أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - من فنتازيا الخراب ......سماوتومو















المزيد.....



من فنتازيا الخراب ......سماوتومو


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1312 - 2005 / 9 / 9 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث في أراضي جمهورية السماوة الاتحادية الفدرالية في الفترة الماضية جلب انتباه وكالات الأنباء وقنوات التلفاز الدولية والعربية وحسب ما يشاع فأن أجواء مدينة السماوة لا زالت محتقنة وملبدة بما ينذر بالكارثة بعد محاولات تظاهر لمرتين حصل فيهما إطلاق نار وذهب خلالهما ضحايا أبرياء من أهل السماوة.

((علق 16 عضوا" في مجلس محافظة المثنى عن العمل في اللجان وعدم حضور الاجتماعات جراء عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين وتغليب المصلحة الحزبية وعدم تجانس اعضاء المجلس .
واكد السيد قاسم جابر نائب رئيس المجلس في تصريح للمدى ان اعمال العنف التي راح ضحيتها الابرياء وتسارع تدهور الوضع الامني تتطلب الاستجابة لمطالب الجماهير باتخاذ قرار باقالة السيد المحافظ كونه المسؤول الاول عن الجهاز التنفيذي .))

أثر ورود الخبر أعلاه كُلفت من قبل وكالة الأنباء التي اعمل لديها كمراسل، للذهاب الى جمهورية العراق ومن ثم الى إقليم السماوة الاتحادي لاستطلاع الأمر وتقديم تقرير تفصيلي عن سبب تكرار تلك الأزمات.
في البداية انتابني الرعب وراودتني في أحلامي ولعدة مرات صورة جسدي الممزق ورأسي المبجل منخورا بعشرات الاطلاقات الصماء الباردة. شاهدت بفزع صورة عينيي الجاحظتين وهما تطالعان السماء ببلاهة الموت المحقق ورأسي المهشم المتدلي عند ساقية ماء آسن في ظهيرة صيف قائظ.
واجهت الأمر بغضب باديء ذي بدأ ولكني ومع مرور الأيام وسرعة وحرارة الاستعداد وإجراءات السفر الموجبة، حشدت في روحي حب الفضول واسترجعت شجاعتي وروح المغامرة التي تتملكني دائما والتي يشهد ليّ بها زملائي في المهنة.لمَ لا فربما سوف اخرج بروبرتاج صحفي يكون قنبلة مدوية في عالم التحقيقات .أوه منذ البداية سيطرت على ذهني لغة القنابل والاطلاقات النارية.
عند المعبر الحدودي على الجهة السورية من الحدود واجهت أول عائق مزعج ومتعب في رحلتي، فقد أوقفني الحاجز السوري لعدة ساعات وبإهمال ظاهر ووجوه عابسة وبدون أن يخبرني أحدهم عن السبب في ذلك وتركوني دون أن يوجهوا لي أية أسئلة. بعد أن تملكني الغضب والتذمر بالكامل وبان على جسدي الإنهاك جلست القرفصاء جوار باب غرفة الحرس. شعرت باني معتقل لديهم وليس غير ذلك. بعد كل تلك الساعات البغيضة تقدم نحوي شاب برتبة نقيب بسلطة الحدود وسلم عليَّ بصوت خافت جدا وكأنه لا يريد أن يسمعني كلمة ترحيب. سألني أن كنت ضجر، فضحكت ولكنه سارع وبادرني القول : لن تبقى طويلا... قليلا من المصاري للشباب وينفرج الموقف، وهناك أيضا أصدقاء عليك أن تنقلهم معك في السيارة هذا كل ما يراد منك. وافقت بعجالة وأنا أدس في يده مائة دولار وأنفذ دخانا كثيفا من سيجارتي والذي بدا وكأنه كان حبيسا في رئتي طيلة تلك الساعات.
صعدت بجانب سائق سيارتي الصامت والذي أُرسل معي من قبل الوكالة وصعد الى المقاعد الخلفية برشاقة وخفة ظاهرتين شابان أنيقان.وصلنا نقطة التفتيش في الجانب العراقي فطلب رجال الشرطة هناك جواز سفري وهويتي .عند مشاهدتهم للجواز والهوية وباج الوكالة المعلق فوق صدري وصدر السائق قالوا بصوت واحد : كَو مستر كَو....كَو ورحمة الله وبركاته. لم يطلبوا من الباقين جوازات السفر أوالهويات ولم يطلبوا مصاري للشباب.لذا بدأت أدخن سجارتي بشراهة ولذة فائقتين وأطالع أفق الصحراء الممتد أمامي والذي بدأ يبتلع في جوفه المفتوح سيارتنا المنطلقة بأقصى سرعتها.بعد ما يقارب الكيلومتر داخل الأراضي العراقية سمعت أحد الركاب ممن حملناهم معنا من المعبر السوري،سمعته يهمس بهاتفه النقال بتمتمة لم استطع فك رموزها رغم ما بذلته من جهد، ولكن بعد مضي ما يقارب العشرة كيلومترات توضح ليَ كل شيء وعرفت مغزى تلك المهاتفة السريعة التي قام بها الراكب الجالس خلف مقعدي.
سيارتان من نوع أوبل إحداهما بيضاء والأخرى بلون أزرق وسبعة من الملثمين اعترضوا طريق عجلتنا وأجبرونا على التوقف تحت تهديد السلاح. رغم محاولاتي تمالك الأعصاب فأن وجه سائقي المصفر وجسده الذي كان يختض بشكل ظاهر جعلاني أشعر بالخدر يسري في جسدي وبفقدان السيطرة على حركات عضلات وجهي وقدمي وأصابع يدي.هبط الراكبان من مقعد السيارة الخلفي وحشرا جسديهما بين مجموعة الملثمين وشاركا في طقوس التكبير والضحك والتهليل والقبلات المسموعة.
ـ أنهما صيد سمين ....
ـ لا.. دعهما يذهبان فقد قدما لنا اليوم خدمة جيدة.
أستلم سائقي إشارة الانطلاق فراحت السيارة تلهب الأرض. صمتت تماما دون أن انبس بحرف واحد فقد كنت في ذروة الذهول من الصدمة ولم اصحوا منها إلا عند حدود مدينة بغداد عند سيطرة للشرطة العراقية.
***
لم تكن ليلة المبيت في أرقى فنادق بغداد لتسعدني بقدر ما كانت عبارة عن حالة مقلقة ومرعبة لم تغمض فيها عيني غير دقائق معدودات. كانت إذني عبارة عن لاقط راداري لجميع الأصوات المترددة في ظلمة ليل العاصمة العراقية وعشت ساعات الليل أتنصت نباح الكلاب وضجيج العربات وانفلات عيارات نارية من مختلف أنواع الأسلحة.

جلس بالقرب مني ووضع قدح الشاي أمامه فوق المنضدة وبدأ الحديث بوجه باش وابتسامة عريضة ولغة إنكليزية سلسة وواضحة.
ـصباح الخير سيدي العزيز... أهلا بكم في بغداد...أنها المرة الأولى لكم في بغداد..أليس كذلك....نتمنى لكم طيب الإقامة...وكذلك تحقيق النجاح في المهمة التي جئتم من اجلها....أعتقد أنك بحاجة لمترجم يرافقك في مهمتك الصحفية.
اختصرت إجابتي وأنا أواجه سيل الكلمات الخارجة من هذا الفم الثرثار في هذا الصباح الثقيل والمتعب.
ـ شكرا فأنا أتكلم العربية.
أطلق ضحكة ضاجة وقحة وكأنها صرخة مبحوحة صادرة عن ممثل فاشل واثق من قدرته على إضحاك الجمهور.
ـ توقعت هذا.... والله العظيم عرفت هذا ...لم يخبرني به أحد ...قلبي يعلمني... حسنا.... ولكني أعتقد أنك توافقني دون تردد بأنك بحاجة لحماية ..أربعة يكفون ...أنهم أشداء وبسعر بخس بالرغم من أن ذلك يتعلق بنوع المهمة... إذا كنت في نية السفر الى المناطق الغربية أو الموصل أو المناطق المحيطة ببغداد فأنك تحتاج ما لا يقل عن ستة حراس شخصيين وهؤلاء أسعار أجرهم اليومي لن تقل عن الألفي دولار.... قلت لك أن ذلك يتعلق بنوع المهمة.
ـ إلا تظن أنك طرقت الباب الخطأ .....لست بحاجة لشيء ..فقط أريد أن أكمل فطوري واذهب الى الجحيم دون حمايتك ومترجميك.
ـ لمَ العصبية يا سيدي ..نحن فقط نعرض خدماتنا..... نحن لا نستحق غضبك أيها الصحفي الشاطر.. من أجل سلامتكم ليس إلا.....اشك أنك سوف تنجح دون معونتنا...طاب صباحك أيها الصحفي الذي أفزعته العاصفة يوم أمس عند الحدود.
أنتفض جسدي برعشة مكبوتة وشعرت بالقشعريرة وبالعرق البارد ينساب فوق عمودي الفقري عندما واجهت عينيه، فقد وردت صورة تلك العينين عبر خاطري وهما تنظران لي من خلف اللثام في ظهيرة البارحة عند الحاجز الذي أوقفنا عنده المسلحون.
***
قدمت لسيطرة الشرطة عند حدود مدينة السماوة ورقتيي وزارة الثقافة والداخلية وكانتا تحملان تعريف بشخصيتي ومهنتي وكذلك سائقي.
مازحني احدهم قائلا.
ـ كان يو سبيك انكلش .
فأجبته بلهجة عراقية
ـ لا والله شوية بس مكسر .فانطلقت ضحكاتنا جميعا وحصل الشرطي السائل على كفخة بريئة من صاحبه.
أذا كنت قد تركت بغداد وأنا ابحث عن تسمية مستخلصة من خلط ألوان قوس قزح لأطلقها على لون سماء وبيوت وشوارع بغداد فأصبت بمزاج سيء واعتقاد بأن لا لون هناك مطلقا يناسب مدينة بغداد، فالأصفر المغبر أو لون التراب أو شيء قريب من ذلك هو ما يلطخ وجه بغداد، ولكن أي لون يختاره المرء لوجه السماوة المليء بالأخاديد والخرائب وبفقر الدم المزمن.ضحكت في قرارة نفسي وأصابني نوع من الهوس المجنون وأنا أتملى بقلب كسير لوحة الفقر الممتدة أمامي. تذكرت تقرير متفائل أصدرته الأمم المتحدة كان يتحدث عن مهام ونوع المساعدة المرتقبة التي ستقدمها القوات اليابانية غير القتالية عند قدومها . ألتبس عليّ الأمر، فقد شاهدت وجوها لأهل السماوة بسحنات يابانية ولكنها ترتدي الزي العربي، العقال والكوفية المرقطة بالأسود وأيضا نساء بعيون لوزية وفم صغير دقيق مثل اليابانيات يجمعن المطال ويغسلن القدور عند مسناية الشط.
من الجائز أن تكون قلة النوم والسفر الطويل والتعب الشديد قد سبب لي بعض الهلوسة والالتباس في الصور والمشاهد. دعكت وجهي بقليل من الماء. شعرت بالفزع والقلق من تلك المشاعر التي كانت تنتابني. مشاعر غريبة طرأت على بالي فجأة وغيرت وقع الأحداث.احتدمت في خاطري صورتان أخذتا تنتزعاني عنوة من صحوتي وترمياني عنوة في تهويمة طويلة .مقارنة بين واقع جاد وصارم ووضع غير معقول أو فنتازيا هزل . أنظر للدمار أمامي فأحسه مثل شفرة زجاج حادة تسحبها يد خشنة وتمررها بثقل وبطأ شديدين فوق شغاف القلب، وخواطر وعيون تترقب الوجوه العابرة المبتسمة بسخاء وتلويحة لأطفال يثيرون غبار الشوارع وهم يلوحون بفرح عفوي ضاج لوجهي الأبله الشارد الذهن. ولكن كان هناك في البعيد صراخ فزع وضجيج موت وخراب ولكنه مكتوم أو بالأحرى خائف ومخنوق ولكنه حقيقي...حقيقي وواضح يتناوب على مسمعي مع كركرات أطفال وضحكات صبايا.هذا ما كنت أخشاه .أن أصاب بفنتازيا لوثة الخراب .
أيكون التحقيق الصحفي الذي سوف أنجزه عن السماوة مثل تلك الغرابة والمفارقة التي تتمتع بها المدينة بعد أن مر عليها ما يقارب الثلاثة أعوام وهي بعهدة جيش الإمبراطورية اليابانية.خرائب يديرها جيش أتى من أكثر بلدان العالم حضارة ومدنية وأعلى شؤا في عالم التقنيات.كان ذلك السؤال الملحاح ملهم لهلوستي أو لأسميها بالتحديد لوثتي التي تملكتني بالكامل.
لم ادع الوقت يمر فقد أجريت حديثا صحفيا جادا مع بعض الجنود اليابانيين الذين كانوا يتسوقون من السوق المسقف وسط المدينة. باغتهم وحاصرتهم بأسئلتي.كانت أسئلتي محددة تتعلق بفترة بقائهم وأمنياتهم وعن علاقتهم مع المواطن السماوي.إجاباتهم كانت مختصرة ومراوغة بعض الشيء وكأنما يتعمدون فيها التهرب من الإفصاح بأكثر مما مصرح لهم به. ومع هذا فقد كانت إجاباتهم ودودة تنم عن حميمية وأدب جمين ولكنها ابتعدت عما أردت الحصول عليه. فاجأني أحدهم عندما تكلم العربية مع بائع الفاكهة ولكنه رفض أن يتحدث العربية معي حين طلبت منه ذلك.أخبروني عن مشاريع كثيرة في نيتهم تقديمها لأهالي السماوة وحسب خطط موضوعة تنتظر مصادقة البرلمان الياباني.منها معمل ثلج جديد ومحطة كهرباء وجسر فوق الشط ومعمل للمهفات وعودان الشخاط والمكانيس وكراسي الجريد ومعامل يدوية لصناعة الجراغد والهاشميات والشيلات واليشامغ والعبي والعكَل وكذلك توسيع ساحة كرة القدم لتستوعب 200 ألف مشاهد ومحطة تلفزيون خاصة للأطفال تعرض فقط أفلام كارتون يابانية. وأسروني أيضا بما تنوي دائرة التطوير الذاتي للأعمار والتنمية في قيادة الجيش الياباني من بناء معملين ضخمين الأول لإنتاج الجراقيات أو ما يسمى الصعاديات والثاني لصناعة المشاحيف ومن خلال هذه المشاريع سوف تكون السماوة واحدة من أهم مدن العالم على قوائم اقتصاديات الصادرات والاكتفاء الذاتي. قال أحدهم بحماس بأنهم وضعوا تلك الخطط قبل أن يقرروا القدوم الى العراق وأن الحكومة اليابانية أعدت برنامج على مراحل لتوأمة مدينة السماوة مع مدينة هيروشيما لتشابههما في الكثير من الأوضاع خاصة في وضع مدينة السماوة الحالي بما يشبه منظر هيروشيما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أثر قصفها بالقنبلة الذرية.وقالوا أن السماوة ستكون في المستقبل العاجل في عداد المدن اليابانية وتنال ما تناله المدن اليابانية من عناية ورفاهية ولن نخفي عليك فقد أطلق على مدينة السماوة في الوثائق الرسمية اليابانية تسمية ( سماوتومو ) وأيضا فأن التسمية ذاتها متداولة اليوم في الشارع الياباني ويلذ للكثير من مواطني اليابان التحدث عن الأخوة أبناء وطننا الساكنين في البعيد في مدينة ( ريح الشمس الصفراء) وهي الترجمة الحرفية لكلمة ( سماوتومو ), الطلاب أيضا في مدارسنا وعند رفعة العلم يوم الخميس وكذلك في الأعياد الوطنية ينشدون الأغاني التي تمجد مدينة ريح الشمس الصفراء (سماوتومو ) وحين اكمل جملته تلك لمعت عيناه اللوزيتنان وسالت على خديه دمعة ساخنة فدس وجهه بين يديه وأجهش بقليل من البكاء ليفرج الكرب عن قلبه الصغير الأبيض الذي يشبه لون أسنانه البراقة. لكن أحد الجنود لم يكتم هواجسه وأفصح عن قلق فعلي من أن هناك محاولات من بعض دعاة الأقاليم الفدرالية لسحب محافظة السماوة من عهدة اليابان وعزلها عن الحضارة ووضعها في المجهول ،وحين سألته عما يقصده بالمجهول أمتنع وأشاح بوجهه بعيدا ولوح بيده بحركة دائرية فوق رأسه لم افقه كنهها.
لاحظت وأنا أدير الحديث مع الجنود اليابانيين أن هناك قليل من جلساء المقهى القريب كانوا ينظرون إلينا بريبة وعيون يتطاير منها الشرر وهناك علامات ضجر واضحة يبديها بعض المارة يقابلها أيضا ابتسامات من أخرين يقتربون منا محاولين الاستماع للحديث أو يطلقون كلمات المداعبة وأحيانا التحية بالإنكليزية أو اليابانية فيرد عليهم الجنود بالتحية اليابانية التقليدية حين يطبقوا باطن الكفين وينحنون مطأطئي الرأس ويردون بصوت خافت يشبه الهمس ( ماتاسو كوتمازا كاتسو تيو ) والتي تترجم الى العربية (والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) مثلما أخبروني.في نهاية اللقاء الصحفي ودعتهم وقد استغرق الوداع فترة ليست بالقصيرة، فكلما انحنيت فعل الجنود اليابانيون ذات الشيء،وعلى هل رنه أنعلس مني ما يقارب الربع ساعة ولم ينقذني من ذلك غير يد سائقي حين سحبني بقوة ودفعني نحو باب السيارة بعد أن أدرك الورطة التي وقعت فيها.
بمزاج سيئ ومعنويات نص نص قررت أن أتوجه للقاء محافظ المدينة السيد محمد الذي يتهم هذه الأيام بإصدار أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين في كلا المرتين اللتين خرج بهما بعض الأهالي احتجاجا على الأوضاع، والذي قرر بعدها مجلس المحافظة أقالته من منصبه، وبقيت هذه المسألة معلقة وتثار بين فترة وأخرى.كنت بعجالة من أمري فقررت أن يكون لقائي بالمحافظ هو أخر عمل أقوم به اليوم بعدها سوف أتناول بعض الطعام واخلد للراحة.
عند الباب وقف عشرة حراس يتأبطون السلاح ويراقبون حركة الناس بحذر ظاهر ولكنهم كانوا ودودين معي حين عرفوا مهمتي.فوق الدكة العلوية لباب الدار الأمامية تدلت مجموعة متشابكة من أسلاك بألوان مختلفة تنحدر بعشوائية من جذع نخلة ترتفع من جهة اليمين وسط حديقة مهملة بأرض سبخة عطشى. تنفرد شجرة ياس صغيرة منزوعة الأوراق بتوسط الجهة المجاورة للنافذة المطلة على الحديقة. بادئ الأمر ظننتها شجرة ياس ولكن حين اقتربت منها عرفت أنها عوسجة برية جلبت هنا بالخطأ أو أن الدار شيدت جوارها عنوة. ولم تسق تلك العوسجة بالماء سوى أيام المطر الممتنع دائما عن أرض محافظة المثنى.
جلست في غرفة الضيوف فوق بساط بعرض متر وبألوان زاهية يلتف بموازات جدران الغرفة التي تتوسطها زولية من القاشان الإيراني بألوان مبهرة.كانت فوق رأسي صورة ملونة دون إطار لأحد أئمة الشيعة يجلس القرفصاء وأمامه يرقد أسد صهور .صنوان للشجاعة ذاك ما فسره لي المحافظ بعد أن قرر أن يفتح قلبه ليَّ حسب قوله.
أنكر أن تكون المشاكل والمظاهرات التي وقعت في المدينة سببها الخلافات العشائرية بين آلبو حسن وآل زياد مثلما تقول بعض الأوساط المغرضة، ولم يكن السبب نزاع بين منظمة بدر التي ينتمي أليها مع خصومها. وأيضا على عكس ما يشاع فأن اليابانيين دائما يفضلونه على الجميع لأسباب لا يجد أن الوقت مناسب لإعلانها.أفاض في شرح سبب محاولات إقصائه عن منصبه، حيث أكد أن الأمر يعود الى نهاية عام 2004 حين شجع وساند إنشاء فرقة للإنشاد الوطني وحاول استباق الزمن والتهيئة لإعلان جمهورية السماوة الفدرالية الاتحادية وقد شارك شخصيا أعضاء تلك الفرقة في اختيار الأغاني والأناشيد التي قدمتها في الاحتفالات الرسمية والدينية. وقد لاقت الفرقة التشجيع والاستحسان بين أوساط الجماهير الشعبية في المحافظة وقدمت لها عدة عروض من الخارج وبالذات من شركة روتانا وشركة فوكس الأمريكية وكذلك شركة دمبك شلولو الإيرانية. ولكن الحس الوطني والالتزام الديني جعل الفرقة تفضل التفاعل مع المحيط المحلي وقبلت فقط عرض الشركة الإيرانية دون أن تتعرض لضغوط مني حسب ما يشاع.
وحسب ما قاله ايضا، فأنه وعند بداية عام 2005 أختار أغنية نجاة الصغيرة (سنتين ونا أحايل فيك ودموع العين تناديك .... يا سبب تعذيبي) أختار تلك الأغنية التي عشقها منذ الطفولة لتكون السلام الوطني لإقليم السماوة الفدرالي الاتحادي ولتقدمها فرقة الإنشاد حين يتم تسليم السيادة الى أبناء السماوة. ولكن أولاد المومسات (ترجمة حرفية ) لم يتركوا الأمر يمر بسلام فذهبوا الى الأمريكان ليحرضوهم ضدي وينسبون سبب اختياري لتلك الأغنية الى نوع من التهكم والتحريض ضد القوات الأمريكية وبان تلك الأغنية تأتي متزامنة مع مناسبة مرور سنتين على التحرير دون أن يتغير شيء وكل الخدمات ( حو ) والتخصيصات ( بح ). وكان عدم موافقة فرقة الإنشاد السماوية على قبول عرض شركة فوكس الأمريكية واحدا من أسباب التحريض وأنت يا سيدي تعرف دور الكارتلات والاحتكارات الدولية .قال ذلك وراح في نوبة بكاء سخية وعندها طرق سمعي نواح لمجموعة من النسوة كن يبكين في الغرفة المجاورة.وقال أيضا لقد حشدوا ضدي الشباب المراهق وهم مجاميع منفلتة من البريكية والحواسم والمكبسلين، أنها والله مؤامرة خبيثة لوقف التقدم والتحديث الذي عملنا بجهود جبارة من أجل أن يعم محافظة السماوة. فأنا أول من شجع الممارسات الديمقراطية حين طلبت من جميع العشائر أن تختار رايتها الخاصة وقدمت تبرع خاص مني كعربون صداقة وحسن نية لعشيرة آل زياد لشراء راياتهم، واستوردت الزناجيل والقامات الحديثة للمواكب الحسينية.أنني وسط أبنائي وأحبتي وشعبي ولن يستطيع كائن من كان إزاحتي من منصبي.
كانت تلك أخر جملة سمعتها من المحافظ وبعدها فقد استفقت وعلى ضوء شحيح لفانوس ربما بيع في ذات العهد الذي عثر فيه على مصباح علاء الدين.تحسست جسدي فوجدتني ممددا فوق ذات البساط يغطي جسدي دثار ثقيل وبجانبي رقد السائق الذي بدا في رقدته وكأنه يمت بصلة لمن سماهم القرآن بأهل الكهف.جلست أدخن بانتظار الفجر.أنهيت تدخين سجارتين ثم تملكني النعاس مرة أخرى فوضعت الغطاء فوق جسدي ومددت قامتي تحته مطمئن لنوم مريح تحت الحراسة المشددة حصلت عليه في بيت المحافظ.
ضجيج وقرقعة صحون وبكاء جوقة أطفال وأصوات نساء هذا ما أيقضني وبقيت أتنقل بعينيي بين صورة الأمام وأسده الصهور وبين صور أخرى لخيام تحترق ورأس مقطوع بعيون جاحظة ولكنها جميلة ومكحلة ومشعة بابتسامة حيوية بالرغم من الدم العبيط الذي يقطر من الرقبة المجزوزة والجسد المليء بأنصال السهام والرماح التي لم تترك منه قطعة فارغة .
بالرغم مما حوته مائدة الفطور من طعام فقد تناولت الشاي وقطعت بأسناني قطعة صغيرة من رغيف أبتلعتها بصعوبة. شكرت مضيفي وقبلته كعادة أهل السماوة في الوداع وقام المحافظ بإمساك كفي والاحتفاظ بها لفترة وهو يحثني بلغة متوددة أن أذكر ما قاله ليّ .أن أوصل صوته للعالم فوعدته خيرا وأنا أهم بصعود السيارة.
توجهت نحو وسط المدينة لأستطلع آراء الشباب حول الأحداث الأخيرة فوجدت جمهرة تربوا على عشرين شابا تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرون .كانوا يتحلقون حول بعضهم البعض ويتداولون بحديث لا يصح نقله عبر شبكات الأخبار غير العراقية.تدافعوا وهم يشاهدون السيارة تقترب منهم وقد دس البعض منهم أياديهم المرتبكة في جيوب ثيابهم الكالحة ودفعوا بعض التراب بإقدامهم ليثيروا الغبار الذي صنع غمامة عتمت ملامح الموقع. حين باغتتهم برغبتي لمعرفة المزيد عما جرى في المدينة من أحداث، وقد عرضت لهم سؤالي بمقدمة أشرت فيها لحديث الجنود اليابانيون والوعود حول مستقبل المدينة المشرق.
كان عرضي لمقدمة السؤال وكأنه قنبلة موقوتة انفجرت وسطنا. فقد تقافز الشباب واخذوا بالدوران حول بعضهم وهم يرددون الهتافات والهوسات النارية ضد الاستعمار والإمبريالية وشتموا أهل اليابان وروسيا وإيطاليا وأيضا موزمبيق والنيجر.أصابتني الحيرة وأنا اسمع أسمي النيجر وموزمبيق تساءلت باستغراب وبصوت عال لماذا ...لماذا النيجر وموزمتيق ...ما علاقة تلك البلدان بالموضوع.
رجاء الهدوء...لطفا لنتحدث.... يمكنكم قول ما تريدون فأنا قادم من أحد أهم وكالات الأنباء في العالم ...تستطيعون أسماع أصواتكم ونقل آراؤكم..بح صوتي وأستغرق مني ذلك فترة زمنية ليست بالقصيرة لحين ما استطعت إقناعهم بالهدوء وتداول الحديث.سألتهم باستغراب عن موضوعة النيجر وموزمبيق فأجابوني بشكل جماعي يخالطه ضجيج وضحك وصراخ ولكني وفي النهاية فهمت من كل ذلك اللغط أن النيجر وموزمبيق امتنعتا في عهد صدام عن تزويد العراق باليورانيوم ولولا ذلك لكانت الأمور غير ما عليه الآن، ولكانت أمريكا تقبل أيادينا وتتوسلنا لمصالحتها والتصدق عليها وعلى أعوانها.قالها ذلك الشاب ذو العين الواحدة بحرقة صاحبتها هزة عنيفة للرأس وضربات متتالية على الأرض المتربة من قدمه التي كانت تنتعل خفا كالح اللون يسمى حسب ما عرفت بالكَيوة. ثم تنحى جانبا بسرعة خاطفة وتناول شيء ما وضعه في فمه ثم أرتشف جرعة من صفيحة البيبسي التي كان يمسك بها.أغريته بورقة الخمسة دولارات حين طلبت منه أن ندخل السيارة لنتحدث على انفراد وبشيء من الهدوء بعيدا عن ضجيج الشباب، لكي لا نقاطع لهوهم البريء فوافق دون تردد داسا الدولارات بعجالة في جيب سروال كان يرتديه تحت ثوبه.
أعدت عليه مقدمة سؤالي وحدثته عن الوعود التي حدثني بها الجنود اليابانيون وتصوراتهم عن القادم من الأيام لوضع السماوة ومواطنيها.حك فروة رأسه وكان يطالع أصدقاءه الذين رجعوا لحالهم يلتفون حول بعضهم ويصدرون أصوات ترتفع أحيانا الى نوع من الصراخ والهرج.
قال بنبرة حازمة ضاما قبضته وملوحا بها في وجهي: مثل هذه المعامل وغيرها وطوبات القدم من نوع جوب لس وشورتات للفرق الرياضية وجسو للسباحة وعودان للأكل بدل الخواشيك وغير ذلك من الوعود لا تكفي لإخماد حماس وثورة وغضب الشباب السماوي في أراضي جمهورية المثنى الاتحادية الخالدة والواعدة.أننا لا نريد معمل نستعبد فيه ويسجن شبابنا طيلة الوقت دون أن يتمكنوا من أجراء فروض الشريعة. في الوقت الذي يتجه العالم للاستغناء عن الشخاط والمكانس والمهفات يريد اليابانيون وضعنا في اسفل قائمة الشعوب المتخلفة. والشباب هنا يقولون بصوت واحد يحمل حرارة وحيوية الشباب، يا سيدي أخبر العالم،أذكر ما أقوله لك بأمانة، فقضيتنا مغيبة وهناك من يحاول التعتيم عليها.....أنهم يعدونا فقط ..سوف يتركون مدينتنا على عجل لو قرر برلمانهم الانسحاب وهذا ما يترقبه جنود الحملة اليابانية هذه الأيام.... حين رفع شباب السماوة لافتتهم الكبيرة لا لليابان أو أخرج أخرج يا ياباني المترجمة عن (كوز ماتو طاي ماني يا ياباني ) وقدموا الضحايا من الشهداء، فأن السبب المباشر والخطر الذي استدعى خروج تلك التظاهرات لم يكن مشكلة سياسية أو تعاون بعض شخصيات مجلس المحافظة مع المحتل وتغليس بعضهم عن الشفط واللفط أوالمشاركة فيه. الموضوعة ليست كذلك وليس مثلما صورتها وسائل الأعلام بأنها خلاف عشائري أو رفض لسيطرة منظمة بدر، إنما السبب الرئيسي يتعلق بأقدام الحكومة اليابانية على عمل جبان وغادر أساء لتاريخ محافظة السماوة ووجه لها طعنة نجلاء وتم ذلك في ليلة مظلمة.لقد كانت مؤامرة بكامل الخسة والجبن.أنه الحقد الحضاري...تصور.... ونريد أن تنقل هذا الكلام عبر وكالة الأنباء التي تعمل لديها ومن خلالها الى جميع شعوب العالم المضطهدة ليطلعوا على ما فعله أهل اليابان من أثم وتعدي بحق مواطني السماوة.تصور أنهم انفردوا بجريمتهم دون علم أحد، ودون الرجوع أو إعلام الحكومة الفدرالية السماوية أو حتى حكومة الاتحاد الديمقراطي الفدرالي العراقي الموحد، وأخذ موافقتها للقيام بمثل هذا العمل الخسيس.لقد أقدم اليابانيون على سرقة أغنية ((نخل السماوة يكَول طرتني سمرة)) واتخذوها كسلام إمبراطوري لليابان بشكل قسري ومراوغ مع سبق الإصرار والترصد.أن ذلك يعد طعنة غدر واستخفاف بتاريخ وتراث هذه المدينة النبيلة. أن لدى شباب السماوة أدلة دامغة وشريط مصور لذلك العمل الغادر، ولذا فأنهم يقولون بحماس نادر وبصوت واحد لا لليابان شعبا وجيشا وحكومة...و المايصدك بينا خل يشاهد لعبة كرة القدم الأخيرة بين اليابان وإيران (قبل أقل من شهر ) حين عزف السلام الإمبراطوري وردد الجمهور الياباني كلمات الأغنية (تكما سماوتومو يكوما طركتمي سمراتومو....... سعفاتمي ذليتنما مابيتو تمراتمو ) والغريب والذي أستفزا وخرب أعصابنا أكثر وأكثر وهي الخربانة أصلا، مشاركة رفاقنا وشركائنا وأبناء عمومتنا من الرياضيين الإيرانيين وبتحريض من محافظ السماوة، في ترديد السلام الإمبراطوري بذات اللحن ولكن على طور مقام الدشت الإيراني المعروف الذي أجادته الراحلة الخالدة زهور حسين ولم تستطع كَوكَوش تأديته.
فجأة تغيرت سحنة الشاب وظهر على وجهه فزع شديد ثم أدار جسده بسرعة فائقة وفتح باب السيارة وهرب نحو مجموعته.عندها سمعت طرقا ثقيلا فوق زجاج النافذة التي كنت أسند أليها ظهري .استدرت فرأيت ثلاثة شبان يرتدون ملابس الشرطة.أسدلت زجاج النافذة ورحبت بهم فتلقيت الصمت ووجوه متجهمة تطالعني بشراسة.
ـ لقد تماديت بما فيه الكفاية دون أن تحصل على رخصة. نشك أنك سوف تنجح دون معونتنا...يجب أن تدرك أنك بحاجة ألينا دائما..... أيها الصحفي الذي أفزعته العاصفة قبل أيام عند الحدود.
***
حين جلست في غرفة الفندق في العاصمة الأردنية عمان لم أتذكر ما فعلته بالتحديد عند تلك اللحظة غير صرختي الهستيرية ورعبي الشديدين.لقد وجهت صرختي نحو سائقي مباشرة... أخرج بسرعة من هذه المدينة ....أخرج منها يا ملعون ......أتجه مباشرة الى الحدود دون توقف ....هذه المرة أتخذ طريق أخر ليس الطريق الذي جئنا منه...لا تناقش أسرع قبل أن نخرج من خراب الحاضر لنصبح في عداد الخراب الماضي.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن ينصركم الله فلا مانع لدينا
- طرق قديمة حديثة في العكرف لوي
- من حاول اغتيال مراسل قناة الفضائية العربية ـ جواد كاظم
- ليدافع المثقف العراقي عن بيته
- صدام بين سروالين
- دمشق إفلاس وتخبط سياسي يسبق الانهيار
- مسؤولية سوريا عن مصير السيد شاكر الدجيلي
- المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق واستحقاقات الم ...
- موكب عزاء السفارة مرة أخرى
- موكب عزاء السفارة
- محاربة الإرهاب بين التمنيات والواقع
- سوف انتخب قائمة الشجعان
- وثائق غير قابلة للعرض
- غواية التمرد الى أين...؟؟
- أيها الوزير الفهلوي أنت القاتل وليس غيرك
- وداعا صديقي سلمان شمسة
- تهنئة للحوار المتمدن
- قوى اليسار والعلمانية اسباب الضعف والتشتت
- الوزيرة بثينة شعبان والأسرى
- في انتظار دكتاتورية ولاية الفقيه


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - من فنتازيا الخراب ......سماوتومو