أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد خضر خزعلي - تكنولوجيا وانتاج وقلق














المزيد.....

تكنولوجيا وانتاج وقلق


محمد خضر خزعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 16:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


توسل الانسان القديم ادوات بدائية لمساعدته في العمل والانتاج ، وكانت تنشأ الحضارات على ضفاف الانهار لما للانهار من فائدة في الانتاج الزراعي واستمرار الحضارة ، وخلال العصر البرونزي اكتشف الانسان مادة البرونز ، التي كانت على خلاف الحجارة قابلة للتطويع ، مما يعني قدرة اكبر على صناعة الادوات ، وبالتالي قدرة اكبر وفعالية اكبر على العمل والانتاج .
وخلال العصر الحديدي اكتشف الانسان مادة الحديد ، والتي ساهمت بشكل كبير في تصنيع كثير من الادوات الزراعية والصناعية ، وساهمت مادة الحديد في انطلاق بريطانيا تجاه المجتمع الصناعي ، الذي اصبح يعتمد على الصناعة بدلا من الزراعة بالدرجة الاساس . الامر الذي ساهم في بناء المصانع الكبيرة واتساع للمدن ، وظهور حركة نزوح من الريف باتجاه المدينة الصناعية الجديدة ، وبدأت بريطانيا بالتوسع خارجيا بدءا من هذا العصر ، ببسبب التطور الصناعي الذي ساهم انتاج فوائض بالسلع ورأس المال مما يعني ايجاد سبب لضرورة التوسع بسبب فوائض الانتاج.
وفي العصر الحديث العصر التكنولوجي استطاع الانسان الانتقال تدريجيا من مرحلة الاعتماد على الالات في الانتاج الى مرحلة الاعتماد على ما يسمى بالاتمة ، اي ان يحل الرجل الآلي مكان العامل خلال العملية الانتاجية ، مما يعني تقلص الحاجة لليد العاملة بسبب التطور العلمي الذي اتاح امكانية وجود بديل عن الانسان في العملية الانتاجية الى الحدود الادنى.
في بريطانيا هناك شريحة واسعة من الموظفين الذين يخشون احتلال الربوت لوظائفهم ، مما يعني ان مبدأ نظرية Z الذي يفترض الامن والاستقرار الوظيفي للعمال والموظفين محل تشكيك في ادبيات الادارة ، اما من ناحية اقتصادية وتحديدا من زاوية ماركسية ، فإن لهذا التطور التكنولوجي انعكاسات بنيوية تتجاوز مبدأ الاستقرار الوظيفي الى ما يسمى بمشكلة الانتاج.
وتعني مشكلة الانتاج ان النظام الرأسمالي العالمي قائم اساسا على تصريف ما ينتجه من خدمات وسلع ، لتكتمل الدورة الاقتصادية ويعود الربح والنفع على الجميع ، لكن احلال الرجل الالي مكان الموظف والعامل ، سينتج فجوة واتساع بين الاغنياء والفقراء ، مما يعني عدم عدالة توزيعية وبالتالي عدم وجود قوة شرائية ، فصاحب الشركة لن يدفع اجور للعاملين ، لانه وضع الرجل الالي مكانه ، مما يعني انتاج اكبر وتصريف اقل ، لأن هذا العامل اصبح مشردا ان جاز التعبير ، لانه بلا دخل يستطيع من خلالة شراء البضائع.
هناك علاقة طردية بين ارتفاع الفجوة بين الاغنياء والفقراء وارتفاع عدم القدرة الشرائية للمجتمع ، فالقدرة الشرائية تتجه نحو الانخفاض مع مرور الزمن ، بينما القادر على الشراء هي شريحة القلة ، وهم الاثرياء الذين يزدادون ثراء ، ينما المستهلكين المتبقيين وهم الاكثر بدرجات شاسعة سيصل بهم الامر الى فقدان اي قوة شرائية للمنتجات ، وهنا ، فإن هذا الامر يعني ببساطة ...الكساد ، اي فائض في الانتاج وغائض في الاستهلاك.
هناك تصور في المستقبل المتوسط يشير باحتمالية لاستبدال رجل الشرطة برجل آلي قادر على قراءة المشاعر الانسانية ، مما يعني قدرة اكبر للتعامل مع الشارع ، لكن بنفس الوقت ، يعني هذا الامر فقدان الشرطي الانسان لوظيفته ومصدر عيشه.
هناك تصور بأن لدولة الرفاه قدرة على التعامل مع مشكلة البطالة الناتجة عما سبق ، لكن في الحقيقة هذا ينطوي على تناقض في النظام ، لان استمرارية النظام مرهونة باكتمال دورته الاقتصادية.
ليس قطاع الشرطة هو المهدد بهذا الاحتلال ، بل هناك قطاعات كثيرة وواسعة ايضا مهددة ، مثل انتاج السيارات بشكل كامل ، قطاع انتاج الهواتف ، الجيوش ، التوصيل ، الخدمات ...الخ.
وليست كل القطاعات مهددة فقط ، بل ايضا تسارع التطور باتجاه تسريع لحظة وصولنا لهناك تتقلص ، وهي بتسارع مستمر ، ولن نستطيع خلالها التطور ، او التكيف حسب وجهة نظر النظرية الليبرالية التي تقرر ان الفارق بين الانسان والرجل الالي هو الابداع والابتكار مما يعني قدرة على المنافسة وبالتالي عدم الانقراض ، في حين الفن توفلر يتوقع ان الصدمة مقبلة لا محالة ، فالاتجاه يشير الى تقلص الحاجة للعمال لصالح الرجل الالي.



#محمد_خضر_خزعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية Counterfactual واشارة
- ارهاب الاسلام ... وقفة مع الارقام
- نظرية الاقمشاركة
- رأس المال والتفاوت العالمي
- ايمانويل والرشتاين والنظام العالمي الحديث
- التوسل في العقلية العربية
- حرب غزة بين الاهداف المعلنة وغير المعلنة:
- فقر ورق فكري :علم النفس بين الملحد والمؤمن:
- مشكلتك مع الاخر
- بين الحرب والسياسة ج1
- كيف استفادت ايران من علاقاتها مع دول اميركا الجنوبية
- القوة وانتقالها الى جهات غير رسمية :
- الخميني وبوليفار
- النكتة والسياسة
- مستقبل حسم النزاع ...في سوريا 1
- مستقبل حسم النزاع في سوريا:
- الكرامة عند المهدي المنجرة و الاستعمار الثقافي
- العمالة الوافدة :وكأس العالم ليس في قطر
- مستقبل الدولة الاسلامية في العراق والشام :
- مستقبل الدولة الاسلامية في العراق والشام


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد خضر خزعلي - تكنولوجيا وانتاج وقلق