أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزه الجناحي - عش البراق .















المزيد.....

عش البراق .


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 22:36
المحور: الادب والفن
    


في اول ساعات الصباح بدأ القتال على اشده..منطقة وعرة ..سيطر عليها داعش منذ فترة طويلة ,,غير الكثير من معالمها اصبحت له معقل السيطرة عليها يعني امساك طريق طويل بين مدينة بغداد وباقي مدن الشمال ..
تحرك الجيش على تلك المنطقة لاكثر من محور لتشتيت قوة داعش وتحريرها ..
تقدم فصيل المجاهد حسين عبد الامير بعزم بعد ان استمع لدرس من دروس الشهادة وعاهدوا الله والعراق بالنصر .. كان يسير امامهم بسرعة وهو ينشر مقاتليه يمينا وشمالا
سمع اكثر من مرة ازيز طلقات القنص تمرق بالقرب من اذنيه
تارة يطأطا بجسده وأخرى يتطلب وقوفه لمشاهدة طريق سيرهم
قطع وجماعته المئة متر المهمة بسرعة غير متوقعة من قبل قادة المعركة الميدانيين
سيطر على مرتفع ترابي كانت عصابة داعش صنعته للتستر به والسيطرة على المنطقة كاملة
وزع مقاتليه وبدأ يعالج بنيران العدو ..امن دخول القطعات العسكرية المدولبة للوصول الى ذالك الساتر ,,بدأت هذه المرة تتوحد اسلحة المقاتلين باتجاه اهداف واضحة بفضل سيطرة حسين ومقاتليه على ذالك الساترالاستراتيجي .
كانت الخطوة الاولى المقررة البقاء في هذه المنطقة لحين اكتمال القوات ومجيء الباقيين منها خاصة الاسلحة الساندة من مدفعية وهاونات وعجلات مسرفة ..
لكن الآمر ارتأى ان يستمر مستغلا هروب داعش والصدمة التي المت به والغير متوقعة له .
جمع امري الفصائل ليخبرهم بأستمرار التحرك لحين السيطرة على المدينة المنكوبة ..سمع اراءهم بعضهم اراد التأجيل ..وبعضهم طلب الانتظار ودراسة المنطقة جيدا ,,
كان الآمر ينتظر ان يدلي حسين بدلوه لأنه يرى فيه همة وذكاء وأندفاع وصدق بنيله للشهادة خاصة وأنه كان ضابط برتبه نقيب في الجيش .
التفت على حسين ..ها ابو علي انت شدكول ..
والله اني اكول نتوكل على الله ونستمر بس كون الاسناد يكون قوي جدا وترافقنة عجلات العسكر لحمايتنا ..
وافق الآمر وبقايا رفاق حسين على رأيه ..طلب الآمر من عجلات الجيش التجمع للتحرك للخطوة التالية ..
اعترض امر فصيل عجلات حاملة الجنود بأن الساتر يعيق تحركات العجلات ..عليه يجب ان يكون هناك الية شفل لفتح الطريق لدخولها ..
اتصل الامر بقيادته لتزويده بشفل ..جاء الرد بالايجاب
بعد ساعة جاء شفل عسكري يقوده جندي ..
اقترب من الآمر ليخبره بأستعداه ..
شكره الامر لكن بعد ان نظر الى ساعته رأى ان الصلاة قد حانت وعليه بعد الصلاة مباشرة يبدأ التحرك ويبدأ الشفل بفتح الطريق ..
صل المقاتلين ..جلس حسين مع آمره اخرجا من جعبهما بعض المأكولات السريعة العسكرية .
تمازحا مع بعضهما ,,
قال الآمر لحسين راح اكل بسرعة حتى انال الشهادة بسرعة
رد عليه حسين ..بس اني راح اكل على كيفي وأنالها بسرعة ..
ضحكا بدا يتجاذبون بعض الاحاديث هنا وهناك عن القتال ,, كان الآمر يرى في حسين الابن المطيع الخلوق الذي خرج من عائلة جهادية يتمنى القضاء على داعش بسرعة لا يخاف ..
عرفه في اكثر من معركة ..
يحب الجلوس معه كثيرا ليتحدثا عن بعض الامور الحياتية والدينية التي كانت بالنسبة لحسين زاده الذي يتزود بها ..
طلب الآمر من حسين رؤية اغراضه وهو يمازحه لأنها كثيرة ..اخرجها حسين من خرجه وهي عبارة ..
عن هاتف وبطاريتين ..بوصلة عسكرية ..تربة للصلاة ..عدد من تميرات الزهدي..ومرآة صغيرة وحرز ملفوف بقماش اخضر و صورتان صغيرتان تكسر ورقهما نتيجة خلطها مع الاشياء فيها هو يحضن ولده مؤمل وبنته زهراء ..والأخرى لوالده بعقاله وشموخه ..
طلب حسين من امره ان يرى ما بجعبته ..اخرجها الامر وهي عبارة عن هاتف نقال وكتاب صغير للأدعية وتربه وبعض الاموال ورسالة لم يفصح عنها ..
الح حسين عليه معرفتها لكنه ابى ,,
ثم قال لحسين اذا نلت الشهادة قبلك لك الحق بقراءتها ..
بعد هذه الاحاديث والمداعبات ..رأى الآمر ان الوقت حان للتحرك ..امر الجميع بالتهيؤ اخبرهم ان الساعات القادمة عصيبة ,,العدو يتمركز خلف تلك المنطقة الانتباه ..عدم التبذير بالعتاد التحرك منحنيا وبسرعة التزموا بالاوامر ..
طلب من سائق الشفل التهيأ والعمل بسرعة ..عليه ان يحتمي خلف كيلة الشفل ويضعها درع امامه قدر المستطاع وعند ازاحة التراب عليه ان يميل يسارا ويمينا او يجلس خلف المقود بعيد عن الكرسي..
ابتسم بوجهه السائق والجميع مستغربا من ابتسامته ..
قال للآمر انا ليس عسكريا ولا صاحب الشفل الاصلي فلقد اصيب صاحب الشفل قبل ساعات بطلق في صدره ونقل الى وحدة الميدان فتطوعت لأخذ مكانه ..وارى ان هذه المهمة الوحيدة التي تجعلني انالها كان يقصد الشهادة .
طلب منه الآمر ان يكون حذرا لأن نجاحه يعني نجاح الجميع والنصر ..اجابه ذالك الشاب بكلمة (صار)
ادار محرك العجلة والجميع ينظر له تحرك بسرعة نحو الساتر الترابي كان يعمل دون ان ينظر يمينا ولا شمالا كل تفكيره منصب على فتح الطريق يضع كيلة الشفل عند الرجوع امامه اشتد اطلاق النار على الشفل ورد المقاتلين على النار وبكثافة وكأن المعركة كلها مع الشفل لم يتوقف الشفل بتاتا وهو يدور برشاقة لفتح الطريق حتى ان الجميع اطمأن لأزالة ذالك الساتر والعجلات العسكرية والمجاهدين تهيؤا للصولة ..
فجاة توقف الشفل على الربوة ولم يرجع الى الخلف انتبه الجميع الى سائق الشفل وقد توقف حتى رآه المقاتلين وقد تمدد في قمرة القيادة ..
كان امرا حرجا لسببين ..اولا صعوبة الوصول الى الشفل وهو في اعلى نقطة له ,,وثانية ازاحة المصاب واخذ دوره يتطلب وقتا ربما يصاب او يقتنصه الدواعش ..
نهض الآمر وهو ذو خبرة في سياقة هذه العجلة منعه حسين طالبا منه ان يذهب هو لقيادة الشفل وفتح الطريق ..
اقنعه حسين ان وجوده اهم لأنه الآمر ويعرف المنطقة جيدا وله خططه بعد الانتصار ..
لم يترك حسين وقتا لآمره ان يسمح له ليجده وقد تسلق الشفل برشاقة وبمهارة مقاتل محترف لينزله من المرتفع ..
انزل السائق السابق وجده قد فارق الحياة ..بدأ حسين وبسرعه بمهمته الجديدة الخطرة ..
تعجب المقاتلين من مهارته في السياقة وسرعة قيادته ..ونار العدو تصب عليه كالمطر ورد المقاتلين عليها كان الاعنف لكن الهدف لدى الدواعش هو ايقاف الشفل لأنه يعني دخول قطعات الجيش بالعجلات المسرفة والجنود وهذا يعني نهايتهم بدون شك ..
جيئة وذهابا ..جيئة وذهابا .. فتح حسين الطريق وعبر الى الجانب الاخر وهو يضع كيلة الشفل امامه كدرع يصد بها اطلاقات العدو ..
تحركت العجلات خلف الشفل لكن الغريب ان الشفل لم يتوقف واستمر في مسيره والجميع مبهور وغير مصدق
الى اين هو ذاهب ؟ ..ماذا يريد حسين ؟,, لماذا لم يتوقف ؟..انتهت مهمته لم لم يعود ؟
سال احدهم الامر .سيدي ماذا نفعل ,,
رفع الامر رأسه شاهده من بقربه وعيناه مغرورقة بالدموع .. لا تفعلوا شيئ لقد استشهد حسين ولا يتوقف الا ان يوقفه مانع ترابي او الوصول اليهم ..
ماذا ماذا تقول ,؟
اقول لكم ان حسين فارق الحياة ..
ورجليه على دواسة الوقود فلا يتوقف الا ان يوقفه احد ..عرف الجميع حكاية حسين وأستشهاده ..
اخذتهم العزيمة اندفع المقاتلين وبقوة مع تلك العجلات المسرفة وهي تصب غضبها على الدواعش والشفل يسير امامهم دون توقف ..حتى ان كثافة النار جعلت احدى العجلات العسكرية تسير خلف الشفل وهي محتمية به ,,
وصلت عجلة الامر وبسرعة الى قرب الشفل اطلق الآمر النار على عجلات الشفل الخلفية ثقلت حركته بدت الارض اكثر وعورة موانع ترابية ونباتات وأشجار اصطدمت بالشفل لتوقفه ..
استمر المقاتلين بأندفاعهم ..توقفت عجلة الامر بقرب الشفل ..
صعد الى الشفل ..وقف هينيهة يتأمل حسين وهو متشبث بعجلة القيادة ورجله على دواسة الوقود والشفل يصدر صوت عالي لكنه عالق بين النخيل وحفرة تمنعه من المسير ..
ابعد رجله عن الشفل ويديه عن مقود القيادة احتضنه ..بكى بصوت مسموع امام حسين ..
تذكر طلب حسين بقرأته لتلك الرسالة ..
اخرج الرسالة من جيبه ..وحركها امام عيني حسين الشاخصتان بعيدا ..
قال له ..لقد نلتها يا أبو مؤمل قبلنا ..ورسالتي هي عهد لأبوا الفضل العباس ان لا اتراجع ..
كنت ائمل ان تأخذها بنفسك وترميها بشباك قمر العشيرة .
هنيئا لك ولأهلك ياصديقي الطيب .

حمزه—الجناحي
العراق –بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبانية وعين الاسد بين صقور مؤتمر اربيل وحمائم اهل السنة .
- مفارقة ..قانون واحد ولا يشمل الجميع .
- مبروك جريدة العالم العراقية ..العراقية بأمتياز .
- السيد العبادي..ممكن العمل بقانون 1/12 لحين استقرار اسعار الن ...
- من لم يشترك بحكومة المالكي ..فليرميها بحجر .
- اتقوا الله واعدلوا.. بابل ودهوك مدينتان في وطن واحد .
- التقشف والادخار حرب الجياع على الحكومة .
- امريكا الابعاد المجهولة .. وحمير المنطقة .
- قانون الحرس الوطني حماقة كبرى نهايتها التقسيم .
- اللهاث وراء سراب سعودي ..
- زيارة الاربعين مسئولين خاشعين متهجدين .. من سرق العراق اذن ؟
- منشور داعش الاخير ...صراع في الصميم .
- خمسة ملايين مرحبا للزائر الإيراني .. لكن .
- اقليم البصرة مطلب شعبي ورفض حزبي ..
- جعجعة الفضائيين اعلامية صنعتها الحكومة ليصدقها الشعب .
- بغداد تعترف دون دراية بتابعية كركوك للإقليم ..
- لماذا اسند برا يمر ظهره على كرسيه ؟ ومن كان معه ?
- اعطني صلاحية واحدة للحكومة الاتحادية في الاقليم ..اقول لك عر ...
- بين نفاق وزير شيعي وصراحة كردي ..نيجرفان وعبد المهدي نموذجان ...
- بسبب كثرة القتل والعرض .. داعش تفقد بعض من تمويلها ..


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزه الجناحي - عش البراق .