أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - احترام العالم لنا ولمقدساتنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا














المزيد.....

احترام العالم لنا ولمقدساتنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 21:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1- علينا ان نفرق بين ممارسات منعزلة يقوم بها أشخاص أوصحف ما ، كما هو الحال مع صحيفة شارلي إيبدو ورساميها ، وهي جريدة لا تتجتوز الـ 60000 نسخة في كل عدد تصدره، وممارسات إرهابية مؤسسة تنظيميا وثقافيا كما هو حال الإرهاب الذي يتم باسم الإسلام، حيث نجد الكثير من التنظيمات التي تتبناه وتمارسه في عالمنا العربي الإسلامي وتسعى إلى تدويله، منطلقة من ثقافة تدعو إليه وتملأ رؤوس الكثير من الشباب به ، ثقافة تنطلق من الكثير من المساجد ، ولها عدد هائل من رجال الدين البارزين الذين تسمع كلماتهم من قبل جمهور الشباب خاصة ، ومنطلقة أيضا من خلفية تاريخية فيها الكثير من تلك الممارسات الإرهابية والكثير من الفقهاء الذين يتبنونها، ومنطلقة ثالثا من واقع اجتماعي عربي إسلامي يملأ نفوس الناس فيه اليأس والعجز والتدين المفرط المغيب للعقول..
2- علينا أن نعي ايضا ان الإساءة إلى رسول الإسلام بالرسوم او بالكتابة لم تقع اليوم ومن جريدة شارلي إيبدو فقط، بل حدثت قبل اليوم وفي أزمنة مختلفة مثلما فعله أحد الرسامين في الدانمارك..إلخ..وأننا نحن المسلمين كنا نرد دائما بالمسيرات والمظاهرات الصاخبة من قبل جماهيرنا، وبالتهديد والوعيد من قبل تنظيماتنا الأصولية المتطرفة، وفي كل مرة كانت مظاهراتنا وتهديدات متطرفينا تلك تزيد في رقعة انتشار تلك الرسومات والكتابات أكثر، وتزيد كذلك في رقعة انتشار فوبيا الإسلام أكثر، وتخدم إسرائيل وحلفائها وأنظمة الاستبداد العربي أكثر..وها هو الهجوم الإرهابي القاتل على صحيفة شارلي إيبدو ينقلها من 60000 نسخة إلى الـ 05 ملايين نسخة، ومن لغة واحدة هي الفرنسية إلى لغات عديدة، ويزرع الخوف أكثر في نفوس الغربيين عموما ، ويعطي مصداقية أكثر لإسرائيل أمام الرأي العام العالمي، ويزيد في انتشار العداء العنصري للمسلمين في الغرب ، ويدفع إلى إصدار القوانين التي تسمح بمراقبتهم والحد من تحركاتهم..إلخ..وهاهي المظاهرات التي تحمل شعار الدفاع عن رسول الإسلام تنطلق مدوية صارخة في مختلف مدن عالمنا العربي الإسلامي مستنكرة تلك الرسومات لتزيد في انتشارها اكثر، ولتستغل من قبل البعض كوسيلة لإقناع الرأي العام الغربي بأن ثقافة الإرهاب متجذرة في هذا العالم العربي الإسلامي، خاصة وانها لم تحمل إلى جانب شعار ات الدفاع عن الرسول واستنكار الرسوم المسيئة إليه والتنديد براسميها شعارات منددة بالعملية الإرهابية التي راح ضحيتها العديد من صحفيي تلك الجريدة والعاملين فيها وثلاثة من الشرطة الفرنسية ..
3- علينا أن نعي ان حرية الرأي في الغرب خط أحمر لا يمكن المساس به، حتى وإن مستها بعض الاختلالات نتيجة ضغط بعض القوى المتنفذة إعلاميا وسياسيا، كاللوبي الصهيوني مثلا ، وأن ذلك الغرب يعي أيضا ان التنازل عن قيمة ما من قيمه المؤسسة لثقافته خضوعا لإرادة جهة ما ، سيؤدي حتما إلى التنازل عن قيمه الأخرى تدريجيا ، وهو مالا يقبل به أبدا، إدراكا منه بان تلك القيم تحققت نتيجة نضال طويل وتضحيات ضخمة، وانها هي الحامية لاستقراره الاجتماعي والبانية لحاضره ومستقبله، وانه بدونها سيتحول إلى النقيض مما هو عليه الآن..وهو ما يعني الاستجابة لما نريده منه..
4- علينا أن ندرك أيضا ان احترام الآخر / الغرب هنا لنا ولمقدساتنا لا يمكن ان يتحقق إلا من منطلق احترامنا لأنفسنا أولا ، والخروج مما نحن فيه وعليه من اوضاع وسلوكات مشينة، حيث الاستبداد الاجتماعي والسياسي هو الذي يسير أمورنا، وحيث العجز التام عن المساهمة في بناء حضارة اليوم، وحيث يغيب النضال والتنظيم في أوطاننا ، وحيث الفقر العقلي الرهيب الذي يجعل منا مستهلكين ماديا ما ينتجه ذلك الغرب، تابعين له في كل حاجاتنا المادية، ومستهلكين فكريا ثقافة الأسلاف التي تمتلئ بها مساجدنا التي تتواجد في كل حي وفي كل قرية من أحياء مدننا وقرانا، أو ثقافة ذلك الغرب نفسه التي تلوكها ألسنتنا دون ان يكون لها أي تأثير إيجابي على حياتنا في علاقتنا ببعضنا البعض أو بأعملنا او بأوقات تلك الأعمال..و..و..إلخ..وهو ما يعني انه علينا أن نعمل في أوطاننا البائسة هذه ،أولا وقبل كل شيء، على النضال من أجل إخراج الناس فيها من حال الرعايا الخاضعين إلى حال المواطنين المحترمين، ومن حال الفقر العقلي والجمود الإبداعي إلى حال التراكم المعرفي والاندفاع نحو الإبداع في شتى مجالاته، فكرا وعلما وفنا، ومن حال الاستبداد إلى حال الديمقراطية..إلخ..كما علينا ان نعيد النظر في الكثير مما ورثناه من فقه يتنافى وروح العصر وما وصلت إليه البشرية من حقوق إنسانية وتنظيمات مدنية وسياسية واجتماعية ، حتى نكون معاصرين فاعلين حقيقة ومساهمين من ثمة في بناء حضارة اليوم وأنسنتها اكثر، وإلا بقينا خارج التاريخ، وبقي ذلك الغرب يتعامل معنا كما يتعامل المصارعون مع الثيران في حلبات الصراع الثيرانية، كل مرة يرفعون في وجوهنا رسوماتهم او كلماتهم الحمراء فنندفع منفعلين هائجين نحوها والسيوف تخترق ظهورنا..والعالم يضحك علينا..
5- ماذا لو ان المشاركين في مسيرات اليوم توجهو بها نحو الأحياء والقرى لتنظيفها مما تراكم فيها من أوساخ، وجعلوا منها بداية لمسيرات أسبوعية تتوجه كل أسبوع لتقوم بحملات تنظيفية لتلك الأحياء والقرى؟
6- أساسا ، أساسا، علينا ان نناضل فكريا وسياسيا من أجل إبعاد الدين عن السياسة وجعله شأنا شخصيا يخضع للقناعة لا للوراثة الاجتماعية وضغوطها وضغوط الفقهاء وتحكمهم في عقول الناس ومشاعرهم..علينا أن نناضل من أجل منظومة تربوية تبنى على العقلانية بدل الإيديولوجية الدينية التي تتحكم فيها حاليا..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاهوية لي إلا الإنسان
- فأس الصمت تحفر قلبه
- البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟
- أضرحة تفتح فاه الصحراء
- من انا؟
- كيف يستعيد الوفاءَ إنسانُ حاضرنا العربي؟
- الموت
- احجار الغيم..صهيل النار
- رأي في أضحية العيد
- ثلج الحياة..نار الحب
- واقعنا العربي الإسلامي والداعشية
- كيف يكون الدين في الواقع ؟
- عن الثقافي السائد..عن الثقافي البديل ..
- رغم المتاهة..هناك أمل في الحياة
- عميقا في البئر يغوص الحلاج
- يرمى النار على جثته
- في المهب هنا صخرة للصدى
- نار فينيقية
- من المسؤول عما حدث ويحدث في غزة؟
- ما فعلته الغريزة الجنسية وحوريات الجنة في قطعان الذكور العرب ...


المزيد.....




- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - احترام العالم لنا ولمقدساتنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا