أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عصام عباس أمين - قراءة أولية في كتاب عالم داعش لهشام الهاشمي














المزيد.....

قراءة أولية في كتاب عالم داعش لهشام الهاشمي


عصام عباس أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 14:54
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لا شك إن عالم داعش على الأرض عالم واسع وغامض، وما نعرفه عنه فقط هو الجزء الظاهر منه والمسموح لنا رؤيته لغايات معينة يريدها التنظيم، أولها الترويج لداعش وأخطرها بث الخوف فينا لدرجة الرعب.
عالم داعش يمتاز بالقسوة والإفراط في القتل وبالسرية التامة، وهذا شيء طبيعي لدى التنظيمات "الجهادية"، فجميع هذه التنظيمات تتبنى آليات معينة لضمان أمن التنظيم وأمن العناصر العاملين فيه، لذلك فان امتلاك رؤية وتصور كامل عن كل ما يجري في التنظيم يبقى أمرا ليس سهلا ويشكل في النهاية تحديا كبيرا للأجهزة الأمنية والاستخبارية المكلفة بتفكيك تلك التنظيمات.
ميزتان مهمتان يمتاز بهما المؤرخ والباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية هشام الهاشمي، أولهما سعة اطلاعه على تفاصيل داعش وثانيهما القدرة على التحليل، فجمع المعلومات لوحده لا يعني شيئا في النهاية بدون إخضاعها للتحليل، ولهذا فان الهاشمي جدير بان يطلق على كتابه عالم داعش وهو عنوان كبير جدا، سيجذب جميع المعنيين في الشؤون الأمنية والإستراتيجية لولوج عالمه وكشف بعض أسراره، وأكاد اجزم إن اللجنة الإعلامية لداعش ستبادر هي الأخرى لقراءة الكتاب لمعرفة أين يقع الهاشمي من حقيقة داعش، أين أصاب؟ وأين اخطأ؟
في مقابل ذلك ليس واضحا كم ستستفيد أجهزتنا الأمنية والاستخبارية من هذا الجهد، وكم سيساهم هذا الكتاب في تطوير قدرة المحللين لفهم داعش بصورة أعمق للتنبؤ بأفعالها بصورة أفضل، لمنع حصول المزيد من المفاجئات.
الكتاب غني بالمعلومات الثمينة، اقلها معلومات تفصيلية عن قيادات داعش بأسمائها الثلاثية وكناهم التنظيمية ومعلومات تتعلق بأحوالهم الشخصية، وسيرهم الذاتية، وهذا جهد يستحق التقدير. إضافة إلى معلومات اخرى لا تقل أهمية عن الفصائل الجهادية الأخرى ومدى تأثيرها على الساحة مدعومة بأرقام تتعلق بعديد عناصرها المسلحة ومناطق تواجدها.
الأهم من كل تلك المعلومات، الجانب التحليلي في الكتاب، فهشام الهاشمي أطلق العنان لنفسه في التحليل فجاء الكتاب مليئا بالاستنتاجات والاستدلالات والتنبؤات والتوقعات وحتى بالمقترحات.
أمام هذه النجاحات يلاحظ نقاط اخرى قللت كثيرا من أهمية الكتاب وقد تعمل على نسفه إذا لم يبادر الهاشمي لإجراء التعديلات اللازمة وإصدار نسخة منقحة قبل فوات الأوان.
وأول تلك الأخطاء، إهمال التواريخ، فالكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات المنشورة في الصحف والمواقع الالكترونية وعلى صفحته الشخصية، من دون ذكر تاريخ النشر لتبدو المعلومات أحيانا متناقضة وأحيانا مستهلكة وفاقدة لأهميتها الاستخبارية في أحيان اخرى، ولو حاول الهاشمي منذ البداية جدولة المواضيع ومراجعتها قبل النشر لجاء الكتاب بصورة اخرى وبحجم اصغر ربما، والأمثلة كثيرة لارتكاب هكذا أخطاء رافقت اغلب فصول وعناوين الكتاب. سنحاول أن نورد بعضا منها ومثال ذلك:
الصفحة 65 نقرأ (من أهم تلك المعسكرات ، معسكر حديثة بقيادة أبو محمد اللبناني، ومعسكر العويسات بإدارة ألزرقاوي!!!!!!!). وهنا يفترض ذكر تاريخ وفاة ألزرقاوي أو اختيار الكتابة بصيغة الماضي.
الصفحة 69 وتحت عنوان البنية التنظيمية لدولة العراق الإسلامية السطر الرابع وردت العبارة (وأصدرت مؤخرا مجلة خاصة بالتنظيم اسمها ذروة السنام)..... وكلمة مؤخرا هنا تعني قبل ثمانية سنوات!!!!!!
الصفحة 76 المادة (1) عمر بازياني (أبو حفص) كردي من أنصار الإسلام ...... اعتقل في زيونة في نهاية عام 2004 من قبل القوات الأمريكية ولا يزال إلى الآن معتقل!!!!! ولا ندري هل يقصد معتقل إلى الآن لدى الأمريكان في غوانتانامو أم ماذا؟؟؟؟
الصفحة 192 نقرأ تحت عنوان الانبار ونينوى العبارة التالية ( لا اشك إن تنظيم داعش صار مستعدا الآن لفتح جبهة قتال في الموصل وجزيرة الثرثار).... السؤال ماذا يقصد الهاشمي بكلمة الآن.... هل يقصد وقت كتابة المقال الذي لا نعرف تاريخه أم ماذا؟؟؟ اعتقد بان الهاشمي ترك القارئ لوحده يغرق أمام كم المعلومات الذي يسترسل بضخها بدون رحمة.
إضافة إلى حصول أخطاء من هذا النوع لوحظ أيضا وجود رطانة في بعض العبارات مما يشكل على القارئ التواصل مع المؤلف ولا يعرف هل السبب كان بسبب سوء الطباعة أو عدم المراجعة وللمثال فقط ، في الصفحة 42 وتحت عنوان الجغرافية والأرض، تبدأ الصفحة (ويعد جيشها ذو نفوذ كبير في العراق دون منازع وقد بايعها بالسمع والطاعة وانضم لصفوفها الكثير من عشائر وقبائل العراق وخصوصا العشائر والقبائل في إقليم الانبار .... الخ.
في الصفحة 226 وتحت عنوان (عوامل دفعت البغدادي إلى التمرد على الظواهري).... يلاحظ بان المتن لا يتطابق مع العنوان.!!!!!!!
في الصفحة 228 نقرأ ( ومن يتتبع آراء الكتاب الجهاديين يتأكد عنده بما لا يدع مجالا للشك إن البغدادي عندهم فقد صفة القيادة وفقد ثقتهم به). وهنا لم يكلف الهاشمي نفسه بذكر بعض تلك الآراء أو ذكر أسماء قائليها، وإنما ترك أمر البحث للقارئ الذي يجهل أسماء تلك المراجع والكتاب.
من حق المحلل أن يتوقع أو يتنبأ، ففي الاستخبارات هناك حقل خاص يسمى الاستخبارات التنبؤية (Predictive Intelligence) ... لكن إذا توقع الهاشمي حدوث شيء ما خلال أيام أو أسابيع ثم لم يحدث ذلك الشيء فما الداعي للإبقاء عليه في الكتاب؟؟؟!!!!
إن تكرار هذا النوع من الأخطاء يجعلني أقول وبيقين إن الهاشمي لم يراجع كتابه قبل الطبع، ولم يطلب من احد مراجعته له لتلافي تلك الأخطاء القاتلة لمؤرخ نشط مثله.
اعتقد بان الهاشمي حقق انجازا كبيرا في نشره لكتاب عالم داعش، فهو قد حقق خرقا لهذا العالم السري والغامض، لكنه أساء لنفسه كمؤرخ لم يهتم على الأقل لأرشفة مقالاته المنشورة في أوقات متباعدة. والسؤال هنا لماذا استعجل الهاشمي بهذه الصورة؟؟؟؟!!!! أتمنى أن لا يكون الجواب البحث عن الشهرة أو تحقيق ربح تجاري.



#عصام_عباس_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عصام عباس أمين - قراءة أولية في كتاب عالم داعش لهشام الهاشمي