أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - المرحلة الفمية لمجلس النواب














المزيد.....

المرحلة الفمية لمجلس النواب


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 23:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم نعتد على سماع أعضاء مجلس النواب يتحدثون عبر شاشات التلفزيون من قبل فلقد كان المجلس فيما مضى شكليا جدا، وكان هناك متحدث واحد فقط –إن سمح له بالتحدث– وهو رئيس المجلس (سعدون حمادي) ولم يسمعه احد يدلي بتصريح إلا ما ندر أما بقية الأعضاء فلم يعرفهم احد أو يتعرف عليهم لا في المسموع أو المقروء ولا المرئي. تلك كانت نعمة لم نشعر بها إلا بعد سقوط ذلك المجلس الصامت، الذي كان يطبق –بالقوة– تلك (الحكمة البدائية )التي تقول (يا ليت رقبتي كرقبة البعير) والظاهر –والأنثروبولوجيا اعلم– إن تلك الأقوام كانت تعتقد بان الكلام يحتاج إلى مسافة حتى يصل إلى الفم .لهذا كانت رقاب أعضاء ذلك المجلس طويلة بالضرورة ، حتى أطول من رقبة الزرافة. فلم نسمع لهم يوما تصريح أو أجريت معهم مقابلة.
لقد اتضح إن صمتهم مفيد أكثر . لكن الحياة لا تبقى على ما هي عليه ، فقد تغيرت الأمور كثيرا ، وتحرك التاريخ وأزال ذلك الصمت وتلك المأساة التي كنا نعيشها وأعاد التاريخ لنا –دائما يعيد نفسه بصورة مهزلة- مجلس نواب كله يتحدث كله يصرح ، مجلس اقل ما يقال عنه انه لم يجتاز تلك المرحلة الطفلية المسماة (المرحلة الفمية) بعد.. وهذه المرحلة هي كما يقال في التحليل النفسي أنها نتائج زمن رضاعة غير ممتعة، أنهم يستعملون الكلام للتعبير عن اتجاهاتهم الغريزية.
مجلس يضم 315 نائبا عندما يخرجون إلى الصالة بعد جلسة (كلامية) تجد الكاميرات والمايكات بانتظارهم فلدينا وسائل إعلام تقريبا بعدد الأعضاء، وهؤلاء الأعضاء مستعدين للإجابة عن كل التساؤلات الصحفية لأنهم يعرفون كل شيء أو يجب عليهم أن يعرفوا، أليس هم ممثلي الشعب؟لا توجد في قواميسهم تلك الكلمة التي نسمعها بعد خروج المؤتمرين في أوربا (no comment) أي لا تعليق. لكن تصريحاتهم مؤتمراتهم الصحفية أحاديثهم (ثرثرتهم) في صالة المجلس لا تسترعي الكثير من الاهتمام، ما يلفت الانتباه هو عندما يأتي المساء وينهي الناس أعمالهم أو ينتهوا منها بعد يوم طويل وشاق من العمل وضجيج وزحام الشوارع وسماع دوي الانفجاريات من عبوات ومفخخات. يعودون –الناجي منهم– إلى بيوتهم ليستريحوا وليشعروا ببعض الهدوء والاسترخاء وينالوا قسطا من الراحة وليشاهدوا التلفزيون ليروا ويسمعوا أخر الأخبار والمستجدات عن امرلي، كوباني، القصير، والموازنة، والإعدامات الجماعية والخطف، ولان هذه الأخبار تمس حياتهم بالصميم فأنهم مجبرين على متابعتها شاءوا ذلك ام أبوا..
هنا تجد أعضاء مجلس النواب في كل قناة تشاهدها فهم يشغلونها كلها، العربية منها والمحلية، يتحدثون يتناقشون يتحاورون، الكثير الكثير من الكلام، فتجدهم مرة مبررين ومرة مشككين وأخرى ناقدين ومادحين ووو... لكنك لن ولم تراهم يوما صامتين. ويتبادر إلى ذهنك سؤال ترى لماذا هذه الثرثرة. وتستدرك أنها ليست ثرثرة أو لغو بقدر ما هي عمل يؤدونه خلال أربع سنوات أو أكثر –ودائما أكثر– لأنهم متحدثين باسم الشعب الذي انتخبهم وتتخيل انك عندما تدخل إلى قاعة مجلس النواب فأنك ستجد كلمة مكتوبة بالخط العريض (جئنا لنتحدث).
الصعوبة لا تكمن في فهم ما يقولون-لأنهم ليسوا من أعمدة الحكمة– ولكن لماذا يقولون, لماذا هذا الاستفزاز هل يستطيع احد أن يتحمل ذلك اللغو وتلك الثرثرة، أنهم بهذيانهم ولغوهم يريدون إضفاء المنهجية والصواب على تجربة غير سوية وفاشلة بكل المقاييس فثرثرتهم هي نتيجة طبيعية لتبرير هذا الخطأ التاريخي. ترى هل قدر لنا أن نعيش مع مجموعة عندها خلل نفسي لتستفزنا يوميا ولتكدر علينا الحياة فوق ما فيها من الم وقهر.. وهل سنودع هذه الحياة يوما ونحن ممتلئين غيضا من حكومة وخلفها برلمان لا يجيدون إي شيء إلا الكلام إلا الثرثرة ولغو لا طائل منه إلا تدمير نفسيتك أو ما تبقى منها. هل من الصعب إذا الاعتراف بان المجتمع العراقي لم ينتخب برلمان بمعنى الكلمة بقدر ما هو مرض نفسي يجب معالجته..
بالعودة إلى تلك المرحلة الطفلية "الفمية" فأن لها سمات تظهر عند الكبار منها "السلبية والجشع والأكل بنهم, بالإضافة إلى الحديث الزائد "اللغو", وهي سمات وصفات نجدها واضحة لدى أعضاء مجلس النواب الذين لم يمروا بشكل سليم بمرحلة "الفطام" نتمنى يوما إن نتبنى برلمانا خاليا على الأقل من هذه العقد والأمراض النفسية. أخيرا يحق لنا إن نردد مع شكسبير (ما الكلمات إلا كلمات, فانا ما سمعت يوما أن جراح القلب التأمت عن طريق الإذن, أرجوكم الآن عليكم بشؤون الدولة).



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارماكوس نعيم عبوب
- المالكي: الأضحية المقدسة
- بؤس العقل السياسي حول (تجريم الطائفية)
- تفكك الشخصية الوطنية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - المرحلة الفمية لمجلس النواب