ
ينافس القمر
مشرقا
في سماء الصيف
يتراقص
على اصوات
خرير بردى
يصب في دمي
تناثر على ممرات الكتب
اسمك
في التاريخ....
انه الاندماج الروحي بين ما حولنا ، والتعايش الذي يضجّ في خوالجنا حتى يكاد يعتمل بمسوغات الاحياء ، كيف لا وهو يرى جمال الكون كله قد انصب في بودقتها التأريخية والإنسانية ، فهي ( نورٌ ) طوّع لها مكنونات التدرج الفعلي الذي تناغم مع تسلسلات هرمية متناسقة ( ينافس / يتراقص / يصب / تناثر ) وبذا تكونت هالة من التداعيات المجسمة في تحريك الذات التي تعشق الامكنة في بعث الروح فيها من جديد ، وغلواء الانتشاء بها يقف ضمن مدياتها الاثرية التي لا يمكن اغفالها او الابتعاد عنها .
لماذا
ضاعت....
تلاشت
احرفك
بيد مَنْ
لا يعرف
لا يرحم
فأغلق فم بردى
بدم اطفال
يصرخون
نحو الشمس....
الاستفهامية التي اطلقها ( شينوار ابراهيم ) تقف ضمن كشف المجهولية المغيبة ، التي ضاعت وتلاشت ، ليعطينا وقفة غائية من اطلاق هذا التساؤل الذي كبُر ضمن واقع حياتي يومي ، لقد غصت الحناجر ، وتاقت الارواح لذلك الوهج الذي انساب رغم الالم المرير / والحزن الذي قيد الحياة بأصفاد لا تعرف الرحمة والشفقة / فاللغة لغة ( الدم / الموت ) المصدّر من جهات ظلامية اغرقت الحياة بالصراخ والعويل ، بل النواح اضحى هديل الحياة ، فـ ( الشمس ) المطلقة ، أمل بعيد المنال ..
سماؤك يا دمشق
حزينة
تحتضن ارواحا وورودا حمراء
تلاشت أطراف اجسادهم ...
كتمت
حتى اصوات الفراشات
رغم قصر عمرها...
انها الالوان التي انهمرت حزنا على ( دمشق ) وأي دمشق ؟ دمشق التي غرقت بالحزن واليتم ، وسخرية القدر الذي حوّل كل شيء الى لون ( احمر ) اذ تحولت لديها الاشياء الى احتضان للموت ، تلكم الاعمار التي اختصرتها المنية بإظفارها ، اذ / وفق الشاعر في ختم هذا المقطع بإيحائية ( حتى اصوات الفراشات / رغم قصر عمرها ) .
دمشق ...
يا مناديل امي
دموع ركن الدين ...
كم مرت على بساط
الحياة...
طواغيت العصر
لم يغيروا
من طعم
جمالك ....
مهما رسموا
لوحات
مزورة لوجه ماضيك
انه الاستغراق في الصورة المنقوشة في ذاكرة لا تعرف إلا الحياة .. فـ ( دمشق ) ما تزال لم ولن تكون إلا لوحة فائقة الجمال والروعة والإبداع ، فمعالمها المشرقة وهج يضجّ بالدفء والحنو ، و( طواغيت العصر ) لم يعوا ان لها طعم ، ولون ، وذوق ، لن يفهموه لأنهم صورة مشوشة من الخراب والدمار ، لذا لم تستطع اياديهم ان تشّوه جماليتها ودقة وصفها ..
ايتها الياسمينة الشامية ..
بثي رائحة الياسمين
فوّاحة ،،،
انت دمشق
يا عروس المدن
ساحرة الفصول
مهما غدر بك الزمان
تبقين عشيقتي
في صرير قلمي ....
هنا يقف الشاعر المبدع ( شينوار ابراهيم ) عاشقاً لمدينة ملاً سحرها عينيه الحالمتين بها انها ( الياسمينة الشامية / رائحة الياسمين / عروس المدن / ساحرة الفصول / عشيقتي / صرير قلمي ) وبذا تكون ( فراشات دمشقية ) خطاباً موحياً بحرية الفكر والتحرر من قيود وأصفاد الزمن المقيت الذي يحاول ان يحجم افكارنا بظلامية وسوداوية المجهول ، ذا يذكرني بقصيدة محمود درويش في ( اثر الفراشة ) اذ يقول :
أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى ، ويرحلُ
فأثر ( فراشات - شينوار- الدمشقية ) لا يزال يمتلك طاقات ايحائية ذات تجليات تراقص معان تختلف مدياتها النصية انها ( رسالة سياسية ) لكل من يحمل بين خافقيه الحب والعشق للوطن .



#شينوار_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات على سرير العشق .. لوحة حكائية ملوّنة / قراءة نقدية ... ...
- همسات على سرير العشق
- معيارية الرمز المكثف سمفونية النصر ... شنكال .. غمز التين !
- شنكال .. غمز التين !
- عشوائية السلوك الفيس بوكي
- قراءة وأضاءة على قصيدة الشاعر المغترب شينوار ابراهيم ((أنفاس ...
- ستائر الأنوثة
- خشية...!!
- فراشات دمشقية
- والدي....
- الى ضحايا هيت
- صناع الحياة
- من أنتفاضة الروح على حزنها وأستلامها للحزن وألألم
- حفيدات الشمس
- جعبة الغرباء
- القديسة كوباني
- انيس السمر
- قراءه أولية لقصيدة وسائدُ وَجَع للشاعر المبدع شينوار ابراهيم ...
- فتوحات
- شنكال تعانق البصرة


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شينوار ابراهيم - شينوار ابراهيم شاعر الحب والسلام ... ( فراشات دمشقية ) حمولات تغصّ بمدلولات سياسية – قراءة نقدية ..بقلم حامد عبدالحسين حميدي